الفاشية (مترجم)

ما هي؟ وما هي أبرز الحركات الفاشية؟

الفاشية هي عبارة عن أيدولوجية سياسية وحركة جمهورية هيمنت على أجزاء كثيرة من وسط وجنوب وشرق أوروبا بين عامي 1919 و1945، وكان لها أيضًا أتباع في أوروبا الغربية والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا واليابان وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وقد اتخذ بينيتو موسولوني، وهو أول زعيم فاشية في أوروبا، اسمَ حزبه من الكلمة اللاتينية Fasces والتي تشير إلى قضبان من شجر الدردار أو قضبان البتولا (والتي عادة ما تحتوي على فأس) وتستخدم كرمز للسلطة العقابية في روما القديمة.

وعلى الرغم من اختلاف الأحزاب والحركات الفاشية عن بعضها البعض إلا أن لها خصائص مشتركة كثيرة بما في ذلك القومية العسكرية المتطرفة، والاحتقار للديموقراطية الانتخابية، والليبرالية السياسية والثقافية، وإيمانهم بالتسلسل الهرمي والاجتماعي الطبيعي، وحكم النخبة، وأخيرًا رغبتهم في خلق (volksgemeinschaft) وهي كلمة ألمانية بمعنى “المجتمع الوطني”، بحيث تخضع المصالح الفردية جميعها لتحقيق الخير للمجتمع.

وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، انهارت جميع الأحزاب الفاشية الأوروبية الرئيسة في بعض الدول. حيث تم حظرها في إيطاليا وألمانيا الغربية. إلا أنه ابتداءً من أواخر الأربعينيات أُسست العديد من الأحزاب والحركات الفاشية التوجُّهية في أوروبا وكذلك في أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا.
وعلى الرغم من أن بعض المجموعات الأوروبية “الفاشية” اجتذبت عددًا كبيرًا من الأتباع، خاصة في إيطاليا وفرنسا، إلا أنه لم يكن لأي منها تأثير كبير كالأحزاب الفاشية الرئيسة في فترة ما بين الحربين.

الفاشية الوطنية…

استلمت الأحزاب والحركات الفاشية السلطة في العديد من البلدان بين عامي 1922 و1945: الحزب الوطني الفاشي partito Nazionale Fascita في إيطاليا، بقيادة موسولوني، حزب العمال الاشتراكي الوطني الألماني، أو ما يسمى بالحزب النازي Nationalsozialistische) Deutsche Arbeiterpartei) بقيادة أدولف هتلر، ممثلًا بذلك حركته القومية الاشتراكية،  جبهة “أرض الإباء” ‘’Vaterlandische Front’’ في النمسا، بقيادة انغبرت دولفوس وتدعمها قوة الدفاع الرئيسة  ’Heimwehr’’، وهي منظمة شبه عسكرية يمينية رئيسية. الاتحاد الوطني ‘’Uniao Nacional’’ في البرتغال، بقيادة أنطونيو دي أوليفيرا سالازار (الذي أصبح فاشيًاً بعد عام 1936)؛ حزب المؤمنين الأحرار ‘’Elefterofronoi’’ في اليونان، بقيادة (Loannis Metaxas)؛ حركة (Ustasa) في كرواتيا، والتي تعني التمرد، وقد كانت بقيادة (Ante Pavelio’)، الاتحاد الوطني أو ما يسمى بـ ‘’Nasjonal Samling’’ في النرويج، والذي تسلم السلطة لمدة أسبوع فقط على الرغم من أن زعيمه فيدكون كويزلينج أصبح لاحقًا رئيسًا للوزراء تحت الاحتلال الألماني، وأخيرًا الدكتاتورية العسكرية للأدميرال توجو هيدكي في اليابان.

الحركة الفاشية في إسبانيا “Phalanx”

أسسها خوسيه أنطونيو بريمو دي ريفيرا عام ١٩٣٣، والتي لم تصل إلى السلطة أبدًا، إلا أن العديد من أعضائها اكتسب الديكتاتورية العسكرية في فرانشيسكو فرانكو، والتي أظهرت العديد من الخصائص الفاشية.
وحركة لفالانغا المعادية للسامية في بولندا، بقيادة بوليسلاف بياسيكي، والذي كان مؤثرًا ولكنه لم يتمكن من قلب نظام جوزيف بيوسودسكي المحافظ.
بالإضافة إلى حركة (Vihtori Kosola Lapua )في فنلندا التي نظمت انقلابًا في عام 1932 إلا أنه تم التحقق منها من قبل المحافظين المدعومين من قبل الجيش.

إعلان

وقد تم قمع حزب صليب السهم (Nyilaskeresztes Párt) في هنغاريا، بقيادة (Ferenc Szálasi) من قبل النظام المحافظ لـ (Miklós Horthy) حتى عام 1944، عندما كان (Szálasi) حاكم الدمية (حاكم صُوريّ) تحت سلطة الاحتلال الألماني.

وفي رومانيا، تم حل الحرس الحديدي (Garda de Fier) الذي يُطلق عليه أيضًا اسم رابطة الدفاع المسيحي، وجيش رئيس الملائكة ميخائيل، ورابطة “All for the Fatherland” بقيادة (Corneliu Codreanu) من قبل النظام الديكتاتوري للملك كارول الثاني في عام 1938.

وفي عام 1939، تم القبض على (Codreanu) والعديد من الفيالق التابعة له “وتم إطلاق النار عليهم أثناء محاولة الهرب.”
وبعدها في عام 1940، ظهرت بقايا من الحرس الحديد لتقاسم السلطة ولكن تم سحقهم في نهاية المطاف من قبل المحافظين الرومانيين في فبراير 1941.

الحركات الفاشية في فرنسا

في فرنسا، تم تأسيس (Cross of Fire“ (Croix de Feu“ مجددًا، والذي أعيدت تسميته لاحقًا بالحزب الاجتماعي الفرنسي (Parti Social Français) بقيادة العقيد (François de La Rocque)، وقد كان الحزب الأكبر والأسرع نموًا على اليمين الفرنسي بين عامي 1936 و 1938.
وقد كان أكبر من الأحزاب الشيوعية والاشتراكية الفرنسية مجتمعة وذلك في عام ١٩٣٧ (حيث يقدر أحد الباحثين عضويتها بين 700،000 و 1.2 مليون)، وبحلول عام 1939 شمل حوالي 3000 من رؤساء البلديات، وحوالي 1000 من أعضاء المجالس البلدية، و12 نائبًا برلمانيًا.

أمّا بالنسبة للحركات الفاشية الأخرى في فرنسا فقد شملت حركة (Faisceau) قصيرة الأمد (1925-1928) بقيادة (Georges Valois)، وحركة the) Young Patriots)(Jeunesses Patriotes) بقيادة (PierreTaittinger)، والتضامن الفرنسي (Solidarité Française)، الذي تم إنشاؤه وتمويله من قبل فرانسو كوتي وتولى قيادته جان رينو، وفرانكس (فرانسيستس) بقيادة مارسيل بوكارد. والحزب الشعبي الفرنسي (Parti Populaire Françaist) بقيادة جاك دوريو، والعمل الفرنسي (Action Française) بقيادة (Charles Maurras).

وبعد الغزو الألماني في عام 1940، خدم عدد من الفاشيين الفرنسيين في نظام فيشي المارشال لفيليب بيتان.

حركات فاشية أخرى..

كان للاتحاد البريطاني للفاشيين الذي كان بقيادة أوزوالد موسلي نحو 50 ألف عضو. أمّا في بلجيكا، فقد فاز الحزب الراديكسي، بقيادة ليون ديغريل، بنحو 10% من مقاعد البرلمان في عام 1936. وقد تأسست المنظمات الفاشية الروسية من قبل المنفيين في مانشوريا والولايات المتحدة وأماكن أخرى. حيث كان أكبر هذه المجموعات الحزب الروسي الفاشي (VFP) بقيادة (Konstantin Rodzaevsky) ومنظمة الفاشية الروسية (VFO) بقيادة (Anastasy Vonsiatsky).

أما خارج أوروبا، فقد كان الدعم الشعبي للفاشية أكبر في جنوب أفريقيا والشرق الأوسط. حيث تأسست العديد من الجماعات الفاشية في جنوب أفريقيا بعد عام 1932، بما في ذلك الحركة الاشتراكية الوطنية للأمم وجماعتها المنشقة، حركة فاشيون جنوب أفريقيا والحزب الوطني الديمقراطي في جنوب أفريقيا، المعروف باسم (Blackshirts) وحزب “Ox-Wagon Sentinel” الموالي لألمانيا (Ossewabrandwag).
وبحلول عام 1939، كان هنالك مالا يقل عن سبع حركات “shirt” عربية، بما في ذلك حزب الشعب السوري، والمعروف أيضًا بالحزب السوري القومي الاشتراكي. حركة “فتوة” العراقية وحركة “صغار مصر”، وتسمى أيضًا بالقميص الأخضر.

وبعد حادثة موكدين والغزو الأوسع لمناشورية من قبل القوات اليابانية في عام 1931، تم تشكيل العديد من الجمعيات الوطنية الفاشيّة في الصين. وقد شكلت كبرى هذه المجموعات “القمصان الزرقاء” تحالفًا مع حزب الشعب الكومينتانغ (Kuomintang) تحت حكم شيانغ كاي شيك. وبأمرٍ من تشيانغ في عام 1934، تم وضع “القمصان الزرقاء” مؤقتًا في مجال التلقين السياسي في الجيش مع امتلاكها سيطرة محدودة على نظامها التعليمي.

وقد كان لدى الفاشية الأوروبية عدد من الممثلين في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك (Nacis)، التي تم تأسيسها في شيلي من قبل خورخي غونزاليس فون ماريز، القمصان الذهبية، التي أسسها نيكولاس رودريغيز في المكسيك، والاتحاد الثوري (Unión Revolucionaria) بقيادة الديكتاتور البيرو لويس سانشيز سيرو. وقد تم قمع حزب العمل البرازيلي المتكامل (Ação Integralista Brasileira)، الذي كان يضم نحو 200000 عضو في منتصف الثلاثينيات، من قبل الحكومة البرازيلية في عام 1938 بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي الولايات المتحدة، ظهرت منظمة “كو كلوكس كلان”، وهي منظمة عرقية بيضاء تأسست في نهاية الحرب الأهلية وتم إحياؤها عام 1915. وقد أظهرت هذه الحركة بعضًا من الخصائص الفاشية. وواحد من فروعها: الفيلق الأسود، حيث كان لديه حوالي 60،000 عضو في أوائل ١٩٣٠ وارتكب العديد من أعمال الحرق والتفجير. وفي عام 1930 بدأ الكاهن الكاثوليكي تشارلز إي كوغلين البث الإذاعي الوطني ليبدأ خطاباته المتعلقة بالمواضيع السياسية والاقتصادية، بحيث أصبحت محادثاته معادية للديموقراطية ومعادية للسامية، كما فعلت مجلة “العدالة الاجتماعية” التي أسسها.

وبعد أن فشل في الفوز بالرئاسة الأمريكية عام 1936، أصبح كوغلين مدافعًا عن هتلر وموسوليني وفرانكو. وفي عام 1942، مُنعت مجلة “العدالة الاجتماعية” من الرسائل الأمريكية بسبب انتهاك قانون التجسس، وفي نفس العام أمرت الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية Coughlin بوقف بثه. وأخيرًا الفرقة الألمانية-الأمريكية الموالية للنازية، والتي تأسست عام 1933. حيث أقامت تدريبات عسكرية ومظاهرات جماهيرية إلى أن تم تفكيكها مع دخول الولايات المتحدة في الحرب عام 1941.

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

تدقيق لغوي: ندى حمدي

ترجمة: بيلسان طارق

اترك تعليقا