هل الديناصورات ما تزال حية؟ قد يكون هذا ممكنًا!

 

تخيّل أنّك تسير يومًا في غابة نائية في عام 2018 وإذ بديناصور يهاجمك!
للوهلة الأولى قد تظنّ نفسك في حلم أو في أحد أفلام هوليوود، ولكنّك لو كنت بايولوجيًا فستعرف أنّك اكتشفت ما يُعرف بـ الأحافير الحية
الأحافير الحية هو مصطلح ظهر لأوّل مرة بعد اكتشاف أنّ نوع سمكة الـ(السيلكانث أو coelacanth)؛ نوع حيّ يرزق في أعماق المحيط بعد أن كان يُظنّ أنّها انقرضت قبل 70 مليون عام تقريبًا.. 
إنّ هذا الحدث كان حرفيًا بمثابة لقاء ديناصور في عصرنا الحالي. وقد تكرّرت هذة الحالة مع أحد أسلاف أسماك القرش الذي وُجد أنه ما تزال فصيلة منه تعيش حتى اليوم بعد أن كان يُعتقد أنه انقرض منذ 80 مليون عام.
فكيف لهذه الأنواع أن تتطوّر بعض سلالاتها لأنواع أخرى كليًا والبعض الآخر لا يتطوّر أبدًا لزمانية قد تصل لـ2 مليار عام، كما حصل مع أحد أنواع البكتيريا أيضًا؟
بعد تكرّر حالة الأحافير الحية ثلاث مرات في كل التاريخ الطبيعي- أي هي حالة شديدة الندرة ولكنها موجودة وبالتالي ممكنة- فالسؤال الملحّ كيف لم تتطور أو لم تنقرض؟ فأسماك القرش تطوّرت ولكنّ أحد أسلافها لم ينقرض. وسمكة السيلكانث تطوّرت من سلالات معروفة، ولكن كيف توقّف تطوّرها كلّ هذة الملايين من السنين؟

إنّ أول من أجاب على هذا السؤال هو دارون، وقد أثبت كلامَه د.ويليام شوبف؛ بروفيسور علوم الارض والكواكب من جامعة كاليفورنيا.
يقول دارون، باختصار، أنه إن كان لدينا تجمّعًا أحيائيًّا؛ طيور مثلًا، وهاجرت مجموعة منه لبيئة أخرى فسوف تتطور هذه المجموعة بشكل منفصل عن الأصلية، أي عن سلفها. وبالتالي، إن كانت المجموعة الأصلية متأقلمة ومتناغمة مع بيئتها الأصلية فلن تتطوّر أما التي هاجرت فستصبح نوعًا جديدًا. والسبب هو أنّ البيئة تعمل كالمصفاة (مصفاة للصفات الوراثية وليست هي سبب الطفرات بل هي التي تقرّر أي الصفات ستبقى وأيها سيزول)، وسأعطي مثالًا أقرب (للتقريب فقط):

كلّ فرد منّا يولد وهو يحمل 55 طفرة مختلفة عن أبويه، بحسب مجلة نيتشر؛ وبالتالي، أنت مختلف عن أخيك الذي من المفترض أنّه يحمل نسخة طبق الأصل من الـDNA خاصتك، ولكنّه يحمل طفراته الخاصة به أيضًا.. لهذا أنتما مختلفان، وأنت ستورّث هذه الصفات الخاصة فيك لأولادك الذين سيحملون صفاتهم الخاصة أيضًا وهكذا.. وخلال عشرين جيل فقط سوف يحصل الفرد على 1000 صفة وراثية مختلفة عن الجدّ الأول (الذي هو أنت)، أي أنّ الاختلاف بدأ يصبح كبيرًا.
الآن، إن كانت بيئتكم لا تناسب هذه الألف صفة الجديدة، بل تناسب صفات الجدّ الأول (أنت) أكثر، فلن يستطيع هذا الحفيد أن يمرّر صفاته لسلالات كثيرة؛ لأن سلالاته ستزداد اختلافًا عن البيئة وستنقرض مع الوقت، بينما لن يبقى سوى الذي يحمل صفات أقرب من صفاتك أنت، أي من يشبهوك فقط. وهكذا، يحافظ الانتخاب الطبيعي على توازن الصفات الوراثية بمرور الزمان الطويل حصرًا.
بينما لو هاجر هذا الحفيد لبيئة أخرى تناسبه أكثر فسوف يكمل تطوّره بشكل منفصل عن جماعته الأصلية في البيئة الأولى، وبالتالي سيتطور بشكل منفصل دون شرط انقراض الجماعة الأصلية.
وقد أثبت هذا ويليام شوبف في بحثه عندما درس بيئة بكتيريا لم تتطوّر لملياريّ عام كاملين، ووجد أنها نفس بيئتها الأصلية فعلًا، ولم تتغير طوال تلك المدة. وسُمّيت هذة الحالة بـ “السكون التطوّري” Null Hypothesis. وهي حالة شديدة الندرة تحدث عندما لا تتغير بيئة النوع لملايين السنين ويكون هذا النوع منسجمًا مع بيئته.
فإن هاجرت سلالات منه لبيئات أخرى فستتطور بشكل منفصل عنه مع بقاء هذا النوع (سلفها الأصليّ) حيًّا يُرزق.

وبالتالي ليس التطور هو شرط الانقراض؛ فقد تتطور الأنواع بشكل منفصل عن أسلافها، وتبقى أسلافها على قيد الحياة بشرط ألا تتغير بيئة الأسلاف، وهذا شديد الندرة (عدم تغيّر شروط البيئة) إذا ما قسناه على ملايين السنين.
 

إعلان

مصدر أسلاف أسماك القرش مقال عن البحث
اترك تعليقا