رواية پوليانا: لُعْبَةُ السَّعَادَة

بعد قرنٍ من نَشْر “رواية پوليانا”، تُقدِّم لنا هذه الرِّواية تَعْوِيذَةً مُتاحة لهَوَس السَّعادَة الحَدِيث [1]

“رواية پوليانا (1913) هي الرِّوَايَة الثانية للمؤلِّفة الأمريكيَّة إليانور إتش بورتر (1868-1921). كان الكِتاب ناجحًا للغاية حتّى أنّهُ تصدَّرَ قائمة الكُتُب الأكثر مبيعًا من كُتُب النَّاشِئين، وبعد سنتين قامت الكَاتِبة بورتر بكتابة تَتِمَّة تحمل عُنْوَان پوليانا تكبر(1915).

في السّنوَات التي أعقبت نَشْرها، بَعَثَتْ رواية پوليانا الأمل في سَنوَات الحَرْب العالميَّة الأولى المُضْطَرِبَة، واستمرت في جذب المُخيَّلة الوطنيَّة طوال القرن العشرين. بعد وفاة (بورتر)، تمّت كتابة أحد عَشْر “كتاباً سعيدًا” تظهر فيها البطلة كشخصية رئيسة، ولا سِيَّما على يَدّ الكاتِبتَيْن الخفيّتَيْن (إليزابيث بورتون) و (هارييت لوميس سميث).

وقد تَمّ تحويل الكِتاب إلى فيلمٍ سينمائيٍّ عِدَّة مرَّات، وقامت أجيال مختلفة بإعادة تفسير بطلة بورتر المُشرقة لأنفسهم، ومن بين هذه الأفلام فيلم صامت من بطولة ماري بيكفورد (1920)، وفيلم ديزني (1960) الحاصِل على جائزة الأوسكار التي ذهبت لبَطَلَة الفيلم هايلي ميلز.

 ومن بين التَّرْجَمَات الأخيرة لـ “رواية پوليانا” سلسلة أنيمي يابانية من إخراج كوزو كوسوبا (1986)، والتي تُظهِر كيف أنّ جاذبية “پوليانا” انتشرت خارج حدود الوطن، ولم يَكْتَفِ بعض المُعْجَبين بإبقاء تفاؤل پوليانا في عالَم الخيال، بل قاموا بتشكيل (أندية السّعادة) لمُمارَسة نظرتها للحياة، وكان أحدها موجودًا في دنفر في كولورادو في أواخر سنة 2008.

صعدت “پوليانا” إلى مكانتها كشَخْصِيَّة خيَاليَّة لتصبح شَخْصِيَّة مُميَّزة. في عام 1921، دخل مصطلح [پوليانا Pollyanna] إلى قاموس (ميريام وبستر) مصحوبًا بالتعريف الآتي:

إعلان

  • پوليانا: شَخْصٌ يَتَمَيَّزُ بِتَفَاؤُلٍ لا يُمْكِنُ كَبْتُهُ ويَمِيلُ إلى إِيجَادِ الخَيْرِ في كُلِّ شَيْء. [2]

في الوقت الذي قامت فيه بَطَلَة بورتر الأصليَّة بالموازنة بين النَّظَر إلى العالَم بنظَّاراتٍ ورديَّة مع القيام بأفعالٍ جيِّدة عمليَّة حسَّنَتْ من حياة الآخرين، إلّا أنّهُ مع مُرور الوقت، باتَ ينطوي مُصطلح “پوليانا” على الازْدِرَاء، فقد أصبح يُشير إلى شَخْصِيَّةٍ غير عمليَّة وسلبيَّة تتجاهل الحقيقة القاسية في سبيل إبراز صورة الواقع الذي يفضِّلونه.

مُلَخَّصُ الحَبْكَة

بعد وفاة والدها القِسِّيس، تُغادِر اليَتِيمة پوليانا ويتير البالغة من العمر 11 عامًا البَلْدَة الغربيَّة التي نشأت فيها لتتَّجِه شرقًا إلى بِلْدِنغزڤِل في ولاية ڤيرمونت، لكي تَعِيش مع أخت والدتها المتوفَّاة پولي هارينغتن. الآنسة پولي تبلغ من العمر 40 عامًا، عَزْبَاء وتَعِيسَة من بعد هُروب أختها الكُبرى مع والد پوليانا و تَرْكِها حبيبها المجهول. الآنسة پولي غير متحمِّسة بشأن تبنّي پوليانا، لكنّها تعتبر القيام بذلك من واجبها الأخلاقيّ.

على الرّغم من أنّ پوليانا تصل إلى بِلْدِنغزڤِل وهي في حالة حُزنٍ شديد، إلّا أنّها توَّاقة إلى الاستفادة إلى أقصى حدٍّ من حياتها الجديدة. كانت تنظُر إلى الأمور المزعجة بنظرة تفاؤُلٍ، كأَنْ عندما مُنِحَتْ عُلّيّة صغيرة رثّة غرفةً لها في منزلٍ كبير، فقرَّرت أن تُعرِّف كلّ مَنْ حولها بـ “لُعْبَة السّعادة”.

وبَعْدَ دَقَائِقَ قَلِيلَةٍ صَاحَتْ پوليانا صَيْحَةَ فَرَحٍ قُرْبَ إِحْدَى النَّوَافِذِ وصَفَّقَتْ بِيَدَيْها بِمَرَحٍ: “لَمْ أَرَ هَذَا مِنْ قَبْلُ يا نانسي”، وتَنَهَّدَتْ، اُنْظُرِي إِلَى البَعِيدِ هُنَاك، إِلَى هَذِهِ الأَشْجَارِ والبُيُوتِ وبُرْجِ الكَنِيسَةِ الجَمِيلِ ذَاكَ، والنَّهْرُ يَلْمَعُ مِثْلَ الفِضَّةِ. حَسَنٌ يا نانسي لا يَحْتَاجُ المَرْءُ إِلَى لَوْحَاتٍ بِوُجُودِ هَذَا المَنْظَرِ. إِنَّنِي فِي غَايَةِ السَّعَادَةِ الآنَ لِأَنَّهَا أَسْكَنَتْنِي هَذِهِ.

36|[3]

وَرِثَتْ پوليانا لُعْبَة السّعادة عن أبيها، وهي ببساطة عبارة عن إيجاد الأفضل في كلّ موقف. بدأت اللُّعْبَة عندما قام والد پوليانا بتشجعيها على أن تكون مُمتنَّة لتلقّيها عُكّازين من صندوق تبرُّعات للمَعُونات التّبشيريَّة بدلًا من الدُّمية التي أرداتها، مع أنّها لم تكن بحاجة للعُكّازين.

بِفَضْل موقفها الإيجابيّ الذي لا يَنْضَب، تنتصِر پوليانا على أكثر المُتذمِّرين الأسطوريِّين في بَلْدَة بِلْدِنغزڤِل، بمن فيهم السَّيِّد پندلتون العجوز البائس والمريضة الشّكَّاءة السَّيِّدة سنو. كما تمكَّنت من تحسين مزاج خالتها پولي بصورةٍ تدريجيَّة على الرّغم من أنّها لا تستطيع أن تلعب معها لُعْبَة السّعادة، لأنّ الخالة پولي ترفُض سماع أيّ شيء يتعلَّق بوالد پوليانا.

وتشمل أعمال پوليانا الطَيِّبة محاولة العُثُور على منزلٍ لليَتِيم جيمي بِن والقيام باستدعاء الطّبيب تشلْتُن لمّا كُسِرَت ساق السَّيِّد پندلتون. عندما تزور السَّيِّد پندلتون وهو على فراش المرض، تعرف المزيد عنه، ويُخبرها أنّها مصدر سعادته الوحيد، ولفترة من الزّمن، تشكّ پوليانا في أن يكون السَّيِّد پندلتون العاشق السَّابق لخالتها پولي. حتى أنّ پندلتون يطلُب من پوليانا أن تأتي وتَعيش معه بصفتها طفلتهُ المتبنَّاة، ويُصارحها بأنّها لم تَكُن پولي الّتي سعى إليها، وإنّما والدتها، التي رفضتهُ حينذاك من أجل السَّيِّد ويتير.

تشعر پوليانا بأنّها لا تستطيع الذّهاب مع السَّيِّد پندلتون والعَيْش معهُ بسبب ولائها للخالة پولي، وتتعرَّف پوليانا أيضًا على الطّبيب تشلْتُن وتجد أنّهُ وحيدٌ مثل السَّيِّد پندلتون، وهو أيضًا لديهِ امرأة مولعٌ بها. كما أنّها تكتشف أنّ الخالة پولي ليس بمقدورها أن تسمع عن الطّبيب تشلْتُن، بينما الطّبيب تشلْتُن يبدو وقورًا على نحوٍ غامضٍ عندما رأى الخالة پولي من النَّافذة وبَدَتْ جميلة.

يتِمّ وضع تفاؤل پوليانا تحت الاختبار عندما تدهسها سيَّارة، وبعد فترةٍ من النّقاهة، تبقى پوليانا غير قادرةٍ على تحريك ساقيها، فتستعين الخالة پولي بطبيبٍ أخصائيٍّ من نيويورك. فالخالة پولي لن تسمح للطّبيب تشلْتُن بالحضور أبدًا، على الرّغم من أنّ پوليانا طلبت منها ذلك. تسمع پوليانا الأخصائيّ وهو يُخبر الخالة پولي بأنها لن تمشي ثانيةً، وتنهارُ البَلْدة بأكملها لهذا، وبينما تشعر پوليانا بالامتنان لدعمهم واهتمامهم، فإنّها تشعر أيضًا بأنّ أيّامها السّعيدة قد أصبحت وراءها.

“أَعْلَم، هَذَا يَبْدُو شَبِيهًا بِالأُمُورِ الَّتِي اِعْتَادَ أَبِي قَوْلَها”. تَلَعْثَمَتْ پوليانا وهي تَطْرِفُ لِتُبْعِدَ الدُّمُوعَ،
“قَالَ إِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ شَيْئًا قَدْ يَكُونُ أَسْوَأ، لَكِنِّي أَحْسُبُهُ لَمْ يَسْمَعْ قَطُّ أَنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ المَشْيَ ثَانِيَةً. لا أَرَى كَيْفَ يُمْكِنُ أيُّ شَيْءٍ أَسْوَأ مِنْ هَذَا، هَلْ تَعْرِفِين؟” 232|[4]

سَمِعَ جيمي بِن، الذي تبنَّاهُ السَّيِّد پندلتون، الأخير في محادثة لهُ مع الطّبيب تشلْتُن، يحثُّ فيها الطّبيب تشلْتُن السَّيِّد پندلتون على محاولة الحصول على إِذْن من الآنسة پولي لزيارة پوليانا، لأنّ صديقهُ الجامعيّ ساعد مرضى مثلها على المشي مرَّة أخرى. يهرعُ جيمي بِن إلى الآنسة پولي ليُقنعها بالسّماح للطّبيب تشلْتُن برؤيَّة پوليانا.

وبالسّماح للطّبيب تشلْتُن بالدُّخول إلى المنزل، تعطيهِ الآنسة پولي، الّتي كانت حبيبتهُ السابقة، إشارة بأنّها أخيرًا ستتزوّجهُ، ويُعَاد لمُّ شَمْلهما بعد نَقْل پوليانا إلى مُستوصفٍ متخصِّصٍ.

هناك، بعد أشهرٍ من العلاج الطّبيعيّ مع الأطبّاء والممرّضات، تتعلَّم پوليانا المشي ثانيةً، وتكتب رسالةً لخالتها وعمّها الجديد عن مدى سعادتها.

المصدر

https://www.supersummary.com/pollyanna/summary/

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: بيان عابد

تدقيق لغوي: أمل فاخر

اترك تعليقا