المغنيسيوم والدماغ
المغنيسيوم: حبوب الاسترخاء المُستحدثة
يُعتبَرُ الـمغنيسيومُ مغذيًا هامًّا يغيب عن الحِميات الغذائية الحديثة؛ فقد كان بمتناول أسلافنا مخزونٌ جاهزٌ من المغنيسيوم يحصلون عليه من اللحوم العضوية والمأكولات البحرية والمياه المعدنية ومن السباحة في المحيط الشاسع. إلَّا أنَّ التربة في عصرنا الحالي تكاد تكون مستنزفة من المعادن، كما ويتم نزع المغنيسيوم من المياه من خلال تعريضها لعملية المعالجة المحلية الروتينية.
إنَّ المقدار الغذائي اليومي المُوصَّى به للمغنيسيوم بالنسبة للبالغين يتراوح ما بين 320 ملغم إلى 420، ويبلغ متوسط الاستهلاك اليومي للفرد الأمريكي ما يُقارب 250 ملغم. وتكمن خطورة المعاناة من قصور في مستوى المغنيسيوم في أنّه يلعب دورًا هامًا في التفاعلات الكيميائية الحيوية في جميع أجزاء الجسد. حيث يستخدم الـمغنيسيوم في عمليات النقل بين الخلايا إضافةً إلى مساعدة الخلايا على توليد الطاقة هوائيًا أو لا هوائيًا. كما وتُعتبر العظام مخزنًا للمغنيسيوم الذي يُعدُّ الأيونَ المُقابل للكالسيوم والبوتاسيوم في خلايا العضلات، بما في ذلك عضلات القلب.
وبناءً على ذلك نرى أن نقص المغنيسيوم قد يؤدي إلى:
- انقباض العضلات
- اضطراب نبضات القلب
- الموت المفاجيء
إنّ تنظيم الأيونات ذو أهمية كبرى فيما يتعلق بانقباض العضلات وإرسال الأعصاب للإِشارت حول الجسد؛ حيث يوازن البوتاسيوم والصوديوم بعضهما البعض في الدماغ، ويتحمل المغنيسيوم هذه المسؤولية في القلب وفي عضلات الجسدِ الأخرى. وهذا لا يُلغي أهمية الـمغنيسيوم بالنسبة للدماغ. وعلى العكس من ذلك تمامًا؛ فهنالك مقالٌ مثير للاهتمام بعنوان “العلاج باستخدام المغـنيسيوم للشفاء السريع من الاكتئاب الحاد” نُشِر في مجلة Medical Hypothesis عام 2006. وتعتبر مجلة Medical Hypothesis مجلةً عظيمة لجعل التساؤلات المتفشية جزءًا من قاعدة بيانات محرك البحث PubMed المخصص للمقالات الطبية. ومن حسن حظي أنني لست مُجبرًا على النشر في هذه المجلة نظرًا لأنّني أستطيع طرح هذه التساؤلات على المدونة الخاصة بي والتي يمكن الوصول إليها عبر محرك البحث جوجل. على أية حال، تمَّ كتابة المقال السابق من قِبل George Eby و Karen Eby اللذان يُديران مؤسسة معنية بأبحاث التغذية في أوستن (تكساس). وقد توصلت مؤسستُهما إلى معلومات مثيرة للاهتمام حول الـمغنيسيوم الذي يُعتبر من المعادن المهمة للجسم البشري.
كما ويُعتبر الـمغنيسيوم علاجًا منزليًا يُستخدم منذ الأزل لعلاج كل ما قد يُؤرِّق الفرد، بما في ذلك:
- القلق
- فتور المشاعر
- الاكتئاب
- الصداع
- انعدام الاستقرار النفسي
- الانفعال
- انعدام السكينة
- الإفراط في الحديث
- الاستياء
حيث أشار Wacker و Parisi عام 1968 إلى أنّ قصور المـغنيسيوم قد يؤدي إلى إصابة الفرد بالاكتئاب أو الاضطرابات السلوكية أو الصداع أو تشنج العضلات أو نوبات الصرع أو الترنح أو الذهان أو الانفعال. ومن الجدير بالذكر أنَّه يمكن عكسُ تأثير كل ما سبق ذكره من خلال تعويض المغـنيسيوم الذي يحتاجه الجسم. وإضافة إلى الحمية الغذائية الضعيفة التي يغيب عنها المغنيسيوم، يُلحِق التوتر الكثير من الضرر بِمستوى الـمغنيسيوم في الجسم؛ حيث يؤدي التوتر إلى تخلص الجسم من المغنيسيوم -إضافة إلى معادن أخرى كالزنك- بكميات كبيرة.
قد يعجبك: تسع أطعمة يجب تجنبها عند المرض
ولِنلقي الآن نظرةً على الدراسات التي أجراها Eby:
- عانى ذكرٌ مصابٌ بالهَوس والاكتئاب (يبلغ من العمر 59 عامًا) من القلق الشديد والأرق وأخذت تراوده نفسُه على الانتحار بعد عامٍ قاصى فيه توترًا شديدًا وعانى فيه من نظام غذائي سيء تكونت بشكل رئيسي من الوجبات السريعة. لم تساعده مضاداتُ الاكتئاب أو الليثيوم على الخروج من حالته هذه. ولكن فور تناوله لعقار غلوكونات المغنيسيوم بمقدار 300 ملغم بعد كل وجبة -الذي تم استبداله لاحقا بعقار توريت المغنيسيوم- عاد نمط نومه لوضعه الطبيعي وانخفض مستوى الاكتئاب ومستوى التوتر الذي سبق أن عانى منه. إلَّا أنه قد يستيقظ أحيانًا في منتصف الليل لتناول حبة مغنيسيوم من أجل الإبقاء على شعوره بالصحة. كما ووُجِدَ أن حبة كالسيوم (500 ملغم) تُسبب الاكتئاب في غضون ساعة من تناولها وأنّ تناول حبة مغنيسيوم (400 ملغم) تُبطِل مفعولها.
- أمست امرأةٌ تبلغ من العمر 23 ربيعًا والتي سبق أن عانت من إصابة بالغة في الدماغ مكتئبةً إثر رضوخها لضغطٍ نفسي شديد في عملها واعتمادها على الوجبات السريعة وتعرضها للضجيج بشكل مستمر وأدائها الضعيف أكاديميًّا. ولكن بعد أسبوع واحد من العلاج باستخدام المغنيسيوم، تخلصت من الاكتئاب وعاد أداء ذاكرتها قصيرة المدى ومعدل ذكائها إلى الوضع السابق.
- تناولت امرأةٌ حاملٌ بطفلها الرابع -تبلغ من العمر 35 عامًا- والتي سبق أن عانت من اكتئابٍ ما بعد الولادة غلوكوناتِ المغنيسيوم بمقدار 200 ملغم مع كل وجبة، الأمر الذي أخفى الاكتئاب من حياتها. كما ولم تعاني من مضاعفات الحمل وكان مولودُها الرابع هادئًا وذا صحة جيدة وذا وزنٍ مثاليٍّ.
- تناول ذكرٌ يتّسم بالعصبية والتوتر والاكتئاب الطفيف والإفراط بالحديث -إضافة إلى كونه مدخنًا وشاربًا للكحوليات ومتعاطيًا للكوكايين- عقارَ توريت الـمغنيسيوم بمقدار 125 ملغم مع كل وجبةٍ وقبل النوم، الأمر الذي أدى إلى اختفاء الأعراض التي سبق أن عانى منها واختفاء توقه للتبغ والكوكايين والكحوليات. وبدا أنّ “شهيته النهمة قد تبددت؛ مما أدى إلى تخلصه من الوزن الزائد“.
يراود Eby السؤالُ ذاته الذي يراودني حول تاريخ الاكتئاب: لماذا باتت معدلات الاكتئاب في ازدياد؟ والإجابة من منظوره الشخصي هي معاناتنا من نقصٍ في مستوى الـمغنيسيوم. فعلى الرغم من احتواء الحبوب على حمض الفيتيك الذي يمنع امتصاص المعادن كالمَغنيسيوم -مما يعني أن الكمية التي تتناولها من الحبوب الكاملة ستكون أكبر بشكل عام من كمية المعادن التي سيَمتصها جسدك- إلَّا أن الحبوب الكاملة كانت مصدرًا غنيًّا بالمغنيسيوم قُبيلَ تطور إمكانيات تنقية الحبوب المنتشرة في زمننا هذا. حيث بلغ معدل تناول الفرد الأمريكي للمغنيسيوم عام 1905 ما يقارب 400 ملغم يومياً وبلغت نسبة الأمريكيين الذين عانوا من الاكتئاب قبل بلوغهم 75 عاماً 1% فقط. وبحلول عام 1955 اعتاد الأمريكيون على تناول الخبز الأبيض المُجرَّد من المغنيسيوم وبلغت نسبة الأمريكيين الذين عانوا من الاكتئاب قبل بلوغهم 24 عاماً 6%. ومما يزيد الطين بلة أنَّ تناول كميات كبيرة من الكالسيوم يتعارض مع امتصاص المغنيسيوم؛ مما يهيئ الجسم للوصول إلى حالةٍ من نقص الـمغنيسيوم.
وتدعم العديدُ من الدراسات الأخرى التي تربط ما بين تأثير المغنيسيوم على الصحة النفسية ونظام الاستجابة للتوتر النفسي مجموعةَ الدراسات التي قام بها Eby. فَفور شروعك باستكشاف تأثير المغنيسيوم على الجهاز العصبي، ستتوصل إلى معظم الآليات البيولوجية التي تؤدي لشعور المرء بالاكتئاب. حيث أقرَّت الدراسات الوبائية وبعض التجارب العشوائية المُراقَبة أنَّ معظم الأفراد يعانون من نقصٍ في المغنيسيوم بشكلٍ متوسط؛ ويبدو أنَّ التجارب التي تُجرَى على الحيوانات تخلص إلى نتائجَ واعدةٍ. فإن كانت الكلى لديك سليمة، فإنه لمن الآمن أن تتناول مكملات المغنيسيوم التي يمكن للجسم تحملها لدرجة معينة، كما وأنَّ معظمَ التركيبات الدوائية لهذه المكملات غيرُ مُكلِّفة. إلَّا أنَّ الحقلَ العلمي يفتقرُ إلى “تجاربَ عشوائيةٍ مُراقَبةِ” مُصمَّمةٍ ببراعة -وتغطي شريحة مناسبة من العينات- والتي تبحث في استخدام مكملات المغنيسيوم كأسلوب علاجيّ بحد ذاته أو كعلاج مساعد للعديد من الاضطرابات النفسية.
ولنُلقِ الآن نظرةً على الآليات البيولوجية التي تؤدي لشعور المرء بالاكتئاب. يتواجد المغنيسيوم -إضافة إلى الكالسيوم والجلوتامين- في نقطة الاشتباك العصبيّ التي تجمع ما بين خليتين عصبيتين، وكما نعرف فَالكالسيوم والجلوتامين يُعتبران من العناصر المُهيِّجة والتي تتسم بالسُّميَّةِ إن تجاوزت نسبتهما في الجسم حدود الطبيعي. كما ويعمل هذان العنصران على تفعيل مُستَقبِل NMDA -أو ما يُعرف بمُستَقبِل “ن-مثيل-د-أسبارتات”- الذي يقطن فيه المغنيسيوم دون أن يُؤدي إلى تفعيله. أي أن المغنيسيوم يعمل كحارس لحماية هذا المُستَقبِل. وبناءًا على ما سبق، يُمكننا أن نستنتج أنّ نقص المغنيسيوم يعني أن هذا المُستَقبِل سيكون بلا حارس وأنّ الكالسيوم والجلوتامين سيتمكنانِ من تفعيل هذا المُستَقبِل دون ضوابط. وعلى المدى البعيد، يؤدي هذا إلى إلحاق الضرر بالخلايا العصبية؛ مما يُفضِي في نهاية المطاف إلى موت الخلايا. وهذا ما لا يُمكِن علاجه أو عكس تأثيره عندما يصيب الخلايا العصبية لدماغ الإنسان.
قد يعجبك: بيولوجية الاكتئاب: تفاعل الجسد مع النفس
وأمّا الآلية البيولوجية الثانية التي تؤدي لشعور المرء بالاكتئاب فهو النموذج المعروف ب”stress-diathesis model of depression“: نظرية مقبولة في الأوساط العملية والتي تشير إلى أنّ الإجهاد المُزمِن يؤدي إلى إفراز الكورتيزول بشكل مُفرِط مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بِالهيبوكامبس -المعروف أيضًا باسم الحُصيْن- الأمر الذي يُفضِي بدوره إلى ارتجاعٍ سلبيٍّ مُضمَحِل؛ مما يُنتِجُ سُمِّيةً عصبيةً ويدفعُ الفردَ إلى الشعور بالإجهاد المتواصل والاكتئاب.
ويشير Murck إلى أنّ المغنيسيوم يبدو نشطًا على العديد من المستويات في المحور الهرمونيّ وفي تنظيم رد فعل الجسم للتوتر والإجهاد. حيث يُمكِن للمغنيسيوم أن:
- يقمع قدرة الهيبوكامبس على تحفيز إفراز هرمون التوتر
- يُخفِّض من مستوى إفراز هرمون ACTH الذي يوجه الإشارات للغدد الكظرية لِتعمل على إفراز الكورتيزول والأدرينالين.
- يُخفِّض من استجابة الغدد الكظرية لهرمون ATCH
كما ويمكن أن ينشط المغنيسيوم على مستوى الحاجز الدموي الدماغي؛ وذلك ليمنع هرمونات التوتر من النفاذِ إلى الدماغ. وهذه هي الأسباب التي دفعتني إلى إطلاق لقب “حبوب الاسترخاء المُستحدثة” على المغنيسيوم.
وإن لم تكن العلاقاتُ السابقةُ كافيةً لِتثير اهتمامك، فالاكِتئاب ونقص المغنيسيوم مرتبطان بالالتهابات الجِهازية وبِالاستجابة المناعية الخلوية. إضافةً إلى ما سبق، أظهرت التجارب التي أُجريت على الحيوانات أنّ تواجدَ المغنيسيوم بكمية كافية في الجسم يحمي الدماغ من الاكتئاب والتوتر الذي يطرأ بعد إصابات الدماغ. كما وأظهرت هذه التجارب أنّ مضادات الاكتئاب -كعقار ديسيبرامين وعشبِة العرن المثقوب– تحمي فئران التجارب من الآثار السامة لنقص المغنيسيوم ومن ارتباطه بالسلوكيات الناتجة عن التوتر والاكتئاب.
إلا أنّه لمِن الصعب قياس المستويات الإجمالية لِلمغنيسيوم في الجسم؛ حيث يتم تخزين معظم المَغنيسيوم في العظام وبعضه في الخلايا، بينما تحوم كمية صغيرة منه في الدم. وقد يُخمِّن الواحد منا أنّ آلياتٍ مختلفةً في جسم الإنسان قد تسمح باسترداد بعض المغنيسيوم من الحيز الموجود ما بين الخلايا ومن العظام؛ نظرًا لأن المغنيسيوم يُخزَّن فيهما، إلا أنّ الأمر ليس كذلك. وتُعتبَر مستويات مصل الدم في الجسم عديمة الجدوى في الإشارة إلى مستوى المغنيسيوم في الجسم بكامله، كما وتمّ إجراء العديد من الدراسات حول العلاقة ما بين معدل المغنيسيوم في الجسم وكلٍّ من:
- الاكتئاب
- انفصام الشخصية
- المتلازمة السابقة للحيض
- التوتر
وهنالك أدلة قوية -مبنية على الرصد والمراقبة- تدعمُ فرضية أن التناسُّب ما بين المغنيسيوم والكالسيوم قد يشكِّل دليلًا قويًّا على الاكتئاب. كما وأنّ أفضلَ مصادر المغنيسيوم في الحِمية الغذائية الغربية هي الحبوب الكاملة (رغم أنّ حمض الفيتيك في الحبوب الكاملة يمنع امتصاص المغنيسيوم) وَالفاصولياء والخضراوات الورقية الخضراء والمكسرات. وتعتبر هذه المصادرُ مصادر َ لِحمض الفوليك كذلك؛ واستنفاد الجسم لحمض الفوليك يرتبط بالاكتئاب. وبناءًا على العلاقة السابقة نرى أن حمض الفوليك قد يكون عاملَ التباسٍ في الدراسات الوبائية.
كما ويتم حبس المغنيسيوم ومن ثم التخلُّص منه عن طريق البول في الأوقات المشحونة بالتوتر. وأتوقع هنا أنّنا نحتاج -في الأوقات المشحونة بالتوتر والتي تحتاج منا ردَ فعلٍ سريع- أن ترسِل الخلايا العصبية كل المغنيسيوم المُخزَّن في الجسم وأن يتم تفعيل هرمونات التوتر في الجسم بأكمله وذلك بُغية البقاء على قيد الحياة. وعلى فرض أننا نجونا أم لم ننجو ومن ثم تمّ التخلص من السبب الذي دفعنا في بداية الأمر إلى التوتر، كانت الأنظمة الغذائية في الأزمنة القديمة تحتوي على مصادر عدة للمغنيسيوم -لاستبدال المغنيسيوم الذي تخلص الجسم منه. ولربما لا يكون النقص العام في مستوى المغنيسيوم هو السبب وراء الاكتئاب ورد فعل الجسم المبالغ فيه للتوتر، فقد يكون الإجهاد المُزمن ونقص المغنيسيوم مؤشرًا حيويًّا على الإجهاد المزمن بكل بساطة. ولكن لا ضرر في ملء نظامنا الغذائي بالمغنيسيوم لمواجهة العالم المُعاصر، ويجب على الأقل أن يتم البحث في ارتباطات المغنيسيوم. إن الاكتئاب يُكلِّف الفرد غاليًا ويُنهِك قواه، لذلك يحق لنا معرفة معقولية التخفيف من عبء الاكتئاب عبر شرب كمية كافية من المياه المعدنية.
وكما ذكرت سابقًا، هنالِك عددٌ قليلٌ من التجارب المُراقَبة للمكملات الغذائية التي تعوِّض نقص المغنيسيوم وللاضطرابات النفسية. فالبعض من هذه التجارب شَمِلَ اضطرابَ ما قبل الطمث واشتهاء الطعام وبعض الأعراض الأخرى. والبعض الآخر أظهر تحسُّن الأفراد الذين يعانون من متلازمة الإرهاق المزمن بعد تناولهم المكملات الغذائية التي تعوض نقص المغنيسيوم. وخلصت تجربتان مفتوحتان تحسُّن الخاضعين للتجربة فيما يتعلق الهوس الذي يعانون منه. وتفترض إحدى الأبحاث أنّ نقصَ المغنيسيوم قد يزيدُ من حدة أعراض انفصام الشخصية؛ ولك ولا توجد أية أدلة قطعية.
فكم من ملايين الدولارات تمَّ صرفها على أبحاث دوائية لعلاج كلٍّ من الاكتئاب الاضطرابي ثنائي القطب وانفصام الشخصية في حين تواجد علاج يمتاز بأنه رخيصٌ وطبيعيٌّ وفعّالٌ بصورة معقولة لكنه يحتاج لأن يوضع تحت مجهر الأبحاث العلمية!
لذلك يجب أن نسعى جميعًا لإدخال المغنـيسيوم إلى نظامنا الغذائي؛ ولكن يجب أن نراعي بعض الأمور الهامة قبل الشروع بذلك. فهنالك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار للبقاء على بر الأمان عند تناول المكملات الغذائية التي تعوض نقص المغنيسيوم. فيمكنك تناول المكملات الغذائية للمغنيسيوم إن كانت الكلى لديك تعمل بشكل طبيعي وإن لم تعاني من:
- الوهن العضلي الوبيل
- انسداد معوي
- بطء القلب (انخفاض معدل ضربات القلب)
كما وأنّ المغنيسيوم يؤثر بشكل سلبي على امتصاص بعض الأدوية:
- كَعقار dixogin (لعلاج قصور القلب)
- عقار نيتروفورانتوين (من مضادات الجراثيم)
- عقارات البيسفوسفونات (لعلاج هشاشة العظام)
- بعض مضادات الملاريا
وقد يحد المغنيسيوم من فعالية عقار الكلوربرومازين (مضاد للذهان) ومضادات التخثر التي تُؤخَذ عن طريق الفم وَفئتي المُضادات الحيوية كوينولون وَتيتراسايكلن.
ويعتبر عقار أوكسيد المغنيسيوم أرخص أنواع التركيبات الدوائية المتوفرة بسهولة كما هو الحال مع عقار سترات المغنيسيوم الذي يُحتمَلُ أن يسببَ الإسهال عند تناوله بنسبة تزيد عن الحد المُوصى به؛ ففي واقع الأمر، يُعتبر المغنيسيوم علاجاً مثاليًا للإمساك. وعلى الرغم من أنّ أوكسيد المغنيسيوم غير متوافر بيولوجيًا -بمعنى أنَّه لا يُمتَص في الجسم دون أن يغير في بلازما الدم ولا يصل للجهاز الدوري بالمستوى المطلوب- إلَّا أنّ الدراسات التي اقتبستُها سابقًا في مقالي هذا تقترح إمكانية تزويد جسمك بالكمية التي يحتاجها من المغنيسيوم بعد شهر من تناوله يوميًا. أما بالنسبة لذوي الأمعاء القصيرة -بسبب خضوعهم لعمليات جراحية أدت إلى إزالة قسم كبير من الأمعاء- فقد يلجأون إلى تعويض حاجتهم للمغنيسيوم من خلال تناول زيت المغنيسيوم. كما وقد ترغب بإضافة بعضٍ من كبريتات المغنيسيوم في حوض الاستحمام الخاص بك عند استحمامك.
وفضلًا عن تَسَبُّبِه بالإسهال، قد يسبّب المغنيسيوم شعورًا بالخدران. وتشتمل قائمة أعراض زيادة المغنيسيوم في الجسم للحد الذي يصبح فيه سامًّا على ما يلي:
- ضغط الدم المنخفض
- الشعور باضطراب عام
- اضطراب نظم القلب (arrhythmia)
- ضعف عضلي
- الإعياء
يتم معالجة المغنيسيوم في الجسم من قِبل الناقل العصبي ذاته الذي يعالج الكالسيوم والزنك، ولذلك فمن المنطقي أن يتعارض كلاهما مع المغنـيسيوم وذلك من أجل أنّ امتصاص الجسم لأحدهم. ويوصي Jaminet و Jaminet أن يبلغ مستوى الجرعات اليومية للمغنيسيوم من 400 إلى 800 ملغم -وذلك عبر تناول الطعام الغنيّ بالمغنيسيوم والمكملات الغذائية التي تعوِّض نقص المغنيسيوم. ويمكن للمُعظَمِ أن يتناول ما يقارب 200-350 ملغم من المـغنيسيوم عبر المكملات الغذائية بشكل يومي دون أي مشكلات. ولكن احذر، فلا يجوز أن تشرعَ بتناول المكملات الغذائية التي تعوض نقص المغنيسيوم دون إشراف الطبيب أو إن كنت تعاني من أمراضٍ في الكلى أو إن كنتَ متقدماً في العمر.
ويمكن لمن يبحث عن مصادر غذائية للمغنيسيوم دون اللجوء لحِميةِ باليو -أو ما يعرف بِحمية العصر الحجري- الضغط هنا. أما إن كنت تبحث عن معلومات إضافية حول التركيبات الدوائية للمغنيسيوم فيمكنك الضغط هنا أو هنا.