خمسة اضطرابات عقلية ربما لم تسمع عنها لشدة ندرتها
تؤثّر اضطرابات الصحة العقلية على ملايين الأمريكيين، حيث أفاد الاتحاد الوطني للأمراض العقلية بأن ما يقارب واحدًا من كل خمسة بالغين في الولايات الأمريكية المتحدة يعاني من مرض عقلي كل عام، كما أفاد بأن 7%-على الأقل- من البالغين قد عانى من نوبة اكتئاب شديدة (Major Depressive Episode) في السنة الماضية، وأن أكثر من 18% قد عانوا من اضطراب القلق (Anxiety Disorder)، بالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من 1% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يعاني من الفصام (Schizophrenia)، وحوالي 2.6% يعانون من اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)، وحسبما جاء في موقع Medscape فإن الأطباء يفهمون هذه الاضطرابات بدرجة كبيرة إلى حدٍ ما، حيث يتعرَّفون وغيرهم من خبراء الصحة العقلية على هذه الاضطرابات من خلال مجموعة من الأعراض الشائعة للوصول إلى تشخيص مُمَيِّز وخطة للعلاج، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الحالات تُعد نادرة للغاية حتى أنه لم يسبق لخبراء الصحة العقلية مصادفتها من قبل.
ووفقًا لموقع Medscape فإن هذه الحالات النادرة قد تكون “مجرد حالة خاصة من مرض عقلي أعم”، كما وأنها “توسّع من دائرة التفسيرات الخاطئة الواهمة للظواهر العقلية الناجمة عن الصدمة، والتي تمتد من القلق إلى حالات الانفصال والذهان، بالإضافة إلى ردود الأفعال الناتجة عن صدمات عاطفية أو ضرر عصبي”، وفيما يلي أمثة على اضطرابات عقلية نادرة:
متلازمة ستندال STENDHAL SYNDROME
سُمّيت متلازمة ستندال بهذا الاسم نسبةً إلى المؤلف الفرنسي ستندال في القرن التاسع عشر والذي تعامل مع هذا الاضطراب خلال رحلة إلى فلورنسا عام 1817م، كما سُمّيت أيضًا بمتلازمة فلورنسا ومتلازمة الزيادة الثقافية، وتتمثل أعراض هذه المتلازمة بالارتباك الجسدي والعاطفي لمن يعانون منها بالإضافة إلى نوبات الهلع والتجارب التفارقية (تعدد الشخصيات) والتشوش والهلوسات بمحض رؤيتهم للفن، والذي يتركز في أماكن مثل المتاحف و المعارض، وقد يصابون بأعراض مماثلة إثر مشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة.
اضطراب نزاهة الجسم APOTEMNOPHILIA
ويطلق على هذا الاضطراب Apotemnophilia، ويعني كما جاء في موقع Medscape “الرغبة الجامحة في بتر أجزاء سليمة من الجسم”، وعلى الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن هذا المرض إلَّا أنه يُعتقد بأنه اضطرابٌ عصبي، حيث يحاول الأشخاص المصابون بتر أطرافهم أو إلحاق الضرر بطرفٍ ما، مما يجعل التدخل الجراحي أمرًا ضروريًا، ويرتبط حدوث هذا الاضطراب بتلف الفص الجداري الأيمن من الدماغ، أما بالنسبة للعلاج فيصعب علاج هذه الحالات نظرًا لأن المصابين لا يلتمسون العلاج في كثيرٍ من الأحيان، ومن العلاجات التي يمكن تجربتها للتعامل مع هذا الاضطراب هما العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات القائمة على التنفير.
متلازمة اليد الغريبة ALIEN HAND SYNDROME
وتتسم هذه المتلازمة كما ذكر موقع Medscape “بالاعتقاد بأن يد المصاب لا تنتمي إليه، وإنما هي كيان مستقل بذاته”، حيث يكون الشعور طبيعيًا لدى الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة ولكنهم يشعرون بأن أيديهم مستقلة ولها إرادتها الخاصة، فيستطيعون التحكم باليد المعافاة على عكس الأخرى، فهي بالنسبة لهم جزءٌ منفصل عاجزون عن التحكم به، وتصيب هذه المتلازمة الأشخاص الذين يعانون من تضرر الجسم الثفني (corpus callosum) والذي يصل بين شقي الدماغ، إضافةً إلى السبب وارد الذكر فإن الأسباب الأخرى تتضمن السكتة الدماغية وتلف الفص الجداري، وبهذا تظهر كلتا اليدين وكأنهما “في صراع” أو “عجز عن الحركة المتناسقة”، أي وكأن حركاتهما متعارضتان.
متلازمة كابجراس GAPGRAS SYNDROME
سُِميت هذه المتلازمة بهذا الاسم نسبةً إلى الطبيب النفسي الفرنسي جوزيف كابجراس (Joseph Capgras) الذي اكتشف اضطراب الوهم الزوجي (illusion of doubles)، ويعتقد الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة بأن شخصًا ما قد انتحل شخصيةً ما في حياتهم، وفي الغالب يكون هذا الشخص مقربًا من العائلة كالزوج أو الصديق، ويصاب بهذا المرض الأشخاص الذين يعانون من الفصام والخرف والصرع وإصابات الدماغ الرضية، ولعلاج هذا الاضطراب عادةً ما تستخدم العلاجات المتبعة مع الاضطرابات الأساسية، والتي غالبًا ما تشمل الأدوية المضادة للذهان.
أليس في بلاد العجائب ALICE IN WONDERLAND
تُعرف متلازمة أليس في بلاد العجائب (AIWS) حسب ما ذكر موقع Medscape أيضًا بمتلازمة تود، وهي حالة عصابية يتشوه فيها إدراك المريض للأشياء من حوله كالفضاء والوقت، وقد يعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من الهلوسات والتشوش الحسي وشعور متغير بالسرعة، ويقع السبب وراء هذه المتلازمة بتغير الإدراك، وعلى الرغم من أن هنالك العديد من الأعراض إلا أن العرَض الأكثر بروزًا هو التغير في حجم وشكل الأشياء، ومنه عدم قدرة المرضى على تمييز أشكال وأحجام أجزاء من أجسادهم، ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى استجابات من الخوف والذعر، وغالبًا ما ترتبط هذه المتلازمة بالصداع النصفي المتكرر أو أورام المخ أو تعاطي المخدرات، ويمكن أن يصيب هذا الاضطراب الأطفال ما بين الخامسة والعاشرة.
ومع زيادة الوعي بخطورة الأمراض العقلية وكونها لم تعد تُشكل وصمة أصبح بمقدور المزيد من الأشخاص الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها، حيث أن تسعين بالمئة من الأمريكيين الآن لا يفرّقون بين المرض الجسدي والنفسي، وهذا من شأنه أن يعزز فهم الاضطرابات النفسية شديدة الندرة كالتي ذكرناها هنا، ويرتبط تعزيز فهم هذه الحالات وإيجاد العلاجات المناسبة لها بقدرة خبراء الصحة العقلية على دراستها.
نرشح لك: الخرافات الخمس الأكثر شيوعًا حول الأمراض النفسيّة!
المصدر