قراءة في كتاب: المصنف الوجیز في تاریخ الأدیان لفریدریك لونوار

منهج المؤلف في الكتاب.

عمل الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي فریدریك لونوار في كتابه المصنف الوجیز في تاریخ الأدیان على تحليل المقولة الدينية في أفق تاريخي كرونولوجي، متسائلًا في البداية عن كيفية نشأة الشعور الديني، وعن أولى العقائد والطقوس، ثم كيفية تطورها، إلى الأديان المحورية في العصر الحالي. وقد استخدم في هذه الدراسة المنهج التاريخي والمقارن.

الموضوعات التي بحثها المؤلف.

ينقسم الكتاب إلى فصلين:

  • في الأصول الدينية الإنسانية.
  • المسالك الكبرى للخلاص.

كيفية نقاش الموضوعات.

عبر البحث أركيولوجيا يهدف فريدريك إلى الوصول للديانات القديمة والكشف عنها، وقد وجد أن كل ما عبرت عنه الأحافير والمنحوتات هو أن الإنسان قديمًا عرف شكلًا من أشكال التدين، وكان ثمة جنائز ومقابر، مما يعني الإيمان بوجود حياة أخرى غير الحياة الدنيا، كما عبرت منحوتات أن الدفن كان بشكل جنيني وفي ذلك أن الموت هو ولادة جنينية أخرى.

ويذهب فريدريك بأن المعلومات المتوفرة حول مصير الأجساد بعد الموت، وشكل الإيمان بآلهة أو إله أو أرواح الأسلاف لا يمكن الحسم به والتأكيد عليه أركيولوجيا؛ ويكتفي بأن كل هذه الأحافير هي إبداع وخطوة أولى في التجريد!

كما يناقض أطروحة الفن للفن التي دافع عنها إدوارد لارتيت، ويقدم التأويلات لنظرية الفن السحري لرسوم الحيوانات التي رسمها الأسلاف عبر آلاف السنين؛ واحدة من التأويلات أن هذه الحيوانات المرسومة هي التي يريد الصياد اقتناصها، أو أنها أناشيد رمزية حول الجنس، أو أنها لا تمثل الحيوانات ذاتها، إنما أرواح الحيوانات المنبثقة من الصخور، وهذه الأخيرة هي صياغة للنظرية الشامانية التي جاء بها أندرياس ومال وطورها جون كلوت.

إعلان

وتضمن الإنتاج الفني كذلك السحر والتواصل مع العالم الغيبي لتطويع الطبيعة التي كانت تبدو قديمًا سرًا من الأسرار!

وعبر البحث في الأجناس الشمانية -حيث أن الشمانية ديانة الطبيعة- التي من خلالها يمكن الوصول للأشكال الأولى للتدين كما يرى فريدريك؛ فقد كان موقف الإنسان هو موقف الذاهل والعاجز أمام ظواهر الطبيعة، فطلوع الشمس وغروبها كان يأخذ مجازًا غيبيًا، فعملوا على تجسيم العالم غير المرئي، وإطلاق الأسماء على الأرواح ومخاطبتها.

كما يؤكد الكاتب إلى أن الإنسان في العصر الحجري كانت تغذيه مشاعر دينية شديدة التشابه، كخلود النفس، ووجود الأرواح، وعلل غيبية للأحداث، وإمكانية التواصل مع هذه القوى.

ويعرض وجهة نظر في أصل الأديان لعالم اللسانيات الألماني ويلهالم شميث، وله كتاب معروف بعنوان أصل فكرة الإله والذي أكد على وجود ديانة أصلية للبشرية، ويرى أن البشر قد عرفوا الإله لكنهم لم يخصصوا طقوسًا معينة لعبادته وقد نسيه الإنسان عبر الزمن، واستبدلوه بآلهة أكثر قربًا منهم، وهكذا تحول التوحيد إلى أديان كثيرة!

يعقب فريدريك بأن الأسطورة التي تساق في سبيل التدليل على وحدانية الإله تتشابه مع أسطورة بلاد الرافدين، إلا أن هذه الأسطورة تعد حديثة نسبيًا في معتقدات بلاد الرافدين، ويقول أن الذين يذهبون لهذا القول يتبنون آراء أيديولوجية وينتمون إلى التيارات القائلة بالخلق.

وتدعى الأسطورة بــ سحاقة الذرة البيضاء والتي تقول أن امرأة كانت تصر على طحن الحبوب العالقة بالمهراس، وكانت تعمد إلى رفع المهراس عاليًا وضربه بقوة، وظلت ترفعه إلى أعلى حتى وصلت به السماء، وكاد يؤذي الإله فأخذ يبتعد عن البشر حتى لا يصيبه أذاهم، فلم يعد باستطاعته سماعهم، فأصبح الناس مضطرين إلى  توسل أرواح الطبيعة والأسلاف لمخاطبة الإله، ومع الزمن نسي الناس هذا الإله!

ويرى فريدريك أن الأكثر معقولية هو القول بوجود تدين مشترك للإنسانية، والذي يعبر عن كونية العقل البشري، والشعور الديني القديم الذي نشأ عنه دين لاحقًا، وكان هذا الشعور هو رد فعل غريزي للطبيعة المحيطة بالإنسان، فقد كان يقدم الإنسان  للأرواح جزء من قوته مقابل الطعام، ثم تطور الأمر إلى مفاهيم الألوهية وتقديم القربان.

أما عن المقدس فيستعرض فكرة اللاهوتي رودلف أوتو، والتي تأثر بها بول تيليش وغوستاف تشيلينغ فيما بعد، والتي تقول بأن الشعور بالمقدس متأصل لدى الإنسان، وسابق لمحاولاته في تفسير الكون وتحديد أصوله ومصيره، إنها رهبة داخلية لا يمكن لأي شيء من الموجودات أن يحدث مثلها، فيرتعد الإنسان عندما يجد أمامه أسرار، ومن هذه الرهبة نشأت كل التطورات الأخرى للدين.

وأقف أنا عند هذه النظرية وأراها حقيقة الأكثر قدرة على التفسير، وإن كان هذه الشعور لا يمكن البرهنة عليه عقليًا، لكنني أجد أن هذا المقدس سمي بذلك حتى لا يكون داخل المفكر به وتعتريه قياسات العقل والمنطق، إن هذا المقدس كما يقول شلايرماخر ينتمي إلى منطقة غامضة غريبة من مناطق النفس البشرية يسود فيها بشكل مطلق، وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ثم أي مساق تاريخي يأخذه الدين فيما بعد هو شكل لأنماط سوسيولوجية، المهم ثمة شعور بمقدس، شعور في كون الإنسان متدين بطبعه، شعور الرهبة حيال أمر خفي. أما فريدريك فيعلق أن هذا الشعور هو تجربة لا يمكن التعبير عنها بقوالب مفهومية، وقد تراكم على هذا الشعور خصائص سحرية، نشأت عنها الطقوس البدائية الأولى لتلطيف غضب الأرواح، حيث لم يكن ثمة آلهة ولا رجال دين، كان الجميع سواسية مع بعضهم، حتى هذه المساواة كانت ما بين الإنسان والحيوان.

كما يتحدث عن الآلهة الأنثى والأساطير التي دارت حول ذلك، ويبدو جليًا التزام فريدريك بالإنصاف والدليل الذي وعد بالتزامه بالبداية؛ فبعد أن يستحضر الصور التي تبرز الربات وهن يلدن، أو أنهن يجلسن على ما يشبه العرش وفي يدهن طفل وغير ذلك من صور المرأة التي  رسمها الإنسان الأول للتعبير عن الدور الإيجابي للإنجاب ولانبهاره بالخصوبة خاصة أنه أجاد الرعي، يقول أن ليس مؤكدًا إشارة هذه الرسوم إلى ربات، وقد اختلف المتخصصون في ذلك إن كانت تحمل تلك الصور والرسومات دلالات دينية.

أما في قصة القربان، فقد سبق الإشارة أن فريدريك يرى بأن الإنسان عبد الأرواح بالبداية ليتفاوض معها، ثم في مرحلة لاحقة ظهرت الآلهة وحلت محل الأرواح، وأخذ الدين بالتشكل، وقد شعر الإنسان بأن عليه مهمة خاصة تجاه هذه الطبيعة المنظمة، فأنشأ الطقوس حتى تحافظ هذه الطبيعة على حالها، وخشية أن تقوم بأفعال غير متوقعة، فاجترح الإنسان بذلك الطقوس وظهرت العلاقة الهرمية أو العامودية بين الإنسان والإله وانفتحت المسالك بينهما على حد تعبير جاك كوفان، لقد شعر الإنسان بتفوقه على الطبيعة، وأصبح يتحكم بها، ثم أنشأ المجتمعات الهرمية التي ترى أن ثمة ما هو أسمى عن العالم الأرضي، وقد رأى الإنسان أن العلاقة المتبادلة بينه وبين الأرواح لا تتناسب مع علاقته بالآلهة، لقد عمل فيما بعد على الاستجداء والدعاء للآلهة، وطلب المعونة منها، وكان يؤمن بأنها قادرة على مساعدته، وبعد تطور زمني سريع وجد الإنسان أن الدعاء لا يكفي بل عليه تقديم أشياء ثمينة حتى تحفظه الآلهة وتحفظ أهله، فالمزارع الحريص على أسرته سيوهب أفضل حيواناته للآلهة. إنه لمن الحري الإشارة لما قاله فريدريك بأنه لم يسبق قط أن قدمت حيوانات وحشية كقرابين. وأن هذه حقيقة يمكن سحبها على التاريخ كله.

ومن وظائف الهبة أو القربان كما ينقل فريدريك عن الفرنسي مرسيل موس الأب المؤسس لعلم الأجناس (الأثنولوجيا)، أنها تمكن من تفسير المزايدة القربانية  التي لاحظها الأركيولوجيون، فقد سعى الإنسان إلى  منح الآلهة المزيد، كي تمنحه المزيد، وفي سعيه المحموم إلى الأفضل قام بتقديم إنسان مثله، ففي منطقة الأناضول في قرية تدعى كايوني عثر على سارية تعلوها جمجمة بشرية، عليها آثار دموية، وكانت هذه الدماء كثيفة، فاستنتج بأنها قدمت لطقس قرباني، وفي القرب من السارية عثر على مقبرة تحتوي على جماجم فقط، وقد وجدت إشارات أخرى استعرضها فريدريك للتأكيد أن الإنسان قديما قام بتقديم إنسان مثله كقربان. ويضيف أن القرابين كانت تقدم بشكل احتفالي، إلا أنه ليس ثمة أدلة قاطعة تؤكد المسألة.

وكما في شعوب الباتاكس في سوماترا والداياكس في برنيو، فقد كان القربان شرطًا لتأكيد قيمة الرجل، وتمثل أحيانًا شرطًا لزواجه، وكانت تزين جماجم القرابين لأن الآلهة تحل بها، وقد كانت الضحايا تنتقى من خارج المجموعة، وقد تنتمي في أحيانٍ قليلة إلى المجموعة.

ويعارض فريدريك رينيه جيرار في جزئية مما يذهب إليه في علاقة العنف بالمقدس، ففي حين أن الأخير يذهب بأن العنف والمقدس صنوان لا يفترقان، وقد وضع قواعد لوظيفة العنف المؤسس ووظيفة الضحية الفداء، وقد اعتبر أن الضحية وسيلة لاحتواء العنف الثاوي في كل مجموعة، وتوجيهه نحو كبش فداء، كما يعرف جيرار العنف بكونه عملية تحويل جماعي تتحقق على حساب الضحية، وتتصل بتوترات داخلية، وكراهيات ومنافسات. ويقدم مثال سفر التكوين لابني آدم :”قاين وهابيل”.

كما يذهب جيرار إلى أن المجموعات التي تتغيب فيها نظم الوقاية من العنف، ويسفر فيها العنف عن عنف مضاد لا يمكن أن تحافظ على النظام فيها، إلا بتوجيه العنف نحو كبش فداء، ويمكن للمجموعات المتطورة أن تقيم نظامًا قضائيًا تتخلى فيه عن القربان، إلا أنه قد يتواصل هذا الطقس بسبب التعود كما حدث في روما القديمة.

يعترض فريدريك على تعميم أطروحة جيرار، لأن التعميم يحجب الوظيفة الروحانية للطقوس القربانية وللدين عمومًا، ويحتفظ بالوظيفة الاجتماعية فقط. يعيد فريدريك ما قاله رودولف أوتو عن المقدس الأصلي ذلك الشعور المتأصل لدى الإنسان، ويقول بأن هذا الشعور قد تكيف بحسب السياقات الاجتماعية والثقافية، والعوالم التي شيدها الإنسان، وأن المنظومات الدينية هي قبل كل شيء إجابات عن تساؤلات حميمية في النفس الإنسانية، وأنها عملت على توجيه هذه الإجابات بطرق مختلفة، لاختلاف الفضاءات الجغرافية والثقافية.

وفي حديث فريدريك عن الآلهة السماوية، تأتي فكرة الإله الأوحد الحقيقي، هذا الإله هو آن الذي تحول إلى آنو لدى السومريين، وآشور لدى الآشوريين، ومردوخ لدى البابليين، ومون عند المصريين، وبعل لدى الفينيقيين، وهذا بعل قد اتخذ عدة أسماء بحسب المدينة التي عبد فيها، فهو أدونيس وأشمون وملكرت.

في الفصل الثاني من الكتاب والذي يتحدث عن العصر المحوري للإنسان، حيث ظهر منعرج حضاري كوني، فأخذ الإنسان بتحسس ذاته، فبدأ التفكير في نفسه وبمصيره بدل التفكير بالعالم، فكانت فكرة الخلاص وظهور الأديان التاريخية.

يبين الكاتب في حديثه عن الأديان الصينية والهندية تعالق السياسي بالديني، وأن علمنة الجوانب لم تكن معروفة عند الإنسانية قبل الأنوار، فعندما يصور الحاكم على أنه ابن الله فبالتأكيد أن أي ديانة تخرج ستكون تهديدًا سياسيًا لسلطة الحاكم الموجود. ويسرد كذلك قصة بوذا وكونفوشيوس وغيرهم من حاملي الديانات، ويستعرض طقوسهم وشعائرهم.

كما يظهر أثر الفلسفة الأوروبية على المقولة الدينية، فسقراط ومن ثم تلميذه أفلاطون إلى أرسطو استطاعوا  أن يحددوا علاقتين مع الإله؛ الأولى أن الإله هو المحرك الأول أو واجب الوجود، فهو الخالق الأوحد، وأما العلاقة الثانية فهي ارتباط المخلوقات عشقًا بهذه الإله، حيث أنها فاضت عنه.

وفي حديث الكاتب عن الديانة اليهودية ومن ثم النصرانية فهو يسرد تاريخيًا نشأتها إلى شكلها الأخير في واقعنا، ومن غريب ما يذهب إليه فريدريك أن سفر التكوين في قصة سفينة نوح مستوحاة من أسطورة في بلاد الرافدين، ويذكر كذلك أمثلة أخرى، ولا يعني تشابه القصص بين الحضارات أنهم أخذوها عن بعضهم واستوحى اللاحق من السابق كما يذهب فريدريك، في الحقيقة يبدو لي أن ذلك فيه إشارة لحقيقة وجود هذا الحدث.

وتكلم عن الإسلام منذ النشأة، ثم عن ظهور الفرق، ووقفت على قوله في معاملة المسلمين لأهل الذمة، حيث يذهب فريدريك أنه على الرغم من أن المسلمين تسامحوا معيشيا مع أهل الكتاب، إلا أن أهل الكتاب فرض عليهم لباس بلون معين ليختلفوا عن المسلمين، ولم يكن من حقهم أن يقتنوا الخيل والأسلحة، وأن يخفضوا رؤوسهم كلما مروا من أمام مسلم! والحقيقة لا أدري المصادر التي رجع إليها فريدريك، إذ إن كلامه هذا ليس صحيحًا.

في ختام الكتاب يبين فريدريك صورة الدين مع الحداثة، وكيفية تكيف الأديان مع علمانية الدولة القومية، ويسرد كيف تحول الدين من شكله الجماعي إلى نمط تدين جديد فرداني يتناسب مع قيم الحداثة، وخارج عن الدين التقليدي أو الرسمي، كما يذهب إلى أن الحداثة وماديتها أججت في الإنسان المعاصر روح الماضي، فعاد الدين في عصر الحداثة كما بدأ في العصور الأولى، إذ ينزع الناس حاليًا بممارسة الطقوس الروحية والسحر الشاماني، كما يمتلكون القدرة على التوفيق والتركيب بين الأديان المختلفة، مستفيدون من القبالا اليهودية.

يمكن القول هنا أن الحداثة وصلت لمأزق في تنحيتها للدين كما ذهب اللاهوتي والفيلسوف هانز كونغ، وحان الوقت إلى العودة للدين، إلا أن هذا الدين ليس على شاكلة الدين القروسطي، بل دينًا تدمج قيمه مع قيم الحداثة.

إلى هنا يبدو جليًا أسباب انتشار الأدبيات الصوفية ودعم حركات التصوف، إذ أرادت السياسات الأمريكية عمل حليف بعد أن نقدت تحالفها مع الإسلام السياسي الذي كان يقف أمام الزحف الشيوعي، إن الأديان القادمة يراد لها أن تصاغ بما يتوافق مع السياسات العالمية، وهذا ما بينته دراسات مؤسسة راند ونيكسون.

رأي القارئ بالكتاب

الكتاب ملخص وجيز للأديان كما يتبين من عنوانه، وقد التزم فريدريك لونوار بالمنهجية العلمية وأظهر أنه فيلسوف ومؤرخ بارع، قد يكون ثمة اعتراضات على عدة نقاط، إلا أنها لا تنفي الموضوعية العامة للكاتب وسعة اطلاعه، ورغبته الحقيقة بالمعرفة، بوصفه كما يقول تلميذًا لسقراط  يرى الجهل كل الشرور.

من صرخة الإنسانية الأولى ورقصها وطقوسها ومن الخوف والتجهم والحيرة تجاه هذا الوجود، إلى الإنسانية المعاصرة، الملامح والتساؤلات والغربة ذاتها ولم تتغير.

لا تزال الإنسانية تشعر بكونها غير منسجمة مع هذا العالم المادي، على الرغم من كل المنجزات والتطورات التي أحدثها الإنسان فيه، إذ في جسمه المادي يطوي غيبًا سرمديًا فيشعر في كل مرة بالبله.

من حيرة الإجابات وسرمدية الأسئلة، من غياب الاطمئنان، وجنوح النفس لكل ما هو مدهش وغريب، وتقليب المسائل وعدم الوقوف لإنهاء الحيرة، يؤكد الإنسان أنه مخلوق استثنائي، يتطبع بمعاني الوجود، وينشد المعرفة، والحقيقة.

حين أعلن نيشته موت الإله، رجع الفلاسفة عن قوله وأعلنوا: لا يزال الإله يتنفس الصعداء!

وتبقى إشكاليات كبيرة في واقعنا المعاصر،عن علاقة الديني بالسياسي، وتشكيل الهوية والثقافة، مما يجعل صموئيل يكتب عن صراع الحضارات، و يكتب جارودي حوار الحضارات، “إلى أن أحداث سبتمبر إلى واقعنا العربي المقيت والحروب المستنزفة باسم الله وباسم المقدس” تلهمنا أنه ينبغي لنا أن نقف على ثغرة الدراسات الإنسانية المعاصرة، للإسهام في التعبير عن روح ديننا والأديان جملة، مستصحبين الإنسانية إلى خيرها، لا أن ينتهي المطاف بنا جميعا إلى حرب شاملة باسم الشرق والغرب والمسيح والإله فنخسر جميعًا.. جميعًا.

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: سمر الفوالجة

تدقيق لغوي: آلاء الطيراوي

الصورة: pixabay

اترك تعليقا