الدراسة التي يعشقها جميع الطلاب .. ناموا!
اليوم الدراسي الذي يبدأ متأخرًا، يفيد الطلاب خاصةً المراهقين منهم… هذا ما جاء في دراسة أمريكية جديدة
إذ يؤدي تحسين مواعيد بدء الدراسة في المدارس الثانوية إلى تحسين جودة نوم الطلاب، بل ويعزز أيضًا الحضور والأداء الأكاديمي، وفقًا لدراسة أجراها طلاب المدارس بالولايات المتحدة.
هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر هذه النتائج بشكل موضوعي -باستخدام ساعات ذكية يرتديها الطلاب لقياس مدة النوم- بدلاً من الاعتماد على معلومات ذاتيةِ الإبلاغ عن عادات النوم.
يفضل المراهقون بشكل طبيعي سهر الليالي لوقت متأخر بسبب تحولات ساعة الجسم البيولوجية التي تحدث خلال سن البلوغ. وهذا ما لا يتوافق مع أوقات البداية المبكرة لمعظم المدارس.
يقول هوراسيو دي لا إغليسيا الأستاذ في جامعة واشنطن عن هذا: “أنت تقتطع الجزء الأخير من النوم والذي يحتاجونه بشدة”.
ولمعالجة هذه المشكلة، قررت المدارس في سياتل تأخير وقت بداية الدوام من 7:50 إلى 8:45 صباحًا ابتداءً من منتصف عام 2016 فصاعدًا، وقرر دي لا إغليسيا وزملاؤه قياس التأثير من خلال دراسة الطلاب قبل وبعد التغيير.
ولجعل المقارنة موضوعية قدر الإمكان، قاموا بمقارنة متوسط الطلاب الحاضرين في فصل البيولوجيا للصف العاشر في عام 2016 مع أقرانهم الأصغر سنًا الذين تعلموا في نفس الفصل في عام 2017. ووجدوا أنّ هناك 94 طالبًا في مجموعة عام 2016 و84 في مجموعة 2017.
وفقًا لجهاز مراقبة نشاط الطلاب الذي ارتدوه على معصمهم، ذهب الطلاب في عام 2016 و2017 إلى الفراش في نفس الوقت تقريبًا، ولكن تمكّن طلبة العام 2017 من النوم لـ 34 دقيقة إضافية يوميًا في المتوسط.، وقد ارتبط هذا النوم الإضافي بزيادة النشاط والتركيز اليومي بنسبة 5%.
يقول دي لا إغليسيا: “قد نكون حصلنا على هذه النتيجة لأنّ النوم يلعب دورًا رئيسيًا في التعلم ووضع الذكريات” ففي إحدى المدارس، تحسنت نسبة الحضور أيضًا، إذ تأخر طلاب عام 2017 بشكل أقل عن دوامهم، وكانت حالات الغياب أقل في متوسطها مقارنة بطلاب عام 2016.
وكما يقول جيدون دونستر من جامعة واشنطن -الذي شارك في تأليف الدراسة: يمكن تعزيز هذا التقدم من خلال جعل وقت بدء الدراسة متأخرًا أكثر، ويضيف أن وقت البدء الجديد في سياتل مدّد متوسط مدة النوم من 6 ساعات و50 دقيقة إلى 7 ساعات و24 دقيقة، لكن هذا لا يزال غير كافٍ، فبينما ينام الطلاب أكثر لا يزالون لا ينامون بمعدل 9 ساعات في الليلة الواحدة وهي المدة التي ينصح بها صحيًا”.
يأمل دونستر أن تحدد التجارب المستقبلية وقت بدء المدرسة الذي يتوافق بالشكل الأمثل مع النشاطات اليومية للطلاب ويحسن من جودة نومهم وقدرتهم على التعلم.