المزرعة الأبويَّة تحرث آخر حقل أنثويّ: سقوط المزارع الأخير (1)
(جزء 1)
إنَّ الدّور الأكبر الذي أوَّل المرأة بل بلورها في زجاجة مُحكَّمة من التعريفات والتأويلات كان يلعبه الرجل، الشيء الذي فعلته الفلسفة منذ ما قبل سقراط* إلى ما بعده حيث أسقطوا مفاهيم ناقصة عن الأنثى تنمُّ عن الوعي السائد وقتها، والتحيّز والتأثُّر بالبيئة التي كانوا فيها مع تعدد الأسباب التي طرحها الباحثون حول دواعيهم.
كما أصبحت المرأة حبيسة القوالب الجندريَّة التي قدَّمت تصوراتٍ عن طبيعة كلّ من الجنس والذكر وأدوارهما في الحياة، فتمَّ عمل فصل بين الجنسين كان لحساب الرجل في معظم الأحوال – ومع أنَّ نتائجها كذلك وخيمة على الرجل غير أنَّه انتفع من تقسيم الأدوار بشكل أكبر فكانت معظم المغانم من نصيبه-.
“لا يصبح الجسد الأنثويّ ذا قيمة إيجابيّة رمزيّة إلا حين يؤدي وظيفته الطبيعيّة والثقافيّة المتمثلة في الإنجاب”.
رحال بوبريك (1)
-المرأة بوصفها جسد مُغرٍ فقط:
لقد أضحى الرجل -أو بأسلوبٍ أنسب- كان ولا يزال هو البطل (protagoniste) الذي يكتسب الدور الرئيسيّ أما المرأة فصاحبة الأدوار الثانوية الهامشيّة، أو ضد البطل (antagoniste)، هناك كُرِّس الجنس الطبقي حيث المتعالي هو/هو ، أيّ الرجل فقط، والمنبطح هي/هو، أيّ المرأة الرجل، التي لا تكتمل إلّا به.
كما لا يغيب عن فكرنا التقاط صورة المرأة التي تأتي من المعيار الفيزيولوجيّ والبيولوجيّ، أيّ جسدها المُنتَهك الذي يبني توصيفها كما يضفيه الرجل عليها، أيّ أنّ التمييز بين الجنسين بالشكل الطبقيّ قائمٌ على الجّسد كأول شأن، الأمر الذي يثير السطحيّة، وكمثال للهضم فإنّ منع المرأة قديماً أو حديثاً من قبل بعض الآباء أو الأزواج من الخروج للعمل، الدراسة، السفر أو المشاركة في أيّ نشاطات، ولا ردود كافية على دواعي ذلك، تفيد النقاشات حولها أنَّ أهم منطلق على هذا الكبح هو الجسد حيث تُبنى عليه بعد ذلك تفاسير أو تبريرات متنوعة على إبعاده عن العالم والحيويّة، الجسد الأنثويّ الذي تجب حمايته، أو حيث يُرى كطريق لشيوع الفحش والعري وتعويذة ماديّة تفتن الآخر؛ فهذا الجّسد المنعرج سواء أكان نحيفا أم مكتنزا يشارك في هذا التنقيص منها كما أنّه ليس ملك لها بل تتشاركه مع الرجل ليس بطريقة حميميّة بل استحواذيّة كجسد العبد في رؤية سيده.
وهنا أطرح السؤال ولو على غرابته الساخرة، ماذا لو كان جسد الأنثى مشابه لجسد الذكر مع استثناء للعضو التناسلي أو تحويره أو أيّا يكن؟ هل ستُعامل المرأة حقا كما عوملت ولا تزال؟ أو على الأقل على نحوٍ أقل عُنفًا؟ وهل ستكون امرأة حينها أم كائنًا آخر يعتلي الرجل أو يكون تحته أو متساويًا معه؟
تقول فرنسواز كولن*: “بالنسبة للنساء لا يقتصر جوهر الجنس على عضو واحد بل يمتدُّ بظلال أكثر أو أقلّ حساسيّة لجميع الأجزاء حتى لا تكون المرأة امراة في مكان واحد بل من كل الوجوه التي يمكن تبصرها بها، جميع فلاسفة التاريخ عندما يعالجون مسألة الجنس يتعرفون عليها ويحددونها مع النساء”. (2)
فهل من الصدفة إذن سقوط عدِّة ممنوعات في المجتمعات الشرقيّة على النساء عند بلوغهن من العمر عتيَّا مثل مخالطة الرجال والسفر وحيدات، أي عند انكماش الجسد وغياب الخصب والإغراءات والمنحنيات تلك، والبتوليّة التي كان يتوق إليها الآخر، تغير التعامل مع الكبيرة سنًّا يودي بنا إلى العجب عن معاملتها بنفس حجم معاملة الرجل، لكن وهي عجوز وجدَّة أو طفلة صغيرة.
من هي المرأة إذن؟ هل هي امرأة في فترة زمنية محدّدة في الشّباب؟ و -لا امرأة- -رجل متحوّل- إذا صح تعبيري في شيخوختها؟ هل سنطلب من العالم أن يكف عن تنويعاته الوصفيّة للمرأة حسب كل مرحلة حياتيّة أو تغيرات جسديّة وحكمه عليها قبل أن نطالب بحقوقها واحترامها؟ هذا ما تراه نسوية الموجة الثانية وما بعد الحداثة التي لم تهتم بحقوق المرأة فقط بل بذات وهويّة المرأة واختلافها، ومحاولة نقل العالم حسب ما تراه الأنثى لأوّل مرة وليس ما رآه الذكر طيلة تاريخه عبر اللّغة والفلسفة والأدب والفن على عكس نسويّة ما قبل الحداثة.
في ظل كلّ الحساسيات التي جاءت نتيجة تكريس المرأة للوظائف البيولوجيّة الجامدة فقط وحصرها فيها فقد كانت نظرة النسويّات وقتها للأمومة والإنجاب تنم عن إنكار واحتقار، حيث أنّها مجرد عائق ووصمة مشوّهة للأنثى، لكن الأمر تغيّر في ظل نسوية ما بعد الحداثة، أين صارت النظرة إليها مختلفة عند البعض، فجوليا كريستيفيا* ترى أنّه من الخطأ معاملة الأمومة كما فعلت السابقات كردّة فعل، فالأمومة التي صُوِّرت لنا وكأنها أمرُ بيولوجيّ بحت وواجبٌ على المرأة فقط لأنها أنثى، هي أعمق من ذلك، لأنَّ الأمومة تجمع شخصين في دائرة واحدة جسديًّا وشعوريًّا ولغويًّا، الأم والطفل، كما تُعتَبر من أكمل العلاقات في العالم وما يمكن أن تمنحه للاثنين معًا، الشيء الذي تجاهله التحليل الفرويدي الذي اهتم بالطفل فقط وأزاح الأم وكأنّ وجودها لا يهم على الإطلاق.
“فجوليا كريستيفا تحرص على إعادة رسم صورة المرأة/الأم ليس بطريقة أوديبية أو كلاسيكية كما تعودنا عليها، بل تغور في سراديب تجارب نفسيّة عميقة ومثيرة”. (3)
كما استعارت جوليا كريستيفا الأيقونة الأموميّة لمريم العذراء التي رأتها تجسِّد العلاقة الأموميّة الحقيقيّة التي همَّشها الذكر حيث تعبِّر عن النّقاء والأخلاقيّات والوجود مع الحميميّة التي تمنحها الأم للطفل.
وعلى الرغم من مجهودات كريستيفا التي حاولت فيها إعادة الاعتبار للأموميّ على نحوٍ مغاير تمامًا مستغلّة بذلك معرفتها الفائقة باللسانيّات والفلسفة والسيمياء، إلا أنّها انحازت إلى الأمومة على نحو مفرط حدّ قولها عن المرأة “كي تكوني امرأة هو أن تصبحي أمًّا”. (4)
الأمر الذي خلق عدّة انتقادات لفلسفتها حول هذا الموضوع الذي رأت فيه النسويّات مجرد عباءة ذكوريّة جديدة لم تستطع جوليا التخلّص منها، على الرغم من أنّها لم تقزِّم دور الأم، كما رفضت أي محاولة لمنح تعريف محدّد يقيِّد المرأة.
ومقابل جسد الرجل الإلهيّ والقويّ الذي يماثل أول شكلٍ لأوّل إنسان في الأدبيات الإبراهيميّة، الجسد العقلانيّ الذي يملك زمام نفسه والحرّ، نرصد المرأة في هذه المعادلة تسلك طريقًا نراها فيها بوصفها جسدا مُغرٍ شيطانيّ وضعيف، جسد أهوائيّ لا يسيطر على نفسه وحيث هو مقيَّد لا يمثل إلا شكلًا ثانٍ لأجل الأوّل، لمَ ذلك؟ لأنّ كلّ هذه المعادلة قد خُطَّت لأوّل مرة من قِبَل الرجل.
“المهم فيها يبدو، هو أن تكون قناعتكم رائعة، ومن دون أيّ تردد محتمل بأنّه لا يمكن أن تخطئوا، وبأنّه لا وجود لأيّ التباس ممكن في الأمر، وبأنّ الثقافة تطمئنكم أو كانت تطمئنكم بأنّ التمييز الذي تقومون به مُنزَّه عن الخطأ”
لوس اريغاراي (5)
-المساواة والجسد:
إنَّ المساواة التي هي من مطالب النسويّة الأهم تُرفض بالشكل العام من قبل الرجل بكل بداهة على مرِّ التاريخ، وعلى أساس هذا الرفض الفوريّ من دون مناقشات الذي هو مجرد رفض تاريخيّ نابع من القدماء، يُصنع له عدّة أسباب لا تزال تُستحدث وتُبرَّر إلى الآن، حتى تكوّنت على المرأة بثقلها وكثرتها، ومن أهم هذه الأسباب مجدّدًا والتي سَلّطت الضوء عليها من دون الأخرى هو الشق الجسديّ، بين القويّ والضعيف، حيث -الجسد الإستقوائيّ- كما أصفه. إنّ هذا الرفض على الأغلب تُمنَح له قصاصات ورقية من قبيل: الرجال أقوياء بنويًّا والنساء ضعيفات، إذن المساواة باطلة، أي ببساطة يُختصر القول: بكن قويّا أعطيك حقوقا، أو أنّ العدالة هي الأحق بدل المساواة وكأن العدالة هنا لا تُشترط فيها المساواة في المقام الأوّل، هنا ستمنح الحقوق على طريقة مبدأ الغاب للقويّ، وكيف هو قويّ؟ قويّ في الجسد ببداهة بالتالي قوي في الأعصاب والاحتكام إلى العقل، ومن هو القويّ؟ الرجل حتى حين يكون في أشدِّ مراحل علله وأمراضه، مقابل الضعيف أيّ المرأة حتى حين تحوز على كل ميادليات القوَّة، فجسدها فيه من الضعف ما يغطّي حتى على قوّته أما جسّد الرجل فقويّ يغطي حتى على ضعفه، هنا يصبح (التمركز القضيبي) و -الجسد المسطّح- إذا شئنا وصفه هو الحاكم والذي يكون مبدأ مقارنة وحيد مع غيره من الأجساد الشاذة أي المرأة التي هي جسد أو أجساد أو عجينة من اللحم.
إنّ المرأة حد هذه اللحظة مع جسدها هذا وفي شبابها عنوان للجهل والنقص والضعف والتشوّه والعاطفة فقط، ونسخة أدنى من الرجل، شكل ثانويّ للمذكر، حيث لا تشارك في الحياة باعتبارها فاعل رئيسيّ فيها بل مجرد رد فعل ومفعول به في كل مجال حتى لو شاركت وضحّت وحاربت فعلًا حسبما سُمح لها.
تقول فرنسواز كولن:“هل تتطلب المساواة بين البشر تشابههم لا اختلافهم أم هي المساواة نفسها على حد تعبير سيمون دي بوفوار؛ المساواة في الاختلاف، السماح للاختلاف في المساواة بالبقاء”. (6)
أمّا نصر حامد ابو زيد*، فيقول: “المرأة حين تتساوي لأنّها تتساوى بالرجل، وحين يسمح لها بالمشاركة فإنّها تشارك الرجل، وفي كل الأحوال يصبح الرجل مركز الحركة وبؤرة الفاعليّة…وكأنّ كل فاعلية للمرأة في الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة فاعليّة هامشيّة”. (7)
هل كان التاريخ للرجال دومًا وكذلك العالم؟، ما من شكٍّ أنّه في مجتمعاتنا يبنى الشارع على أنّه مِلْكٌ للرجل، خروج المرأة فيه هو مجرد هجرة مؤقتة لعالم ليس ملكها، مجرد مشاركة يسمح لها الرجل بها ، فالشارع والمكان للرجل مثلما كانت ساحات الحرب والتاريخ له دوما.
فهل هذا يتوقف على جسدها؟، الجسد الذي يجب أن يكون في مكان واحد، البيت وخاصة المطبخ، حتّى البيت يجب أن يكون أحد أمكنة الأب والزوج، فأيّ مكانٍ للمرأة لا يجب أن يكون لها ببساطة، وأيُّ محاولةٍ للتحرر من مكان الأسرة نحو مكان لها فقط هو دعوة للانحلال.
حين سُئِل الفيلسوف جاك دريدا*، في أحد مقابلاته عمّا يجب أن يكون مكان المرأة قال: “لماذا يجب أن يكون هناك مكان للنساء؟ و لماذا واحد، كل/واحد ضروري؟”. (8)
إنّ جاك دريدا هنا يرفض حتى هذا النوع من الأسئلة، ليس في طرحه بل في ما يعنيه، إنّه يقطع كل السبل ويمزِّق كل الفرص لهذه الأفكار الاستفاهميّة التي تسجن أكثر ما تحرَّر، فبمجرد أن نمنح للرجل حق طرح هكذا أسئلة فإنّ ذلك يجعله الآمر والحاكم الذي سيفصل في الجواب بالتالي الذي يحدِّد ما هو الصحيح وما هو الخطأ، إنّ جاك دريدا باستفهامه ذاك حول المكان يرفض أيّ تقييد للمرأة في مكان محدّد، فالعالم للأنثى والذكر من دون أن يستولي عليه أحد الطرفين، وحين يكون العالم للمرأة كما للرجل فإنّ مشاركة المرأة في صنع الفكر والتاريخ مشاركة لازمة لا مفر منها وضروريّة وحق، وليست حتى مشاركة تابعة للرجل كما رأينا في إضاءة نصر حامد أبو زيد بل تماثله.
و عودة إلى الجسد الاستقوائيّ لكن في التوازي مع التطور الحاصل الآن، فإذا ما أمسكنا حبل نقطة القوّة هذه التي تفجّر انعدام المساواة بين الجنسين وذهبنا بعيدًا وتساءلنا، سنجد هذه الأسئلة ولو أنّها تبدو غير مألوفة، هل الإنسان المسلّح امرأة كان أو رجلا أقوى من الرجل جسديًّا كما يزعم؟ بالتالي ما فائدة قوّة الجسد أمام التطور وصغره مقابل الآلة؟
هل يمكننا بذلك إعادة فرز حقوق الفرد على نحو تكنولوجيّ جديد؟ وهل يمكن للذكيّ أن يحل محل الرجل القويّ؟ إذا ما وصلنا لمجتمع لا نحتاج فيه لسلطة الجسد بل الثورة المعلوماتيّة والفكريّة، بالتالي المرأة أيضًا؟
لا يجب فهم هذه التساؤلات على أنّ الكرامة والحريّات مع الحقوق تقتصر على فتراتٍ محدَّدة أو متغيّرة، لكنّها مجرد تساؤلات بقدر ما تبدو مستفزة للبعض، ربما لأنّها تتجه مباشرةً إلى موضوع الجسد المتعالي الذي لا يمكن نقده أو حتى زوال سلطته المرتبطة أساسًا بالعقل كما يزعمون، إلا أنّ أهم ما ينبغي إدراكه منها هو التفكير في قابليّة ترتيب العالم من جديد طبقًا لمتغيراته، حتى لو كان التساؤل حول مجرد فترة تَغَيُّر متغيّرة ليست ثابتة واستثنائيّة يمكن أن يزول ما يراه البعض مجرّد عثرة لا يمكن أن يُؤَسَّس عليه أي حقٍ ودعوةٍ. لكننا أمام هذا التغيّر ولا مفرَّ منه، كما أنه بقدر ما نتبنى منطلقات استفهاميّة كهذه، بقدر ما نفتح تحرُّك وديناميكيّة في تناول قضايا المرأة حتى لو كانت مؤسَّسة على خيال علميّ، فحين نتقبل الصيرورة والتساؤل عن كل ما يخطر لنا سواء أكانت صحيحة أم بها مغالطات أم كانت لن تحصل، هذا معناه فتح الباب للحوار والاختلاف ونبذ اليقينيات والمسلّمات.
“ليس من قبيل الصدفة أن يكون التهميش الأكثر ضرورة للنساء مجسّدًا عبر السياسة والتجارة، هما سوق واحد يعملان على استعباد المرأة أو التخفيض من قيمتها لاعتبارات أنّها عاطفيّة ومجرّدة من تدابير التسييس والقيادة، لتتاح لها فرصة المكوث كزوجة داعمة”.
محمد بكاي (9)
-العالم يحاكم المرأة:
إنّ تشكُّل المرأة امتدَّت لاختلاسه عدِّة أيادٍ من مفاهيم ومؤسسات وأفكار حول عدّة زوايا نظر يتحكم بها الرجال بداية من صورة الأسرة أو العشيرة التي يتزعمها، إلى الدين والسلطة ثم الفلسفة والثقافة والسياسة والاقتصاد الرأسمالي، وكلّ ما من شأنه تكريس هذه السيطرة و رسم المرأة في شكلها الذي يريده المجتمع المتميّز بالقيم البطريركيّة، فالرجل هو الذي يمسك النظام والثروات وحتى مقاليد الحكم وسنّ التشريعات.
إن وضع المرأة يناسب هذه الأوصاف المقتبسة التي تفيد: “أنّ تأويل الجنسين يُتم عبر مبدأ الخير والشّر” ، أيّ الأوّل الممثَّل من قبل الرجل والثاني المرأة. “إنّها نقيض للرجل فقط” ، أي أنّها تُرى كضديّة للإنسان الذكر كالشر مقابل الخير الأصل. “الأخت هي حالة من الأخ وهي ضرب من نوع الأخ” فهي انزياح عن الذكورة الأخويّة أي أنّ الأخت استنساخ عن الأخ الأصليّ ولنا أن نتخيل عالم الظواهر الذي هو نسخة مقلَّدة وأدنى عن عالم المثل الأفلاطوني. “المرأة سلعة اقتصادية والرجل إدارة لصرف الإنتاج” ، أي أنّها ملكيته يلعب بها كما يشاء في لعبة الحياة ويسنُّ القوانين عليها كما يرغب. “المرأة هي المذكر المؤنث” ، أي أنًها تكتسب وجودها عن طريق الذكر حتى تكون أنثى بالشكل التقريري من الجنس الفريد من نوعه. “المرأة رجل من دون قضيب” ، كما يوحي التحليل النفسي لفرويد* ولاكان*. “المرأة مجرّد انفعال جسديّ مع الذكوريّ” ، فهي موجودة لأجله فقط. “السالب مقابل الموجب” (10) فالمرأة نفي وهدم، والرجل تأكيد وتثبيت.
فهل كلّ التراث الإنسانيّ سواء دينيًّا أم فلسفيًّا -مناداته ببعد الإنسان كل البعد عن الحيوانات وبهيميتها وآلية غرائزها، والذي يرى فيه على عكس الحيوان، كائن ذو وعيٍ رهيب يتجاوز غرائزه الجسديّة ومهامه البيولوجيّة (البحث عن الغذاء والتكاثر والإنجاب)، مترفعًا عنها ومتطلِّعًا لبناء مستقبله من حضارة ماديَّة وثقافيَّة وروحيَّة- تتناسب مع ما يحاول البعض فعله مع المرأة وجعلها لا تختلف عن أنثى الحيوان التي تلد فقط؟ مع أخذنا بعين الجديّة أنّه حتى أنثى الحيوان هي بنفسها من تبحث عن الغذاء لمواليدها وتقوم بكل شيء؟ أم أن المرأة شيء أدنى حتى من مملكة الحيوان والإنسان الواعي معا؟
ونحن هنا لا نقزِّم بذلك دور الأم أو الإنجاب بل نوّد تقزيم هذه النظرة الوحيدة التي ينظر بها المجتمع للمرأة فقط ألا وهي مهمتها البيولوجية التي لم يستطع تجاوزها، كما تجاوزها مع الرجل بصفته ليس مجرَّد ناقل لحيواناته المنويّة أو الباحث عن الغذاء لسدِّ غريزته فقط بل مساهم في الحضارة، ونفس الأمر واجب التطبيق فيما يخص المرأة كذلك.
وعودةً إلى موضوع النعوت والكلمات التي تربط دواخل النفس باللّغة، هل يمكن للّغة أن تكون منحازة أو عاجزة عن منح المعنى الصحيح للشيء، أو مساهِمة في جندرة الجنسين والثنائيات؟
إنّ اللّغة حتى تعبرّ عن المفهوم يجب أن تذهب إلى الضد لتكسبه معناه بالتالي إلى تطرفه الأقصى، يقول محمد بكاي*: “من الجدير بالذكر أنّ التفكيك قد انحاز لهذه الفكرة في عجز اللغة عن تقديم تعريف مغلق للماهية أو التصورات فأكثر المفاهيم امتيازًا يجب أن تعتمد على نقيضها المُحتَقر لتحصل على معناها فكلمة طيب تحتاج لكلمة شرير لتكتسب معناها وكلمة ذكورة تعتمد على الأنوثة، واللاشعور ينسف محاولات التحكم في المعنى الإجتماعي”. (11)
من ناحيةٍ أخرى حول انحياز اللغة دعونا فقط نتذكر كلمة الرجل L’homme والتي هي نفسها الإنسان، كذلك اسم الإنسان بالعبرية كمثال والذي هو آدم المتأصِّل من اسم آدم أول انسان في الأدبيات الإبراهيميّة المشتق من الأرض. (12)
إن اللّغة كما يقول نصر حامد أبو زيد*: “تمارس نوعا من الطائفيّة العنصريّة” (13) ، فالتاريخ بحوادثه وتأريخه وكتاباته كان روّاده من الرجال الذين أضفوا عليه وعلى المفاهيم طابع التحيّز وبهذا فإنَّ سلطة اللغة للرجل.
كما أنّك مع اللغة تلبس ثوبا اجتماعيًّا ودينيًّا وفكريًّا يَفرض عليك بشكل لا شعوريّ، فهي من الموروث الاجتماعيّ الذي وصلنا من دون أن يكون لنا يد في خلقه. (14)
و إذا كان نصر حامد أبو زيد يرى أنّ اللّغة الإنجليزية التي تتطور مع تطور المجتمع الما بعد حداثي والقيّم حاليا تود أن تتفادى هذه التحيزات فتقول chairperson وspokesperson بدل spokesman وchairman، هذا الوعي بالتبدُّل ومواكبة التغيّرات لا تملكه العديد من اللّغات التي لا تزال جامدة عن ذلك بما فيها العربية. (15)
تقول سيمون دي بوفوار*: “قال أحد أنصار المرأة المغمورين: كل ما كتب عن المرأة من قبل الرجال، يجب أن يثير الشبهات لأنّهم خصوم وحكام في الوقت ذاته، و قد سخّروا اللاهوت والفلسفة والقوانين لخدمة مصالحهم (16)
فالعالم إذن الذي يمثله الرجل بكل مجالاته سواء أعبر المنحى اللاهوتيّ أم الاقتصاديّ أم السياسيّ أم الثقافيّ أم اللغويّ هو الذي يحدِّد ما يجب ولا يجب على الأنثى، وهو بذلك من يحكم ويرمي سهامه عليها أيضًا، وحوادث التاريخ وحاضرنا هي خيوط تأخذنا إلى هذه الحقائق التي لا مفرَّ منها.
“الحصول على الزوجات أمر يعود إلى الرجل نفسه، ولكن أن يرزق الرجل بالأبناء فأمر يعود للإله وحده”.
نص سومري قديم (17)
-الزراعة والمرأة:
مع اكتشاف الزراعة في العصر النيوليتي*، أي تقريبا 8000 ق.م، استقرَّ الإنسان على الأرض وجاءت بسبب ذلك القرى والبيوت كما ازدادت التجمعات والمستوطنات. (18)، فصارت الأسرة مستقرّة وقويّة أكثر ليس في ترابطها فقط، بل في أدوار أفرادها، وفي تنظيم مجتمعاتهم من عدة نواحٍ اجتماعية، عملية ودينيّة. وعلى الرغم من الأقوال التي تُسمع من هنا وهناك حول أنّ المرأة هي التي اخترعت الزراعة. فهي مجرد استنتاجات لا دلائل عليها تبقى حبيسة الصواب أو الخطأ كما أنّها تجعل من الزراعة كمثل اختراع فرداني يقوم به شخص واحد في منطقة واحدة وتؤزم وضع المرأة أكثر عن طريق طرح كلام واهٍ في محاولات لتحريرها، لكن ما يهم هنا هو أنّها تدخل في إطار مقدار وحجم تعلق المرأة بالزراعة ناهيك عن الأساطير التي كانت تجعلها هي مكتشفتها.
كذلك نحن هنا في هذا المثال لا نتحدث عن تأنيث الأرض رمزيًّا فهذا بعيد عن مقاصدنا على الرغم من أنّ تأنيث الأرض لم يكن في عدة حضارات مثل الصين أو اليابان التي لم تحدد جنسا للأرض، و في مصر كانت الأرض مُشخَّصة عن طريق الإله الذكر «جب»، أما في مناطق أخرى فلم تقم بجعلها مشخصة أساسا. (19)
وبغض النظر عن ذلك لقد صارت الأسرة التي يحكمها الرجل طريقًا للتعلُّق بالأرض والوطن غير أنّه وعلى الرغم من ملكيته للأسرة والأرض والشارع، فإنّ المرأة هي أكثر ارتباطًا بها من زوجها من الناحية الرمزيّة، فجُعلت الأرض هي الرحم المؤنث، والرجوع إلى الوطن هو الرجوع إلى المرأة الأم والأخت، يمكننا أن نلاحظ بكل بداهة كم أنّ الأمر قد حشر المرأة في أنساق محدَّدة وسجن يحرسه التسلّط الذكوري، كما حصرها في بيئة أرضيّة ثابتة ومستقرة مرتبطة بالأبناء.
غير وأنّه وفي مقابل ذلك، فإننا نرى الغجر لا يستقرون ولا يأسسون شيئا عكس المجتمعات الزراعيّة الراسخة التي جعلت الإنسان يستقر، فالغجر متحركون لا ثابتون، وأينما كانت الحركة والصيرورة، تكون المرأة أكثر حريّة أقول وليست حرّة بالشكل الكليّ، مقابل المستقرة.
كما أنّ الحركة تجعل المجتمعات تحتك بالآخر وتتطور تدريجيًّا فتنفتح على العالم، بل يصل الأمر بالغجر حد التوغُّل في الروحانيات والثيوصوفيا والتنجيم حيث: “يعود الكثير من أسباب الرفض الاجتماعي للغجر إلى ممارستهم السحر والشعوذة” (20)
كما أنّهم عاشقون للموسيقى والفن (21)، كل هذه الأمور التي يتميزون بها هي في حقيقة الأمر معاكسة للدوغما الدينيّة التي تعطي نصًّا ثابتًا للمجتمع .
كما أن مكانة المرأة عندهم لا يمكن لأحد تجاهلها، حتى وصل الأمر بذلك إلى أن يعيش زوج الابنة عند أهلها، كما أن اسم الأبناء يُتبع بلقب الأم، وإذا كان الزوجين من قبيلتين غجرتين مختلفين فإنّ الابن يتبع لهجة والدته. (22)
يقول إيميل سيوران* في حديثه عن تحركات الغجر وهجراتهم الكثيفة: “الغجر كشعب مختار حقا، لا يتحملون مسؤولية أي حدث،ولا أيّ مؤسسة لقد انتصروا على الأرض بفضل عدم اهتمامهم بعدم تأسيس أيّ شيء فيها”. (23)
إلا أنَّه رغم هذه المؤشرات الجيدة فلا يجب أن تأخذنا الحماسة بها حدّ جعل المرأة الغجرية امرأة تمتاز بالحقوق والمكانة ولا تشكو شيئاً لأنَّ هذا الأمر بعيد الحدوث كما أنَّ الغجر يختلفون من مكان لآخر.
وعودة إلى الماضي فقد وسعت الهوّة، حداثة وتطور طرق الزراعة واكتشاف المعادن في عصر الكالكوليت* ( 5000 ق.م ) التي احتكرها الرجل وتفنن فيها فصارت مقاليد الإنتاج تتشكل على يديه من حرف وتجارة وعمران، كذلك كما يعتقد البعض دخول مفهوم الملكية إلى المجتمعات وجمع الثروة ما أدى إلى رؤية المرأة كورقة رابحة إذا ما تم ربطها بالرجل حتى يحافظ أطفالهما على ثروة الأب، حيث أنً هذا العصر عند البعض هو عصر رجولي بامتياز وانقلاب أبويّ على عصر أموميّ.
لكن إذا تم التسليم بذلك، فهل يعني هذا أنّ العصر الأموميّ كان يوجد بالفعل، وفي شكله الكليّ؟ فالعديد من الأشخاص بتعدد فئاتهم ومدركاتهم قد جعلوا من الماضِ عصور أو عصر أموميّ بامتياز تربعت فيه المرأة على العرش وكان الرجل خادما لها (24).
لكن هذا الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجرّد مبالغات وتهويل فقط، فما حدث في الكالكوليت لم يغيّر الكثير بل زاد وقوّى مكانة الرجل مقابل تهميش المرأة، ومع قيام المدينة الحضاريّة والدول وصعود الاقتصاد العالمي الرأسمالي تم استعمال المرأة أكثر في الأهداف الاقتصاديّة، الاقتصاد الذي يستولي عليه الرجل، وهنا بإمكاننا إدراك المطالب النسويّة الاشتراكيّة بشقيَّها البريطانيّ والأمريكيّ وكذلك الماركسيّة حول نقدهم اللاذع للنظام الرأسماليّ الذي سلّع المرأة بطرق حداثية أشد غزارة من ذي قبل.
لقد أصبح الرجل هو الذي يمسك المحراث، القويّ الذي يحرث لا حقله ومزرعته فقط، بل زوجته، يمكنه زرعها كما يشاء في قطعة يختارها لها، وحرقها اذا رآها ضد مشيئته أو حرق أجزاء منها لا تعجبه.
إنّ المرأة مثل الزرع تُغرس وهي كذلك الحقل الرئيسيّ الذي رآه الرجل مجرد أرض هو المسؤول عن حرثها.
-تعريفات المصطلحات والمفاهيم:
-سقراط [470- 399 ق. م]: فيلسوف إغريقي من أهم فلاسفة الفكر الغربي، كان أستاذ أفلاطون، حُكِم عليه بالانتحار جبريًا عن طريق تجرّع السم، لم تصلنا منه مؤلفات وعلى الأغلب لأنه فضّل الكلام الشفهي على الكتابة.
-فرنسواز كولن [1928م – 2012م]: فيلسوفة نسوية وكاتبة بلجيكية تخصّصت في حقول الأدب والفلسفة والسياسة، كما كتبت عن الاختلاف والهوية.
-جوليا كريستيفا [1941م]: فيلسوفة فرنسية بلغارية الأصل، مختصّة في اللسانيات والتحليل النفسي والسيمياء والفلسفة والأدب، من ألمع فلاسفة النسوية ما بحد الحداثية الفرنسية وأفلام التحليل النفسي، لها مؤلفات مثل: ثورة اللغة الشعرية، سيميوتيك، الثورة الحميمية، غرباء على أنفسنا.
-لوس اريغاراي [1932م]: فيلسوفة نسوية ومؤلفة فرنسية ولسانية، من أشهر أعلام النسوية الفرنسية ما بعد الحداثية مثل مثيلتها جوليا كريستيفا، اهتمَّت بموضوع الاختلاف والذات عند المرأة واللغة الشعرية الأنثوية، لها مؤلفات مثل، سيكولوجية الأنوثة، مرآة المرأة الأخرى، وقت الاختلاف.
-النيوليت [8000 – 5000 ق.م]: وهو عصر اكتشاف الزراعة يبدأ من 8000 أو 9000 ق.م وينتهي في 5000ق-م.
-الكالكوليت [3000-5000 ق.م] وهو عصر المعادن ويبدأ بنهاية النيوليت.
-نصر حامد أبو زيد [1943 – 2010م]: باحث ومفكِّر وكاتب، اتُّهم بالتكفير حول أطروحته التي قدمها لنيل درجة الأستاذيّة، وظل يُكفَّر حتى وفاته، معروف بأبحاثه حول تأويل وتفسير النصوص الدينية، وتناول الدراسات الإسلامية والعقل العربي، من مؤلفاته: التفكير في زمن التكفير، هكذا تحدَّث ابن عربي، النص والسلطة والحقيقة.
-سيمون دي بوفوار [1908-1986م] فيلسوفة فرنسية، من أشهر أعلام النسويّة، كانت تربطها علاقة قوية مع سارتر دون الزواج، عبارتها الشهيرة (المرأة لا تولد امراة بل تصبح كذلك)، لها عدة مؤلفات مثل: الجنس الآخر، مذكرات فتاة مطيعة.
-جاك دريدا [1930 -2004م]: فيلسوف تفكيكي فرنسي، جزائري المسقط من أصول يهوديّة، يعتبر أبًا للفلسفة التفكيكية، اهتم بالكتابة واللغة مع الهوية والاختلاف، كما كان من أنصار تحرير المرأة ومثَّلت فلسفته وكتاباته دفعة ومصدرا كبير للنسويات، من أهم مؤلفاته: الكتابة والاختلاف، علم الكتابة، المهماز.
-سيغموند فرويد [1856 – 1939م]: عالم نفس و طبيب من النمسا، أبو التحليل النفسي، من أهم مفاهيمه (الأنا والأنا الأعلى واللهو)، (عقدة أوديب)، (عقدة الكترا)، من أهم مؤلفاته: الطابو والطوطم، تفسير الأحلام، موسى والتوحيد.
-جاك لاكان [1901 – 1981م]: دكتور وطبيب وباحث، تخصص في التحليل النفسي والفرويدي.
-محمد بكاي: دكتور وأستاذ مختص في فلسفة التفكيك واللسانيات وحقول ما بعد الحداثة مع النسويّة، أستاذ محاضر في معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي مغنية (الجزائر)، من مؤلفاته: أرخبيلات ما بعد الحداثة، التفكيك وفسيفساء المعنى.
-إيميل سيوران [1911 – 1995م]: فيلسوف وكاتب وشاعر روماني، كتب باللغة الفرنسية والرومانية معًا، تبنى اللاإنجابية، احتلت الولادة والانتحار والدين ونقد النظم السياسية والحضارية حيزًا كبيرًا من كتاباته، من أهم كتبه: مثالب الولادة، دموع وقديسون، تاريخ و يوتوبيا، المياه كلها بلون الغرق.
-المصادر: 1 - بركة النساء، أفريقيا الشرق، رحال بوبريك ص:48 2 - جدل النسويّة فصول نقدية في إزاحة الدوغمائيّات الأبويّة، منشورات الاختلاف، منشورات ضفاف، محمد بكاي، ص:86 3 - نفس المصدر السابق، ص:228 4 - نفس المصدر السابق، ص [ 165 - 171 ]، ص:212، 213 5 - نفس المصدر السابق، ص:43 6 - نفس المصدر السابق، ص:83 7 - دوائر الخوف، قراءة في خطاب المرأة، المركز الثقافي العربي، نصر حامد أبو زيد، ص:29 8 - جدل النسويّة فصول نقديّة في إزاحة الدوغمائيّات الأبويّة، مصدر سابق، ص:143 9 - نفس المصدر السابق، ص:220 10 - نفس المصدر السابق 11 - نفس المصدر السابق، ص:204 12 - نفس المصدر السابق، ص:78 etymonline.com/word 13 - دوائر الخوف قراءة في خطاب المرأة، مصدر سابق، ص:30 14 - نيتشه والإغريق، منشورات الاختلاف، منشورات ضفاف، عبد الكريم عنيات ص:228 - جدل النسويّة فصول نقديّة في إزاحة الدوغمائيّات الأبويّة، مصدر سابق، ص:24، 25، 26 15 - دوائر الخوف قراءة في خطاب المرأة، مصدرسابق، ص:32. يمكن الرجوع أيضا حول هذا الموضوع ( - اللغة التاريخية البطريركيّة -، "سلطة اللغة" ) إلى: - كتاب جدل النسويّة الجزء الرابع من الفصل الأول الجزء السادس - السابع - الثامن من الفصل الأول الجزء الخامس - السادس - العاشر من الفصل الثالث - كتاب اللغة والسلطة، المركز القومي للترجمة، نورمان فيركلف - كتاب اللغة نصوص مختارة، دار توبقال للنشر، إعداد وترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي - فوكو قارئا نيتشه، منشورات الاختلاف، منشورات ضفاف، نور الدين الشابي - كتاب سيكولوجية الأنوثة، مرآة المرأة الأخرى، دار الحوار للنشر و التوزيع، لوس اريغاراي 16- الجنس الآخر، الدار الأهلية، سيمون دي بوفوار، ص:11 17- ديوان الأساطير، دار الساقي، قاسم الشواف، ص:346 18- أديان ما قبل التاريخ، دار الشروق خزعل الماجدي ص:77 19-تاريخ الأسطورة، الدار العربية للعلوم ناشرون، مؤسسة محمد بن راشد آي مكتوم كارين آرمسترونغ ص:43 الحضارة المصرية القديمة، الحياة الدينية، دار المعرفة الجامعية، محمد بيومي مهران ص:303 - 304 20- الغجر ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب، المركز الثقافي العربي، جمال حيدر، ص:7 21- نفس المصدر السابق، ص:173 22- نفس المصدر السابق، ص:38 23- المياه كلها بلون الغرق، منشورات الجمل، إيميل سيوران ص 159 24- لمزيد من المعلومات حول العصر الأمومي يرجى تصفح هذه الكتب: - يوم كان الرب أنثى، دار الأهالي، مارلين ستون. - المرأة والألوهة المؤنثة في حضارات وادي الرافدين، مؤمنين بلا حدود، ميادة كيالي. - لغز عشتار، دار علاء الدين، فراس السواح. وستجدون عدة مصادر عن الموضوع في هذا الكتاب: - نشأة النظام الأبوي لغيردا ليرنر