الصين تهدِّد البيئة وتنْقِضُ المعاهدات
توصَّلت دراسةٌ حديثةٌ إلى استمرارِ استخدام مركبٍ خطيرٍ على طبقة الأوزون في الصين، على الرَغم من أنَّه محظورٌ في جميع أنحاء العالم بموجب بروتوكول مونتريال.
ولا تزال الصين الشرقيّة تصدِرُ كميّاتٍ كبيرةً من هذهِ المادة -المعروفة باسم رابع كلوريد الكربون CCl4– المعروف بِأنها تُسَبّب تآكل في طبقة الأوزون، وهي الطبقة الواقية في الغلاف الجويّ للأرض والذي يحمي العالمَ من الأشعةِ فوق البنفسجيّة الخطيرة.
ويُعَد البحثُ الجديدُ دليلًا آخر يشير إلى الصين كمصدرٍ للإنبعاثات المدمِّرة للأوزون، إذ في الصيف الماضي وَجد تحقيق أجرته صحيفة” نيويورك تايمز” أنّ المصانع في البلاد كانت تطلق موادًا محظورةً دمَّرَت طبقة الأوزون.
يتواجد الأوزون في طبقة الستراتوسفير فوق الأرض، على بُعدِ 6.2 ميل (10 كيلومترات) ، حيث يمتصُّ الكثير من الأشعةِ فوق البنفسجيّة (UV) الآتية من الشمس.
يزيدُ هذا الإشعاع من خطرِ الإصابةِ بالسرطان، وتلفِ العين عند البشر، ويوجد ثقبٌ بالفعل في طبقة الأوزون فوق قارة أنتاركتيكا؛ لذلك ولحماية الأوزون وافقت جميعُ دولِ العالم بشكلٍ جماعيّ على حظرِ المواد التي تدمرِّ تلكَ الطبقة، بما في ذلك CCl4، والتي تمَّ حظْرها في جميع أنحاء العالم في تحديثٍ لبروتوكول مونتريال في عام 2010.
على الرَغم من هذا الاتفاق، حوالي 44،000 طن سنويًا كان ينبعث بشكلٍ غامض من شرقي الصين، وللتحقّق من ذلك، عمل فريقٌ دوليّ من العلماء من أستراليا وكوريا الجنوبية وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على تحديدِ أصِل هذهِ الانبعاثات المُحَيّرة.
واستخدم الفريق البيانات من أجهزةِ الاستشعار المُركزَة على الأرض والمحمولة جوًّا بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى نموذَجين يحاكيان كيفيّة تحرّك الغازات في جميع أنحاء الغلاف الجوي.
وباستخدام هذه التقنيات وجد الباحثون أنَّ حوالي نصف هذه الانبعاثات المُخيفة جاءت من شرقِ الصين بين عامي 2009 و 2016.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة مارك لونت وهو باحثٌ زائر في الكيمياء بجامعة بريستول في إنجلترا في بيان: “تُظهِر نتائجنا أنّ انبعاثات رابع كلوريد الكربون من منطقةِ شرقِ أسيا تمثّل نسبةً كبيرةً من الانبعاثات العالمية، وهي أكبرُ بكثيرٍ مما اقترحته بعض الدراسات السابقة”.
وقال لونت: “إن انبعاثات CCl4 هائلةً لدرجة أنه على الرغم من التخلص التدريجي من إنتاج رابع كلوريد الكربون للاستخدام في عام 2010، لم نعثر على أيّ دليلٍ على انخفاضٍ لاحقٍ في الانبعاثات”.
وقال: “إن بعضَ المناطق، بما فيها مقاطعة شاندونغ الصينية بعد عام 2012، ضخَّت انبعاثات أكثر مِمّا كانت تفعلُ في السابق، ومع ذلك لاحظَ العلماء أنّهم غير متأكدين من أين تأتي الانبعاثات الأخرى من CCl4. وقال الباحثون: أنّه من المحتمل أن يتم إنتاج كمياتٍ كبيرة من هذا الغاز عن غيرِ قصدٍ عندما يتم إنتاج موادٍ كيميائيّة أخرى مثل الكلور.
وقال المؤلفُ المشاركُ في دراسةِ مات ريجبي وهو مقرِرٌ في الكيمياء الجويّة بجامعة بريستول: “يُظهِرُ عملُنا موقع انبعاثات رابع كلوريد الكربون، ومع ذلك فنحن لا نعِرف حتى الآن العمليات أو الصناعات المسؤولة وهذا أمرٌ مهم لأنَنا لا نعرف ما إذا كان يتمّ إنتاجه عن قصدٍ أو عن غيرِ قصد”.
وحسب ريجيبي: يمكن لمزيدٍ من البحوثِ في الغلافِ الجويّ كشف الجُناة الآخرين، فهناك مناطق في العالم مثل، الهند وأمريكا الجنوبية وأجزاء أخرى من آسيا؛ حيثُ يمكن أن تستمر بتصدير الغازات المستنزِفَة لطبقة الأوزون لكن المؤشرات حولَ الغلاف الجوي في تلك المناطق منعدِمةً.
ومن الآن فصاعدًا، قد تساعد هذه النتائج العلماء والمنظمين على تحديدِ مكان حدوث هذه الانبعاثاتِ في الصين بالضبط ويقول الباحثون: أنّه كلّما توقفت هذه الانبعاثات بشكلٍ أسرع؛ كلّما تعافى الأوزون بشكلٍ أسرع.
المصدر : ترجمة عن صفحة LiveScience
التقريرُ مِن هنا.