10 أسباب للشعور بالتعب بعد الاستيقاظ من النوم
يتكرر هذا السيناريو عند الجميع؛ نحظى بليلة من النوم العميق، إلا أننا نستيقظ مُرهقين وكأن طاقتنا استُنفِدت خلال النوم. وبخصوص هذه الظاهرة، صرّح الطبيب Chirag Shah لموقع Fatherly ما يلي: “هنالك العديد من التفسيرات الطّبيّة للشعور بالإرهاق عند الاستيقاظ من النوم”. ولكشف هذا اللغز، يقترح Shahوالعديد من المختصين 10 أسباب هذا الشعور بالإرهاق حتى بعد النوم للمدة المُوصى بها للبالغين؛ وهي ثمان ساعات.
لذلك فنكتشف هذه الأسباب العشرة علّنا نستيقظ غدًا بنشاط تام:
1) خلل في مستوى الهرمونات:
يوصي Shah أن تخضع لفحص نسبة هرمون التستوستيرون في الدمّ إن كنت تشعر بانخفاض مستوى طاقتك أثناء النهار. حيث أن نسبة هذا الهرمون الذكوري تنخفض بشكل طبيعيّ مع التقدم بالعمر وعند إنجاب الأطفال. ولِتفادي الإرهاق الناتج عن انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون في الدم، ينصح الأطباءُ الرِجالَ بممارسة التمارين الرياضية واتِّباع حِمية غذائية.
2) حاجة الجسم للتعرض للضوء الطبيعي:
فقد يشعر الموظفون الذين يعملون في مكاتب مغلقة وغير مُعرّضة للضوء الطبيعيّ بالتعب خلال نهار العمل، بغض النظر عن عدد ساعات نومهم في الليلة الماضية. ووضحت الممرضة القانونية Rebecca Lee أنّ التعرض للضوء الطبيعي يُحفِّز الأعصاب في الدماغ والجسد في آن واحد، مما يبُثُ مشاعر التّيقّظ خلال اليوم. لذلك إن كنت مُرهقًا، جرّب أن تخرج من الغرفة المغلقة التي تقضي يومك فيها وتعرض لضوء الشمس الطبيعيّ، فقد يبثُّ هذا التصرف الانتعاش والنشاط في جسدك المُرهق. كما وينصح العلماء بالصراخ في الهواء الطلق، حيث أظهرت الأبحاث أنّ الصراخ يزيد من مستوى الطاقة في الجسم ونسبة الأدرينالين في الدم مما يجعل الإرهاق والخمول يتلاشيان من خلايا جسدك.
3) مشاكل في التنفس:
نظرًا لأنّ نوم الأفراد الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم يمتاز بالتقطع وعدم الاستمراريّة، فإنهم لا يجنون فوائد النوم للجسم والعقل. حيث صرّحت طبيبة الأسرة Crystal Bowe: “على الرغم من أن الأفراد الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم ينامون لثمانِ ساعات إلّا أنهم يستيقظون عدّة مرات أثناء الليل ويشخرون بصوت مرتفع مما يوقظ أفراد عائلتهم.” فإضافة إلى التّسبُّب بالشعور بالتعب العام أثناء النهار، قد يُؤدي انقطاع النفس أثناء النوم إلى ارتفاع ضغط الدمّ. ونظرًا لأن حنجرة الرجل أكبر حجمًا من حنجرة المرأة، فإنّ الممرات الهوائية في جهازه التنفسيّ تُغلقُ بشكل أكبر عندما يكون في وضعية التمدد مما يؤدي إلى شخيره بشكل أكثر من المرأة. وكنتيجة لذلك، يحظى الرجال بكمية كبيرة من النوم ولكن دون فوائد تُذكر.
4) مشاكل في الغُدد:
نظرًا لأنّ الغدة الدرقية -وهي غدّة موجودة في الرقبة تشبه شكل الفراشة- تقوم بإفراز الهرمونات التي تقوم بتنظيم معدل التمثيل الغذائي وعملية الهضم، فقد يؤدي أي اضطراب في عملها إلى العديد من المشاكل الصحية. فيترتب على خمول الغدّة الدّرقية أو قصورها (hypothyroidism) العديد من المشاكل الصحية كالإرهاق والإمساك وجفاف البشرة وتساقط الشعر. حيث صرّح Shah حول هذا الموضوع: “في حالة خمولها، لا تستطيع الغدّة الدّرقية القيام بدورها المُتمثل بالتأكد من قيام الجسم بجميع وظائفه على أكمل وجه.” ومن الجدير بالذكر أنّ قصور الغدّة الدّرقية يُصيب النساء أكثر من الرِجال.
5) حاجة الجسم لممارسة التمارين الرياضية:
يؤدي كل من الخمول وقلة الحركة إلى فقدان اللياقة العضلية في الجهاز العضلي الهيكلي والجهاز الدوري للقلب والأوعية الدموية. حيث أشارت Lee: “يُعدّ نمط الحياة الخامل (sedentary lifestyle) إحدى أكبر المُسبّبات للإرهاق والتعب.” وبالمقابل، أظهرت الدراسات أنّ ممارسة التمارين الرياضية ترفع من مستوى الطاقة في الجسم وتقلّل من احتمالية الشعور بالتعب الذي يطرأ بلا أي مجهود.
6) حاجة الجسم للماء:
أشارت Lee إلى أن معظم الناس يقضون يومهم وأجسامهم في أشد الحاجة إلى الماء، فانخفاض الماء في الجسم بنسبة 1.5% تؤدي به إلى حالة من الجفاف (dehydration). فيُسبّب الجفافُ الشعورَ بالتعب الدائم بشكل غير مباشر؛ حيث يؤدي إلى ألم العضلات، مما يزيد من إجهاد الجسد عند القيام بأي مجهود ويُطيلُ من مدة العلاج. وبالإضافة إلى ذلك، عندما لا يكون مخزون الماء كافياً؛ يعمل الجسم بشكل إضافي ليدير وظائفه المختلفة مما يسبب الشعور بالتعب دون القيام بأي جهد حركيّ. وأشارت Lee حول هذا الموضوع: ” عندما يتعرض الجسم للجفاف، ينخفض حجم الدم؛ مما يؤدي إلى زيادة الجهد الذي يجب على الجسم بذله ليُرسل الأوكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لكافّة أجهزة الجسم.”
7) الإفراط في شرب البيرة:
خِلافاً للاعتقاد السائد بأن شرب البيرة بعد يومٍ مرهقٍ في العمل يساعد الموظفين على الاسترخاء وطرد التوتر المتراكم، يؤدي شرب البيرة إلى الشعور بالإرهاق الناتج عن جفاف السوائل في الجسم. كما ويؤدي شرب الكحوليات بشكل عام إلى تقليل المدة الزمنية التي يقضيها الفردُ غارقاً في مرحلة النوم ذات حركة العين السريعة (REM sleep)، مما يمنع الجسم من تخزين الراحة اللازمة للشعور بالنشاط في صباح اليوم التالي. وأشار Shah إلى ما يلي: “يُفضّل معظم الناس أن يُنهوا يوم عملهم المُزدحم بالأعمال بشرب كأس أو كأسين من الكحول، إلا أن الأثر الوحيد لهذه المشروبات هو زيادة معدل التعب والإرهاق الذي يشعر به الفرد فور استيقاظه من النوم.”
8) الإفراط في استهلاك الكافيين:
على الرغم من أن القهوة تُعدّ معشوقة الجميع التي يلجؤون إليها لتَبثّ الحيوية والنشاط فيهم، إلا أنها تحمل في جعبتها آثارًا عكسية. فللكافيين آثارٌ تتعدى حرمان الجسم من النوم. حيث أنّه يُشكّل حاجزًا يمنع مستقبلات مركّب الأدينوسين من استقبال المادة الكيميائية التي تساعد الأفراد على تنظيم دورات النوم ودورات الاستيقاظ. فيرتفع معدل الأدينوسين في حالة الاستيقاظ وينخفض عند حاجة الجسم للنوم، إلا أن استهلاك الكافيين يجعل من إتمام هذه المهمة أمرًا مستحيلًا. كما وصرّحتLee ما يلي: “يواظب الجسم على إفراز الأدينوسين حتى عند شرب الكافيين، إلّا أنّه يمنع الجسم من الاستفادة من هذا المُركّب. وكنتيجة لذلك، تشعر بالتعب المُتراكم وبحاجة جسدك للراحة فجأة عندما تزول آثار الكافيين من جسدك المُنبَّه.”
9) حاجة الجسم لبعض أنواع الطعام:
تؤثر الحِمية الغذائية المُتّبعة على مستويات الطاقة في الجسم بغض النظر عن كمية الراحة التي يحظى بها الفرد. كما ولا يظهر للأطعمة المُعالجة وبعض أنواع الفواكه أية آثار سلبية على الجسم في حالة اتّباع الحمية الغذائية المناسبة. فيؤدي استهلاك الكربوهيدرات البسيطة إلى رفع نسبة السكر بالدم ومن ثم انحداره بشكل فُجائي؛ مما يستنزف طاقة الجسم المُخزّنة. وبالمقابل، يُساعد الموز المشبع بعنصر المغنيسيوم والكرز المشبع بهرمون الميلاتونين على الاسترخاء والنوم. لذلك إن كنت ترغب بالشعور بالنشاط خلال النهار، ننصحك بعدم تناول فطائر الكرز والموز. كما ويؤدي نقص الحديد وفيتامين D وبعض العناصر الغذائية الأخرى إلى الشعور بالخمول والرغبة بالاسترخاء بشكل متكرر خلال اليوم. وحذرت أخصائية التغذية Shelley Rael من الاتّباع الأعمى لصيحات الحميات الغذائية المشهورة حيث قالت: “كان لدي مريضة تعاني من النوم المفاجئ في منتصف النهار، وبعد القيام ببعض التحاليل تبيّن أنها تتّبع حميةً غذائية قاسية حرمت جسدها المنهك من التّزود بالطاقة اليومية التي تحتاج لها.”
10) النوم لفترات طويلة:
تنصح Lee بالنوم لمدّة سبع ساعات ونصف تقريبًا في الليلة الواحدة، حيث تتضمن هذه المدة خمس دورات من النوم تستمر كل واحدة منها لمدة 90 دقيقة. فأيّ زيادة تطرأ على هذه الساعات تضع الجسم في حالة من الاضطراب الداخليّ. حيث وضّحت ذلك بقولها: “عندما تنام لفترات طويلة، تعجز الخلايا في جسدك عن التواصل فيما بينها نظرًا لأنها لا تستطيع إيقاظ جسدك في الوقت المناسب؛ مما يؤدّي إلى اضطراب ساعتك البيولوجية والشعور بالتعب بعد الاستيقاظ من النوم.” وعلى الرغم من هذه الحقيقة، لا يبالي من لديه طفل رضيع يوقظه في منتصف الليل بهذه الحقيقة. فقد يضحّي بالنشاط الذي قد يشعر به صباحًا في سبيل النوم لساعات إضافية.