العلماء يخلصون إلى أن البشر القدماء لم يقتصروا على ممارسة الجنس مع إنسان نياندرتال

كنّا نصف النياندرتال قديمًا كما يتم عرضه على شاشات التلفاز أو كما تعرضهم المعروضات المتحفية -كإنسان بدائي وحشي مع شعر معقد متشابك- وهذا التوصيف قد انتهى حاليًا فمعروف لدينا أن النياندرتال كانوا أكثر ذكاءً وليسوا متوحشين باختلاف الصورة القديمة.

وحتى السخرية من إنسان نياندرتال يعني أنْ نسخر من أنفسنا، حيث كان لدى الإنسان العاقل (homo sapiens) الكثير من التواصل الجنسي مع الإنسان البدائي (Homo neanderthalensis).

تقدِّم الجينات النياندرتالية ما بين (1 إلى 4 %) من الجينوم في البشر من عدة بلدان وفي عدة قارات، من بريطانيا إلى اليابان إلى كولومبيا.
الحمض النووي للرئيسيات الأخرى الشبيهة بالإنسان، مثل دينيسوفان (Denisovans)، يكمن في الجينوم الحديث أيضًا.

-ضرس ورقاقة من عظم الخنصر وجدت في كهف سيبيريا توفر المعلومات القليلة التي لدينا حول هذا النوع-.

الحمض النووي المستخرج من الشظايا كشف سابقََا تكاثر الأنواع المختلفة. ومع ذلك، فإن دراسة لعام 2018 في مجلة (Cell) تظهر أن عملية التزاوج (hanky_panky) لم يتوقف في سيبيريا فالبشر الذين سافروا عبر جنوب آسيا تزاوجوا مع مجموعة منفصلة من (Denisovans) أيضًا.

إعلان

وقال ديفيد رايش الذي يدرس الحمض النووي القديم بجامعة هارفارد والذي لم يشارك في الدراسة: “هذه ورقة تقدم مفاجأة في المعرفة”، “إنه حدث تزاوج ثالث واضح”، والذي يضاف إلى مزيج دينسوفان ونياندرتال المعروف من قبل.

انقسم البشر والنياندرتال إلى مجموعات منفصلة منذ 765,000 عام. كان دينيسوفان ونياندرتال أقرب أبناء عم والذين انقسموا منذ عهد قريب ثم اختفوا -ربما لأننا استوعبنا أنسابهم-.

اتخذ فريق من العلماء، بقيادة عالم الإحصاء الحيوي في جامعة واشنطن، شارون ر. براونينج، منهجًا دعاه رايش بـ”technical tour de force”.

في هذه الدراسة، فحص براوننج وزملاؤها أكثر من 5,500 جينوم من البشر المعاصرين من أوروبا وآسيا وأوقيانوسيا، بحثًا عن أي DNA قديم محتمل.

وقال براوننج: “نحن نبحث عن شرائح من الحمض النووي في شخص يبدو مختلفًا تمامًا عن باقي التباين السكاني.”

بعد أن قام الفريق بالكشف عن اختلافات DNA، قام الباحثون بمطابقة الأجزاء مع متواليات دينيسوفان ونياندرتال، والمعروفتين من العينات في جبال ألتاي (Altai) في سيبيريا.

درست جميع المجموعات، من الشعب البريطاني والبنغالي إلى البيروفيين والبورتوريكيين، وكانت مجموعة كثيفة تتطابق إلى حد كبير مع إنسان نياندرتال التأي.
كما كان لدى بعض السكان مجموعة تتوافق مع ألتاي دينسوفان، والتي كانت واضحة بشكل خاص في شرق آسيا.
كانت المفاجأة مجموعة ثالثة -ليست مثل الحمض النووي للنياندرتال وتشبه جزئيًا فقط ألتاي دينيسوفان. وقد خلص الباحثون إلى أن هذا كان بمثابة نبضة ثانية ومنفصلة لجينات دينيسوفان في خلاصة الحمض النووي.

وقال براوننج: “الجغرافيا موحية للغاية”.
يفترض المؤلفان أنه، مع هجرة البشر الأسلاف شرقًا، جاؤوا عبر اثنين من سكان دنيسوفان المختلفين. أحدهم ينتمي إلى الشمال، ويظهر في الناس من الصين واليابان وفيتنام، والدينيسوفان (Denisovan) الآخر يظهر في الجنوب.

وقال براوننج: “ربما كان ذلك في الزاوية الجنوبية الشرقية من آسيا”. “ربما كان يمكن أن يكون على جزيرة في الطريق إلى بابوا غينيا الجديدة، لكننا لا نعرف بوضوح.”

وقال الرايخ إنه لن يفاجأ إذا كشفت أساليب مشابهة لهذه الطريقة عن وجود مخاليط إضافية. وقال: “أنا متأكد من أنّ هناك آخرين”، وذلك بالنظر إلى المدى الواسع من المجموعات القديمة في أنحاء أوراسيا.

يخطط براوننج لمواصلة البحث عن مخاليط إضافية، بما في ذلك بين المنحدرين من أصل أفريقي الذين تم استبعادهم من هذه الدراسة؛ لأن المناخ القاري الدافئ يجعل العثور على الحمض النووي القديم تحديًا كبيرًا.

ويختم براوننج بقوله “نحن مهتمون بالسكان الآخرين في جميع أنحاء العالم ، وخاصة إفريقيا.”

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: لمياء عبد السادة

تدقيق لغوي: أبرار وهدان

تدقيق علمي: هشام هارون

اترك تعليقا