هل يمثل المريخ موطناً جديداً للبشر أم صورة لمستقبل الأرض ؟

الفهرس
يعد المريخ موضع نقاش وجدل بين الكثيرين، فكما يوجد فئة كبيرة تسعي إلى السفر إلى المريخ لضمان وجود ملجأ للبشرية في حالة إنقرضت الحياة على سطح الأرض. كما أن إنتشار الأبحاث والأرصاد عن وجود ماء على سطح المريخ أثار جدلاً أكبر . دعنا أولاً نتعرف علي قصة هذا الكوكب الأحمر.
أولاً: كيف دخلت الماء نظامنا الشمسي من الأساس ؟
يوجد الكثير من الفرضيات التي وضعها العلماء تشرح كيفية وصول الماء إلي مجموعتنا الشمسية، وخاصةً الأرض والمريخ. وربما يكون هذا مدخلاً إلي نا نبحث عنه وهو وجود ماء على سطح المريخ دعونا نتحدث عن أكثرهم شيوعاً وإثباتاً.
أرسلت وكالة الفضاء الأوربية مسبار لتحليل الجليد الموجود على سطح المذنب 67P/Churyumov-Gerasimenko الموجود في مجموعتنا الشمسية، وكما نعلم فالمذنب مكون من مركبات صخرية وجليد ومركبات أحادي أكسيد الكربون وبعض مركبات الميثان والأمونيا.
ولاحظوا أن نسبة الهيدروجين الثقيل (الديوتيريوم) -والذي هو من نظائر الهيدروجين التي تحتاج إلى كمية كبيرة من الهيدروجين، ولكن قبل تحول الذرة إلى هيليوم- تساوي 3 أضعاف نسبته في ماء الأرض، كما أن مسبار Curiosity الواقع علي سطح المريخ حلل الماء الموجود في أحد الفوهات وكانت النسبة 5 أضعافها على الأرض، ويستمر العلماء في البحث عن نسبة مشابهة للنسبة على الأرض، لكن مازالت النظرية المرجحة على الساحة هي أن الماء يستحيل تكوينه علي كواكب مثل الأرض والمريخ من تلقاء نفسه بسبب الحرارة والضغط وعدة عوامل أخري، لكن من الممكن أن يكون نتاج إصطدام مذنبات تحمل مركب الهيدروجين الثقيل في ثليجها وتركت أجزاء منه عليها فتكونت البحار والأنهار والمحيطات بالشكل الذي نراه اليوم.
لماذا إذاً لا تدب الحياة والمحيطات في جوانب المريخ ؟
قبل ما يقارب 3.7 بليون عاماً، كان المريخ مليئاً بالمحيطات، فمجاله المغناطيسي القوي كان يعمل كدرعٍ واقٍ له من العواصف الشمسية الناتجة من التفاعلات القائمة في الشمس، فكانت تحميه طبقة سديدة من الغلاف الجوي التي تحيل بينه وبين أي مؤثرات خارجية قد تؤثر عليه بالسلب.
إعلان
فيما بعد مرور هذه الفترة، بدأ المريخ يفقد هذا الدرع نتيجة لفقدانه جزءً ضخماً من مجاله المغناطيسي، حيث يقول العلماء أن هذا التغير المفاجيء ربما يكون بسبب التركيب الداخلي للكوكب ذاته، ترتب علي ذلك تحول الكوكب إلى أرضٍ جرداء معرضة للعواصف الشمسية وكل العوامل الخارجية الكونية، فكما نرى سطحه الآن في الصور التي ترسلها لنا المسبارات فهو ليس إلا صحراء صخرية، لكن أين إختفت تلك المحيطات؟
بعد تحليل سطح المريخ عدة مرات، وُجد أن الماء قد تجمد كلياً وتحول إلي جليدٍ مغطي بالرمال ومدبٍ للعواصف.
هل تتوافق جغرافيا المريخ مع هذه النتائج ؟
تبين بعد سنين من محاولة الحصور علي صور واضحة لسطح المريخ عدة ملاحظات دعنا نسردها سرداً سريعاً:
أولها وجود ممرات تشابه كثيراً الممرات النهرية على الأرض، ممرات نهرية جافة لكنها متشعبة كما لو أنها كانت أنهاراً ثم جفت بها المياه.

ثانياً قسم العلماء سطح المريخ إلي ثلاثة سهول جغرافية وهي كالتالي “Amazonian” و “Noachian” و “Hesperian” من أحدثهم تكوناً إلى أقدمهم، وكانت الملاحظة الأكبر هي في أوسطهم The Noachian، حيث أنها منطقة مليئة بالفوهات والجبال والتضاريس، أما أولهم فهي سهل مغطى بالرمال ومليء بالعواصف، وآخرهم كانت مشابهة لأوسطهم لكنها مليئة كذلك بالرماد..
ثالثاً: The Olympus Rupes و NIX Olympia والكثير من السفوح الجبلية والبركانية التي تملأ سطح المريخ والتي نجدها مشابهة بعض الشيء لتضاريس الأرض..
وآخيراً.. ربما عندما ننظر للمريخ نظرة مبعدية نجده مشابهاً للأرض بشكل كبير.. لكن هل هذا يدعم كونه موطناً جديداً؟ هل يمكن إيجاد حلول عملية للإستفادة من تلك التضاريس وملء هذه الممرات المائية الجافة بهذا الثلج الملحي المتجمد؟ أم أن هذا ليس إلا صورة حاضرة لما سيحل للأرض كذلك في مستقبلٍ ما؟
أترككم في النهاية مع رحلة علي سطح المريخ يقدمها لنا موقع NASA حيث يمكنكم رؤية تفاصيل أكثر لسطح هذا الكوكب المليء بالأسرار: تستطيعون رؤيتها من هنا
مترجم: سبع مرات غير فيها كسوف الشمس من تاريخ البشر
كاسيني … البشرية تشكرك و تودعك فلترقدي بسلام
تونغوسكا .. هل من الممكن أن ثقبا أسودا قام بزيارة الأرض أم كانت سفينة لمخلوقات فضائية؟
إعلان