رسميًا: ناسا تعلن عن وجود مواد عضوية على المريخ!
منذ ساعات، أعلنت وكالة ناسا في مؤتمرها الشهريّ عن اكتشاف مواد عضوية على المريخ وهذا يشير إلى أنّ كوكب المريخ كان موطنًا للحياة.. أو مازال!
حيث أعلنت عن اكتشافها موادّ عضوية على كوكب المريخ، من خلال عثور المسبار “كوريوستي روفر” التابع لوكالة ناسا على مادة عضوية محفوظة على المريخ!!
فالمادة العضوية تقدّم اقتراحًا مثيرًا للاهتمام بأنّ المريخ كان على قيد الحياة أكثر بكثير مما كنا نتوقع. في حين أنّ هذا الاكتشاف لا يسلّط الضوء على ما إذا كان المريخ مازال موطنًا لحياة أم لا، ولكنّ النتائج قد تكون ايجابية لوجود حياة قديمة هناك.
وقال أشوين فاسافادا، وهو أحد خبراء مشروع كوريوستي في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة لناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا:
“إنّ فرص التمكّن من العثور على علامات للحياة القديمة في مهامّ مستقبلية وما إذا كانت الحياة موجودة قد ارتفعت نتيجةً هذا الاكتشاف”.
يقول الخبراء أنّ النتائج والاكتشافات الجديدة تدفعنا للبحث عن أدلّة قاطعة على ما إذا كان هناك حياة غريبة تعيش على هذا الكوكب أم لا.
ويقول توماس زوربوشن، المدير المساعد لمديرية العلوم في مقرّ ناسا في واشنطن:
“مع هذه الاكتشافات الجديدة، يطلب منا المرّيخ أن نواصل المسيرة ونستمرّ في البحث عن أدلة جديدة تثبت وجود الحياة. واثق أيضًا من أنّ مهمتنا القادمة ستفتح المجال لمزيد من الاكتشافات المذهلة عن الكوكب الأحمر.”
ويأتى الاكتشاف الجديد نتيجةً لدراستين جديدتين تكشفان عن تفاصيل واسعة حول كيفية وجود غاز الميثان على المريخ، بالإضافة إلى الجزيئات العضوية غير المتوقعة المحفوظة في تربته.
وقد حقّق فريق من المتخصّصين تقدمًا كبيرًا في محاولتنا لفهم المادة العضوية المكتشفه على كوكب المريخ، والتي يمكن أن تساعدنا في اكتشاف ما إذا كان المريخ في يوم من الأيام قابلًا للحياة أم لا، وما حدث له منذ مليارات السنين.
في الوقت الحالي، يُعتبر سطح المريخ غير مؤهل تمامًا لأيّ حياة. ولكن في الماضي، بما أنه كان من المؤكد تقريبًا احتواؤه على مياه سائلة، فإنّ الحياة هناك كانت ملائمة.
فقد توجّه مسبار “كوريوستي روفر” إلى منطقة كان يُعتقد في السابق أنها بحيرة كبيرة من المياه داخل حفرة غيل كريتر، وكانت النتائج الجديدة محفوظة داخل تلك الحفرة، مما يوحي بأنّ بحيرة الماء كانت تحتوي على جميع المكونات الضرورية للحياة -من كتل البناء الكيميائية إلى مصادر الطاقة اللازمة للحفاظ على الحياة -.
وتُظهر الدراستان المنشورتان مؤخرًا بأنّ النتائج تكشف عن “اختراقات في علم الأحياء الفضائي”! وكتب عالم الفضاء الأكاديمي في جامعة أوترخت، إنج لوس، من كايت في هولندا:
“إنّ مسألة ما إذا كانت الحياة قد نشأت أو وُجدت على سطح المريخ هي الآن أكثر ملاءمة من ذي قبل لأننا نعلم أنّ الجزيئات العضوية كانت موجودة على سطحها في ذلك الوقت”
كما كانت كيرستن سيباخ، وهي عالمة جيولوجيا بجامعة رايس، متحمسة بنفس القدر، وقالت بأنّ الاكتشافات تفسد بعض أقوى الحجج التي طرحها المشكّكون في وجود الحياة على المريخ، بما في ذلك نفسها.
وتقول السيدة سيباخ: “إنّ الإنجاز الكبير هو أننا نستطيع العثور على أدلة؛ حيث يمكننا العثور على مادة عضوية محفوظة في أحجار طينية عمرها أكثر من 3 بلايين سنة. فنحن نرى انبعاثات الغاز يوميًا على سطح الأرض التي يمكن أن تكون مرتبطة بالحياة في باطن الأرض، أو على الأقل هي على الأرجح مرتبطة بالماء الدافئ أو البيئات حيث تكون الحياة أكثر سعادة للعيش.”
وقالت أنّ ملاحظات وجود غاز الميثان توفر “واحدة من أكثر الحالات إلحاحًا للحياة اليوم.” فلطالما حيّر العلماء اكتشافُ كميات كبيرة من الميثان على المريخ. بينما على الأرض، يتمّ إنتاج معظم غاز الميثان من قبل المصادر البيولوجية، الأمر الذي يجعلنا نأمل في أن يكون الكوكب الأحمر أكثر حيوية مما كنا نعتقد. ويتقرح العلماء أنّ البيانات الجديدة التي اكتشفها مسبار كوريوستي روفر تشير إلى أنّ غاز الميثان يتمّ تخزينه تحت سطح الكوكب، وتجلبه إلى السطح التغييرات الموسمية.
وتُظهر دراسة أخرى نُشرت في نفس الوقت أنّ هناك مواد عضوية مثيرة للفضول عُثر عليها في الصخور القديمة على سطح المريخ، حيث قام مسبار كوريوستي بأخذ عينات جديدة وتسخينها حتى تتمكّن من تحليل المادة العضوية، وأظهرت البيانات أنّ هناك مادة معينة مشابهة لنوع الصخور الغنية العضوية الموجودة على الأرض.
وأخيرًا يظلّ التساؤل موجودًا: هل حقًا توجد حياة على الكوكب الأحمر؟ هل تواجدت عليه حياة مثل التي على الارض؟ وأين ذهبت؟ وكيف انتهت؟
كلّ هذه الاسئلة تظلّ دون إجابات ولكن من المؤكد أننا سوف نحصل على إجابات قاطعة في القريب العاجل.