لماذا لدينا وعي؟
ما مدى صعوبة مشكلة الوعي المستعصية؟
إن الجهود المبذولة لحل مشكلة الوعي المستعصية تتطلب تقدمًا علميًا ملحوظًا، وتحولًا في منظومة الفكر يسمح لنا بتقبل ما نراه إجابة مقبولة لهذا اللغز الفلسفي.
يميز باحث الوعي ديفيد تشالمرز في كتابه “العقل الواعي” بين ما يطلق عليه “المشكلات البسيطة” للوعي و”المشكلات المستعصية“، فالمشكلات البسيطة هي تلك التي يمكن حلها بشكل مُرضٍ من خلال تقديم تفسير آلي يعتمد على منهجية الحقول العلمية مثل علوم الكمبيوتر، وعلم الأعصاب، وعلم الأحياء، وعلم النفس الإدراكي، كما تتضمن المشكلات البسيطة مشكلات تقديم تفسيرات عن قدرتنا على تمييز المحفزات البيئية، وتصنيفها، والانتباه لها، والإخبار عنها، وكذلك عن كيفية دمج المعلومات المستقاة من مختلف الأنماط الحسية، وأيضًا عن كيفية استخدام خرائط الجسد الداخلية التي توجه تحركاتنا عندما نقوم بتنفيذ أفعال بعينها.
وعلى الرغم من غياب تفسير كامل لهذه المشكلات في الوقت الحالي، فما من شك أنه يمكن تقديم تفسير ما باستخدام المنهج العلمي، وبينما يمثل حل هذه المشكلات خطوة هامة نحو توضيح كامل حول الوعي، إلا أن هذا لا يقدم لنا الصورة كاملة، فهنا تبزغ المشكلات المستعصية حول الوعي في الصورة، فهي مشكلات تتعلق بالأوجه الهائلة للخبرة، أو “ما تعنيه” عندما يخوض المرء خبرة ما، كأن نقول مثلًا ما الذي يعنيه أن تتعرض للون الوردي الزاهي، أو عندما تعاني من صداع، أو عندما تتخيل رئيسك في العمل في هيئة كائن خرافي.
وتمثل هذه الأمور بعض المشكلات المستعصية للوعي، أو أوجه تلك المشكلة المستعصية، إن أردت، فإحداها هي محاولة تفسير خوضنا لخبرات ذاتية وغنية عندما يعمل المخ على معالجة المعلومات الآتية من البيئة، والتي نستخدمها في حل المشكلات والاستجابة للعالم، وتتمثل صعوبة المشكلة في أنه من المعقول جدًا أن نقوم بكل ما نقوم به دون أي إدراكٍ واعٍ مصاحب، فعلى سبيل المثال هناك من يقومون من أسرّتهم، وينتهون من أفعالٍ غاية في التعقيد وهم مستمرون في النوم، ونطلق على هذا “السير أثناء النوم”، إلا أن السير ليس النشاط الوحيد الذي يقوم به “السائرون نيامًا“.
فقد قام روب وود، وهو طاهٍ سابق، بإعداد مكرونة السباجيتي بالبولونييز، والأومليت، والسمك مع البطاطا، أثناء نومه، كما شاهدت زوجة خبير الكمبيوتر إيان أرمسترونج زوجها يجز الحشائش عاريًا في الثانية فجرًا أثناء نومه، بل إن البعض قد ارتكب جرائم قتل؛ ففي الصباح الباكر لأحد أيام شهر مايو عام 1987، قام كينيث باركز -وهو أب وزوج يبلغ من العمر 23 عامًا ويعيش في مدينة تورونتو- من سريره واستقل سيارته لمسافة 23 كيلومترًا من منطقة بيكيرينج إلى منزل والدي زوجته، حيث قام بضربهما بقضيب حديدي أفضى إلى الموت، وبعد تحريات دقيقة للقضية، لم يتوصل الخبراء لأي تفسير حول الجريمة سوى السير أثناء النوم، وقامت المحكمة لاحقًا بتبرئة ساحته عن جريمة قتل مزدوجة، وقد تبين علميًا أن الأشخاص الذين يسيرون نيامًا (أو يطبخون نيامًا، أو يقتلون نيامًا) يلجون حالةً من النوم العميق، فلا يكون لديهم أي إدراك واعٍ بمحيطهم.
إلا أن إعداد مكرونة السباجيتي بالبولونييز، أو جز الحشائش، أو القيادة مع اجتياز إشارات المرور وعلامات التوقف، جميعها تتطلب من المخ أن يقوم بمعالجة معلومات معقدة، واستخدام هذه المعلومات لإرشاد الجسد، وتوضح هذه الحالات أننا قادرون على معالجة المعلومات والاستجابة لها من البيئة المحيطة، دون أي إدراك واعٍ مصاحب لذلك، ويمكننا القول أن أمرًا مشابهًا يحدث عندما نقوم بأفعال روتينية بينما يتشتت انتباهنا إلى أمور أخرى، منها على سبيل المثال قيادة السيارة عودةً إلى المنزل، وكأننا نستخدم السائق الآلي، دون أن نتذكر كيف وصلنا إلى المنزل.
فإن لم يكن لنا حاجة إلى الوعي للاستجابة إلى البيئة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لدينا وعي إذًا؟ فيما يبدو أن الوعي قد لعب دورًا سببيًا ما أثناء عملية النشوء والتطور حتى يتطور هو الآخر، أما إن كان قد كُتِب لأجدادنا أن ينجحوا في معركة البقاء دون الإدراك الواعي، وهو أمر معقول للغاية، فما الذي جعل الوعي مفيدًا لهم؟ ويتمثل أحد الاحتمالات في أن الوعي، بدلًا من كونه نتاج مباشر لعملية الانتقاء التكيفي، فهو نتاج ثانوي لعملية النشوء والتطور، أو ما يطلق عليه “عروة العقد“، فيرى عالم اللغويات نعوم تشومسكي، على سبيل المثال، أن “الملكة اللغوية“، أي قدرتنا الفطرية على إنتاج عبارات لغوية ذات بناء نحوي أساسي واحد، على الأرجح قد تطورت باعتبارها عروة عقدٍ، وكذلك يمكن للمرء أن يتصور أن الوعي قد تطور باعتباره عروة عقد عندما وصلت عقول الحيوانات إلى مستوى مناسب من التعقيد العصبي.
إلا أن هذا التفسير الخاص بكيفية تطور الوعي تشوبه مشكلة، ألا وهي أنه فيما يبدو يفترض أن مع تطور الوعي باعتباره عروة عقد، فإنه اكتسب وظيفة ما تمثل ميزة انتقائية، فمن اليسير أن نفهم أن اللغة تتمتع بمميزات للبشرية، حتى وإن كانت قد تطورت باعتبارها عروة عقد، إلا أن الأمر يختلف في حالة الوعي، لذا فإن التفسير القائل بعروة العقد لا يساعد على تفسير الفائدة الانتقائية للوعي.
أما النظرية الأكثر اقناعًا فهي أن الوعي نتاج سببي للمحدد العصبي الخاص به، أي أنه في ضوء قوانين الطبيعة، فإن الوعي لا يتجزأ عن المحدد الضمني الخاص به، ومن ثم فإن الوعي يعد خاصية ناشئة، والنشوء هنا ظاهرة علمية معروفة، فعلى سبيل المثال تُعد خاصية السيولة خاصية تنشأ عندما تترابط جزيئات H2O -وهي جزيئات المياه- ترابطًا محددًا.
وبينما قد يكون هذا مقبولًا، إلا أن توضيحًا كاملًا للوعي يتجاوز التوضيح العلمي التقليدي الذي يركز على كيفية ترابط الخبرات الواعية والحالات المخية ارتباطًا سببيًا، وهناك سببان مترابطان لهذا.
أولها أن الحالات الواعية ومحدداتها تتمتع بخصائص مفاهيمية مميزة، ويرى تشالمرز أنه كان يمكن لنا كبشر أن نتمتع بذات التكوين الجسدي والوظائفي مع غياب القدرة على الوعي، وفي ضوء هذا فإن النسخ غير الواعية لنا تُعد من السائرين نيامًا الدائمين، أو كما أطلق عليهم تشالمرز “زومبي فلسفي“، وبالطبع إن كنا بالفعل من الزومبيز -أي الأحياء الأموات- الفلسفيين، فإن قوانين الطبيعة كانت لتكون مختلفة تمامًا، منها على سبيل المثال أنه كيفما ارتبطت جزيئات H2O، فإنها لن تتحول أبدًا إلى شكل سائل، والله أعلم.
أما إذا كانت للحالات الواعية ومحدداتها خصائص مختلفة، كما تسوق هذه الحجة، فإن الحالات الواعية لا تكون مطابقة لمحدداتها، لذا وبصرف النظر عن كم الحقائق التي نكشف عنها حول كيفية توليد المخ للوعي، فإن هذا لن يؤدي بنا أبدًا إلى توضيح شامل.
أما السبب الثاني الذي يمنع استخدام الأساليب العلمية التقليدية لتوضيح العلاقة السببية بين الخبرات الواعية وحالات المخ من تقديم توضيح كامل للوعي، فهو أن التفسيرات العلمية للوعي لا تقدم فهمًا متعمقًا لأي من الجوانب الذاتية والنوعية للخبرة.
وهنا يأتي الدرس المستفاد من حجة ماري التي ساقها الفيلسوف فرانك جونسون (1982)، فكانت ماري عالمة أعصاب ماهرة، وكانت حبيسة غرفة اقتصرت ألوانها على الأبيض والأسود، مع وجود شاشات كمبيوتر لونها أبيض وأسود تم توصيلها بكاميرات خارجية، وبعد مرور سنوات على دراستها في غرفتها تعرفت ماري على كل ما يتعلق بالألوان والذي يمكن اكتشافه باستخدام الأساليب العلمية التقليدية، إلا أنها عندما خرجت من الغرفة ذات اللونين الأبيض والأسود، ورأت زهرة تيوليب ذات لون وردي مبهر لأول مرة، فقد تعلمت أمرًا جديدًا: ما الذي يعنيه أن يمر المرء بخبرة رؤية اللون الوردي المبهر؟، وحيث أنها كانت تعرف كل ما يمكن استكشافه من خلال العلوم التقليدية عن الألوان قبل إطلاق سراحها من الغرفة، إلا أنها تعلمت شيئًا جديدًا بعد خروجها، ألا وهو خوض تجربة رؤية اللون الوردي المبهر، لذا فلا يمكن اعتبار أي تفسير علمي لخبرتها باللون الوردي الزاهي تفسيرًا كاملًا.
ويقدم الفيلسوف توماس ناجيل (1974) في بحث بعنوان “ماذا يعني أن تصبح وطواطًا” نسخة مغايرة لهذه الحجة، فيرى ناجيل أننا كبشر لن نفهم أبدًا ما الذي يعنيه أن نكون وطواطًا، وذلك لأننا غير قادرين على فهم ما الذي يعنيه استخدام تحديد الموقع بصدى الصوت echolocation للتعرف على الأشياء ولاجتياز البيئة المحيطة بنا.
فتحديد الموقع بصدى الصوت، أو “السونار الذاتي” كما يطلق عليه، يتطلب إصدار صوت، ثم الكشف عن صدى هذا الصوت عندما يرتد عن الأشياء القريبة، ومن ثم استخدام هذه المعلومات للتعرف على الأشياء والتنقل في العالم، أما السبب في أننا كبشر غير قادرين على فهم ما الذي يعنيه أن تكون وطواطًا، فهو مشابه لعدم قدرة ماري على فهم معنى رؤية الألوان قبل خروجها من غرفتها ذات اللونين الأبيض والأسود، إلا أنه بينما تخفق ماري في فهم ما يعنيه رؤية الألوان نظرًا للبيئة غير المعتادة التي عاشت فيها، فإننا نخفق في فهم عملية تحديد الموقع بصدى الصوت لأننا لا نملك القدرة الحسية الخاصة بتحديد الموقع بصدى الصوت.
وهناك عدة أمثلة على مثل هذه القيود من حيث قدرتنا على فهم ما يعنيه أن نفعل شيئًا ما أو أن نكون محل شخصٍ آخر، فأكثرنا لا يفهم فهمًا كاملًا ما يعنيه أن يكون لديك جناحان وأن تستخدمهما في الطيران، وينسحب الأمر ذاته على أنه إن لم تستخدم مظلة باراشوت قط، فإنك لن تعرف حقيقة ما يعنيه القفز بالمظلات.
ورأت لوري بول أن عدم قدرتنا على فهم ما يعنيه أن نقوم بفعلِ ما لم يسبق لنا القيام به يمثل أحد القيود الهامة لقدرتنا على اتخاذ قرارٍ مدروس حول القيام بهذا الفعل مستقبلًا من عدمه، ومن أفضل الأمثلة التي تسوقها لوري بول مثال ما يعنيه أن تكون والدًا، فهي ترى أنه لا يمكن لنا أن نتخيل ما يعنيه الأمر قبل أن نصبح آباء بالفعل، ولذلك لا نتمكن من اتخاذ قرار مدروس حول ما إذا كنا نريد إنجاب الأطفال من عدمه، وعلى الرغم من أننا قادرون بالطبع على بذل قصارى جهدنا لنتخيل مثل هذا المستقبل المحتمل، إلا أن قدراتنا التخيلية محدودة للغاية، ولا تمنحنا أبدًا بصيرة كاملة أو حتى شبه كاملة لما سيكون عليه المستقبل المحتمل.
لذا، فما هي إمكانيات حل المشكلات المستعصية للوعي؟، من وجهة نظرنا فإن حل المشكلات المستعصية يتطلب تقدمًا علميًا، وتحولًا في المنظومة الفكرية فيما يتعلق بماهية ما يمكن اعتباره تفسيرًا مقبولًا، على حدٍ سواء.
اقرأ أيضًا: الوعي كنظام للمعلومات، نظرية المعلومات المدمجة
فمن المنطقي أننا قادرون على توضيح تكوين الوعي من حيث علوم المستقبل، فإن كان الوعي مثلًا يتكون من جزيئات أساسية محددة، أو قوى أساسية محددة لم نكتشفها بعد (وحدة المخ menton على سبيل المثال)، فإن هذا كفيل بتفسير عدم إمكانية مطابقة الوعي ومحدداته (Brogaard, 2018)، وقد تكون الإجابة ببساطة أن الوعي ومحدداته لا يتكونان من ذات المكونات الأساسية، وفي هذه الحالة فإن العلاقة بين حالات الوعي ومحدداتها تتشابه مع العلاقة بين الفطريات السحرية (psilocybin) التي قد تلتهمها خلسة والتغيرات المعلوماتية الناتجة عن معالجة المعلومات في المخ، والتي تؤدي في النهاية إلى هلاوس وخبرات مصطنعة (Brogaard & Gatzia, 2016)، فالفطريات تتكون من جزيئيات، تتكون بدورها من ذرات وهكذا، أما التغيرات المعلوماتية فهي كينونة دلالية مجردة، وعلى الرغم من أنه يمكن تفسير كل من الفطريات والتغيرات المعلوماتية بشكل علمي، على سبيل المثال باستخدام الأساليب العلمية للكيمياء وعلوم الكمبيوتر، إلا أنهما يتكونان من مكونات مختلفة تمامًا.
أما بالنسبة لمشكلة تفسير الجوانب الظواهرية للوعي، فيمكننا الوصول إلى قدرٍ من فهم الأوجه الذاتية والنوعية لخبرات الوعي التي نخوضها بأنفسنا، فعندما أُطلق سراح ماري من سجنها فقد تعرفت على ما يعنيه أن تخوض تجربة الألوان، وإذا ما قمت بالقفز من طائرة فإنك ستتعرف على ما يعنيه أن تفعل ذلك، وإذا ما صرت والدًا فإنك ستتعرف على ما يعنيه أن تكون والدًا.
ولكن، كيف لنا أن نفهم خبرات لم نخضها بأنفسنا؟ لعل أحد السبل لمقاربة هذا النوع من الفهم هو عن طريق المحاكاة الواقعية للخبرات، فمع التقدم الهائل الذي يحرزه الواقع الافتراضي، فقد نتفوق في محاكاة الخبرات الغريبة التي لا مجال لنا حاليًا إلى استيعابها، ومنها على سبيل المثال تحديد الموقع بصدى الصوت، فمع تقدم التكنولوجيا قد يتاح لنا استخدام المحاكاة للتعرف على الخصائص الغريبة (منخفضة المستوى)، مثل درجات الأحمر أو الأخضر أو الأزرق الكثيرة التي تخوضها كائنات أخرى تتمتع بأكثر من الرؤية المخروطية الثلاثية المتاحة لأغلب البشر، وعلى الرغم من أن محاكاة الخبرات لا تمثل حاليًا تفسيرات، إلا أنه من المحتمل أن التقدم الذي قد تحرزه تكنولوجيا الواقع الافتراضي قد تضطرنا إلى تغيير مفهومنا لما يُعتدّ به تفسيرًا، فإن اعتبرنا المحاكاة تفسيرًا من حيث قدرتها على مساعدتنا في فهم الخبرات “الغريبة عنا“، فربما كان الحل لهذا الجانب من المشكلة المستعصية قاب قوسين أو أدنى.
نرشح لك: هل الوعي نتاج صراع تصوراتنا ومعتقداتنا؟
________________________________________
المراجع Brogaard, B. (2018). "In Search of Mentons: Panpsychism, Physicalism and the Missing Link", in Panpsychism, Godehard Brüntrup and Ludwig Jaskolla (eds), Oxford University Press, 2018. Brogaard, B & Marlow, K. (2015). The Superhuman Mind, New York: Penguin. Brogaard, B., Gatzia, D. E. (2016) “Psilocybin, Lysergic Acid Diethylamide, Mescaline, and Drug-Induced Synesthesia” (Chapter 83). In Victor R. Preedy (Ed.) Neuropathology of Drug Addictions and Substance Misuse, Volume 2: Stimulants, Club and Dissociative Drugs, Hallucinogens, Steroids, Inhalants and International Aspects (pp. 890-905). Chalmers, D. J. (1995). Facing Up to the Problem of Consciousness. Journal of Consciousness Studies, 2(3), 200-19. Chalmers, D. J. (1996). The Conscious Mind. New York: Oxford University Press. Chen, P-J., Awata, H., Matsushita, A., Yang, E-C., and Arikawa, K. (2016) “Extreme Spectral Richness in the Eye of the Common Bluebottle Butterfly,” Graphium sarpedon. Front. Ecol. Evol., 4:18. doi: 10.3389/fevo.2016.00018. Jackson, F. (1982). “Epiphenomenal Qualia,” The Philosophical Quarterly, 32(127), 127-136. Nagel, T. (1974). “What Is It Like to Be a Bat?” The Philosophical Review, 83(4), 435-450. Paul, L. A. (2014). Transformative Experience, Oxford University Press. https://iai.tv/articles/why-are-we-conscious-auid-1556?_auid=2020&fbclid=IwAR3bb3Qdbju_eQIR2OohIKzd8LoGL_PA68fZ7zqlC0W1b1ABtxiqsQW6RR8