مدينة إغريقية مُكتشفة حديثًا ربما تكون الموطن الأسطوري لأسرى “حرب طروادة”
اكتشف علماء الآثار أجزاء جديدة من المدينة الإغريقية القديمة “تينيا”، التي ادعى أهلها من قبل أنهم كانوا أسرى حرب طروادة وذلك ما أعلنته وزارة الثقافة اليونانية هذا الأسبوع.
تعود بقايا المدينة المُكتشفة إلى الحقبة الممتدة فيما بين عامي 300ق.م و 400م.
وعند فحص الهياكل الأثرية للمدينة كشفت لنا إحدى أجزاء المقابر عن مدفن لرَجُلين وخمسة نساء -تم دفن إحداهن مع طفل- بالإضافة لطفلين آخرين، كما احتوت أيضًا على مجموعات متنوعة من المُتعلقات الجنائزية، كالمجوهرات التي تم صُنعها من العظام والبرونز والذهب، فضلًا عن المزهريات والقطع النقدية، بالإضافة إلى أنه تم العثور على حلقة حديدية تحمل صورة الإله “سيرابيس” وهو إله مقدس في كل من مصر واليونان.
في واقع الأمر إن العلماء كانوا على دراية بالموقع الكلي والعام لمدينة “تينيا” وذلك منذ القرن التاسع عشر -تم تحديد موقعها في يومنا الحالي بالقرب من قرية “تشيليومودي”- لكنهم على الرغم من ذلك قاموا بعمليات قليلة من التنقيب العلمي بالموقع.
نجد أن المؤرخ اليوناني “بوسانياس”- الذي عاش من 143 إلى 146 ق.م- قد كتب مؤرخًا أن سكان “تينيا” واثقين من أنهم ينحدرون من سلالة الأسرى الذين جرى اعتقالهم إبان الملحمة الطروادية الذي يرجع تاريخ وقوعها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام -هذا إذا وقعت بالفعل-، وأيضًا نقل لنا “بوسانياس” زاعمًا أن سكان المدينة قد قدسوا الإله ” أبوللو” و كرموه أكثر من أي إله آخر، لكن عمليات التنقيب الأخيرة قد كشفت لنا أنه لا يوجد بقايا أثرية تعود في تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام.
(الانهيار والازدهار الروماني) :
حاول علماء الآثار على قدر المستطاع و بكل ما أمكنهم من دقة تحديد الفترات والحقب الزمنية التي تعود إليها الهياكل الأثرية التي اكتشفت في الموقع، وقد استخدم الباحثون التواريخ التي توصلوا إليها في محاوله منهم لمعرفة المراحل والتطورات التي مرت بها المدينة في عصورها المختلفة.
فقد احتلت روما العديد من المناطق اليونانية في عام 146ق.م؛ وبذلك أصبحت مدينة “تينيا” جزءًا من الإمبراطورية الرومانية لمئات السنين، و يوضح لنا التحليل الذي خضعت له البقايا الأثرية أن “تينيا” قد شهدت ازدهارًا ونموًا اقتصاديًا خلال فترة حكم الإمبراطور الروماني “سيبتيموس سيفروس“، الذي استلم السُلطة بعد فوزه بالحرب الأهلية ليمتد حكمه من 211 إلى 193 ق.م.
وعلى الرغم من ذلك الازدهار الذي شهدته “تينيا” إلا أنه لم يدم طويلًا، إذ لوحظ انخفاض في عدد التحف والآثار المتعلقة بالفترة المتأخرة من القرن الرابع الميلادي، فيبدوا أن “تينيا” قد عانت بعد أن قام ” ألاركيس القوطي” باقتحام البيلوبونيز (المنطقة اليونانية التي تقع بها تينيا) فيما بين 396 و397 ميلاديًا، وذلك حسب ما صرح به علماء الآثار في بيانهم وأضاف إليهم الباحثون بأن المدينة قد لاقت المعاناة بعد هذا الهجوم، ومن المحتمل أنه تم هجرها تمامًا في أثناء القرن السادس الميلادي.
وتمت عمليات التنقيب والحفريات بموقع “تينيا” منذ عام 2016 من قِبل فريق من علماء الآثار اليونانيين تترأسهم “إيلنا كوركا”، وهي عالمة الآثار بالمديرية اليونانية العامة للآثار والتراث الثقافي.