عامر خان وثلاثة من أجمل الأفلام الهندية
حينما يسمع الكثير من الناس كلمة “الأفلام الهندية” يأتي إلى أذهانهم تلك الأفلام المليئة بالرومانسية الهابطة والأكشن الخيالي المُفرط، لكن الحقيقة أن سينما بوليود مليئة بالإبداع الفني، وواحدة من أفضل مراكز صناعة السينما في العالم.
في هذا المقال سنحاول تخطي الفكرة الشائعة عن سينما بوليود من خلال عرض بعض الأفلام لأحد مُمثليها العظماء “عامر خان” صاحب لقب سيد الكمال في السينما الهندية.
معلومات مختصرة عن عامر خان:
محمد عامر حُسين خان ممثل ومنتج ومخرج هندي، وُلد في الرابع عشر من مارس عام 1965م، ويُعتبر واحدُُ من أكثر الممثلين شعبية في السينما الهندية بل في العالم أجمع، حصل على العديد من الجوائز منها تسع جوائز عن فيلم فير وأربع جوائز من السينما الوطنية وجائزة من الأكاديمية الأسترالية للسينما والتلفزيون، كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار، والعديد من الجوائز الهندية التي لم يحضر أي مراسم لتسلمها لأنه يرى أنها تفتقد الشفافية.
وهذه مجموعة من أفضل أفلامه أرشحها لك وفق رؤيتي الشخصية، فقد تجد فيها ما يثير إعجابك أو ما لم يكن من أفلامك المفضلة، لكنني حاولت جاهدًا أن تكون هذه الأفلام متنوعة، فتجد فيها الفيلم الفلسفي الذي يناقش قضية الدين ورجاله، وآخر يبحث مشاكل التعليم والثالث يسرد لك قصة نجاح عظيمة؛ كي أتأكد أن أحدهم سينال إعجابك.
1- “البلهاء الثلاثة 3 Idoits”:
“لا تتعلم من أجل النجاح تعلم من أجل ذاتك، ولا تسع خلف النجاح اسع خلف التفوق؛ حينها سيسعى النجاح خلفك.”
رانشو (عامر خان)
أحد الأفلام الهندية التي يناقش خلالها عامر خان مشاكلَ التعليم في قالبٍ كوميدي رومانسي ويضع الكثير من التساؤلات مثل: ما فائدة التعليم إن كان عبارة عن سباق من أجل الحصول على المرتبة الأولى؟ هل ستزداد المعرفة حقًا أم حينها سيكون الدماغ عبارة عن آلة لحشر المعلومات وإخراجها وقت الحاجة دون اكتساب المعرفة الحقيقية؟!
وهذا مقطع من الفيلم قد ينال إعجابكم:
ويناقش الفيلم قضية الشغف، كم شخص يعمل بمجال اختصاصه؟ ولماذا غالبًا يرسم الأهل مستقبل أطفالهم؟ فيجب عليك أن تدرس الطب كي تصبح طبيبًا أو الهندسة لكي تكون مهندسًا، لكن ماذا عن رغبتي أنا في الحياة هل سألني أحد ماذا أريد أن أكون؟ في الحقيقة لا!
لا يقتصر الفيلم على ذلك بل يناقش أيضًا قضية الخوف فقد يكون لديك الشغف الكافي لكن الخوف يقف عائقًا أمامك فتنسى كل شيء وتبحث عن عامل مسكن لتُهدأَ من روعك أملًا في النجاح دون بذل أي جهد. ستجد الكثير من الرسائل المُلهمة. إن كنت تنوي أن تدرس شيئًا ما بجدية بعيدًا عن التعليم الجامعي المُمل فلا تفوِّت هذا الفيلم.
2- “PK” عامر خان يبحث عن الإله:
تبدأ قصة الفيلم بهبوط كائن فضائي في شكل بشري كامل من سفينة فضائية على الأرض، وتبدأ رحلته مع الإنسان بسرقة “ريموت كنترول” وهو وسيلته الوحيدة للتواصل مع كوكبه، مما يجعله عالقًا في الأرض فلا يستطيع العودة، فيلجأ للبحث عن الريموت في كل مكان، ولكن كانت الإجابة دائمًا “الله أعلم”، وهنا بدأ عامر خان يبحث عن الإله، ووفقًا لسذاجته الطفولية وفهمه الحرفي لجملة “الله أعلم” كان يبحث عن الإله ليجيبه على سؤاله أين ريموت الكنترول؟!.
يناقش الفيلم العديد من القضايا الهامة كـالصراع الطائفي بين الهند وباكستان عندما أحبت البطلة شابًا مسلمًا، ويوضح أن أسباب الخلاف هي رجال الدين والسياسة، فيخشى الأهل على ابنتهم ويحاولون منعها من الزواج من ذلك الشاب المسلم.
وينتقل الفيلم إلى “PK” حيث يبحث عن الإله ويظهر لنا خلال رحلته هؤلاء الذين يبنون “بيوت الله” من الذهب ويتركون الناس جوعى، وآخرون يسكبون اللبن على القربان من أجل التقرب إلى الله بدلًا من أن يسقوا من هم بحاجة إليه.
ومع لقائه اليومي بعشرات المعتقدات كان لا يمل من البحث عن الرب الحقيقي من أجل العودة إلى دياره، كذلك سخر من الكثير من المعتقدات الخاطئة كربط الدين بالمظهر عندما جلب بعض الأشخاص وقال: “هذا ملتحي إذًا هو مسلم، هذا يرتدي عمامة إذًا هو سيخي…”وفي النهاية ختم الفيلم بمقولته “لا نعلم شيئًا عن الإله الذي خلقنا، لكن الإله الذي خلقتموه يشبهكم تمامًا.. كاذب، مُتصنّع، يعطي وعودًا كاذبة، يلبي رغبات الأغنياء ويضع الفقراء على قائمة الانتظار، أما الإله الذي خلقنا فأضع كل ثقتي به، يدعونا إلى مساعدة الفقراء، يدعونا إلى حُسن المعاملة، لا يطلب أموالًا ولا قرابين لكن كل مايطلبه هو طاعته في الخير وحب الناس. هذا هو إلهي.”
3- فيلم “Dangal”:
من الأشياء المميَزة لعامر خان تغير جسمه ليناسب بطولة كل فيلم، تارةً تجده المصارع العملاق وتارةً تجده نحيفًا، لكنه جمع هذين النقيضين في هذا الفيلم؛ فتجده في بداية الفيلم متوسطَ الجسد ليناسب مصارعًا، وفي نهايته تجد جسدًا متهرتلًا نتيجة اليأس والإحباط، كما أن اختياراته لأفلامه رائعة.
هذا الفيلم الأخير Dangal 2016 هو أحد أفلام السيرة الذاتية التي يصور لنا خلالها قصة من أعظم قصص النجاح. يروي لنا الفيلم قصة اجتماعية ووطنية في آن واحد عن مصارع بسيط أراد أن يحقق الميدالية الذهبية لبلاده، ولكن كعادة أي مواطن بسيط وكعادة الدول النامية في دفن مواهبها لم يستطع مواصلة مسيرته بسبب الظروف المادية فانتهى به الأمر كموظف بائس يُوفر من خلال عمله قوت يومه، ولكن لم تخرج المصارعة من ذهنه.
قرر “ماهفير سينغ” أن يوَّرث هذه الموهبة لابنه ولكنه لم ينجب ولدًا، بل رُزق أربع فتيات وفقد الأمل حينها في مواصلة حلمه وتحقيق الميدالية الذهبية لبلده، إلى أن جاء اليوم الموعود الذي ضربت فيه ابنتاه شابين، حينها قرر أن يُخالف عادة المجتمع وأن النصر نصرًا سواء حققته فتاة أم ولد، وبدأ في تدريب ابنتيه من أجل الميدالية الذهبية، وتبدأ قصة كفاح يؤكد لنا فيها أن نسبة كبيرة من النجاح هي جد واجتهاد.
في النهاية سينما بوليود هي واحدة من أفضل صناع السينما في العالم التي لا يجب على أحد تجاهل أفلامها.