النشاط الدماغي عند الراحة يعد دليلًا على الذكاء
وجد باحثو جامعة نيو ساوث ويلز، أنّ قدرة البالغ على التعلم وأداء الاختبارات الإدراكية مرتبط ارتباطًا مباشرًا بكمية النشاط الدماغي عند الراحة.
وقد وجدت الدراسة التي نُشرت في الصحيفة العلمية اليومية “التصوير الدماغي والسلوكي” أنّ كيفية أداء المسنين للغة الإشارة، واختبارات وظائف الذاكرة التنفيذية يرتبط مباشرة بـنشاط العقل في فترة راحته، أو عدم قيامه بأي مهام.
استخدم باحثون من مركز شيخوخة الدماغ السليم في جامعة نيو ساوث ويلز سيدني، التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور لدماغ سبعة وستون بالغًا بصحة إدراكية تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وسبعون عامًا وحتى تسعون عامًا.
وقد التقطت صور الرنين المغناطيسي نشاطًا للدماغ بأكمله عندما كان المشتركون بالتجربة لا يقومون بفعل أي شيء مطلقًا وكانت أعينهم مغلقة. وقد تم أيضًا اختبار قدرتهم على أداء ثلاث تجارب شائعة في علم النفس العصبي، يديرها خرّيج مؤهل في علم النفس.
قال الباحث الرئيسي والمدير المشارك في مركز شيخوخة العقل السليم، بير مندر ساهديف:
” لقد وجدنا أنّ العقل الإنساني يقرر سلفًا إن كان سيعمل جيدًا أو يقدم أداء ضعيفًا في الاختبارات”.
وأضاف: “تختلف العقول عن بعضها من حيث راحة النشاط الدماغي، رغم أنها أيضًا ليست ذات مستوى متكافئ. فإن كان هناك نشاط في إحدى شبكات المخ عند عدم قيام الدماغ بأي شيء، فإنّ هذا الشخص على استعداد للقيام بعمل أفضل من غيره في المهام التي تعتمد على هذه الشبكة الدماغية”.
وكانت قد ركزت بحوث مشابهة في الماضي على مناطق معينة من الدماغ، إلا أنّ هذه الدراسة قد فحصت صورًا ثلاثية الأبعاد للدماغ بأكمله . لذلك، فإنه لا يمكن اعتماد النتائج بناء على البحوث السابقة.
وقد وجدت الدراسات الحديثة أنّ أداء الأشخاص بشكل جيد للغة ما أو القيام بالوظائف التنفيذية يرتبط مباشرة بالاتصال الوظيفي خلال فترة الراحة في القشر الجبهي والصدغي للدماغ، أما بالنسبة لاسترجاع الذاكرة، فقد وُجد نشاط لحالة استرخاء قوي في القشر الصدغي السفلي للدماغ.
وقد قال البروفيسور ساهديف : “إن المرحلة الثانية من البحوث ستكون لمعرفة إن كان النشاط الدماغي عند الراحة من الممكن أن يُعدّل بالتدريب. حيث أنّ التدريب من الممكن أن يساهم في تعزيز الشبكة الداخلية للدماغ، وتطوير الأداء العقلي الكلي، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يمنع التراجع المعرفي وحتى الأمراض العقلية”.