الكتاب المقدّس من منظور باروخ سبينوزا

الفهرس
“هل اختبرت كل هذه الديانات قديمها وحديثها التي تعلَّم هنا وفي الهند و جميع أنحاء العالم ولو اختبرتها جميعها فمن أنبأك أنّك اخترت أفضلها!” -باروخ سبينوزا (1)
ولد باروخ سبينوزا* سنة 1632م لعائلة برتغالية من أصول يهوديّة، لجأت إلى هولندا واختارت مدينة امستردام سكنا لها، وهذا بعد أن غادرت وطنها الأم نتيجة الاضطهاد الذي مرت به بسبب أصولها (2)
ورسم رب الأسرة الذي كان تاجرا طريقا لابنه -سبينوزا- ليدلّه على الحاخامية آملا أن يصبح من رجالها، وبذلك فقد تلمذه على الإيمان اليهوديّ واللغة العبرية بغية تحقيق هدفه المنشود، وقد نشأ سبينوزا إثر ذلك على حب الاطلاع والمعرفة، ودرس عدة مؤلفات عبرية وصوفية مثل أعمال ابن ميمون* وليفي بن جيرسون*، كما اهتم بالمعتقدات المسيحيّة وسعى لتعلّم اللغة اللاتينيّة على يد أستاذ هولندي لا يحمل فكرا دينيّا مستقيما كما يُرى منه، وهناك انصرف سبينوزا إلى نظرة متشكّكة للدين خاصة بعد أن درس الفلسفة والعلوم واختلط بعدة أشخاص وجماعات كان منهم أحد أتباع الثيوصوفيا. كما تأثّر أيضا بابن رشد* وديكارت*بشكل واضح (3)
وفي سنة 1656م تم فصل سبينوزا عن طائفته وإجراء الحرم عليه نظرا لأفكاره ونقاشاته الجريئة مع رجال الدين كما تعرض لاضطهاد وعدة محاولات قتل من قبل اليهود المتعصبين لمعتقدهم. (4)
عمل سبينوزا في حرفة صقل الزجاج الخاص بالنظارات حين تم طرده من المدينة بعد أن غادرها ناحية منزلِ صديقٍ له، كما شرع في تأليف كتبه والتعريف بفلسفته، وقد رفض يوماً طلب تعيينه مدرّسا في أحد الجامعات حين رأى أنّ ذلك سيعيقه عن مواصلة مسيرته الفلسفيّة وكذلك زجه في خضم جدالات سيراها البعض هرطقة أو تجديفاً على الدين والله. (5)
توفي سبينوزا سنة 1677م بعد أن قدم للفلسفة الحديثة أفكاره الراسخة فيها وما جاد عليه عقله الذي كان يجلّه ويقدّسه ويراه طريقا نحو الله ومن أهم أعماله: الأخلاق، رسالة في إصلاح العقل، رسالة في اللاهوت والسياسة، موجز في النحو العبري.
إعلان
-الوحي:
يقدم لنا الكتاب المقدّس حسب باروخ سبينوزا وحيا إلهيا لا يحتوي معرفة عقليّة وفلسفيّة بل معرفة ايمانيّة بالله تدعو إلى الطاعة، فالخلاص في الآخرة لا يكمن في العقل بل في الوحي، عكس خلاص الفيلسوف الذي يكمن في الدنيا. كما أنّ هذا الوحي يجعل المؤمن يملك يقيناً ذاتياً لا يحتاج إلى أمر خارجيّ يستدل به. (6)
وبهذا فإنّ الكتاب المقدّس لا يقدّم لنا معرفة معينة أو محاولة للوصول إلى حقيقة عقلانيّة بل معرفة تتلخص حول ما يجب فعله حتى يطيع المؤمن بذلك إلهه. (7) وإنّما وحيا يأمرنا بالأخلاق والصفات الحميدة واتباع الصدق والعدل والمحبة، وما على المؤمن إلا طاعة وصاياه من دون استعمال العقل. (8) فإنّ “الله لم يوحي لهم – الأنبياء- بأمور فلسفية عميقة بل بأفكار يسيرة للغاية“. (9)
وبهذا فإنّ سبينوزا يرى في الكتاب المقدّس وحيا يمنح بدوره المؤمنين معرفة بأهم ما يريده الله لأتباعه من طاعته واِتباع تعاليمه الأخلاقيّة والتقويميّة عن طريق وصايا أو قصص بشكل بسيط لا يقتضي التعقيد.
-التقليد والرواية:
يرى باروخ سبينوزا أنّ التقليد والروايات الشفهيّة التي وصلت إلينا عن طريق تقليد الرسل والقدّيسين وما تسلّموه سواء كانت قد دُوِّنت بعد ذلك أم لم تحفظ كتابياً، وكذلك ادعاءاتهم حول اتباع السلف ما هي إلا هي معرفة سمعيّة ولهذه المعرفة ايجابيات مثل معرفة معلومات عن ميلادنا أو أجدادنا، وأيضا فائدتها في التربية و التعليم. (10)
فسبينوزا لا يرفض هذه المعرفة السمعيّة بشكلٍ مطلقٍ حتى في التاريخ إلا أنّه يجب علينا تجنب تصديق أيّ شيء يُصدر منها ومن هنا يأتي دور العقل في تدقيقها وتمحيصها. خاصة عندما نعرف أنّ كل فئة تدعي معرفة مختلفة عن الثانية مثل الفريسيِّين أو الصدوقيين وما اختلافهم إلا دليلا على وجوب تفحص ما يأتي إلينا. (11)
يقول باروخ سبينوزا عن ذلك: “إنّ العقل لا يرفض كل المعرفة السمعيّة لكنّه يرفض أن يكون الاجماع هو الدليل على حدوث أمر ما“. (12)
وبذلك فإنّه لا ينكر المعرفة السمعيّة وفي نفس الوقت لا يصدقها بمطلقيتها كما يرى أنّ الإجماع لا يمكن عدّه دليلا قاطعا على حقيقة حدث معين أيّ اتفاق عدة أشخاص على حدوث موضوع ما.
-التناقضات والغموض:
يحفل الكتاب المقدّس برؤيةِ سبينوزا على عدة تناقضات أو غموض يلّفه مثل تشبيه الذات الإلهيّة بصفات معينة مثل أنّ الله غاضب أو راكب على الغيمة. مع التناقض الذي يكون بين النصوص مثل دعوة المسيح إلى مقابلة الإساءة بالإحسان وبين العهد القديم الذي يأمر بالقصاص، (13)
كذلك ما يرد في سفر صموئيل الأول، وهو القول بأنّ الله لا يندم وفي نفس الوقت نجد في سفر ارميا، كلاما يناقضه حول أنّ الله يندم. (14)
ومن هنا يأتي دور العقل في ذلك أكان ذلك عن طريق الفهم المجازي أو أي نوع من أنواع التوفيق بين هذه النصوص ومحاوله فهمها، فالتشبيه ذاك الذي يصف الإله بالغضب أو ركوب الغمام قد جاء مناسبا لعقولِ الناس في عهدهم أما التناقض الذي بين العهد القديم والجديد فهو تَميُّز عصر النبي موسى وظروفه بوجود دولة أو جماعة سياسيّة يجب أن يقودها عكس المسيح الذي لم يكن رجل دولة. غير أنّه علينا بحسب تحذير سبينوزا رفض ما دعى له المسيح حول المغفرة للناس كون الأمر يشكل خطرا على الدولة والقانون المدنيّ. (15)
لا شك أنّ باروخ سبينوزا أشار واعترف بوجود عدة تناقضات في الكتاب المقدس غير أنّه لم يقف عندها ويعيب نصوصها مع شخصياتها، بل أشار إلى وجود تفسيرات تساعدنا على فهم منطق وروح الكتاب إذا ما أعملنا العقل.
-تأويل الكتاب المقدّس:
قبل الحديث عن سبينوزا وتفسيره الكتاب المقدس نوّد ذكر مجال النقد النصي الذي تأسّس بعده بشكل كامل، فالنقد النصيّ ليس انتقاد وإنّما تحليل يستعمل المنطق ويلّم بدراسة المخطوطات المسيحيّة والعبريّة التي وصلتنا، يجمعها ويدقق فيها عن طريق فحص لغتها ونسخها والمقارنة بينها ومعرفة الأخطاء التي تحتويها أكان ذلك عمدًا أو سهوًا كما يحدد القراءة الأصح والأنسب والنّص الأصليّ. (16)
كما يدرس تخصص دراسة المخطوطات التاريخيّة في مجال التاريخ أو علم التوثيق عبر: (النقد الخارجيّ) ويكون بمعرفة مؤلف الوثيقة وأدوات الكتابة و لغتها، ثم (النقد الباطنيّ الايجابيّ) الذي يحاول دراسة مقاصد المؤلف بموضوعيّة والبحث عن مؤلفاته الأخرى إذا وجدت لفهمه أكثر، كذلك ظروف كتابته للوثيقة، ثم هناك (النقد الباطنيّ السلبيّ) الذي يضع النص في حالة من الاستجواب عبر فحصه تاريخيا ومحاولة اكتشاف تناقضات داخله أو مع تأريخ آخر و خلفية الكاتب ونواياه. (17)
لقد جمع باروخ سبينوزا تقريباً كل ما قلناه في منهجه الأوليّ فهو قد أراد دراسة الكتاب المقدّس بحريّة تامة كما أراد وبشكلٍ لا يختلف عن دراسة علوم الطبيعة. (18) فالكتاب المقدّس بالنسبة له يفسّر نفسه بنفسه، وإنّنا حين ندرسه لا يجب علينا دراسته لمعرفة حقائقه بل لمعرفة المعنى الصحيح فيه سواء وجدنا في أحداثه حقيقةً ما أم عكسها، كما ينبغي على العقل أن يكون الفيصل الذي يؤوّله. (19)
كما أنّ من بين أهم الأمور في تأويله هو معرفة اللّغة التي كُتبت بها المخطوطات كانت الأصليّة أو المترجَمة، وكذلك تَفَحُّص محتواها وما تقدمه في ضوء التاريخ، كما على الدارس عند سبينوزا أن يجمع الآيات وينظّمها حسب كل موضوع، من دون أن نغفل عن معرفة المؤلف وسلوكاته و زمن تأليفه للنص وعدد نسخ كتبه التي نسخت بعده واللغة التي كان يتحدث بها الناس وقت تأليفه الكتاب كما يجدر بنا مقارنة المخطوطات والنسخ بينها البعض. (20)
وكآخر دراسة يقوم بها باروخ سبينوزا هي معرفة حقائق الشخصيات التي في الكتاب و المواضيع التي فيها مثل النبوة والمعجزة والوحي وبما أنّ سبينوزا كما قلنا سالفا يفسر الكتاب بالكتاب وعن طريق العقل فهو يرفض احتكار رجال الدين تأويل الكتاب المقدّس لوحدهم كما يشير في الأخير إلى صعوبة تطبيق خطواته في نقد وتفسير الكتاب المقدس بسبب لغة المخطوطات القديمة أو افتقاد عدة نسخ وعدم تجديد اللّغة فيه أو الحفاظ على قواعدها ومعاني كلماتها. (21)
لا شك إذن أنّ منهج سبينوزا كان يتميز بالتفسير التاريخيّ مع الدقة في تفسيره للنّص المقدّس واعتماده على العقل والمعرفة فقط، وأيضا اللغة الي يراها تلعب دورا بالغا في كيفية تعاطينا مع النص.
-النبوّة:
إنّ النبي عند باروخ سبينوزا هو مفسّر الوحي لقومه (22) كما أنّ لديه شدة ايمان وبداهة عقيدة وليس بداهة معرفة وشدة فهم، ولم يصف سبينوزا الأنبياء بالدجل والكذب بل سعى لدراسة النبوّة من دون التطرّف في الحكم عليها. كما أنّ النبي يتسّم بصفة الخيال وليس العقل، والوحي يتعاطى مع خياله لا عقله. (23)
يخاطَب النبي من قبل الله أو يأتي إليه الوحي بطريقتين يا إما المعرفة السمعيّة كأن يسمع صوت الرب كحقيقةٍ حدثت مثل تكليمه لموسى، أم سماع صوت خياليّ كأن يأتيه في الحلم مثل ما حدث مع صموئيل كما يقول سبينوزا، وهناك المعرفة الحسيّة وتكون مثل تجلّي الله كملاك للنبي. (24)
كما تعتمد النبوءة على شخصية النبي فإذا كان مرحا تكون نبوته رؤيةً للنصر والفرح أما إذا كان متشائما فستكون نبوءاته مدعاةً للكوارث. سبينوزا (25) ولا يجب على الأنبياء أن يكونوا حكماء كما ذكرنا بل كانوا مختلفين فهناك من كان أمّيّ وهناك من كان حكيم وبهذا فلا يُشترَط على النبي أن يتفوق على العامة بعقله. (26)
غير أنّ المسيح عند سبينوزا هو الشخص الوحيد الذي عرف الله من دون أن يخاطبه بهذه الأنواع من الوحي عن طريق الاتصال به مباشرة. (27) كما أنّ يقين الأنبياء بالوحي يحتاج علامة من الله يدركونها حتى يتيقنوا من أنّه الاله الحقيقيّ الذي يخاطبهم أو يتراءى لهم. (28)
وبذلك فإنّ النبي يناقض الفيلسوف عند سبينوزا كما أنّه لا يعتمد على عقله في نبوته هذه وفهمه بل خياله الخصب الذي سمح له بتلقّف الوحي الإلهيّ.
-المعجزة:
تعتمد المعجزة في أساسها على الجهل، فالناس خلقوا المعجزات عن طريق جهلهم بالظواهر الطبيعية التي كانت تتصف بالغموض بالنسبة إليهم بعد عجزهم عن تفسيرها، (29) حيث أنّه: “اعتاد الناس على تسمية العمل الذي يجهل العامة سببه عملا إلهيا“. (30)
يرى سبينوزا المعجزة كخرقٍ لنظام الطبيعة وبذلك فالله عند سبينوزا لا يمكن أن يناقض نفسه و يخرق الطبيعة التي هي نفسها الله. فالمعجزة إذن هي انتهاك لقوانين الطبيعة وادعاءٌ يقدم لنا صورة سيئة عن الله وإرادته كما أنّها تناقض العقل حسبه. (31)
والناس حسبه يرغبون بالحديث عن هذه الأمور الغامضة أكثر من الشؤون الأخرى: “فهم يُفضِّلون أن يجهلوا العلل الطبيعية للأشياء ولا يودون إلا الحديث عما يجهلونه تمام الجهل“. (32)
كما أنّه من بين عوامل ذلك هو اظهار خضوع الطبيعة ليد الله وحده المتحكَم بها وتبيان الأمر لليهود للوثنيين الذين كانوا يعبدون الشمس والقمر. (33)
إنّ معرفة الله عن طريق المعجزات كما يراها سبينوزا هو أمر خاطئ كليا يسيء الى الله أكثر مما يجلّه، ولمعرفة الله يجب أن يكون ذلك عبر معرفة نظام الطبيعة الثابت الذي لا يخضع للعشوائية وليس العكس. (34)
كما أنّ الاعتقاد بالمعجزات حسبه لا تدل على النبوّة أو أيّ أمر سماويّ حقيقيّ فعدة معجزات حدثت مثل معجزة انحسار بحر بافيليا، وقت الاسكندر المقدونيّ* الذي كان وثنيّ أساسا. (35)
كما يفسر فيه بعض الأمور التي حدثت على أنّ لديها تفسيرا منطقيا مثل إظهار الله قوس قزح بعد الطوفان، على أنّ قوس قزح مجرد سقوط أشعة الشمس وانعكاسها حين سقوطها على قطرات الماء. (36)
وعلى ضوء ما قال سبينوزا حول المعجزة فهي تعتبر مجرد خرق للطبيعة وعشوائية تضر بفكرة الإله والنظام وإرداته كما أنّها مبنية على الجهل بعلل الحوادث.
-التوفيق بين الدين والعقل:
عرِف تاريخ الفلسفة والدين بنظرتين: واحدة توفيقيّة توفق بين الدين والعقل أو اللاهوت وأخرى تأخذ منحى النفي من ذلك. كما رأى البعض أنّ الدين خادم العقل، أما الآخرون فقد قلبوا الأمرين.
وعلى اثر هذا كان سبينوزا يرى أنّه لا يمكن التوفيق بين الدين والعقل فهما شيئا مختلفين كليا، فالمعرفة الدينيّة تتناول جانب الطاعة عكس العقلية كما ذكرنا، وبذلك فكل شخص حر في تفسيره للنصوص الدينية. (37)
يقول سبينوزا حول هذا الموضوع: “الواقع أنّنا قد بيّنا بالعقل أنّ الكتاب لا يعلّم الفلسفة بل يدعو إلى التقوى وحدها كما بيّنا أنّ مضمونه كله مهيأ على قدر فهم العامة و أحكامهم المسبقة“. (38)
كما انتقد سبينوزا ابن ميمون الذي أخضع الدين للعقل وسعى للتوفيق بينهما، ومن جهة أخرى انتقد يهوذا الفخار* الذي أخضع العقل للدين، إنّ سبينوزا هنا يرفض أي فكرة يمكنها أن توفق بين الدين والعقل سواء كان العقل في خدمة الدين أم عكس ذلك، كما يرى أنّ الفصل بين الدين والعقل يسمح للفرد بالتفلسف وتفسيره الدين بحريّة أكبر. (39)
يختص العقل عند سبينوزا إذن بالفكر والحكمة والعلم الموضوعيّ أما الدين أو الكتاب فهو يختص بالطاعة والتقوى واليقين الذاتيّ وبهذا فلا توافق بينهما.
-خاتمة:
لقد رأى باروخ سبينوزا في العقل أعلى درجات المعرفة التي تمكننا من فهم العالم والوصول إلى الله الذي هو نفسه هذا العالم وطبيعته.
ورغم هذا لم يسخر من الكتاب المقدّس والأديان كما كان يصور بل سعى إلى تحليلها وتفسير ما تدعو إليه عن طريق المعرفة العقليّة كما دعى إلى التحرر من أيّ سلطة دينيّة تدعي أنّها تملك وحدها المعرفة الحقيقة.
وكما تأثّر سبينوزا بمن سبقه من مفكّرين وفلاسفة الغرب والعرب فهو قد أثّر كذلك في الفكر الفلسفي ووضع نقلة نوعية للفلسفة الحديثة في عدة مفاهيم ومسائل فلسفيّة سواء ما اختص به المقال حول الكتب المقدّسة أم ما تجاوزه هذا الأخير -المقال- ولم يكن من ضمن موضوعه.
شرح المصطلحات و المفاهيم:
-باروخ سبينوزا [1632 – 1671]: فيلسوف هولندي من أصل يهودي، تعرّض لحملة من النبذ والإساءة من طرف اليهود بسبب تناوله لمسائل الدين بنقد، كان من الأوائل الذين دعوا لتطبيق منهج علمي لدراسة المخطوطات والكتب المقدسة، احتلت وحدة الوجود حيزًا من فلسفته وفكره، تأثر بابن عربي، وابن رشد، وديكارت، أهم مؤلفاته: رسالة في إصلاح العقل، الأخلاق.
–موسى بن ميمون [1135 – 1204]: فيلسوف ومفكّر يهودي عاش تحت ظل الحضارة الإسلامية، حاول التوفيق بين الدين والعقل، من أهم مؤلفاته: دلالة الحائرين، الرسالة اليمنية.
-ليفي بن جرشون [1288 – 1344]: عالم وفيلسوف وحاخام فرنسي المسقط، برع في الفلسفة والدين والفلك ودرس الفلسفة الكلاسيكة والعربية كما ألف عدة كتب: أهمها سفر حروب الرب، تعليق على نشيد الانشاد.
-ابن رشد [ 1126 – 1128 ]: عالم وطبيب وفيلسوف اندلسي مسلم، يعتبر من أهم أعلام الفلسفة الاسلامية، كان من بين الفلاسفة الذين وفقوا بين الدين و العقل، كما أثر على عدة فلاسفة غربيين ومنهم سبينوزا، من أهم أعماله: فصل المقال، تهافت التهافت.
-رينيه ديكارت [ 1596 – 1650 ]: فيلسوف ورياضي فرنسي، عراب الفلسفة الحديثة ، اشتهر بمنهجه التحليلي وثورته الفلسفية التي أحدثها حول الذات والوجود والله، أهم أفكاره يعرف: الكوجيتو الديكارتي”أنا أفكر إذن أنا موجود”. من أهم مؤلفاته: تأملات في الفلسفة الأولى، مقال عن المنتج.
-الإسكندر الثالث [356-323ق.م]: ملك اغريقي ابن الملك فيليب الثاني وتلميذ ارسطو، دحر و الفرس و فتح بابل و مصر، امتدت امبراطوريته حتى الهند، كما عرفت فترته احتكاك بين الشرق مع الغرب و تمازج ثقافاتهم فيما تعرف بالفترة الهيلينستية.
-يهوذا الفخار [ القرن 13 ]: طبيب اندلسي حظي بشهرة كبيرة لدى اليهود، يرى عكس ابن ميمون أنّ التوفيق بين الدين والعقل غير ممكن ويجب على العقل أن يخضع إلى اللاهوت.
المصادر: 1 - باروخ سبينوزا فيلسوف المنطق الجديد، دار الكتب العلمية، الشيخ كامل محمد محمد عويضة، ص: 87. 2 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:07. 3 - تاريخ الفلسفة الحديثة، كلمات، يوسف كرم، ص:113 - باروخ سبينوزا فيلسوف المنطق الجديد، الشيخ كامل محمد محمد عويضة، ص: 76، 77. 4 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:09. 5 - نفس المصدر السابق، ص:10. - تاريخ الفلسفة الحديثة، كلمات، يوسف كرم، ص:113. 6 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص: 17 ، 18 ، 19 ، 32. 7 - رسالة في اللاهوت و السياسة، دار التنوير، باروخ سبينوزا، ص:339. 8 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:32. 9 - رسالة في اللاهوت و السياسة، دار التنوير، باروخ سبينوزا، ص338. 10 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص: 42. 11 - نفس المصدر السابق، ص: 43، 44. 12 - نفس المصدر السابق، ص: 44. 13 - نفس المصدر السابق، ص: 46، 47. 14 - رسالة في اللاهوت و السياسة، التنوير، باروخ سبينوزا، ص: 360. 15 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص: 49. 16 - المرشد العربي في النقد النصي للعهد الجديد، الأستاذ أثناغوراس، (دار النشر غير متوفرة) 1 و 2 - سوء اقتباس يسوع، رسالتنا للنشر و التوزيع، تيموثي بول جونز، ص:38، 76. 17 - علم التاريخ، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات، شوقي الجمل، ص: 140 ، 145 ، 146 ، 147 , 148 ، 149. 18 - سبينوزا فيلسوف المنطق، دار الكتب العلمية، الشيخ كامل محمد محمد عويضة، ص:149. 19 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:73 ، 75. 20 - نفس المصدر السابق، ص: 77، 78، 79. 21 - باروخ سبينوزا فيلسوف المنطق الجديد، دار الكتب العلمية، الشيخ كامل محمد محمد عويضة، 151 ، 152. 22 - رسالة في اللاهوت و السياسة، التنوير، باروخ سبينوزا، ص:119 23 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:18، 52 24 - رسالة في اللاهوت و السياسة، التنوير، باروخ سبينوزا، ص: 122 ، 123، 125، 126. 25 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد،ص:52. 26 - باروخ سبينوزا فيلسوف المنطق الجديد، دار الكتب العلمية، الشيخ كامل محمد محمد عويضة، ص:65. 27 - تاريخ الفلسفة الحديثة، كلمات، يوسف كرم، ص:122. 28 - نفس المصدر الأسبق و الصفحة. (26) 29 - رسالة في اللاهوت و السياسة، التنوير، باروخ سبينوزا، ص: 216. 30 - نفس المصدر السابق، 213. 31 - نفس المصدر السابق و الصفحة. - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص: 54، 57. 32 - رسالة في اللاهوت و السياسة، التنوير، باروخ سبينوزا، ص: 213. 33 - نفس المصدر السابق، ص: 214. 34 - نفس المصدر السابق، ص:217. 35 - نفس المصدر السابق، ص:231. 36 - نفس المصدر السابق، ص:223. 37 - باروخ سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:20. 38 - رسالة في اللاهوت و السياسة، التنوير، باروخ سبينوزا، ص: 355. 39 - سبينوزا و الكتاب المقدس، مؤمنون بلا حدود، جلال الدين سعيد، ص:34، 35.
إعلان