لماذا يكون من المهم جدًا أن تتعرف على عمر ياغي؟
عمر ياغي عالم الكيمياء الذي تم تصنيفه ضمن أذكى عشرة علماء ومهندسين بالولايات المتحدة.
عمر ياغي. بروفيسور وعالم في الكيمياء من مواليد عمَّان-الأردن (9 فبراير1965)، يعمل أستاذًا في الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
عمر ياغي: تعليمه ودراسته:
تميَّز منذ صغره بتفوقه الدراسيّ وأخلاقه الحسنة، وفي الصف الثالث، خاض تجربة كان لها تأثير كبير على حياته، ففي إحدى استراحات الغداء، يقول الدكتور ياغي أنه تسلل إلى مكتبة المدرسة، وهناك صادف مجموعة من الرسومات لجزيئات كيميائية، بدت له غامضة ولكنها جميلة في الوقت نفسه، وشعر أنه يكمن خلفها أسرار لم يفهمها بعد، ومن هنا كانت بداية مسيرته.
في عامه الخامس عشر انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته، حيثُ نال درجة البكالوريوس من جامعة ولاية نيوورك في مدينة ألباني في عام 1985، وتابع بعدها دراساته العليا في جامعة إلينوي في أوربانا-شامبين والتي حاز منها على درجة الدكتوراه في الكيمياء عام 1990، ليلتحق بعدها بجامعة هارفارد لمدة عامين عمل خلالهما مع البروفيسور ريتشارد هولم، ومن ثمَّ انضم إلى هيئة التدريس في جامعة ولاية أريزونا 1992-1998. انتقل إلى جامعة ميتشيغان 1999-2006 وثم إلى جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس 2007-2012، وأخيرًا إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي. وفي عام 2012 أصبح أول من يتبوَّأ كرسي جيمس ونلتجي تريتر للكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومديرًا مشاركًا لمعهد كالفي لعلوم النانو فيها، ومختبر لورانس بيركلي القومي، وهو المدير المؤسس لمعهد بيركلي للعلوم العالمية.
إنجازات عمر ياغي العلمية:
تنوعت إنجازاته العلمية، فقد حقق إنجازات مبهرة في تشييد أُطر الفلزات العضوية، وطوَّر خلال العقدين الماضيين طرقًا مبتكرة لتصنيع مواد جديدة واستخدام تطبيقاتها في مختلف المجالات؛ بما في ذلك إدخال الجزيئيات الحيوية، والتقاط الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين، وقد أسهمت مثابرته وإبداعاته ومهاراته التقنية وفهمه المتعمق للتكوين الجزيئي والتفاعل في تطوير أكبر لهذه المعادن العضوية. وقد ارتقى بهذا الحقل البحثي الرائد إلى آفاق جديدة ومثيرة وقام بتطوير استراتيجيات اصطناعية وتصاميم ذكية أثارت اهتمام العالم بأسره. وقد حطم الرقم التاريخي العالمي للمسامية في عام 1999، من خلال تطويره لمركب MOF_5، أحد أنواع الأُطر المعدنية العضوية، وبذلك وصل إلى أعلى مساحة سطح: 6,500 m2 /g من عام 2000 وحتى عام 2010.
مراكزه البحثية:
يحرص البروفيسور ياغي على تشجيع العلوم في البلدان الأخرى، وقد أسس عدة مختبرات في جامعات مختلفة، وفي الأردن وكوريا واليابان وفيتنام، ويتعاون مع مركز قطر لأبحاث البيئة والطاقة، بالإضافة لمراكز بحثية في المملكة العربية السعودية، مما وفر فرصًا عديدة للباحثين المحليين الشباب، و مراكز أبحاثه تُعنى بخدمة الباحثين وتصميم وإنتاج مجموعات من العناصر الكيميائية، وأشهرها يُعرف بـ “الأطر المعدنية العضوية“.
الجوائز والشهادات التي حصل عليها:
نال البروفيسور عمر ياغي العديد من الجوائز وشهادات التقدير العلمي، فقد حصل على جائزة كيمياء الحالة الصلبة من الجمعية الأمريكية للكيمياء ومؤسسة أكسون عام 1998، وميدالية ساكوني من الجمعية الإيطالية للكيمياء عام 1999، وذلك تقديرًا لإنجازاته المبكِّرة في تصميم مواد جديدة وتشييدها.
كما احتفت الأوساط العلمية بإنجازاته المبهرة في تخزين الهيدروجين. وتم تصنيفه في عام 2006 ضمن أذكى عشرة علماء ومهندسين بالولايات المتحدة. وفي عام 2007 منحته وزارة الطاقة الأمريكية (برنامج الهيدروجين) جائزتها تقديرًا لإنجازاته العظيمة في مجال تخزين الهيدروجين. وهو الوحيد الحاصل على ميدالية جمعية بحوث المواد تقديرًا لأعماله الرائدة في تنظير وتصميم وتشييد، وتطبيق الأُطر الفلزية العضوية ذات الثقوب النانوية. كما حصل على جائزة نيوكومب كليفلاند من الجمعية الأمريكية للتقدُّم العلمي لأفضل بحث منشور في مجلة العلوم Science الشهيرة في عام 2007، وجائزة الجمعية الأمريكية للكيمياء في عام 2009 تقديرًا لإنجازاته في كيمياء المواد، وحصل أيضًا على المرتبة الثانية في قائمة وكالة أنباء رويترز لأهم الكيميائيين في العام 2011.
كما تم اختياره من بين 6000 عالم كيميائي لينال المركز الثاني بين علماء الكيمياء الأكثر شهرة، وذلك بحسب أعمالهم خلال السنوات 1998-2008، فقد نشر عالمنا ما يقارب المئتي بحث علمي آنذاك.
يقول الدكتور ياغي أنه تمكن الآن من فهم قوة تلك الرسومات التي شاهدها في مكتبة مدرسته، فقد قادته للعديد من الإنجازات، ومكنته من فتح آفاق بحثية جديدة، وقد أدت اكتشافاته على مدار الـ 25 عامًا الماضية إلى نمو هائل في كيمياء المواد، وكان لها تأثير كبير في جميع أنحاء العالم.