جوزيف تشابسكي: الرسام وتلميذ بروست والسجين الذي طاردته مجزرة كاتين (مترجم)
نجا تشابسكي من سجنه في معسكر سوفيتي واستمر في رسم لوحات مشبعة بالألوان وواقعية. لكن المذبحة التي هرب منها طاردت حياته وأعماله
في صبيحة الثاني من سبتمبر عام 1949، قام الرسام البولندي البالغ من العمر 43 عامًا جوزيف تشابسكي بإدخال نسخة صغيرة الحجم من مذكرات أندريه جيد في جيب معطفه الكبير ثم توجه إلى الحرب من أجل صد القوات النازية الغازية. كان هناك آنذاك بروتوكول سري ما بين النازيين والسوفييت يضمن عدم اعتداء إحدى القوتين على الأخرى، وتم إضفاء طابع الرسمية عليه في الثالث والعشرون من أغسطس، إذ اتفق ستالين وهتلر على تدمير الدولة البولندية وتقاسم أرضها وشعبها فيما بينهما. وبعد ستة عشر يومًا من الغزو الألماني، دخلت القوات السوفييتية بولندا من ناحية الشرق، ما اضطر بوحدة تشابسكي للاستسلام بعد أن أُحيطت بالقوات الألمانية والسوفييتية في لافيف، ومن ثم قام الألمان بتسليم القوات البولندية إلى السوفييت، وحينها بدأت إقامة تشابسكي في سجون المعسكرات السوفيتية والتي استمرت لمدة عامين.
وعلى الرغم من عدم معرفته بذلك، فقد تم تحديد مصيره هو والآخرين المحتجزين معه بالموت. وفي مارس عام 1940، وقع لافرينتي بيريا رئيس الإن كيه في دي (سميت لاحقًا الكي جي بي) وثلاثة من أعضاء المكتب السياسي مذكرة حُكم فيها بالإعدام على الضباط البولنديين. والعملية التي تمت في ثمانية أسابيع، بدأت بنقل السجناء إلى كاتين وما حولها، وهي غابة قريبة من مدينة سمولينسك الروسية. وتم إصابة حوالي 22000 جندي -مُعظمهم من الضباط الذين كانوا في حياتهم المدنية مُحامين وكُتاب وفنانيين وعلماء ومهندسين وغيرها من المهن- برصاصة في مؤخرة الرأس. حتى قيل أن شخصًا واحدًا، يُدعى فاسيلي بلوخين (1895 – 1955)، وهو كبير الجلادين في سجن لوبيانكا في موسكو (حيثُ قُتل الكاتب إسحاق بابل والمخرج ڤسـِڤولود مايرخولد أحد رواد المسرح الطليعي)، قام على مدار 28 يومًا، بإطلاق الرصاص على نحو 700 سجين، واستخدم في ذلك المسدسات الألمانية، التي أحضرها معه في حقيبته. ومن أجل خدماته للدولة السوفييتية حصل بلوخين على وسام الراية الحمراء.
وكان تشابسكي من بين 395 سجينًا لم يتم إرسالهم للإعدام، لأسباب لم يُكشف عنها أبدًا. وتم إطلاق سراحه في سبتمبر عام 1941، عندما أصدر ستالين عفوًا عن سجنائه البولنديين من أجل محاربة حليفه النازي السابق بعد الغزو الألماني للاتحاد السوفييتي في شهر يونيو من نفس العام. ومن حينها بدأ تشابسكي في سعيه لاستشفاف الحقيقة حول ما حدث للضباط الذين اختفوا، وبعد أن انضم إلى فرقة جديدة من الجيش البولندي تتألف من سجناء جولاج المفرج عنهم، سافر إلى موسكو بصفة مبعوث للحكومة البولندية في المنفى إلى لندن لاستجواب مسئولين من الإن كي في دي.
وكانت هذه السنوات مروعة للغاية بالنسبة لتشابسكي. الذي ولد في براغ عام 1869، سليلًا لعائلة عريقة وشهيرة، وتخرج في سان بطرسبرج قبل أن ينتقل إلى بولندا المُحررة حديثًا حينذاك ليتابع دراسته في الأدب. وأمضى ثمان سنوات قبل الحرب العالمية في باريس، حيث تبادل الأفكار هناك مع الفنانيين والكُتاب الفرنسيين والروس، وشكل روابط عاطفية مع النساء والرجال (بما في ذلك علاقة مع الأخ الأصغر لفلاديمير نابوكوف سيرجي، الذي قضى نحبه في معسكر نازي حيث تعرض الرجال المثليون لتجارب طبية بشعة) وكرس تشابسكي آنذاك حياته من أجل رؤية للرسم ووجد ضالته في أعمال سيزان.
وفيما بعد، سلط تشابسكي الضوء على تجاربه في المعسكرات. وكان زميل سجين له وصفه في رواية، بأن تشابسكي كان يرقد في مستشفى معسكر بدائية، وأنه كان شخصية هزيلة وطويلة -يبلغ طوله ستة أقدام ونصف- وشفاهه زرقاء ويسعل الدماء، ويقرأ بشكل محموم سطور من بودلير ويهمس بمقاطع يتذكرها لبروست. وكتب تشابسكي نفسه:”لقد احتفظت بذكرى تقريبًا سعيدة أثناء إقامتي في المستشفى لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع”. وشعر بالتقدير بعد أن أُعطي قميصًا نظيفًا، وحصوله على خصوصية نسبية لوجوده في غرفة من خمس أشخاص وليس مئة شخص.
وكان قد عزم على ألا يضيع وقته في المعسكرات سدى. فقرأ كل ما يُمكن أن تقع يده عليه، بما في ذلك صفحات من رواية امرأة في الثلاثين لبلزاك، ورسم لوحات على قصاصات من ورق، لا يزيد حجمها كثيرًا عن الطوابع البريدية، ومن بينها بعض البورتريهات الذاتية الخالية من الاستجابات العاطفية. والبعض الأخر عبارة عن صور مُصغرة من أعماله التي سبقت الحرب، التي تركها في استوديو في وارسو، واختفى معظمها أثناء الحرب.
وأثناء وجوده في المعسكر، ومن دون القدرة على الوصول لأي كتابات لبروست وباعتماده فقط على الذاكرة، أعطى تشابسكي محاضراته حول بروست، نشرت الآن في مطبوعة نيويورك ريفيو أوف بوكس. وترجمها الى الإنجليزية لأول مرة الكاتب والرسام إريك كاربليس، مؤلف كتاب “لوحات من بروست”، وأيضًا هو كاتب السيرة الذاتية لتشابسكي. وتعد رواية “الزمن الضائع” واحدة من أهم النصوص الرائعة والمُلهمة التي انبثقت من تجربة النجاة والصمود في القرن العشرين الهمجي. (لم يكن تشابسكي هو السجين الوحيد في الجولاج الذي وجد في بروست نافذة للإطلاع على عالم أخر. هناك فارلام شلاموف الذي رويَّ أنه عثر على نسخة من “جانب منزل غرامنت” [الجزء الثالث من سباعية الزمن المفقود] أسفل طرد ملابس مُرسل لطبيب في معسكره وقرأها بنهم. وكتب حينها أن “بروست، أكثر قيمة من النوم”. وسُرق الكتاب منه فيما بعد حين وضعه على مقعد أثناء حديثه مع سجين أخر.”
ألقى تشابسكي محاضراته في إحدى أمسيات شتاء 1941-1940 داخل قاعة الطعام الباردة لدير مهجور، مع جمهور مكون من حوالي 40 من السجناء الذين عملوا في الهواء الطلق طوال اليوم مع درجات حرارة منخفضة تصل إلى 45 درجة تحت الصفر، وتعد محاضرات تشابسكي شيئًا فريد لا يشبه أي شيء اخر قد كُتب حول بروست. فهو يشدد فيها على انفصال بروست عن المجتمع البرجوازي المتشقق الذي تم تشريحه ببرود في الرواية، وتحليله الفاتر لتقلبات العقل البشري. ولكن جوهر محاضرات تشابسكي هو تصوير بروست، من خلال الراوي، للامبالاة بالموت التي تأتي عندما يمتلئ الذهن بالذكريات والتي تبدو وكأنها تأتي دون دعوة من خارج نطاق الزمن.
بحركة عبقرية، يقارن تشابسكي بين بروست وبليز باسكال. وربما يُعد الأخير عدسة غريبة يُمكن من خلالها رؤية بروست، فباسكال هو عالم رياضيات وفيزيائي فرنسي من القرن السابع عشر، مؤسس نظرية الاحتمالات الحديثة وأحد المخترعين الأوائل للآلات الحاسبة الميكانيكية، وغدا أحد رواد العلوم الحديثة قبل أن يتوجه نحو خلاص”الكائن المُتعالي” الذي أفصح عنه في الأمثال المأثورة من كتابه “الخواطر” إذ كتب باسكال: “التهمه التوق إلى المطلق”، وأيضًا “تُعتبر كل الأفراح الزائلة للحواس غير مقبولة”. من ناحية أخرى، بالنسبة لبروست، لم يكن هناك فقط سوى عالم الحواس وله قيمة. في رسالة إلى صديق، اعترف بروست بأنه يريد شيئًا واحدًا فقط؛ أن يستمتع بالحياة وبالحب الجسدي. ولكن مثلما كتب تشابسكي، فإن عمل بروست “يتركنا مع طعم باسكالي من الرماد في أفواهنا”.
مثل أيٍ من خواطر باسكال، فإن رواية بروست الضخمة هي تأمل في الموت وتفاهة الحياة. فسوان “رجل العالم المهذب والذكي” يتلقى عقوبة الإعدام على لسان أطبائه. وعندما يحاول نقل الأخبار إلى أصدقائه الأرستقراطيين، يخبرونه أنه على الرغم من مظهره الشاحب المرتجف فهو يبدو رائعًا، ثم يغادرون ويتركونه واقفًا أمام منزلهم البديع، ويتحدثون عن عدم التطابق ما بين حذاء الدوقة وقلادتها الياقوتية. وأوديث العشيقة المبتذلة التي تفتن سوان، تظهر في المجلد الأخير على هيئة “عجوز شمطاء تجلس في صالون ابنتها”، مثل “حطام بشري” يتجاهله الضيوف، أو يسخرون منه. فشغف الحب يضمحل. وعندما يعلم راوي بروست بوفاة ألبرتين، الفتاة الصغيرة التي كان شغوف بصورتها، فهو بالكاد يتفاعل وينشغل بأمور أخرى.
ولكن هناك فرق جلي لاحظه تشابسكي، بين باسكال وبروست. حيث أنه في حين ابتعد باسكال عن العالم مع شعور بالاشمئزاز، سعى بروست للخلاص من خلال أحاسيسه الشاردة. وتشابسكي الذي عاش ومات كاثوليكيًا، وحمل معه نسخة صغيرة من الإنجيل عندما سافر إلى روسيا بحثًا عن حقيقة ما حدث لزملائه السجناء، كان رجلًا متدينًا. ومن دعاة السلام التولستوي في شباب، والذي استقال من سلاح الفرسان البولندي لأنه لا يريد قتل البشر، وانجذب إلى تصوف سيمون ويل (1909 – 1943)، وأصبح صديقًا مقربًا للفيلسوف الروسي الباحث عن االله ديمتري ميريزكوفسكي (1865 – 1941). ولم يُخطئ تشابسكي عندما عثر على نوع من الدين في عمل بروست: فهو ليس قصة خلاص، إنما كفاح لتحدي الزمن وخيبة الأمل، وأبدية اللحظة العابرة داخل الذكريات المُحملة بالمعنى والجمال.
وعمل تشابسكي الأرض اللاإنسانية الذي يدور حول رحلاته في الاتحاد السوفيتي، كما كتب المؤرخ الأمريكي تيموثي سنادير -مؤلف كتاب بلاد الدم، الذي يُعد دراسة رائدة حول الدل التي شهدت قتل جماعي عن طريق النازيين والسوفييت – يُعد “وثيقة غير مسبوقة حول الحياة اليومية للستالينية”. فعلى عكس العديد من المسافرين الغربيين إلى الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه وبعده، فتشابسكي، الذي كان يجيد اللغة الروسية، تفاعل مع الناس العاديين بقدر ما استطاع. وفي المعسكرات، كان لديه انطباع بأن أرض الاتحاد السوفياتي أرض وافرة. أو على الأقل توفر جميع احتياجات الفرد، لتجعل الشعب يتقبلها لأنها تُعطي لهم ما يستحقونه. لكن ما وجده كان تقريبًا الجوع والحرمان العالمي، والناس تتحمل بمزيج من الغضب العاجز والاستسلام الفاتر. ولم يكن المدنيون الألمان الذي صادفهم في رحلاته مختلفين عن ذلك، فيصف عجوز ألمانية قابلها في عربة قطار من الدرجة الثالثة:
كان حذاءها مصنوعًا من الجلد الخام، وامتلكت بشرة باهتة وشاحبة وعين كلب مهزوم…. هذه المرأة دائمًا ما عاشت في روسيا، وتم استيعابها هناك تمامًا مثل عدد كبير من الالمان. وعاشت في بلدة أوكرانية صغيرة حيث أعطت دروسًا في اللغة الألمانية وعملت في مؤسسة للصم والبكم. وكانت في طريقها إلى ألمانيا، المكان الذي تقريبًا لا يجمعها به أي علاقة. فهتلر لم يكن موجودًا من أجلها؛ كل ما عرفته هو أنها كانت ترحل عن روسيا. وذات مرة كُنا في بولندا، في عربة فارغة، أخبرتني عن ذلك الأمر همسًا. ولم يكن شيئًا لافت للنظر، فقط الترحيل المُعتاد لأي شخص كان أكثر من مجرد سائح يعيش في روسيا: أخبرتني أنه في اليوم التالي لاغتيال كيروف، تم ترحيل المئات من الأشخاص إلى وجهة مجهولة… عشرات الأشخاص تم نقلهم من أحد المصانع، وتم تحميلهم على عربات قطار مفتوحة واقتيادهم لعشرات الأميال في أجواء شديدة البرودة، وعندما وصلت عربات القطار إلى وجهتها، تم نقلهم إلى الخارج كجذوع أشجار خشبية، والعديد منهم لقى حتفه من التجمد حتى الموت.
واختتم تشابسكي روايته بلهجة مكبوحة وبالكاد رزينة قائلًا: “لقد كانت ظلًا لنفسها عندما كانت تخبرني بهذه القصة في القطار، وعيناها كانت تومض بالفزع”. وتعد الأحداث من ذلك النوع الذي تحدثت عنها العجوز، بعد كل شيء، طبيعية تمامًا في ذلك الزمن.
ويمتلئ كتاب كاربليس بوفرة دقيقة من التفاصيل حول رحلات تشابسكي. واثناء بحثه عن الحقيقة حول ما حدث للضباط المختفيين في موسكو تم تجاهله من قِبل الإن كي في دي، وتجول في المكتبات، ووجد نسخة جميلة من أزهار الشر لبودلير طبعة 1868، والتي اشتراها مقابل 10 روبل. في حين أن رطل من الزبدة كان سيكلفه 30 روبل. والتقى بالشاعرة آنا أخماتوفا، التي تم قتل زوجها السابق، الشاعر نيكولاي جوميليوف، في عام 1921 باعتباره عدو للشعب. وكانت “ترتدي ثوبًا مصنوعًا من مواد فقيرة للغاية، شيئًا ما بين سترة فضفاضة ورداء باهت… وتحدثت قليلًا، بنبرة غريبة، كما لو كانت تسخر، حتى من أكثر الأشياء حُزنًا”. (بعد عشرين عامًا من ذلك، خلال رحلة إلى أكسفورد، انسلت أخماتوفا من معالجيها السوفيتيين وزارت تشابسكي في باريس). وهناك العشرات من مثل هذه المقالات القصيرة. التي تنسج حياة تشابسكي بسلاسة ما بين عمله والأحداث الجيوسياسية الكبيرة التي هو منغمس فيها، ولكن تقريبًا لا يوجد شيء تم فعله بدافع الاستمتاع، وهو الأمر الغريب للغاية مثل غرابة الحياة التي يرسمها.
ولم تسفر محاولة تشابسكي لتحديد مصير زملائه عن أي نتيجة، فقط تم الإبلاغ عن مقابر جماعية بالقرب من كتاين في عامي 1942 و1943، وتم استغلال هذا الأمر من قِبل الدعاية النازية في محاولة لتقسيم دول الحلفاء. وأثارت الحكومة البولندية هذه المسالة مع السلطات الأمريكية والبريطانية، واللتان قبلتا الرواية الرسمية للسوفييت بأن المانيا هي التي كانت مسؤولة عن عمليات القتل حتى نهاية الحرب. لكن جهود تشابسكي لم تذهب سدى. وفي عام 1991، استخدم الصحفي الروسي فلاديمير أبارينوف معلومات من الأرشيف السوفييتي الذي تم افتتاحه وقدم وصف للمذبحة، واستشهد على ما حدث باستفاضة من كتاب الأرض غير الإنسانية.
ولباقي حياته الطويلة (توفى عن عمر ينهاز 96 عامًا) كان تشابسكي يشعر بالقلق من المذبحة وعن السبب وراء عدم قتله مع زملائه السجناء. ومع ذلك، فإن أكثر ما كان يهمه هو الرسم، الذي وصفه في رسالة إلى رفيقه السابق الرسام لودفيك هيرينج بـ”أهم اتصال شخصي بالحياة”.
وتقطعت سبل كل من تشابسكي وهيرنج مع بداية الحرب العالمية الثانية، ولكن الرجلان ظلا يتراسلان لمدة 30 عامًا، وكتبا مئات الرسائل إلى بعضهما البعض. وبعد أن عمل هيرينج أثناء الاحتلال النازي كحارس ليلي في مدبغة بالقرب من الحي اليهودي في وارسو، كتب قصة عن انتفاضة عام 1943، والتي انتهت بهذه الكلمات: “أنقاض الحي ترتعش مثل الكلمات المطبوعة على قطعة من الورق تتفسخ”. وبعد ظهور القصة في عام 1946 توقف عن الكتابة. وعندما التقيا مرة أخرى في باريس عام 1972، حاول تشابسكي انتشال صديقه من اليأس. وفي عام 1984، انتحر هيرينج، بعد معاناته مع السرطان. ورسم تشابسكي خطًا داخل دفتر يومياته في المكان حيث سجل تدوينة وفاة صديقه. ولكنه ترك التدوينة مقرؤة، ليحافظ على احساسه بالخسارة وأيضًا امتنانه لما قدمه صديقه له.
عاش تشابسكي، حتى أواخر الثمانينات من عمره، في استوديو متواضع في باريس، يرسم لوحات تعبيرية مشبعة بالألوان بشكل واضح. وعندما سُئِل حول سبب إِبرَاز أعماله للـ”الناس الوحيدين، وطاولات المقاهي المهجورة، والوجوه نصف المُتلاشية في المترو، واللمحات عن الأحداث اليومية التافهة العابرة”، أجاب: “في كل مرة، هذا يُعد لا شيء تقريبًا. لكن هذا (اللا شيء تقريبًا) يدل على كل شيء”. وحين تم دفن تشابسكي كان على القبر أن يكون طويلًا، أكثر من المعتاد، من أجل استيعاب التابوت المصنوع خصيصًا لاحتواء رفاته.
مصدر الترجمة:
اضغط هنا