تلسكوب هابل يرصد مجموعة شمسية جديدة في طور التكوين
بعد فترة طويلة على ولادة هذه الفرضيّة، فإنّ أوّل دليل على وجود قرص من الحطام الكوني سيشكّل نظامًا كوكبيًا جديدًا حول أي نجم قد تمّ اكتشافه عام 1983 بالأشعة تحت الحمراء باستخدام قمر صناعي تابع لناسا. وكشفت الصور في وقت لاحق عن قرص الحطام قرب النجم الجنوبي بيتا بيكتوريس [Beta Pictoris]. في أواخر التسعينيات، وقد أتاحت أدوات الجيل الثاني من هابل التي كانت لديها القدرة على حجب وهج النجم في المركز، أتاحت إمكانيّة تصوير المزيد من تلك الأقراص.
الآن يُعتقد أنّ حلقات الحطام هذه شائعة الوجود حول النجوم. وقد تمّ حتّى الآن تصوير حوالي 40 من هذه الأنظمة بواسطة مرقاب هابل.
واليوم في عام 2018 استخدم علماء الفلك مرقاب هابل للكشف عن تكوين ضخم ومعقّد للغبار يمتدّ حوالي 150 مليار ميل، محيطًا بالنجم الفتيّ HR 4796A.
ومن المعروف أنّ حلقة غبار ضيّقة تحيط بالنجم وربّما قد تمّ جذبها بتأثير جاذبيّة كوكب عملاق غير مرئي.
قد يكون لهذه البنية الضخمة المكتشفة حديثاً حول النظام تطوّرات في بناء الكوكب حول النجم الذي يبلغ عمره 8 ملايين سنة فقط، والذي هو في سنوات تكوينه أيضًا.
ومن المرجّح أن يتكوّن حقل الحطام من الغبار الناعم جدًا من الاصطدامات بين الكويكبات حديثة النشأة بالقرب من النجم، ويتضح ذلك من خلال حلقة رفيعة من الحطام والغبار التي تقع على بعد 7 مليارات ميل من النجم.
يقول جلين شنايدر من جامعة أريزونا، توكسون، الذي استخدم نظام التلسكوب الفضائي هابل (STIS) لفحص ورسم جسيمات الغبار الصغيرة: “إنّ توزّع الغبار هو مؤشّر واضح على كيفيّة تفاعل النظام الداخلي الذي يحتوي على الحلقة بشكل ديناميكي.”
ويشرح شنايدر قائلًا “لا يمكننا التعامل مع أنظمة الحطام غير الخارجي كأنّها ببساطة في عزلة. قد تكون للتأثيرات البيئية مثل التفاعلات مع الوسط بين النجمي وقوى الجذب من النجوم المجاورة، آثارٌ طويلة المدى على تطوّر هذه الأنظمة. التباينات الإجمالية للغبار الخارجي تخبرنا بوجود الكثير من القوى في الخلفيّة التى تحرّك المواد من حولنا. لقد رأينا تأثيرات مثل هذه في بعض الأنظمة الأخرى [يقصد المجموعات النجميّة]، ولكن نرى هنا حالة فيها عدّة أشياء تجري في وقتٍ واحد”.