نقاشات كرة القدم: كيف تحكمنا الانحيازات؟
انتهى نصف نهائي دوري الأبطال منذ أيام وتحدّد طرفا نهائي كييف، وسواء أرضيت أنت أم لا، فإنّ ريال مدريد وليفربول هما من سيلعبان النهائي وسيتوّج أحدهما باللقب لا محالة. ورضاؤك عن هذا ليس مهماً ولا مطلوباً كما أخبرتك، يمكنك تسطير آلاف الأسطر وتسجيل مئات الفيديوهات لإثبات عدم أحقية الثنائي في الوصول إلى هناك، ويمكنك كذلك محاولة التبرير لشرعنة الأمر وتسويغه، لكنه لا طائل من هذا الآن كما ترى، وقد مرّ الثنائي بالفعل. وكما تنص القاعدة الشهيرة مجهولة المصدر فإنّ التاريخ لن يذكر سوى البطولات وفقط، وما عدا ذلك من التفاصيل -قلّت أهميتها أو كثرت- فإنّ مكانها على صفحات السوشيال ميديا أو كعنوان بارز لأحد الصحف اليومية لا أكثر، وتصلح كذلك كمادةٍ متجددة لإثارة الجدال كلما أراد أحد الأطراف معايرة الطرف الآخر، أو كمرجع هام لأولئك الذين ينتظرون اعتراضك على شيء ما ليذكّروك باستفادتك بمثله قبل عشرين عاماً مثلاً أو نحو ذلك بقليل.
وفى حال أنك كنت متابعاً جيداً لكرة القدم، ومتابعاً جيداً كذلك لما يدور حولها في عالمنا العربي، فأنت تعلم حتماً أن أغلب نقاشات كرة القدم لا تدور حول كرة القدم من الأصل؛ يمتلك الكثيرون مهارةً فائقةً في إيجاد شيء آخر ليدور حوله الحديث، شيء يصلح لإدراجه في جملةٍ واحدةٍ على الأكثر، ويصلح بالطبع لملء صفحات “الساركازم” فهي العامل الأهم في تشكيل وجهات النظر حالياً لا شكّ في هذا. تتراوح هذه الأشياء وتختلف باختلاف المباريات، الاستحقاق والكرة الجميلة والتحكيم والحظ وأشياء آخرى قد تختلف في ما بينها في بعض الأمور لكنها تشترك جميعها في أنها تقبع في منطقة رمادية لا يمكن قياسها أبداً، تخضع بذلك لأهواء كلّ فرد وآرائه، وتسمح بإخراج نظريات جديدة لتفسيرها، لا يمكن اختبار مدى صحتها من عدمه، المهم أنها تبتعد عن أصل اللعبة وتكتيكاتها والتي يمكن قياسها بلا صعوبة، وهذا ما يطلبه المتابع غالباً ولا يزعجه وجوده، لأنه يوفر إمكانية أكبر لقصف الجباه والمكايدة، وهما الأهمّ لمتابعي هذه اللعبة كما تعلم -على الأقل في عالمنا العربي حالياً–
ومباريات كتلك التي شهدها نصف نهائي البطولة الحالية هي فرصة عظيمة من تلك الفرص التي يجد فيها المشجعون ضالّتهم، مباريات مليئة بأخطاء التحكيم والفرص الغريبة الضائعة التي تُنسب للحظ ،وصعود شاقّ للفريقين، ومن خلف ذلك تقبع صفوف من الجماهير المتأهبة لخوض المعارك الضارية من أجل اللاشيء، ومئات من اللقطات المخزنة تنتظر اللحظة المناسبة للخروج، ومثلها من الإيفيهات السخيفة والتي لا يناسبها سوى مثل تلك المواقف لإخراجها، كل ذلك كان كافياً لإخراج مشهد كذلك الذي رأيناه على وسائل التواصل حينها.
المواجهة الأولى في هذا الدور جمعت ريال مدريد مع بايرن ميونخ، انتهت جولتها الأولى بفوز الريال بهدفين لهدف وانتهت الثانية بتعادل الفريقين بهدفين لكلّ منهماز ولم يدلّ على هذه الأرقام شيء مما حصل إطلاقاً، لا يعلم أحد كيف حدث ذلك، ولم يمكن تفسيره نهائياً -على الأقل حتى الآن-، ومهما حاولنا تأليف النظريات وتطويعها قسراً لإخبار الجميع أنه كانت هناك خطة ما، أو أن هذه هي الطريقة المثلى لممارسة كرة القدم، أو أنّ اللعب التكتيكي لا يقتضي سوى ذلك، لن يجدي هذا أبداً، وحتى إقناعهم بالقاعدة الشهيرة التي افترضها أحدهم حول أنّ الدفاع يجلب البطولات والهجوم يكتفي بالمباريات لن يكون مناسباً، لأنّ ما فعله الريال لا علاقة له بالدفاع من الأصل، ولا يمكن التنبؤ بأنّ خطة زيدان التي أملاها لاعبيه كانت تتضمن أنّ جيمس سيطيح بالكرة وهو على بعد مترين من المرمى أو أنّ ريبيري لن يحسن التعامل مع أغلب كراته حول منطقة الستّ ياردات، أو أنّ أولريخ سيفعل ما فعل؛ لا يمكن تصديق هذا بالطبع ولن يستطيع أحد تأليف مثل هذ الأشياء مهما كانت قدراته.
لكنّ الغريب في الأمر أنّ طائفة من المشجعين كانوا قد صدّقوا ذلك بالفعل، بل كانوا قد أعدّوا تلك النظريات سلفاً، وطرحوها واعتبروها حقائق كذلك لا تقبل النقاش، فلم يعد الأداء مهماً كما تعلم وطريقة تسجيل الأهداف هي الأخرى ومثلها تماماً أخطاء التحكيم الواضحة الصريحة، لم يعد كل ذلك يساوي شيئاً، المهم أنّ فريقهم قد فاز، وأشارت اللوحة الرقمية لتقدّمه وهذا فقط هو المنتظر.
أغلب أولئك الذين قضوا ٩٠ دقيقة من القلق، وكانوا متيقّنين أغلب أوقات المباراة أنهم سيستقبلون هدفاً خلال دقائق، ومرّت دقائق النهاية عليهم دهراً، خرجوا بعد اللقاء ليؤكدوا استحقاقهم الكامل للعبور، وخرجوا جميعاً ليعلنوا أنّ شخصية الريال تظلّ فارقة وأنّ القميص الأبيض يصنع المستحيل وحده دون مساعدة، وأنّ الكرة تُسدّد لهم ما كان عليها حين عاندتهم من قبل، وراحوا كذلك يؤكدون أنّ فريقهم ما تراجع للدفاع إلا عامداً بل وقال أحدهم لي في ثقة بالغة أنّ”اللي تكسب بيه إلعب بيه“.
ولا ينفرد جمهور الريال وحده بتلك الأفعال، تلك سمة بارزة يمتاز بها أغلب المشجعين، فريقه على حقّ دائماً، لم يسرق مباراة قط، ولم يسانده التوفيق يوماً، ولم يفُز بالتحكيم مطلقاً، كلّ الجماهير تشترك في ذلك، مهما كلّفهم ذلك من التناقض أو تغيير المواقف، والموقف الذي يبدو اليوم مقززاً سيبدو غداً خلاباً فاتناً، هم لا يبالون، المهم أنّ فريقهم على صوابٍ دائماً.
قد تجد مشجّعاً لبرشلونة يلعن الحظ الذي ذهب بمدريد إلى نهائي ويعلن ذلك في غضب وسخط من أولئك الأوغاد الذين يفوزون بهذه الطريقة، وينسى أو يتناسى أنّ ثاني هدّافي فريقه في دوري الأبطال كانت الأهداف العكسية، وأنّ مشوار فريقة طوال الموسم شهد الكثير من الغرائب، لكنّ ذلك لم يكن يُسمّى حظاً حينها بل كانت النظريات تخرج لتفسّر وتشرح كيف دخلت هذه الأهداف وكيف أنها نتاج عمل تكتيكيّ خالص لا يفهمه العامة والغوغاء.
لكنّ جماهير الكرة لا يحكمها منطق أو عقل لتحديد التناقض من عدمه، قد تكون القواعد الثمانية التي أرساها الكاتب لؤي فوزي في مقال “قواعد ثمانية لتشجيع الكرة في العالم الثالث”[١] هي المحرك الأبرز للتشجيع حالياً وغالباً يعود أصل كلّ نقاش لقاعدة منها، لكن ثمة تناقض مخيف يملكه المشجع العربيّ حالياً.
قد تجد مشجعاً يشجع الأهلي وبرشلونة مثلاً، فإذا كان النقاش حول الأول راح يتفاخر ببطولاته وإنجازاته ويعتبرها وساماً وشرفاً وتاريخاً عريقا ويؤكد لك بثقة وخيلاء أنه يفرح لعدد بطولاته جداً وأنه يسجّلها في ورقة وكلّما تعكّر مزاجه أو خسر فريقه فإنّه يهرع إليها ويرى عدد بطولات فريقة فيعود سعيداً مطمئناً كما كان، وبعدها بدقائق فقط لو كان النقاش حول الريال وبطولاته الاثنتي عشر في دوري الأبطال يروح يؤكد أنّ البطولات ليست بتلك الأهمية، وأنّها لا قيمة لها ولا طائل من وراءها وأنّ الأداء العظيم والمتعة هما الأهم لتشجيع الفريق وليست البطولات، والعكس بالعكس لو كان مشجعاً للريال والزمالك في آن واحد.
وقد تجد أحدهم وهو من مشجّعي الريال مثلاً وكان يرى حين أنفق فريقه في الفترة من ٢٠٠٩ إلى 2015 رقماً يجاوز ال٧٠٠مليون يورو[٢] أنه هكذا تبنى الفرق وأنه لن تأتي البطولات إلا بمثل هذا بل وكان يفتخر ببيريز وسياسته في الإنفاق حينها، وهو ذاته نفس المشجّع حين يرى ما يفعله جوارديولا حالياً تجده مؤمناً تمام الإيمان أنّ هذا يفسد كرة القدم، ولا فائدة للمدرّب إذاً فهو يدرّب نجوم العالم، ولو درّبهم حسام البدري نفسه لحصل على الخماسية دون مجهود يذكر.
وهو يدور كذلك في دائرة مفرّغة فلو أنّ المدرّب استمرّ بفريقه على حاله دون صفقات ولم يحقق شيئاً فسيُتّهَم بالفشل مباشرة دون نظر لما معه أو لما يمتلكه منافسوه. فكما أخبرتك، النتيجة النهائية هي العنصر الوحيد الهامّ في هذه اللعبة، وإذا هو أنفق ليمتلك فريقاً قوياً وفاز بالبطولات فهو فاشل أيضاً لأنه يمتلك نجوم العالم، وهكذا ندور في متوالية لا نهائية ونمرّ خلال دورتنا هذه بعدد من المغالطات المنطقية الشهيرة والتي يسهل اكتشافها، لكنّ توضيحها لا يلقى رواجاً كالذي تلقاه المغالطة ذاتها لأنه لا يمكن إدراجه في جملة واحدة ولا يصلح لصفحات “الساركازم” كما تعلم.
وتمتلئ النقاشات على طولها وكثرتها بالكثير من تلك المغالطات، مناقشات عديدة وجدالات مطوّلة كانت لتنتهي قبل أن تبدأ لو عدنا بالنقاشات إلى أصلها وبنيناها على أسس منطقية سليمة يصلح الاستدلال بها، والكثير من الضلالات البيّنة التي يردّدها الكثيرون قد بدأت بمقدّمات رمادية، وحين يبدأ النقاش فهو يبدأ حول الضلالة المتأصلة لا حول الأصل الذي خرجت منه، فتستهلك بذلك جهداً ووقتاً طويلاً على الرغم من كونها هشة قد بنيت على خواء.
مغالطة شهيرة يستخدمها الكثيرون وتؤتي أُكُلها في كثير من الأحيان، هي مغالطة الاحتكام إلى النتائج، وهي مغالطة معروفة مشهورة، وتعني المغالطة أن تَعتَبر النتائج مرجعَك الأول لقياس مدى أفضلية طرف على آخر، ورأى الفلاسفة في هذا أنه لا يمكن الاحتكام إلى النتائج إلا إذا تساوت المقدمات والمسارات بالفعل وكان من الصعوبة تبيّن الأفضلية من مسار الطرفين، فيمكن حينها اللجوء للنتائج كوسيلة للحكم، لكنّ عالم كرة القدم لا يرى هذا، فبسهولة مفرطة يخبرك أحدهم أنّ كرستيانو كان أفضل لاعب في العالم في العام الماضي، لا لشيء إلا لأنه أحرز أهدافاً أكثر من غيره، في تجاهل تامّ لكيفية إحرازه لتلك الأهداف أو حالة فريقه وعدد الفرص التي يحظى بها وفي إغفال تامّ للفارق بين دوره في الملعب ودور منافسه التقليديّ “ميسي” على سبيل المثال.
وأخرى بارزة يعاني منها كلّ من فكّر في النقاش في كرة القدم يوماً ما، هي ما يُعرف بـ”شيطان القش” وهي مغالطة متفرّعة من مغالطة رجل القشّ المشهورة؛ وهي تقتضي أن تنزع بالنقاش إلى أحد الحافتين، أن ترمي خصمك بالتطرّف وهو معتدل، بالإطلاق وهو نسبي. ذلك أنّ المواقف المتطرفة أسهل بالتفنيد لأنها لا تسمح بالاستثناءات، وبالإزاحة هذه قد يتحوّل الرأي المقبول إلى رأي منفّر تسهُل حينها شيطنته وتقويضه تماماً، وهذا منتشر وبكثرة، ولعلّك رأيت أحد مناصري الواقعية المزعومة يوماً وهو يستنكر على غيره أنهم يرغبون في أن يهاجم الفريق بأكمله ويهملون الدفاع وكأنّ جوارديولا لا يدافع وبوتيتشينيو لا يدفع بحارسٍ للمرمى.
وتعجّ المناقشات بالكثير من ذلك؛ كمغالطات الالتباس وتمييع المعاني وأخرى مثل التعميم وإطلاق المقيّد وغيرها. ولكن مهلاً؛ من قال من الأساس أنّ تشجيع كرة القدم يقوم على العقل والمنطق حتى نحكمه بهما ونقيم الحجة به على النقاشات؟ التشجيع ليس منطقياً في ذاته من الأساس ولا يستطيع أحدنا أن يجيب جواباً قاطعاً لو سُئل لماذا يحب هذا الفريق أو ذاك، نحن لا نربح الأموال من وراء المكسب ولن تبات كؤوس البطولات جوار أسرّتنا لو حقّقها الفريق الذي نشجّعه! العلاقة كلها قائمة بالأساس على العاطفة لا العقل.
التفسير الوحيد لما نفعله في تلك النقاشات هو أننا نخضع بشكل كامل لما يعرف بالانحياز التأكيدي confirmation bias، وهو ما يُعرف -حسب ويكبيديا[٣]- على أنّه الميل للبحث عن، وتفسير، وتذكُّر المعلومات بطريقة تتوافق مع معتقدات وافتراضات الفرد، بينما لا يولي انتباهًا مماثلًا للمعلومات المناقضة لها، هو ما يدفعنا بدوره إلى انتقاء معرفيّ تامّ يختار الإنسان بنفسه المعلومات التي يريدها فقط، المعلومات التي تدعم وجهة نظره فحسب، هو لا يريد سوى من يخبره بأنه على صواب دائماً؛ آراؤه ومعتقداته سليمة، وفريقه الذي يناصره هو أفضل فريق في الكون، الإنسان يريد ذلك فقط.
والتعرض الانتقائي هذا، واختيار ما يرغب الإنسان برؤيته هو ما يصنع الكثير من الأوهام والنظريات الخاوية، فقط لأنّ الجميع لا يريد أن يسمع غيرها، أنت تسمع عن فضيحة برشلونة التحكيمية في 2009، تلك الكارثة التي ستتوارثها الأجيال، وسيحكي كلّ والد لولده عنها، وسيظلّ موعدها مناسبة سنوية للنحيب والعويل على العهر والفساد والمؤامرات، أنت تفعل هذا وتصدق أنّ الحكم قد انعزل في جبال الألب حزيناً على ما فعله في هذا اليوم وأنه أوصى بنيه بأن توهب أمواله لمشجعي تشيلسي بعد موته تعويضاً عن الألم الذي سببه لهم حينها، من السهولة أن تصدّق ذلك بالفعل لأنك تريد تصديق ذلك، فغيرك من قبل كان قد صدّق أنّ “ماري انطوانيت” حين قيل لها أنّ الناس لا يجدون الخبز قالت “دعوهم يأكلون الكيك”! قد صدّق آخرون ذلك لأنهم أرادوا تصديقه فقط، مع أنّ المرأه لم تقل ذلك بتاتاً.
أنت لم تكلّف نفسك عناء البحث، ولم تفكّر للحظة أنّ بإمكان أفكارك أن تكون خاطئة، هم فقط لم يخبروك عن ما حدث في الذهاب، لم يحدّثوك عن طرد بالاك المستحق أو ركلة جزاء هنري في لقاء الذهاب، وطرد أبيدال الظالم في لقاء العودة نفسه. وأنت لم تهتمّ كذلك بالأمر، وبالمثل مباراة الريال والبايرن العام الفائت، لا يذكر أحد تسلّل ليفاندوسكي في هدف راموس العكسي والذي دفع بالمباراة لأشواط إضافية لكنهم يذكرون فقط ما حدث في تلك الأشواط، وأنت تستمع لمن تريد فحسب، ولا تبحث فيما وراء ذلك، والأزمة الأكبر أنّ تكرار الأمر يكسبه شرعيةً ليست له، ومهما بدت حجة الطرح واهية في حينها فإنّ القِدَم مع التكرار يمحيان ضعف الحجة ويبقى الطرح وحده مصبوغاً بشرعية ليست له من الأصل.
ومما يحدثه تبنّي الأفكار والمعتقدات والإيمان المطلق بها أننا لا نسمح حينئذ لأحد بالمساس بها، ونعتبر انتقاد هذه المعتقدات مهاجمة شخصية لذواتنا وهو ما يدفعنا حين نتناقش حولها أن نتحدث من العاطفة فحسب، ولا نفكّر في كلامنا أو نشعر للحظة أن من الوارد أن تكون أفكارنا خاطئة، نحن لا نفعل هذا ونكتفي بمهاجمة الشخص القائل واتهامه دون محاولة لتفنيد الأفكار ومناقشتها بشكل عقلاني، وكلنا تقريباً نفعل هذا حتى كاتب هذا الكلام.
لا يمكن أن نعتبر أنّ تشجيع كرة القدم قد وصل إلى مرحلة تكون الcults، وهم أتباع بعض الجماعات والذين لا يفكّر أحدهم في ما يطرح عليه مطلقاً، وكأنه في حالة من “غسيل المخ”، هو لا يرى أي شيء صحيح سوى ما يُملى عليه، وكلّ ما دون ذلك كاره وحاقد، ويتصاعد الأمر حتى يتمكن ذلك من الإنسان ويتطلب رجوعه عنه نوع من العلاج يسمى “إعادة البرمجة”، وأنا لا أعتقد أن تشجيع كرة القدم يمكن أن يصل إلى هذا الحدّ أبداً، لكنّ وضع التشجيع الحالي ليس ملائماً أبداً للعبة من المفترض أنها وُجدت للترفيه ليس أكثر.