الماريجوانا الطبية.. من التعاطي إلى الدواء

الماريجوانا الطبية:

عندما نسمع بكلمة ماريجوانا يخطر في بالنا سجائر الحشيش واستخدامها كمادة مخدرة، ولكن ما لا نعلمه هو استخدامها الطبي الفريد في مجال العقاقير والصيدلة. لنتعرف بشكل أوضح على هذا الوجه من الماريجوانا.
• مصدر الـماريجوانا

هي أحد أنواع المخدرات التي تستخرج من نبتة القنّب المعروفة باسم الكانابيدول (CBD cannabidiol) التي يمكن تدخينها كالتِبغ، كما يمكن خلطها مع الطَّعام أو المشروبات. تمتلك المـاريجوانا أكثر من 100 مركب كيميائي نشط ويعد ال THC تترا هيدرو كانابينول المركب المسؤول عن إحساس النشوة أثناء تعاطي الماريجوانا.

• ماهي الماريجوانا الطبية؟

الماريجوانا الطبية هي أيّ جزء من نبات الماريجوانا يُوصف طبيًا لمعالجة بعض الحالات المرضية. معظم الماريجوانا الطبية تُباع قانونيًا وتحتوي على نفس محتويات الماريجوانا المخدرة ولكن تزرع في مخابر معينة لتخفيض نسبة المادة المسببة للنشوة.

• كيمياء الماريجوانا الطبية؟

تحتوي الماريجوانا الطبية مئات المركبات الكيميائية كما ذكرنا سابقًا ولكن أهم المركبات

-الكانابيدول(CBD)

– تترا هيدرو كانابينول(THC)

حسب الدراسات العلمية يعدّ مركب CBD مسؤولًا عن الجانب الصحي حيث لا يعدّ مسببًا للنشوة.

• كيف تؤثر الماريجوانا على دماغك؟

يشعر المتعاطون بآثار المـاريجوانا المخدرة فور تعاطيها ويمكن أن تتأخر الأعراض في حال تناول وجبة غذائية قبل التعاطي.

عندما يتم تدخين الماريـجوانا ينتقل مركب THC من رئة المتعاطي إلى مجرى الدم إلى الدماغ محرّضًا الخلايا العصبية على إفراز هرمون الدوبامين وبالتالي الإحساس بالنشوة.

• استخدامات الماريجوانا الطبية

يعد تسكين الآلام الاستخدام الأكثر انتشارًا للماريجوانا في الولايات المتحدة الأمريكية في حين لا يعد فعالًا لتسكين الآلام القوية مثل كسر العظم أو ألم ما بعد العمليات الجراحية كما تعمل على تحفيز الشهية لدى مرضى السرطان أو الإيدز وأيضًا للتخلص من الأرق. هناك دراسات موسّعة حول علاقة المـاريجوانا بتخفيض ضغط الدم لدى مرضى ضغط الدم، حيث تشير دراسات مركز الأبحاث الأمريكي لأمراض القلب إلى قدرة الماريجوانا على ضبط ضغط الدم وتخفيضه ولكن يجب التنسيق الكامل مع طبيب المريض إذ يختلف التأثير حسب درجة المرض وتركيز الجرعة المخدرة المطلوبة لتنظيم الضغط. يعدّ علاج الصرع لدى الأطفال عن طريق نوع خاص من المـاريجوانا” Charlotte’s Web” من أهم تطبيقاتها في المجال الطبي حيث يمكن تهدئة الطفل باستخدام هذا النوع من دون حصول النشوة بسبب وجود كميات قليلة جدًا من ال THC. وقال «أورين ديفينسكي»، مدير مركز لانجون الطبي للصرع الشامل في جامعة نيويورك، وصف التقرير الشامل بأنه «قيّم جدًا». لكنه أيضًا قال “إنه في العلم، أعتقد أنه عندما تقوم بعملية مراجعة بحثية، فإنه يجب أن تتضمن كل الأدلة المتعلقة بالمرض أو العرض. وأنا لا أعتقد أنهم فعلوا ذلك فيما يتعلق بإمكانية علاج الـماريجوانا للصرع”. لا توجد أدلة تؤيد وجود علاقة بين تدخين الـماريجوانا والحشيش وبين أنواع السرطان التي ترتبط عادة بتدخين التبغ، مثل سرطان الرأس والعنق وسرطان الرئة.

• التأثيرات الجانبية للماريجوانا الطبية القصيرة للأمد

تغيّر الماريجـوانا الطبية من مزاج المريض وتجعله سعيدًا، مرتاحًا وناعسًا بالإضافة لتأثيرها السلبي على الذاكرة قصيرة الأمد وقصبات التنفس. يدوم التأثير الجانبي من 1 إلى 3 ساعة.

• التأثيرات الجانبية للماريجوانا الطبية الطويلة للأمد

يعاني المتعاطي الدائم للماريجوانا الطبية من أمراض تنفسية واسعة واحتمال الإصابة بسرطان الرئة. أشارت دراسة لمنظمة الأمراض النفسية الأمريكية إلى الآثار النفسية السيئة للاستخدام اليومي للماريجوانا الطبية وهي: الاكتئاب بعد الوصول إلى حدّ الإشباع الأعظمي من إفراز الدوبامين والرغبة بالانتحار بالنسبة للمتعاطيين الشباب بالإضافة للإدمان.

• كيفية تعاطي الماريـجوانا الطبية

يمكن للمرضى تعاطي الماريجوانا الطبية من خلال السجائر أو خلطها مع الطعام أو على شكل أقراص دواء.

• الدراسة العلمية

• يبقى موضوع الماريجوانا الطبية موضوعًا شائكًا ويحتاج إلى دراسات موسعة ودقيقة على الحيوانات والإنسان لمعرفة احتمالية استخدامه كدواء فعال مع دراسة فعالة للتأثيرات الجانبية.

قامت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة بعملية تقييم واسعة لأكثر من 150 دراسة بحثية طبية حول الآثار الصحية للماريجوانا.

ووجدت الدراسة أنه كانت هناك أدلة كافية فقط لدعم استخدام المـاريجوانا في ثلاثة استعمالات طبية، هي الحدّ من الغثيان، والقيء الناجم عن العلاج الكيميائي، ولعلاج الألم المزمن، والحد من التشنجات من مرض التصلب المتعدد.

وقال «شون هينيسي»، أستاذ علم الأوبئة في جامعة بنسلفانيا، وعضو لجنة الـ16 عالم التي نفّذت عملية المراجعة والتقييم هذه:

حقًا، معظم الأسباب العلاجية التي يعتقد بها الناس من أجل استخدام الماريجوانا طبيًا لم يثبت وجود آثار نافعة يقدمها النبات بشأنها.

وبعد الجدل الطويل يأتي قرار عدم تجريم تعاطي الماريجوانا في وقت هام للسياسة المتعلقة بالماريجوانا في جميع أنحاء العالم، خصوصًا أنّ إصلاح السياسات المتعلقة بالمخدرات هي أمر هام يحدث في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم. قبل أقل من سنة واحدة، نشرت لجنة دولية تقريرًا في دورية لانسيت تدعو إلى عدم تجريم جميع الأدوية المخدرة، بعدما وجدت أنّ الحظر لم يكافِح بشكل فعّال تعاطي المخدرات، والإدمان أو الجريمة المنظمة، وفي الوقت نفسه، عقدت الأمم المتحدة جلسة خاصة لمناقشة سياسة المخدرات العالمية، وهي الأولى منذ نحو 20 عامًا.