12 علامة تشير إلى احتمال إصابتك باضطراب القلق

ما هو الشعور الطبيعي؟ جميعنا نشعر بالتوتر أو القلق من حين لآخر – على سبيل المثال- عندما نلقي خطابًا أمام حشد في مكان عام أو عند المرور بأزمة مالية، إلا أن القلق قد يصبح متكررًا وعنيفًا عند بعض الأشخاص وحينها يبدأ بالسيطرة على حياتهم.
كيف تستطيع أن تعرف ما إذا تحول قلقك الدائم إلى اضطراب؟
ليس هذا بالأمر السهل؛ فالقلق يأتي بعدة أشكال مثل: نوبات الهلع، أو الرهاب، أو القلق الاجتماعي. وإن الفرق بين التشخيص الرسمي للقلق وبين القلق الطبيعي يكون بالعادة مبهمًا.
ومن هنا نبتدئ: إذا أحسست بحدوث إحدى هذه الأعراض معك بشكل منتظم فعليك مراجعة طبيبك:

القلق المفرط

إن السمة المميزة لاضطراب القلق المعمم – أشمل أنواع القلق- هي القلق بشكل كبير حيال الأشياء اليومية صغيرة كانت أم كبيرة. والسؤال: ما الذي يجعل هذا القلق “مفرطًا”؟

في حالة اضطراب القلق المعمم فإن الشخص يمتلك أفكارًا مقلقة ملحة أغلب أيام الأسبوع لستة أشهر، كما وينبغي أن يكون القلق سيئًا جدًا لدرجة أن يتطفل على حياة الشخص ويكون مصحوبًا بأعراض ملحوظة مثل الإجهاد.

وتقول بروفيسورة علم النفس والمديرة المشاركة في منظمة اضطراب القلق والإجهاد في ولاية ماريلاند في تاوسون: “إن الفرق بين اضطراب القلق والقلق الطبيعي هو ما إذا كانت العواطف تتسبب للشخص بمعاناة كبيرة واختلال وظيفي”.

مشاكل في النوم

ترتبط اضطرابات النوم لفترات طويلة أو الأرق بالعديد من الحالات الصحية؛ سواء جسدية أو نفسية، ولا يعد التقلب في الفراش بسبب التنبؤات التي تراود صاحبها قبل ليلة من إلقاء خطاب أو مقابلة عمل أمرًا غير طبيعي على أي حال.

إعلان

لكن إذا شعرت أنك تستلقي متأرقًا أو قلقًا أو مرتجفًا بسبب مشاكل معينة (مثل المال)، أو حتى بدون سبب – فهذا قد يعزى كونه عرضًا من أعراض اضطراب القلق. وبعض الإحصائيات تبين أن نصف المصابين باضطراب القلق العام يختبرون اضطرابات النوم.

علامات أُخرى تشير إلى إمكانية وجود القلق مثل: أن تشعر بالغرابة عندما تستيقظ، أو أن يتخبط عقلك ولا تستطيع تهدئة نفسك.

مخاوف غير منطقية

بعض أنواع القلق لا تكون عامة، بل تكون مرتبطة بحالة أو شيء معين – مثل الطيران، الحيوانات، أو الحشود. فما إذا غمر الخوف صاحبه وأزعجه وزاد خطره عن الحد المعقول فهذا دليل على الرهاب (فوبيا) والتي تعتبر نوعًا من أنواع اضطراب القلق.

وعلى الرغم من أن أشكال الرهاب قد تشعر الشخص بالعجز فهي تعد في أغلب الأحيان مبهمة. ففي الحقيقة قد لا تظهر فيك إلا عندما تواجه حالة معينة تكتشف منها أنك غير قادر على التغلب على خوفك. يقول وينستون: “إن الشخص الذي يهاب الأفاعي قد تمر سنين عليه دون مشاكل، أما إذا ما فجأة خطر على بال ابنه التنزه والتخييم فقد تظهر الفوبيا لدى الوالد/ة ومنها سيستلزمه العلاج”.

توتر العضلات

إن توتر العضلات شبه المستمر – سواء تضمن إطباق الفك أو تكوير قبضة اليد أو تمرين عضلات الجسم- غالبًا ما يصاحب اضطرابات القلق. وقد يكون هذا التوتر دائمًا ومخترقًا للجسم، حتى إن الناس الذين تكيفوا معه لوقت طويل قد يتوقفون عن ملاحظة وجوده بعد فترة.

قد تساعد التمارين المنتظمة في السيطرة على توتر العضلات، إنما قد يستعر التوتر في حال التعرض لإصابة أو حدث غير متوقع مما يزعزع نظام التمارين الاعتيادية للشخص. وتقول وينستون في هذا الصدد: “فجأة يتحطم الشخص لأنه لا يستطيع تحمل القلق إلى هذا الحد وبذلك يصبح مهتاجًا مضطربًا بشكل مخيف”.

قد يعجبك أيضًا

اضطرابات الهضم المزمنة

قد يبدأ القلق من العقل، لكنه سرعان ما يظهر في الجسم من خلال عدد من الأعراض، مثل: اضطرابات الهضم المزمنة. فعلى سبيل المثال: متلازمة القولون العصبي، وهي حالة مرضية تتميز بحدوث أوجاع المعدة، المغص، الانتفاخ، الغازات، الإمساك و/ أو الإسهال، تقول وينستون: “بشكل أساسي هذه المتلازمة هي عبارة عن قلق في الجهاز الهضمي”.

ليس شرطًا أن ترتبط هذه المتلازمة بالقلق، لكن غالبًا ما يتزامن حدوث الاثنين معًا وقد يجعل كل منهما الآخر يسوء أكثر. إن الأحشاء حساسة جدًا عند الإجهاد النفسي – والعكس صحيح، فإن عدم الراحة الجسمانية والاجتماعية نتيجة للمشاكل الهضمية المزمنة قد يولد المزيد من القلق لدى الشخص.

رهبة المسرح

يشعر أغلب الناس ببعض التوتر والرهبة قبل مواجهة جمع من الناس أو أن تكون الأضواء مسلطة عليهم، لكن إذا استمكن الخوف منك لحد لا ينفع لتخفيفه تمرين ولا تدريب، أو إذا كنت تشعر بأنك تقضي كثيرًا من الوقت تفكر وتقلق بشأنه فقد تكون مصابًا بما يسمى اضطراب القلق الاجتماعي (أو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي).

فالناس المصابون بهذا الاضطراب قد يقلقون أيامًا وأسابيع قبل أي مناسبة من هذا النوع الجماهيري والمسرحي. وما إذا تمكنوا من المضي في الحديث بنجاح فإنهم يكونون مستائين غير مرتاحين من الداخل لدرجة كبيرة وقد يبقون هكذا لفترة طويلة بعدها يتساءلون عن تقييم الناس لهم.

الوعي الذاتي

ليس شرطًا أن يرتبط اضطراب القلق الاجتماعي بإلقاء خطاب على حشد من الناس أو أن يكون الشخص محط اهتمام جمهور معين. ففي أغلب الحالات يتولد هذا القلق من المواقف اليومية، مثل: محادثة بين شخصين في إحدى الحفلات، أو الأكل والشرب أمام عدد قليل من الناس. ففي هذه الحالات يشعر المصابون بهذا الاضطراب أن جميع العيون مسلطة عليهم. ومن الأعراض التي تظهر عليهم: احمرار الوجه، الرجفة، الغثيان، التعرق الغزير، أو صعوبة في الكلام. وقد تكون هذه الأعراض مزعجة جدًا، وقد تشكّل عائقًا أمام الشخص في تكوين علاقات جديدة أو المحافظة على العلاقات القديمة، أو من التقدم سواء في العمل أو الدراسة.

الهلع

قد تكون نوبات الهلع مروعة، حيث تعرف أنها: شعور مفاجئ بخوف خانق وعجز قد يمتد لعدة دقائق تصاحبه بعض الأعراض الجسمانية على المريض، مثل: مشاكل في التنفس، خفقان القلب بشدة، تنمل الأيدي وتخدرها، التعرق، الشعور بالضعف والدوار، آلام في الصدر والمعدة، والشعور بالبرد أو الحر.

ليس شرطًا أن يكون الشخص مصابًا باضطراب القلق إذا كانت تأتيه نوبات الهلع تلك، لكن الأشخاص الذين تأتيهم هذه النوبات غالبًا يتم تشخيصهم باضطراب القلق، فالأشخاص المصابون باضطراب الهلع يعيشون في خوف مستمر من الوقت والمكان والسبب الذي ستباغتهم فيه النوبة التالية، ويميلون في أغلب الأحيان لتجنب الأماكن التي حصلت فيها هذه النوبة في الماضي لهم.

ذكريات الماضي

أن تعيش مرة أخرى حادثة مزعجة أو صادمة – مثل مواجهة عنيفة أو موت أحد المقربين لك- فهذه علامة مميزة لاضطراب الكرب التالي للصدمة والذي يتشارك مع اضطراب القلق ببعض العلامات (ففي فترة متأخرة جدًا أصبح ينظر إلى اضطراب الكرب التالي للصدمة كنوع من أنواع اضطراب القلق عوضًا عن تصنيفه كحالة منفردة).

ولكن ذكريات الماضي قد تحدث مع أنواع أخرى من القلق أيضًا، بما فيها ما تناولته دراسة أجريت في 2006 في صحيفة Anxiety Disorders، والتي تشير بأن المصابين بالقلق الاجتماعي لديهم أيضًا ذكريات ماضية (فلاش باك) شبيهة باضطراب الكرب التالي للصدمة لتجارب قد لا تعد صادمة حقًا، ومثال ذلك: أن يكون استُهزئ بهم على الملأ. هؤلاء الناس قد يتجنبون حتى تذكر تلك التجارب – وهذه إحدى أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة المثيرة للذكريات.

الكمالية

إن العقلية المهووسة والدقيقة المعروفة بالكمالية “تحدو جنبًا إلى جنب مع اضطراب القلق” كما تقول وينستون، وتضيف: “إذا كنت تحكم على نفسك بشكل مستمر أو تشعر كثيرًا بقلق استباقي حول ارتكاب خطأ ما أو التنحي قليلًا عن مبادئك فمن المحتمل أنك مصاب باضطراب القلق”.

وتعتبر الكمالية شائعة جدًا في اضطراب الوسواس القهري OCD، والذي تمامًا كاضطراب القلق التالي للصدمة PTSD، أصبح يُنظر إليه كنوع من أنواع اضطراب القلق. وتضيف ونستون: “الوسواس القهري يمكن أن يتم بمهارة، كأن لا تستطيع فتاة الخروج من المنزل إلا بعد ثلاث ساعات لأنه يتعين على مكياجها أن يكون أنيقًا بشكل دقيق؛ لذلك سيتعين عليها إعادة وضعه عدة مرات”.

التصرفات القهرية

حتى يتم التشخيص باضطراب الوسواس القهري، ينبغي أن يصاحب هوس الشخص وأفكاره الاقتحامية تصرفات قهرية، سواء كانت عقلية (مثل أن تخبر نفسك باستمرار بأن كل شيء سيكون على ما يرام)، أو جسمية (غسل اليدين أو ترتيب الأشياء). إن التفكير الهوسي والتصرفات القهرية معًا يشكلان اضطرابًا عندما تصبح الحاجة لإكمال الأفعال – أو كما يعرف بـ”طقوسك”- تقود حياتك بشكل ملح. وتطرح وينستون مثالًا وهو: “إذا كنت تفضل أن يبقى جهازك الراديو على مستوى الصوت 3، ثم يتلف ويبقى عالقًا عند مستوى 4، هل ستبقى تشعر بهلع تام حتى تصلحه؟”.

الشك في الذات

إن الشك الدائم ونقد الذات لهي واحدة من خصائص اضطرابات القلق بما فيها: اضطراب القلق العام والوسواس القهري. ففي بعض الحالات قد يدور الشك حول سؤال محوري في هوية الشخص، مثل: “ماذا إن كنت شاذًا جنسيًا؟” أو “هل أحب زوجي بنفس القدر الذي يحبني فيه؟”

ففي الوسواس القهري، تقول ونستون تعتبر هذه “نوبات شك” وهي شائعة على وجه الخصوص في الأسئلة التي لا إجابة لها. وتختتم ونستون بالإشارة إلى أن المصابين بالوسواس القهري “يفكرون هكذا ‘ليتني أستطيع أن أتأكد بنسبة 100% ما إذا كنت شاذًا جنسيًا أم لا، فسأكون راضيًا مهما كانت الاجابة’، لكن هذه الحساسية المفرطة لديهم تجاه الأشياء المجهولة تحول الأسئلة إلى هوس حقيقي”.

إعلان

مصدر
فريق الإعداد

إعداد: رؤى ريان

تدقيق لغوي: أبرار وهدان

اترك تعليقا