هاكاتون الحج إنجاز جديد للمرأة السعودية في أكبر تجمع للمبرمجين
فوز فريق من النساء السعوديات بالمركز الأول بمسابقة تصميم حلول برمجية لمشاكل الحجاج
إنجاز الحج يتطلّب الكثير من الخدمات اللوجستية. ففي عام 2018، يشارك ما يقدر بـ 2 مليون شخص في الحج الإسلامي السنويّ إلى الأماكن المقدّسة داخل وحول مكّة في المملكة العربية السعودية. حوالي 1.3 مليون منهم يأتون من خارج المملكة بحسب أخبار العرب. وبالنسبة للكثيرين، ستكون تجربة أولى لهم ولمرّة واحدة في العمر.
إنّ استيعاب هذا التدفّق الهائل من الحجاج يتطّلب شبكة نقل واسعة، وبنية تحتية طبّيّة، ومدينة من الخيام المكيّفة تحتضن 160 ألف شخص.
وبسبب الحشود الكبيرة سيبقى الحج خطيراً. حيث قُتل أكثر من 2400 شخص في تدافع الحجاج في 2015. وأيضًا مثل أيّ تجمّع كبير فإنّ الجريمة هي مصدر قلقٍ إضافيّ.
وللتصدي لبعض مشاكل الحج، اتّخذ الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والطائرات بدون طيّار منهجًا حديثًا مميّزًا: فقد أسّس هاكاثون الحجّ.
استغرق هاكاتون الحج ثلاثة أيام في بداية شهر آب/أغسطس، في جدّة. وقد تمّ تكليف المشاركين بالتوصّل إلى حلول تكنولوجيّة مصمّمة خصّيصًا لتحدّيات الحج، مثل إدارة الحشود والصحّة العامّة والمعاملات المالية.
وقد وُزّعت على الفائزين جوائز بلغت مليوني ريال سعودي (حوالي 530،000 دولار) بشكل استثمارات، نصفها (مليون ريال) للمركز الأوّل.
باشتراك حوالي 3000 متسابق من جميع أنحاء العالم، حطّم هذا الحدث الرقم القياسي العالمي لعدد المشاركين في هاكاثون.
كان حدثًا رائعًا ومتألّقًا حيث حضر العديد من الأسماء البارزة عالميًّا في مجال البرمجيات. فكان ستيف وزنياك، أحد مؤسّسي شركة أبل موجودًا كمُحكِّم، كما كان المؤسّس المشارك لجيمس ويلز جيمي ويلز حاضرًا أيضًا.
وقد فاز بالمركز الأوّل فريقٌ سعوديّ مكوّن بالكامل من الإناث صمّم تطبيقًا اسمه ترجمان Turjuman لترجمة اللافتات حول مكّة دون الحاجة إلى الإنترنت. آملين في أنّه إذا كان المتحدّثون غير الناطقين بالعربية يستطيعون فهم اللافتات بسهولة، فإنّ ذلك سيؤدي إلى تقليل الإرباك بين الحجّاج ويقلّل من التدافع. وسيتمّ تثبيت رموز QR للمسح الضوئي على لافتات خاصّة بالتطبيق والتي سيكون معها ميزة القراءة الصوتيّة من أجل غير القادرين على القراءة.
ونال المركز الثاني فريقٌ من مصر قام بتصميم نظام دفع إلكتروني للحجاج، ممّا يقلّل من احتمال سرقة الأموال النقدية.
وحصل فريقٌ رؤى المغربيّ على المركز الثالث وفاز بجائزة قدرها 350 ألف ريال سعودي. حيث صمّم تطبيقًا يبيّن فيه مواقع الحجاج بالنسبة لعائلاتهم مما يساعدهم على الوصول لبعضهم وتقليل فرص الضياع.
على عكس العديد من الأحداث في المملكة العربية السعوديّة، لم يكن هناك فصلٌ بين الجنسين في الهاكاثون. وكان حوالي ثلث الحاضرين من النساء.
قالت بيان الغامدي، وهي عضو في الفريق الفائز لفاينانشال تايمز
“نجحنا في تدمير المستحيل وإثبات أنّ المرأة السعودية تستطيع تحقيق أيّ شيء”
وفيما يلي مقطع فيديو من يوتيوب يرصد لحظات إعلان النتائج والذي تعلق عليه مرأة داعمة للنساء السعوديات وقد شهِد انتشارًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا