نقص الكالسيوم في الدم: عَرَض عكسي يصاحب عمليات نقل الدم بكميات كبيرة
إن المستوى الطبيعي لتركيز الكالسيوم الأيوني (iCa) في البلازما يتراوح ما بين 1.15-1.33 مليمول/لتر تقريبًا، ولهذا يُعرف نقص الكالسيوم (تركيز الكالسيوم الأيوني المنخفض في البلازما) عندما يكون المستوى أقل من 1.15 مليمول/لتر، وتعتبر عمليات نقل الدم بكميات كبيرة مُسببًا نادرًا لحالات نقص الكالسيوم في الدم التي تم التركيز عليها في هذه الدراسة الاستعادية حديثة النشر للمرضى المصابين.
إن احتمالية حدوث نقص الكالسيوم في الدم بين المرضى الذين يتلقّون كميات كبيرة من منتجات الدم المُتَبرع بها خلال فترة قصيرة من الزمن، تكون بسبب وجود مادة السيترات المضادة للتخثر، الموجودة في كيس الدم المُتَبرع به.
وتحتوي كل وحدة من مخزون الخلايا الحمراء المستخدمة في عملية نقل الدم على 3 ملغرام من السيترات، وعادةً يعمل الكبد بشكل سريع (كل 5 دقائق) على إزالة كمية السيترات هذه من الدم، ولكن في حالات الأشخاص شديدي المرض والذين يحتاجون إلى العديد من وحدات منتجات الدم المُتَبرع بها فإن عملية الإزالة هذه التي يقوم بها الكبد قاصِرة، بالإضافة إلى ما سبق، بطبيعة الحال، فإن جرعة السيترات عالية جدًا.
يحدد هذان العاملان مدى تراكم السيترات في دم الذين يتلقون الكثير من عمليات نقل الدم، حيث يقوم السيترات بخلب (الارتباط بـ) الكالسيوم الأيوني المنتشر في الدم، مما يقلل تركيزه (iCa) في بلازما الدم.
وُضِعت هذه الدراسة خصيصًا لتحديد معدل الإصابة بمرض نقص كالسيوم الدم وشدته بين المرضى المصابين الذين قد تلقوا الكثير من عمليات نقل الدم، حيث استخدم مُعِدّو الدراسة قاعدة بيانات المستوى الأول (الرعاية المتقدمة) الخاصة بمركز الصدمات (الإصابات) في أورلاندو-فلوريدا.
من قاعدة البيانات هذه، حددوا جميع المرضى المصابين البالغين (أكبر من 18 عامًا) الذين تم قبولهم في المركز، والذين احتاجوا إلى نقل دم بكميات كبيرة خلال فترة 4 سنوات (2009-2013)، وهذا بعد استبعاد خمسة مرضى كانت بياناتهم الطبية غير مكتملة، فشملت مجموعة الدراسة في المحصلة 156 شخصًا.
بعد ذلك، تم استرداد السجلات الطبية الخاصة بهم من أجل تحليلها، وشمل ذلك نتائج الكالسيوم الأيوني (iCa) أثناء عملية نقل الدم وحتى 24 ساعة بعدها، وسُجّلَ في المتوسط ستة (المدى 4-9) من نتائج الكالسيوم الأيوني (iCa) لكل مريض مشمول في الدراسة.
ولأغراض هذه الدراسة، تم تحديد نقص كالسيوم الدم بنسبة أقل مِن 1.12 مليمول/لتر، ونقص كالسيوم الدم الحاد بنسبة أقل مِن 0.90 مليمول/لتر، ومن خلال هذه النسب فإن 152 مريضًا (92٪) عانوا من نقص كالسيوم الدم، وعانى 111 آخرون (71٪) من نقص كالسيوم الدم الحاد.
ولمزيدٍ من التحليل، تم تقسيم مرضى الدراسة إلى مجموعتين: مجموعة ذات iCa أقل من 0.9 مليمول/لتر (عدد=111) وأخرى ذات iCa أكثر مِن 0.9 مليمول/لتر (عدد=45)، وعلى الرغم من أن مدة نقل الدم لم تكن مختلفة اختلافًا كبيرًا بين المجموعتين (في المتوسط من 8-9 ساعات)، إلا أن أولئك الموجودين في المجموعة الأولى تلقّوا المزيد من منتجات الدم خلال تلك الفترة: 34 وحدة (المدى 23-58) مقابل 22 وحدة (المدى 18-30)، وبهذا أثبتت الدراسة وجود علاقة بين الجرعة والاستجابة ما بين عدد وحدات منتجات الدم المنقولة وشدة نقص كالسيوم الدم، حيث تشير النتائج إلى أن نقل أكثر من 15 وحدة من منتجات الدم هو أقوى مؤشر لنقص كالسيوم الدم الحاد.
وقد أظهرت الدراسة أن نقص الكالسيوم في الدم هو تقريبًا نتيجة حتمية لتلقّي الكثير من عمليات نقل الدم لمرضى الإصابات؛ فبالنسبة لمعظم هؤلاء المرضى، نقص الكالسيوم في الدم لديهم حاد، كما تُسلط الدراسة الضوء على أهمية المراقبة الحذرة لمستوى الكالسيوم الأيوني (iCa) أثناء عملية نقل الدم بكميات كبيرة.
وقد أكدت الدراسة الفكرة البديهية أن شدة نقص كالسيوم الدم مرتبطة بعدد الوحدات المنقولة، وتقدم الدراسة، بالإضافة إلى ما سبق، نتائج ومباحثات يمكنها توجيه السياسات حول علاج تعويض الكالسيوم الناجم عن النقل بكميات كبيرة، في ظل نقصه في الدم، ولكن وفقًا لِمُعدّي الدراسة فإن مثل هذه السياسة غير موجودة حاليًا.
نرشّح لك: المغنيسيوم والدماغ
*لُخصت مِن جنكرلي اَي، بيرر كي، ألبان أر. نقص الكالسيوم في الدم لدى مرضى الإصابات الذين يتلقون الكثير من عمليات نقل الدم. ج.الأبحاث الجراحية 2016; 202: 182-87
المصدر https://acutecaretesting.org/en/journal-scans/hypocalcemia-an-adverse-effect-of-massive-blood-transfusion-examined