الثامن من مارس.. اليوم العالمي للمرأة

متى بَدَأَ الاحتفال بالثامن من مارس يومًا عَالَميًا للمرأة؟

بدأَ الاحتفال بـ اليوم العالمي للمرأة في الولايات المُتحدة الأمريكية، حيث خَرَجَت الآلاف من النساء للاحتجاج على الظروف السيئة في العمل التي كُنَّ يُجبَرنَ على العمل تحتها في عام 1856، ونجحت هذه الاحتجاجات على الرغم من تفريق الشرطة الأمريكية لها، فقد وَجَّهَت أنظار المسؤولين لتلك الظُروف السيئة التي يَعمَلنَ تَحتها.

وفي 8 مارس 1908، تَظاهَرت النساء مَرّة أُخرى، لكن كُنّ يَحملن باقات ورود وخبز يابس، وكانت الحَرَكة الاحتجاجية تحت عنوان (خبز وورود)، حيث طالبنَ بجديّة تَعديل ظروف العمل السَيئة المُتَمثلة بساعات العمل الطَويلة بالإضافة إلى حقّ الاقتراع المسلوب، وعمالة الأَطفال. ومثّلَت مظاهرة الخُبز والورد بداية حركة نسوية شاملة في الولايات المتحدة الأمريكية بدايةً، فَتَطوّرت مطالبهنّ لتشمَل المُساواة الجنسية والحقّ في الانتخاب.
وتخليدًا لتلك المظاهرات الثورية، بدأ الاحتفال بالثامن من مارس يومًا عالَميًا للمرأة.

وافقت الأمم المتحدة على اعتماد الثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة عام 1977، بعدَ أَن خُيّرَت الدول لتحديد يوم عالميّ مناسب لها، فاختار الأغلبية الثامن من مارس، فأصبح يومًا نتذكر به إنجازات نساء العالم وأعظم المناضلات على مرّ التاريخ في كلّ المجالات، نحتفي به أيضًا للمطالبة بحقوق لم تُتَح بعد لجميع النساء في العالم.

وتحدِّد العديد من الدول عُطلة رسمية في ذلك اليوم، مثل أفغانستان وأنغولا وأذربيجان وبوركينا فاسو، وتحدّد الصين عطلة للنساء فقط.

وحددت الأمم المتحدة على موقعها التسلسل الزمني للاحتفال بالثامن من مارس تاريخيًا كالآتي:

إعلان

1909 الاحتفال بـ اليوم العالمي للمرأة في الولايات المتحدة في 28 شباط/فبراير. وعيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرًا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدًا بظروف العمل.

1910 قرّر الاجتماع الاشتراكي الدولي في كوبنهاغن اعتبار يوم المرأة يومًا ذي طابع دولي، يراد منه تكريم الحركة الرامية إلى إتاحة الحقوق الإنسانية للنساء وبناء دعم لتحقيق حق النساء في الاقتراع. ولقي الاقتراح ترحابًا كبيرًا من المؤتمر الذي حضرته أكثر من 100 امرأة من 17 بلد، بمن فيهنّ ثلاث نساء كُنّ انتخبن في البرلمان الفنلندي. ومع ذلك لم يُعيَّن يوم محدَّد لهذه المناسبة.

1911 كانت النتائج المترتبة على مبادرة كوبنهاغن هي الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة في 19 آذار/مارس في النمسا والدانمرك وألمانيا وسويسرا، حيث شارك ما يزيد عن مليون رجل وامرأة في تلك الاحتفالات. وفضلا عن حقي التصويت وشغل المناصب العامة، طالبت تلك الاحتفالات بحق المرأة في العمل وحقها في التدريب المهني والقضاء على التمييز ضدها في ما يتصل بالوظائف.

1913-1914 أصبح اليوم الدولي للمرأة آلية للتظاهر ضدّ الحرب العالمية الأولى. فجاء احتفال النساء الروسيات بأول يوم دولي للمرأة —في آخر يوم أحد من شهر شباط/فبراير —في إطار حركة السلام. انضمّت نساء كثيرات في أوروبا في 8 آذار/مارس في السنة التالية لذلك إلى تظاهرات منددة بالحرب والتعبير عن التضامن مع الناشطين.

1917 وبسبب ظروف الحرب، خرجت النساء الروسيات في تظاهرة وأضربنَ تحت شعار “من أجل الخبر والسلام” في آخر يوم من شهر شباط/فبراير (وهو اليوم الذي وافق يوم 8 آذار/مارس في التقويم الميلادي). وبعد أربعة أيام، تنازل القيصر ومنح الحكومة المؤقتة النساء الحق في التصويت.

1975 في أثناء السنة الدولية للمرأة، عمدت الأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار/مارس.

1995 ركّز إعلان ومنهاج عمل بيجين — وهو خارطة طريق تاريخية وقعتها 189 حكومة — على 12 مجالًا مهمًّا، وقدّم تصورًا للعالم تحظى فيه المرأة والفتاة بحقّها في ممارسة اختياراتها، من مثل المشاركة السياسية والحصول على التعليم وكسب مداخيل والعيش في مجتمع خالٍ من العنف والتمييز.

2014 ركّزت الدورة الـ58 للجنة وضع المرأة (CSW58) — وهي الاجتماع السنوي للدّول للنظر في القضايا المهمة ذات الصلة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة — على “التحديات والإنجازات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية في ما يتصل بالمرأة والفتاة”. وعرضت كيانات الأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكومية المعتمدة للتقدّم المُحرَز والتحديات المتبقية أمام تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وكان لتلك الأهداف شأنها في تحفيز الاهتمام والموارد للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

ماذا بعد 8 مارس؟

مضى أكثر من قرن على تحديد اليوم العالمي للمرأة ولا زالت النساء تعانين من الحقوق المسلوبة منهنّ ومن أشكال العنف الواقع عليهنّ، وتتجدّد مطالبهنّ دومًا في المساواة الجنسية في كافة المجالات والمحاور، وزيادة نسبة مشاركتهنّ خاصّةً في المجالات السياسية والاقتصادية. إنّ العالم اليوم في أَمَسّ الحاجة لتفعيل الدور الكامل للمرأة في كافة المجالات وتحقيق المساواة الجنسية في الحقوق والأجور في العمل، وتخفيض الفجوة الجنسية العظيمة التي تَحول دون أي تقدُّم في كافة المجتمعات، ووضع حدٍّ للممارسات الإجرامية التي تُمارس تحت الإطار الثقافي، مثل الختان و تشوية الأعضاء الأنثوية في ثقافات عديدة.

إعلان

اترك تعليقا