متلازمة مازيبا: الصدمة والهوية بين الأسطورة والتجربة اليهودية

فحوى الدراسة:

تستعرض الدراسة مفهومًا نفسيًا يُعرف بـ «متلازمة مازيبا – Le complexe de Mazeppa» وعلاقته بالظروف التاريخية والنفسية للجالية اليهودية، لا سيما فيما يتعلّق بالصدمة الجماعية والمرونة النفسية. ومن خلال قراءة ودمج وجهات نظر أدبية مختلفة، وتاريخية، ودينية، ونفسية، توضّح الدراسة التأثير الثقافي والنفسي المستمرّ لأسطورة مازيبا الشعبية، كما تحلل الدراسة الدلالة الرمزية للحصان في الأسطورة مستعينة بنص اللورد بايرون الأصلي.


إيفان مازيبا الذي ولد في عام 1639 وهو أحد الزعماء القوقاز في أوكرانيا، شخصية تاريخية تحولت إلى أسطورة رومانسية عبر قصيدة اللورد بايرون مازيبا عام 1819.

تحكي القصيدة عن حادثة أسطورية من شبابه، حيث يُعاقب على علاقة حب غير شرعية بأن يُربط عاريًا على حصان بري ويُترك في البرية. هذه المحنة القاسية، التي وصفها بايرون تفصيليًا، أصبحت رمزًا قويًا للمعاناة، الصمود، والتحوّل الشخصي. ويحمل الحصان في هذه الأسطورة دلالات رمزية متعددة، خصوصًا في التقليد اليهودي، حيث يمثل القوة والخطر معًا.

ويستند المفهوم النفسي المعروف بـ متلازمة مازيبا إلى هذه الأسطورة لوصف حالات نفسية تتعلق بالصدمة وتشكيل الهوية. وتهدف دراستنا إلى التفريق بين مازيبا التاريخي والأسطوري، وتحليل رمزية الحصان، واستكشاف تطبيق المتلازمة النفسية على الصدمات اليهودية.

إعلان

أولاً: إيڤان مازيبا تاريخيًا

وُلد إيفان مازيبا حوالي عام 1639 بالقرب من بيلا تسيركيف، أوكرانيا، في عائلة نبيلة وتلقى تعليمًا واسعًا في أوروبا. أصبح زعيمًا للقوزاق من 1687 حتى 1708، وكان قائدًا سياسيًا وثقافيًا بارعًا. سعى مازيبا لتحقيق استقلال أوكرانيا وسط صراعات القوى الكبرى، وتولى دبلوماسية معقدة بين روسيا وبولندا والسويد والإمبراطورية العثمانية.

وقد تحالف مع القيصر بطرس الأكبر في البداية، لكنه انشق لصالح شارل الثاني عشر ملك السويد خلال الحرب الشمالية الكبرى، أملاً في تحرير أوكرانيا من السيطرة الروسية. وهُزم في معركة بولتافا عام 1709، وفرّ إلى المنفى في مولدوفا حيث توفي لاحقًا. يُنظر إليه في التاريخ الروسي كخائن، بينما يُحتفى به في أوكرانيا كرمز للهوية الوطنية.

ثانيًا: مازيبا الأسطوري في قصيدة بايرون

نشأت أسطورة مازيبا من قصة شعبية، وساهم في نشرها في أوروبا الغربية الشاعر الفرنسي ڤولتير ولاحقًا بايرون. وتقول الأسطورة أنّ مازيبا في شبابه، قد عُوقب على علاقة حب غير شرعية بأن رُبطَ عاريًا على حصان بري وأُطلِق في البرية.

يصوّر اللورد بايرون هذه المحنة في قصيدته، مجسّدًا مازيبا كبطل رومانسي وكـرمز للمعاناة والصمود والتحوّل.

ثالثاً: السياق التاريخي لوجود اليهود في اوكرانيا على ضوء أوبرا مازيبا لِتشايكوفسكي

بالرغم من وجود اليهود في أوكرانيا والمناطق التي تدور فيها أحداث الأوبرا، إلّا أنه لم يتم الإشارة إليهم في النص. تاريخيًا، المجتمعات اليهودية في أوكرانيا عانت من اضطرابات عنيفة مثل انتفاضات القوزاق، وكان أبرزها «انتفاضة خميلنيتسكي» التي شهدت مذابح ضد اليهود.

ولم يُعرف عن تشايكوفسكي معاداته السامية، لكنه لم يتطرّق لمواضيع يهودية بشكل واضح.

 

لوحة «دخول بوهدان خميلنيتسكي إلى مدينة كييف سنة 1649»، للرسام الأوكراني ميكولا ايفاسيوك، القرن التاسع عشر.

 

وقد استلهمت أوبرا مازيبا التي ألّفها بيتر إليتش تشايكوفسكي بين عامي 1881 و1883، من قصيدة “بولتافا” للكاتب ألكسندر بوشكين، وتدور حول الشخصية التاريخية “إيفان مازيبا”، وهو زعيم قوزاق أوكراني. كما تتناول الأوبرا القصة الأسطورية الشعبية لـ مازيبا مثل مواضيع الحب، الخيانة، والتمرّد السياسي، ضمن سياق معركة بولتافا سنة 1709.

حياة اليهود في زمن مازيبا

الفترة الزمنية: أواخر القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر

عاش إيفان مازيبا بين 1639–1709. خلال تلك الفترة، كانت أوكرانيا تحت صراع مستمر بين الكومنولث البولندي الليتواني، الإمبراطورية الروسية، والدولة العثمانية. كان اليهود يشكّلون أقلية بارزة، خاصة في المناطق الخاضعة للحكم البولندي.

وقد اعتبرت انتفاضة خميلنيتسكي (1648–1657)، التي سبقت مازيبا، كارثة كبرى على اليهود في أوكرانيا، حيث تعرّضوا لمجازر جماعية على يد القوزاق الذين اعتبروهم متعاونين مع الإقطاعيين البولنديين.

تحت الحكم الروسي

بعد ضمّ روسيا لأراضٍ من بولندا، أُجبر عدد كبير من اليهود على العيش داخل “منطقة الاستيطان” المخصّصة لهم حيث تعرّضوا للتمييز القانوني، والتجنيد الإجباري، وموجات من البوغروم (الاعتداءات الجماعية)، خصوصًا في القرن التاسع عشر. وكان اليهود غالبًا يعملون كمحصّلي ضرائب ووكلاء للعقارات، مما جعلهم أهدافًا للانتفاضات الفلاحية.

في وقت سابق من القرن السابع عشر، وخاصة في انتفاضة بوهدان خملنيتسكي (1648–1657)، تم ارتكاب مذابح بحق اليهود.

وعلى الرغم من أنّ مازيبا لم يقد هذه المجازر، فإنّ الذاكرة التاريخية للقوزاق كانت مرعبة لليهود. حيث كان مازيبا سياسيًا براغماتيًا ولم يكن معروفًا بعدائه الصريح لليهود. وتشير بعض الأدلة إلى أنه كان متسامحًا مع النشاط الاقتصادي اليهودي نظرًا لأهميته في التجارة والمالية.

لا يظهر مازيبا كثيرًا في النصوص اليهودية التقليدية، لكن فترة القوزاق التي يمثّلها مطبوعة بعمق في الذاكرة اليهودية الجماعية، خاصةً بسبب مذابح خملنيتسكي، ولكن يُنظر إلى مازيبا كخليفة لتقليد القوزاق الذي بدأه خملنيتسكي، ما يجعله أحيانًا جزءًا من سلسلة القادة الذين ترسّخت عنهم مشاعر الخوف لدى اليهود. ويذكره بعض مؤرّخو اليهود كجزء من الديناميات السياسية التي أثرت على حياة اليهود في أوكرانيا، خاصةً بسبب تحالفاته مع روسيا والسويد.

إضاءات

إنّ صورة مازيبا في الأدب اليهودي ضئيلة، غير أنها متأثّرة بشدة بإرث القادة القوزاق السابقين. فلا يظهر مازيبا بشكل بارز في الأدبيات اليهودية، لكن عهده مرتبط بتجربة معقّدة لليهود.

ورغم وجود بعض الأمثلة النادرة لتكامل اليهود في المجتمع القوزاقي (مثل بافلو هيرتسيك الذي كان يهوديًا وخدم في جيش القوزاق)، فإنّ العلاقة كانت في المجمل متوتّرة. وقد وثّقت مزامير مثل مِجِلَّة إيفا (“لفيفة الغضب”) المعاناة اليهودية خلال فترات القتال، رغم أنها سابقة على زمن مازيبا.

مقارنة بين شخصية مازيبا التاريخية والأسطورية كما تناولها اللورد بايرون في قصيدته

الجانب: مازيبا الأسطوري، ومازيبا التاريخي.

الهوية: بطل رومانسي يعاني رحلة على حصان بري، وزعيم سياسي وعسكري.

الخلفية: نبيل متعلّم، وشاب يعاقب على علاقة غير شرعية.

الحدث المركزي: ربط عارٍ على حصان بري كعقاب، وتحوّلات وتحالفات سياسية وهزيمة بولتافا.

الرمزية: الصمود والطبيعة البرية والتحوّل، براغماتية سياسية ورعاية ثقافية.

بايرون

جورج غوردون بايرون أو اللورد بايرون هو شاعر بريطاني وأحد رواد الحركة الرومانسية ، يذكر أنه عند وفاته قد حزن بشدّة ونعاه الشاعر الفرنسي الكبير فيكتور هوجو، كما كتب الاديب الروسي الكبير فيودور ديستوفيسكي في أحد الصحف قائلاً: «كانت البايرونية ظاهرة كبيرة ومقدّسة، تشكّل ضرورة لحياة الشعب الأوروبي، وربما لحياة الإنسانية جمعاء، لقد ظهرت البايرونية في لحظة من الحزن العميق، لحظة الخيبة واليأس، فقد تحطّمت الرموز القديمة، لتظهر في تلك اللحظة عبقرية كبيرة وقوية. شاعر مشوق، أشعاره مرآة لحزن الإنسانية حينذاك بكل تجلّياته، إنها قريحة شعرية جديدة غير متوقعة، قريحة الحزن والانتقام واليأس والأسى، وامتد الفكر البايروني كما النار في الهشيم ليشمل الإنسانية جمعاء ودوّى صداه، بحيث أي عبقرية أو أي قلب نبيل، لم يستطيعا الإفلات من الوهج البايروني…».

ولِـ بايرون مجموعة قصائد بعنوان الألحان العبرانية Hebrew Melodies نشرت في العام 1815 مكونة من ثلاثين قصيدة وقد قام بتلحينها موسيقي يدعى إسحاق ناثان ، وذاع صيتها في تلك الآونة في معظم أنحاء أوروبا حتى وصلت للشاعر الروسي ميخائيل ليرمنتوف والذي قام بترجمتها إلى الروسية.

ويعرف عنه أنه كان من الطائفة الإنجيلية البروتستانتية، وقد ساهمت البروتستانتيّة في ظهور حركات مؤيّدة لليهود، وأبرز هذه الحركات كانت “البيوريتانية” (Puritanism) التي ظهرت في بريطانيا في القرن السّادس عشر، واتخذت من التّوراة كتابها الوحيد، الذي كان بالنسبة إلى أفرادها غذاء روحيًّا ودليلًا، وفيلسوفًا وصديقًا. وذهبوا في دعمهم لليهود إلى أقصى الحدود عندما عدُّوا أنّ اللغة العبريّة هي اللغة الوحيدة والأصح لأداء الصّلوات وقراءة التوراة. ومن أبرز رجال هذه الحركة الشّاعر جون ميلتون الذي أوصى بإدخال دراسة العبريّة ضمن المناهج التّعليميّة.

ولم تقتصر الدعوات المتعاطفة مع اليهود على الحركة الدّينيّة بل انتقلت أيضًا إلى ميدان آخر هو الميدان الأدبي والفكري. فأصبح التّغني بالأمجاد اليهوديّة السّمة البارزة في معظم الأعمال الأدبيّة، في الشّعر والأدب والرّسم وحتى في مجال الطبّ والعلم. وتضمّ اللائحة أسماء كثيرة ممن تعودنا أن ندرس آثارهم الأدبيّة والفلسفيّة من دون التطرًق إلى أفكارهم المؤيّدة للصهيونيّة، أبرز هؤلاء مثلاً: الشاعر اللورد بايرون وويليام وردزورث، واسحاق نيوتن، جون لوك وصولًا إلى الروّائي الشّهير والتر سكوت والكاتبة البريطانية جورج إليوت.

مقتطفات من قصيدة بايرون (مازيبا)

«لقد عبرت الغابة، وكان الوقت بعد الظهر،

لكن الهواء كان باردًا رغم يونيو؛

أو ربما جمدت عروقي-

الصبر الطويل يروّض الجريئين؛

وكنت حينها لست كما أبدو،

بل كجدول شتوي جارٍ،

وكنت قد أرهقت مشاعري

قبل أن أتمكن من عد أسبابها:

وما بين الغضب، الخوف، والغضب،

العذابات التي اعترضت طريقي،

البرد، الجوع، الحزن، العار، الضيق،

هكذا كنت مربوطًا في عُري الطبيعة…»

(المقطع الثالث عشر)

ونقرأ أيضًا:

«ظننت أنني أغرق في الأرض؛

لكنني كنت مربوطًا بإحكام…

ونظرت في وجه الموت مباشرة…».

(المقطع الثالث عشر)

رمزية الحصان في التراث اليهودي وفي قصيدة مازيبا

يرمز الحصان في التراث اليهودي إلى قوة وجمال وقدرة عسكرية، لكنه يرتبط أيضًا بالغرور والوحشية وعدم الاعتماد على القوّة المادية بدلاً من التدخّل الإلهي. تمثّل قصة خروج بني إسرائيل من مصر وتدمير فرسان فرعون هذا التناقض، حيث تُظهر انتصار الله على القوة الأرضية. هذه الرمزية تولّد موقفًا نفسيًا من الحذر والشكّ تّجاه القوة الدنيوية والعسكرية، مع التركيز على الإيمان والتواضع والصمود.

ويمثّل الحصان البري في أسطورة مازيبا قوة خارجة عن السيطرة تسبب المعاناة والإذلال. هنا تتناغم هذه الصورة مع التجربة التاريخية اليهودية من المنفى والاضطهاد والصدمة.

يشبه الارتباط بالحيوان البرّي الحالة النفسية للشعور بالارتباط بقوى معادية خارجة عن السيطرة. وتتوافق هذه الرمزية مع الذاكرة الجمعية اليهودية التي تبرز الصمود رغم المعاناة، وتجسّد التوتر بين الضحية والناجي.

متلازمة مازيبا: المفهوم النفسي

متلازمة مازيبا هي مفهوم نفسي مجازي مستوحى من أسطورة مازيبا.

وتصف حالة من:

– تحمّل صدمة أو عقاب هائل وغير قابل للسيطرة.

– الشعور بالارتباط أو الأَسر بقوى خارجية.

– التحوّل وتشكيل الهوية عبر المعاناة.

تبرز هذه المتلازمة التوتر بين العجز والصمود البطولي، والصدمة والنمو. تُقارن أحيانًا بمفاهيم نفسية أخرى مثل عقدة أوديب، لكنها تركّز على الصدمة والضحية بدلًا من الديناميات العائلية الجنسية.

قد يستوعب الأشخاص الذين يعانون من متلازمة مازيبا حالة الضحية كآلية دفاعية، مما يبرّر هويتهم ويطور صمودهم. و ترمز صورة رحلة مازيبا على الحصان إلى رحلة نفسية عبر الفوضى والصدمة نحو الإدراك الذاتي والتحوّل.

تطبيق متلازمة مازيبا على الحالة النفسية اليهودية

تجسّد التجربة اليهودية، وخاصة الهولوكوست، الظروف التي تصفها متلازمة مازيبا. وتشبه الصدمة الجماعية من الاضطهاد المنهجي والإبادة والمنفى المحنة التي تعرّض لها مازيبا. حيث يعاني الناجون وأحفادهم من اضطراب ما بعد الصدمة المعقد، بما في ذلك الكوابيس، واضطرابات تنظيم العاطفة، والضيق المستمرّ، مما يعكس الصدمة المستمرة.

تجسّد المتلازمة التوتّر بين هوية الضحية والناجي، مما يعزز المرونة مع الاعتراف بالندوب النفسية. ويرمز الارتباط بالقوى المعادية إلى تجربة اليهود مع الاضطهاد والمنفى، مما يشكّل الذاكرة الجمعية والهوية. يساعد هذا الإطار الرمزي في تفسير المواقف النفسية المعقدة تجاه السلطة والبقاء.

وعلى الرغم من عدم تخصيصه لليهود، يقدّم العلاج النفسي بمساعدة الخيول وسيلة علاجية غير لفظية تساعد الناجين من الصدمات على تنظيم العواطف والشفاء. تتناغم حساسية الخيول للحالة العاطفية البشرية مع القوة الرمزية لحصان مازيبا كوسيلة للتحول والتعافي.

متلازمة مازيبا في ضوء التحليل النفسي الفرنسي

منظور عالم النفس الفرنسي چاك لاكان:

يركّز لاكان على أنّ اللاشعور مبني على اللغة والرموز التي تشكل الهوية النفسية. في متلازمة مازيبا، يمثّل الارتباط القسري بقوى خارجة عن السيطرة رمزًا لغويًا يعبّر عن صدمة تعيد تشكيل الذات. رحلة مازيبا على الحصان هي “رحلة رمزية” تعبر عن تحوّل الهوية عبر الألم. اللغة والأسطورة تعمل كأدوات لفهم وتحويل الصدمة إلى معنى، مما يسمح بالتحرر النفسي التدريجي.

منظور عالمة النفس جوليا كريستيفا:

تصف كريستيفا “الغرائزية” كحالة نفور ورفض تهدًد الهوية. متلازمة مازيبا تمثل تجربة غرائزية من الطرد والعراء النفسي والصدمة، تؤدي إلى تمزق نفسي لكنه يفتح الباب لإعادة بناء الهوية. فاللغة والأدب وسيلتان للتعبير والشفاء، متوافقان مع تحويل أسطورة مازيبا إلى رمز نفسي.

منظور رولان بارت:

يرى بارت أنّ أسطورة مازيبا نص أسطوري يبني معنى نفسيًا للصدمة والتحوّل. المتلازمة تشفير رمزي لصراع نفسي، والنص يسمح للفرد بإعادة تشكيل هويته النفسية عبر التفاعل مع الأسطورة، ما يجعل المتلازمة أداة ديناميكية لفهم الصدمة والهوية.

تُثري هذه الأطر النظرية الفرنسية فهمنا لمتلازمة مازيبا، حيث لا تقتصر على وصف حالة الصدمة فقط، بل توضّح كيف تتحوّل هذه الصدمة إلى رحلة رمزية وبنيوية للهوية النفسية عبر اللغة والأسطورة. هذا التكامل بين التحليل النفسي الأدبي والرمزية الثقافية يعمق فهمنا لتجارب الصدمة والتحوّل، لاسيما في سياقات مثل التجربة اليهودية التي تتّسم بالتاريخ المعقد من المعاناة والمرونة.

أسباب ارتباط متلازمة مازيبا بالحالة النفسية اليهودية

– الصلة بالحالة اليهودية.

– تجربة الصدمة.

– الهولوكوست والاضطهاد كصدمة هائلة غير قابلة للسيطرة تشبه محنة مازيبا.

– اضطراب ما بعد الصدمة المعقّد.

– أعراض الناجين وأحفادهم تعكس حالة الصدمة والصمود في متلازمة مازيبا.

– الضحية والمرونة.

– الهوية المزدوجة للضحية والناجي تعكس توتر المتلازمة بين العجز والتحوّل.

– الارتباط الرمزي.

– الشعور بالارتباط بقوى معادية يعكس تقييد مازيبا بالحيوان البري.

التأثير النفسي لرمزية الحصان على اليهود:

– الرمزية التوراتية.

– الحصان رمز للقوة والجمال والوحشية، موقف مزدوج تجاه القوة الدنيوية.

– استعارة الصدمة التاريخية.

– الحصان كرمز لقوى معادية خارجة عن السيطرة تعكس تجارب الاضطهاد والمنفى.

– سرديات الناجين من الهولوكوست.

– ارتباط رمزي وعلاجي مع الخيول يعكس الصدمة والشفاء.

– العلاج النفسي بالصداقة مع الخيول (يوفّر العلاج غير اللفظي شفائية للناجين من الصدمات، بما في ذلك اليهود)

الخاتمة

تقدّم شخصية مازيبا ورمزية الحصان إطارًا غنيًا لفهم الصدمة، الصمود، وتشكيل الهوية. متلازمة مازيبا النفسية استعارة قوية لتجارب اليهود من المعاناة والمرونة، خاصة في سياق الصدمات الجماعية مثل الهولوكوست.

دمج التاريخ، والأدب، والرمزية الدينية اليهودية، وعلم نفس الصدمة، يوضّح كيف تتداخل الأسطورة والتاريخ لتشكيل استجابات إنسانية معقدة.


المراجع والمصادر:

الكتب والدراسات التاريخية
– أنتوني بولونسكي، **اليهود في بولندا وروسيا** (The Jews in Poland and Russia)، ثلاثة مجلدات، نشر أول مجلد عام 2010، مطبعة جامعة ليتوانيا/لترمان، لندن[2].

– سيرهي بلوخي، **القوزاق والدين في
> أوكرانيا الحديثة المبكرة** (Cossacks and
> Religion in Early Modern Ukraine)، مطبعة جامعة أكسفورد، 2001

– في. جي. كيلنر وبي. بينكوس، **اليهودي في
> المخيلة الروسية** (The Jew in the Russian Imagination)، مطبعة جامعة واشنطن، 2013

– مارينا فرولوفا-ووكر، **الموسيقى الروسية والقومية: من غلينكا إلى ستالين** (Russian Music and Nationalism: from Glinka to Stalin)، مطبعة جامعة ييل، 2007

– روث هاكوهين، **الافتراءات الموسيقية
ضد اليهود** (The Music Libel Against the Jews)، مطبعة جامعة ييل، 2011

النصوص الأدبية والفنية
– اللورد جورج غوردون بايرون، **مازيبا: قصيدة** (Mazeppa: A Poem)، نُشرت لأول مرة عام 1819

– ألكسندر بوشكين، **بولتافا** (Poltava)، 1829،  (قصيدة ملحمية روسية، مصدر أوبرا مازيبا).

– بيتر إليتش تشايكوفسكي، **أوبرا  مازيبا** (Mazeppa)، أُلفت بين 1881 و1883، العرض الأول 1884

– اللورد بايرون، **الألحان العبرانية** (Hebrew Melodies)، 1815

الدراسات النفسية والعلاجية

– دراسات الهولوكوست والصدمة، “اضطراب ما بعد الصدمة المعقد لدى الناجين والذريات”، منشورات متخصصة في علم النفس الإكلينيكي، 2015 وما بعدها.

– جامعة كنتاكي الشرقية، “العلاج النفسي بمساعدة الخيول والشفاء من الصدمة”، 2019

– الجمعية البريطانية لعلم النفس، “المحاربون القدامى، الخيول، وإعادة اكتشاف ‘مع'”، 2021

الدراسات النظرية الفرنسية

–  جيلبرت دوراند، **أنثروبولوجيا الخيال** (Anthropologie de l’imaginaire)، 1960، طبعات  لاحقة عديدة (أبرزها طبعة Dunod 1992)

– جاك لاكان، **كتابات مختارة** (Écrits)، 1966

– جوليا كريستيفا، **قوى الرعب: مقالة في الغرائزية** (Pouvoirs de l’horreur: Essai sur l’abjection)، 1980

– رولان بارت، **أسطوريات** (Mythologies)، 1957

مقالات وأبحاث حديثة

– سانتيلي، باتريك، “متلازمة مازيبا والتفسيرات التحليلية النفسية”، منشور على LinkedIn، 2023

– بندرسكا، يوليا، “رمزية الحصان البري في مازيبا”، 2023

مصادر إلكترونية وموسوعية

– موسوعة بريتانيكا، “إيفان مازيبا”، مقالة إلكترونية، تحديث 2024

– متحف المتروبوليتان للفنون، “الرومانسية ومازيبا”، مقالة إلكترونية، 2020

– Jewish Currents، “الحصان في النصوص الدينية اليهودية”، 2022.

إعلان

اترك تعليقا