ما وراء الأوهام: إيريك فروم.
ألم يشرد ذهنك من قبل متسائلًا، لماذا نحن كبشر نحب الجنس؟ ولماذا نقتل، ونسرق، ونكذب، ونخون؟ ما الذي يدفع فتاةً ذاتَ جمالٍ يرقُّ له السيفُ أنْ تنتحر؟ لماذا تندلع الحروب؟ ماذا عن المُثُل العليا، هل هي مجردُ وهم؟ هل نحن مرضى نفسيُّون؟أم إنه عدمُ اتزانٍ روحي، ونفسي؟ كل هذا دفع إيريك فروم للكتابة.
نشأ إيريك فروم في أسرةٍ يهوديةٍ متدينة وفي جوٍّ يسوده ويحثُّه على حل كثير من تلك الأسئلة المطروحة مسبقًا في عقله، وهو مجردُ طفل، فأخذ يتساءل عن العديد من الدوافع البشرية، ولم البشر يفعلون هذا أو ذاك؟ وما سبب انتحار فتاةٍ جميلة كانت صديقةً للعائلة في وقتها؟ وأخذ يتساءل أيضًا عن سبب الحرب العالمية الأولى والثانية، ما دامت كل الدول تريد السلام فلماذا الحرب إذن؟ وغيرها من الأسئلة التي كوّنت في ذهنِ فروم مخزونًا من التساؤلات عن سبب الدوافع البشرية ثم بدا يشب على كتب “كارل ماركس” و “سيجموند فرويد “، وبدا يلاحظ الترابط والأرضية المشتركة بينهم. رغم أن ماركس رجلٌ سياسي أو اقتصادي، وفرويد عالمُ نفس، فماذا يمكن أن يجمعهم ؟.
بدا إيريك فروم يبين لنا ما الأرضية المشتركة بينهم والتي أُلخِّصها لكم في عدة نقاط:
1- ملاحظة أن الناس يعيشون في وهم، ألا وهو السعي وراء المُثُل العُليا التي لا وجود لها بين الحروب والشرور التي تسود العالم، واتفقوا على تغيير تلك الأوهام، بتغيير المجتمع وبالتالي يتغيّر الناس.
2-وأخذوا من التنبيه والتوعية نوعًا من العلاج للتخلص من وهم المُثُل العُليا، وأن الواقع ليس مسالمًا حيالنا، وبدا بنشر الوعي بين الناس ليغير المجتمع ومن ثم البيئة التي ينشأ فيها الناس.
3- و اشتركوا في نزعاتهم الإنسانية حيث بدأ الإنسان بالاعتداء على أخيه الإنسان. فالإنسان هو محورُ كل شيء، وإن الأرض والعالم الذي نعيش فيه سُخِّر للإنسان وليس العكس. كما أن الإنسان هو محور كل شيء، فلولاه لما وجدت الحضارات، والتاريخ، والدول، والمدن، والمجتمعات، والعادات، والتقاليد، والأعراف التي تجعل منه إنسانًا، وتحتّم عليه الكثير من الموروثات. ويطرحُ هنا السؤال نفسه، هو أنه كيف كان إنسانًا قبلها، وهل هي التي جعلته إنسانًا؟
4-الواقعية، فقد لاحظت من خلال قراءتي لهذا الكتاب ما مدى اهتمامهم بالواقع، ورفضهم للمُثُل العُليا التي لا تمثّل سوى الصبر للضعفاء.
ومن ثم أخذ كلٌ من ماركس، وفرويد بإبداع الحكم على تلك الظروف التي تمر على البشر وتشكل دوافعهم فقسّموا الأحكام على أنّها:
1- حكمٌ مبنيٌّ على التاريخ، أو الماضي.
2- حكمٌ مبني على ماذا يفعل؟ والأقوال، والأفعال التي تعبّر عما سيكون. (استنتاجًا من الكاتب).
وبدا عرض إيريك فروم سردًا لاعتقادات الفلاسفة والعلماء بوجود الدوافع البشرية، هل هي فطرية أم مكتسبة؟ أم شكّلها المجتمع فينا؟ أم أنها تجمع بين هذا وذاك؟ وأخذ يشرح لنا كيف أن الإنسان عبارة عن نتائجَ مجتمعية، وعاداتٍ وتقاليدٍ ودينٍ..إلخ، وأن الإنسان يصنع التاريخ، والتاريخ أيضًا يصنعه. فماركس رأى بأن الإنسان ناتج من صفاتٍ قد رسخها إنسان غيره عبر التاريخ؛ المتعارف عليها باسم الأعراف والتقاليد. وكيف أنها أصبحت تمثل دوافعه، وأفكاره، وشخصيته.
أما فرويد فقد ذهب إلى أن الإنسان آلةٌ وتحركه طاقة جنسيّة تربطه بكلِ شيءٍ حوله، وتلك الطاقة التي تحركه تسمى “الليبيدو” و “مبدأ اللذة”، وتلك المبادئ التي وضعها الإنسان ويطورها، ويبني من خلالها الحضارات والمجتمعات، وبالتالي نحن الذين صنعنا الجهل، والفقر، والطبقات، وقمنا بالحروب ولم نكتفِ بذلك، بل ورّثنا تلك الدوافع والمبادئ التي تحركنا إلى الأحفاد جيلًا بعد جيل، ويزداد الموروث من فقر وبؤس وشرٍ وحروب إلى آخره. وتزداد في أنفسنا درجة الموروث كلما زدنا ارتباطًا بالمجتمع وموروثاته.
ولذلك رأى ماركس أن الإشباع المادي “الطمع” هو المحرك الأساسي وراء البحث، والوصول، والحروب.
كما رأى فرويد أن الجنس هو الذي يقوم بتلك المهمة، كما رأى بأن تلك الدوافع قد تكون متناقضةً بين دوافعه للحصول على اللذة فلا يهمه إن كانت ستقضي عليه وعلى حياته، أم لا. ودوافعه التي تسعى لتبقيه على قيد الحياة ليستمتع أكثر بملذات الحياة.
فلاحظ كل من ماركس وفرويد بأن المادة هي التي يسعى إليها الإنسان سواءً أكان الدافع الطمع، أو الجنس. وبالتالي إن غُيّرت، ستكون قادرةً على تغير الناس وراءها، ولا يعني هنا بالمادة أنه الشيء الجامد الأصم، بل تحلّ في حيز الموروثات، والعادات، والتقاليد. فكانت رحلاتهم بتغيير المادة والتي يهدفون فيها إلى تغيير المجتمع الذي يسعى وراءها بالتالي التطوير من مفاهيم الناس،لكي يطورهم . وقد وضعوا مفهومًا عن الإنسان المتطور: (أن الإنسان المتطور ليس من يملك الكثير، بل إنه الذي يكوّن الكثير)، ويمثل هذا عملية حثٍّ على العمل، وليس فقط التطلع إلى المُثُل العُليا ونحن واقفون مكتوفي الأيدي.
فهل يمكن أن تكون دوافعهم أمراضًا نفسية، أم عدم اتزانٍ النفس ودوافعها؟ فأخذ لكليهما يشرح مفهومه عن السعادة وعن المرض النفسي أيضًا. فقال ماركس أن الاغتراب هو السبب لما هو حادث في المجتمع وهذا الاغتراب الذي يعني خروج النفس عن ذاتها، والكفاح في العمل حتى يطور من ذاته. أو بمفهومٍ بسيط؛ أن يفرّغ طاقته في العمل حتى يفعل شيئًا يعود عليه بالنفع. ولكن في ظل الأنظمة الرأسمالية كان النفع يعود على أصحاب رأس المال من الطبقة البرجوازية. وبالتالي يعود على العمال بالفقر، وإهدار الطاقة. وكان الاغتراب عنده سلاحًا ذو حدَّين؛ فهو يمثّل مرضًا نفسيًا حين يكون ذلك الاغتراب منحةً لأصحاب نظام رأس المال؛ فهو يصب في مصلحةِ صاحب المال. أما في نظام الشيوعية فهو يصب في مصلحةِ العامل والكلّ أيضًا.
أمّا رأيُ فرويد عن الأمراض النفسية التي قد تمثّل دوافعه، وتفسيرًا لأفعاله، فقد رأى أن الإسقاط قد يمثّل دافعًا؛ حيث يُسقط الفرد كل أعباءه على المجتمع، وبالتالي يؤثر في المجتمع، فيعود عليه بالضرر. ونظل هكذا في دائرةٍ مغلقة.
ويعبران عن تأثير المجتمع فينا قائلًا: (ما دام الطفل متصلًا بالعالم الخارجي في ذاته، فإنه مازال جزءًا من العالم نفسه، وعندما يعي الإنسان ذاته يصبح غريبًا عن العالم). أو بمفهومٍ أبسط؛ أن الطفل يظلّ تحت الإنشاء من قِبَل مجتمعه، حتى يعرف نفسه فينفصلَ عن العالم، ويصبح غريبًا عنه.
وحملت مفاهيم السعادة أيضًا عند فرويد عدمَ التفرقة بين ال “أنا” وال “هو” أي بين الرغبات ومطالب الواقع؛ أي أن تكون دائمًا في حالة اتزان بين الذي تريده من المجتمع ومطالبه. كما أشار فرويد إلى أن المرض النفسي “الإسقاط” منشأه وموضعه الأساسي هو الأسرة كبيئةٍ في أضيق حدودها.
أما ماركس فقد أشار إلى المجتمع وبأنه السبب في الاغتراب، وهو مرض العصر في وقتها في ظل النظام الرأسمالي، وكان المجتمع هو السبب مشيرًا إلى البيئة الأكثر توسعًا من فرويد؛ فالمجتمع يشمل الأسرة، والمنظمات، والأيديولوجيات، وكل ما هو داخل دائرة المجتمع.
أما فرويد فقد خص المجتمع، والأسرة على وجه التحديد، بأنها منشأ الإنسان وصفاته، وما يغرز فيه منذ الصغر.
أما بالعودة إلى ماركس فقد وضّح مفاهيم أخرى عن السعادة: “يعتمد الإنسان على نفسه، وعلى عمله، والاستقلال بشعوره وإدراكه
وحواسه عن المجتمع”.أي يكون قليلَ الاحتكاك بالمجتمع وظواهره وطباعه، حتى تكون الطباع الفردية أو بالأحرى الانفصال عن طباع المجتمع يكون سببًا أقوى، ودافعًا أشدّ لتكوين الطباع الفردية في الفرد. وكان حديث ماركس عن اعتماد الفرد على عمله هو حثٌ على المشاركة. والشيوعية ليست فقط أن ننظر إلى المثل العليا -كما أشرنا مسبقًا- ولم تكن الشيوعية مقتصرةً فقط على النواحي الاقتصادية والسياسية، بل إنها توسعت لتشمل معظم نواحي الحياة حيث خرجت منها الشيوعية الجنسيّة وشيوعيّة الجسد، وشيوعية الدين، والكثير من الشيوعيّات الأخرى. فقد تلاقى فرويد وماركس في أن يبتعد الإنسان عن طباع المجتمع وصفاته. واتفقوا على علاقة الفرد بالأخرين، ولكن تختلف طبيعة الارتباط بالآخرين؛ فقد ذهب فرويد إلى أن الارتباط بالآخرين لإشباع الرغبات والوصول إلى السعادة. أما ماركس فكان حسُّه إلى الشيوعية والاشتراكية، وعلاقة الفرد بالأخرين إلى تحقيق النظام الشيوعي والاشتراكي. فكيف أشترك أنا وفردٌ آخر، ولسنا على علاقة؟
وبدأ فصلٌ جديد من فصول الكتاب وهو من أهمِ فصوله، الذي يحتوي عنوانه المضمون. وكان الفصل بعنوان “المجتمع اللاشعوري”، ويبدأ فروم ليبين لنا ما مدى تأثُّرنا بالمجتمع وكيف يحدد لنا ما الذي نشعر به، وما الذي لا نشعر به ونكبته “اللاشعوري”؛ مثالٌ على ذلك المجتمعات الشرقية التي تكبت في الفرد شعوره الجنسي وميولِه وأهوائه الجنسية، وكبت الكثير من المسائل الدينية التي لا يجوز أن تنتقل من منطقة الكبت أو اللاشعوري إلى منطقة الإظهار والشعور. مشيرًا إلى أن المجتمع هو الذي يحدد لنا ما الذي نقضيه وما الذي نخفيه تحت مسمى
العادات والتقاليد والأعراف. فنرى أن المجتمعات الغربية تبدي كل شيءٍ من جنسٍ، وإباحيّة، وقتل، وتنمر، وعنصرية وكل شيء على الملأ. أما في المجتمعات الشرقية فنحن نكبت تلك الأشياء تحت مسمى الأعراف والتقاليد والدين.
شغل مصطلح اللاشعوري فكر فرويد وماركس هو لم يكن من منطلق إبداعهم فقد تحدث عنه اسبينوزا، وآدم سميث، ونيتشه، والكثير غيرهم ولكن هم الذين اهتموا به وعرفوه، وحاولوا التخلص منه فقد أوضحوا أن أسهل الطرق لنقل شيء من اللاشعور إلى الشعور هو معرفه ما الذي يدفعنا لكبت الشعور؛ أي سبب الكبت. والكبت هو كتمان الشعور، وتخزينه، وليس عدم الشعور بأنه لاشعور. ويعرف فرويد أنه كلما زاد
التمدُّن زاد معه الكبتث. كما أنه كلما التزمتَ بقواعد المدينة أو المجتمع الذي تعيش فيه زدت كبتًا.
وعلى المستوى النفسي فالكبت يسبب العديد من المشاكل النفسية؛ مثل كبت المشاعر، والحقائق، والرغبات، والدوافع، دون المعرفة بأنها مكبوتة يكون سببًا في إخفاء الكثير من الحقائق و عدم تكوين الآراء والميول والتحيز. وكان رأي فرويد باختصار، أن ذاتية الانسان تتأثر بعوامل موضعية من غير علمه وإدراكه؛ فهو يتأثر بالشعور في حيز اللاشعور؛ أي أنه يتم التأثير عليه من خلال المجتمع وهو لا يشعر بذلك التأثير. وتؤثر تلك العوامل الموضوعية على تفكيره وحسه، وعمله وتسبب له الكثير من المشاكل التي تسببها الأمراض النفسية عامةً، وهذه الرغبات المكبوتة تستطيع أن تتحكم بنا عوضًا عن تحكمنا بها. فحث فرويد على نقل اللاشعور إلى حيز الشعور فيوسع من دائرة شعور الإنسان، وبالتالي يجعله سعيدًا أكثر وهنا نرى ارتباطَ السعادة بالصحة النفسية، ويعود ذلك ايضًا بالتأثير على الدوافع النفسية كما يقول ماركس في ذلك: “إنه من الهراء أن الإنسان يستطيع أن يرضي شهواته وهو بمعزل عن بقيه الأهواء والشهوات”. وإن دل هذا القول على شيء، فإنه يدل على ترابط الأهواء والشهوات. وبالتالي ترابط النتائج والمشكلات.
وفي حقيقة الأمر، اعترف ماركس أن الشعور ليس هو المؤثر في الحياة بل الحياة هي المؤثرة في ذلك الشعور والوعي به. ويشير إلى مدى أهمية اللغة للتعبير عن الشعور والوعي؛ حثًا على زيادة الوعي والشعور؛ لأن مجرد التعبير عن اللاشعور يمثل في حد ذاته شعورًا باللاشعور. كما أشار إلى التناقض بين الوعي والحياة أو التفكير والوجود.
وفي نهاية المقال أود أن أشير إلى نجاح ماركس وفرويد في هدفهما وهو تغير المجتمع، لكن فكر فرويد عن الجنس والدوافع الجنسية، لم يكن بالشيء الجديد الفريدمن نوعه بل اتخذ أبسط الطرق لتغيير المجتمع وهي الاعتراف بما هو منادًى به فقد كانت أصوات المجتمع الغربي في ذلك الوقت تدعو إلى إظهار الجنس كشيء طبيعي في حياة الإنسان. ولم يكن فرويد سوى معبّر عن شيء أراده عصره فهو لم يُكن أيدلوجية جديدة أو منظمة جديدة، بل صاغ ما أرادته المجتمعات بشكلٍ فكري، والفرق بين ماركس وفرويد في تحقيق الهدف هو الفرق بين التسويغ والأيديولوجيا فماركس أنشأ أيديولوجية جديدة وهي الشيوعيّة التي كانت مخالفةَ ومعاديةً للرأسمالية المنتشرة في عصره. أما فرويد فذاع بعدم كبت ما نريده، وما نشعر به، وهو ما كان ينادي به في عصره؛ ففرويد أخذ أبسط الطرق لتحقيق تغيير المجتمع، وهو مساعدة المجتمع في إظهار صوته. أما ماركس فلم يكن يهمه أنه يسير مع التيار بل أن يُكون تيارًا آخر ومع ذلك اعترف إيريك فروم بسعة علم فرويد في التحليل النفسي رغم تشديد النقد على فرويد. كما احتجَّ على فوضوية الثورة الشيوعية وكيف كان أتباعها وصوليين.
في نهاية الأمر نستنتج من ذلك أن كل فردٍ فينا ما هو إلا تكوين المجتمع سواءً على المستوى الضيق؛ وهي الأسرة، أو المصطلح الأوسع وهو الانفتاح على المجتمع، فكلما كنت أكثر انفتاحاً على مجتمعك كلما تأثرت بما فيه من عادات وتقاليد وهذا لا يعني أنه لا يوجد أناسٌ مختلفون عن الواقع أو المجتمع. فإنه يوجد وبكثرة وهؤلاء هم الذين يعون ذاتهم، ولم ينغمسوا في تيار مجتمعهم. بل كانت لهم الأفضلية أن يعرفوا ذاتهم ويعرفوا شخصيتهم، ووعيهم. وتدليلًا على ذلك فإن الفرد ينشأ في المجتمعات الشرقية ذو العادات والتقاليد التي تختلف عن الذي ينشأ في المجتمعات الغربية؛ لأنها لا تعتمد على نفسية الإنسان بشكلٍ كبير بل على المجتمع الناشئ فيه. فالإنسان قبل أن يعي ذاته ويبدأ بإدراك ما يدور حوله يؤثر المجتمع فيه منذ الطفولة وهو لا حول ولا قوة له ليرفض شيئًا أو يوافق عليه فهو الأرض التي ترغس فيها نوع الزرع المراد دون احتجاجاها. فتختار دائمًا من تختلط بهم؛ لأنهم يغرسون فيك أشياء وأنت لا تشعر في تدخل في الحيز اللاشعوري بالشعور. ولكن دائمًا مصدر الحقائق اللتفاف بالعين الحقيقة حولك.
ليس من الممتع أن تعاكس التيار لتكون مختلفًا، فقد عبر فرويد عن ذلك التيار و كان به منفردًا. فقط افعل ما تراه صوابًا ومفيدًا للآخرين. لا تسعى وراء المادة فإنها دائمًا متغيرة للمسات الآخرين عليها، بل اسعى أن تعي ذاتك ومن حولك، فمن لم يعرف ما يدور حوله لا يعرف ذاته. ونحن متصلون اتصالاً وثيقًا بالمجتمع فلا تحاول أن تتعمق فيه أكثر فتكون مسخًا لبقية الأفراد في المجتمع ولا تنفصل انفصالاً تامًا عنه، فتصاب بالجنون. وإذا أردت أن تبلغ السماء العليا فجهز الأرض المتدنية. فإذا أردت شيئًا فلتعدَّ لنقيضه جيدًا.