ما هي الكاريزما ؟ وما صفات الشخص الكاريزمي؟

يتردد على أسماعنا كثيرا مصطلح الكاريزما ، وقد لا يعرف الكثيرون ما المقصود تحديدًا بالكاريزما وما هي صفات الشخص الذي يتمتع بها.

تعريف الكاريزما:

في جنازة الزعيم جمال عبد الناصر خرج ملايين المشيعيين يتابعون جنازته ويشيعون جثمانه في حالة من الحزن الشديد لفقد الزعيم الراحل.
عندما توفي المطرب عبد الحليم حافظ بكته كثيرٌ من النساء؛ حتى أنّ بعضهن فضلن الانتحار لشدة تأثرهن بفقد المطرب الذي كان فتى أحلام معظمهن.
المهاتما غاندي، ألبرت أينشتاين، صدام حسين، أم كلثوم، كل هذه الشخصيات وغيرها كانت تحظى بشعبية كبيرة واهتمام كبير بأخبارهم وتصرفاتهم، وبرغم اختلاف تخصصاتهم، إلا أن هذا لم يمنع أن يلتف الناس حولهم وأن يكون لهم تأثير كبير على قاعدة عريضة من المتابعين؛ إذ كانت لهم كاريزما خاصة.

في الحقيقة، يختلف تعريف الكاريزما من شخصٍ لآخر؛ فكل شخص له منظوره الخاص لكلمة كاريزما. حتى أنّ المتخصصين أنفسهم اختلفوا في تعريف الكلمة.
فقال بعضهم أنها كلمة يونانية الأصل تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، وقال آخرون أنها الهيبة والتأثير، والبعض الآخر عرفها بأنها سلطة فوق العادة. وعرفت الكاريزما لدى البعض بأنها صفة استثنائية تجعل الفرد له قدرات غير عادية في التأثير على الآخرين. ويمكن أن نعطي للكاريزما تعريفاً مختصراً ومعبراً وهو أنها الحضور الطاغي.

الكاريزما المؤقتة:

يتمتع بعض الأفراد بالكاريزما لفترة معينة من الزمن، ويرجع هذا لعدة أسباب كالتالي:
فقد يتمتع صاحب المنصب -كالوزير أو مدير إحدى الشركات- بكاريزما خاصة لدى العاملين لديه بحكم منصبه، ولكن نظراً لأنها كاريزما غير حقيقة فهي تزول بزوال المنصب. وهناك من يتمتعون بالكاريزما لشهرتهم كبعض الفنانات ولكن الكاريزما تزول عنهم بعد تقدمهم في العمر.
وآخرون لهم كاريزما بسبب ثرائهم، أو قربهم من صاحب نفوذ، أو لأناقتهم، وغيرها من الأسباب المؤقتة التي تزول الكاريزما بزوالها.

إذن فالكاريزما الحقيقة هي التي تكون نابعة من الشخصية نفسها وليست نتيجة عوامل خارجية أو أشياء مضافة. وبالتالي فالكاريزما الحقيقة لا تزول عن الإنسان بتغير الظروف.

إعلان

الفرق بين المدير والزعيم والقائد:

بعد أن تعرفنا على معنى الكاريزما وخصائصها، يبقى السؤال هل كل من يتمتع بالكاريزما يصلح أن يكون قائداً، ويدفعنا هذا السؤال لنطرح سؤالاً آخر؛ “من هو القائد وما الفرق بينه وبين الزعيم والمدير؟”
وللإجابة عن هذا السؤال فعلينا أن نتطرق إلى تعريف كلٍّ منهم:

1- المدير:

يظن العديد من الناس أنّ كل من يصل لمنصب مدير لابد وأن تكون له كاريزما خاصة، ولكن في الواقع هذا الاعتقاد ليس صحيحاً.

فالمدير هو موظف يقوم بمهام الإدارة وقد وصل لمنصبه غالباً نتيجة للتدرج الوظيفي المتبع في مكان عمله، وليس بالضرورة أن تكون له كاريزما خاصة.

إذن فالمدير هو الشخص الذي يقوم بإصدار الأوامر والتوجيهات والتوصيات لمرؤوسيه؛ فاهتمام المدير الأول هو المهام المطلوب تنفيذها وكيفية إنجازها عن طريق الموارد البشرية المتاحة له.

ولكي يكون المدير ذو كاريزما فيجب أن يتمتع ببعض الصفات التي تجعل منه شخصا كاريزمياً وليس موظفاً يؤدي عمله ومن هذه الصفات:

  • الحكمة
  • التواصل
  • المرونة
  • الكياسة
  • تقبل وجهات النظر المختلفة
  • التعاون
  • الاهتمام بمرؤوسيه والحرص على تنمية مهاراتهم وغيرها من الصفات المميزة

2- الزعيم:

يعتقد الكثيرون أنه لا يوجد فرق بين مصطلح الزعيم والقائد، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ أيضاً.

فالزعيم ليس بالضرورة أن يكون صاحب سلطة، ولا أن يكون متواجداً. فعلى سبيل المثال،  كان نيلسون مانديلا واحداً من أشهر الزعماء بالرغم من أنه كان سجيناً لفترة تزيد عن سبعة وعشرين عاما.

والزعيم في أغلب الأحيان لا يهتم بمظهره ولا ثروته،  لأن البطل في حياة الزعيم هي الفكرة أو الكلمة التي يدافع عنها وليس الشخص نفسه.

والزعيم صاحب الكاريزما يتميز بامتلاكه لموهبة أو وسيلة  تساعده  فيت فكرته لجماهيره؛  كالخطابة و الكتابة والشعر وغيرها من الوسائل.

ويتميز الزعيم صاحب الكاريزما بعدة صفات منها الذكاء والبساطة والمثابرة والشجاعة وغيرها من الصفات.

3- القائد:

القيادة ليست بالأمر الهيِّن، ولا يستطيع أيُّ من كان أن يكون قائداً. فليس كل مدير أو صاحب عمل قائد.
والفرق بين المدير والقائد أنه إن كان الإهتمام الأول للمدير هو تنفيذ المهام بواسطة مرؤوسيه، فإن اهتمام القائد الأول هو من يقوم بتنفيذ المهام؛ إذ أنه يقود الأفراد لإنجاز المهام.

والقائد بعكس الزعيم يجب أن يكون متواجداً مع فريقه لِيقودهم ويرشدهم ويوجههم.

ولكي يستطيع القائد تنفيذ دوره، فلا بد أن يتمتع ببعض الصفات الأساسية التالية:

قد يعجبك أيضًا

1- الرؤية: الكاريزما تكون له رؤية واضحة، فهو يرى وجهته بشكل منطقي ويستطيع أن يرسم الطريق ويحدد الخطوات التي تقوده لهدفه.

2-القدرة على اتخاذ القرار: وليس فقط القدرة على اتخاذ القرار، ولكن أن يكون هذا القرار في الوقت المناسب لأن التأخر في اتخاذ القرار قد تكون عواقبه وخيمة.

3- إدارة الأزمات: القائد الكاريزمي  دائما ما يكون لديه خطة بديلة ورؤية شاملة تمكنه من التصرف السليم خلال الأزمات والمشكلات.
4- الثبات وعدم التردد: يتعرض القائد في تنفيذ مهامه للعديد من الضغوطات والمتغيرات التي قد تؤثر على خطته، فإذا كان القائد متردداً وليس عنده ثبات وإصرار فيمكن للعمل كله أن ينهار ويبتعد عن مساره.

ويتضح مما عرضناه أنّ الكاريزما لا تتوفر في جميع الأشخاص وليس كل من يشغل منصباً ما يكون صاحب كاريزما .

وفي واقع الأمر فالمجتمع بحاجة إلى المدير الكاريزمي والزعيم الكاريزمي والقائد الكاريزمي، فهم أقدر من غيرهم على القيام بأدوارهم وتحقيق الأهداف المرجوة.

نرشح لك: الكاريزما هبة أم يمكن التدرّب عليها

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: سمر السيد حمزة

تدقيق لغوي: راما ياسين المقوسي

اترك تعليقا