ما الذي تقوله أسوأ أفكارك عنك؟
إنها تقول أننا أسوأ أعدائنا، تذكر مثلا كل تلك المرات التي نعت نفسك فيها بالغبي، أو قلت لها علي أن أكون أقل وزنا، أو غلبك ذلك الشعور بأن لا أحد يحبك، بغض النظر إن كان لديك دليل على صحته أو لا. هذا ما يحدث طوال الوقت. يمكن أيضا للأفكار أن تصبح عادة سيئة خاصة السلبية منها، يمكن أن تكون خطيرة لأنها غالبا ما تبدو شيئا عاديا وحسب. لكن لا يهم كم تبدو لك بهذه البراءة إن كان يمكنها أن تقلب حياتك بالكامل إلى عواصف ضبابية حتى بدون أن تعرف أي حظ سيء جعل الأمور تسير بهذا الشكل.
لذلك دعونا نتعمق في الأنواع الخمسة الأكثر تخريبا للعقل وطرق إبعادهم إلى الأبد من طريقك، آملين أن يكون ذلك مصدرًا للطاقة الإيجابية لك اليوم.
لو كان عقلك مشغولا دائما بأفكار مثل:
لماذا يحدث هذا معي دائما”؟“
لا يفترض أن تكون الحياة بهذه الصعوبة”.“
لدي أسوأ حظ في العالم”.“
العالم كله يقف ضدي اليوم”.“
لو تم طردك من العمل، أو خدعك حبيبك، أو أساء النادل في ستاربكس معاملتك ولم يقدم لك ما طلبته بالضبط. فإنك تبدأ في التساؤل: هل يعاندني العالم? لكن هل فكرت ماذا فعلت أنت لتجعل مديرك يقوم بطردك، أو ماذا كان عليك أن تفعل لتحافظ على علاقاتك، وفوق هذا كله هل فكرت ماذا يمكن أن يكون النادل في ستاربكس قد مر به خلال يومه فجعله يخطأ طلبك.. لا لم تفكر، إنك بريء تماما والحياة هي الوقحة أليس كذلك؟.. إننا غير مبرئين بالكامل في هذا كله يا عزيزي، من الطبيعي أن تشعر أحيانا بقلة الحيلة وقلة الحظ، لكن بينما تقوم بتفسير أي موقف سلبي يحدث لك تتجاهل أول ما تتجاهل مسؤوليك في حدوثه، وبدلًا من أن تفسر ذلك على أنه جزء طبيعي من الحياة وتحدياتها فإنك تعتقد أن ذلك يحدث لخطأ فيك أنت وفي مديرك وفي حبيبك السابق وفي حياتك عموما. لكن خذ في اعتبارك أن الحياة ليست بهذه البساطة التي تظنها، وأن مسؤوليتك فيما يحدث لك بها أكبر مما تظن.
لو كان عقلك مشغولا دائما بأفكار مثل:
“لا شيء يسير كما خططت له”.
“حياتي في فوضى دائمة”.
يبدو أنك مخطط صارم وتجد صعوبة في ترك الأمور تسير كما هو مقدر لها أن تسير, إن حياتنا خارج السيطرة بطبيعتها في بعض الأحيان.. الأمور تقع هكذا بغير ترتيب, إنه جزء من طبيعة الحياة وأفضل ما نقوم به هو أن نكون مستعدين للتعامل مع تقلباتها غير المتوقعة هذه. ومع ذلك الكثير منا يضيع حياته في القلق بشأن أشياء لا يمكننا تغييرها أو التحكم فيها. لو لم تكن في استطاعتك تغيير شخص ما أو موقف, تقبله. وعندما يحدث ما لا تتوقعه, اعلم أنك لا تستطيع التحكم مثلا: في حبيبك أو في الظروف الاقتصادية أو في قلة فرص العمل.. إلخ. ومن ثم فكر فيما تستطيع فعله مثل: البحث عن حبيب جديد أو العودة إلى المدرسة أو بدأ مشروعك الخاص. وضع الخطط أمر جيد, لكن عليك أن تكون على قدر من المرونة في الحياة. لا يهم مدى تمسكك الصارم بخططك لأن الحياة سوف تنتهي بك إلى حيث تريد هي.
لو كان عقلك مشغولا دائما بأفكار مثل:
“لا أريد أن أزعج أحدا”
“أتمنى لو أنني أعجبهم”
“هل أبدو أحمقا؟”
إنك شخص حريص على إرضاء الآخرين، لا تضع سعادة الآخرين فقط قبل سعادتك بل إنها قد تكون وسيلتك في الشعور بقيمتك الشخصية. كلنا يريد أن يكون محبوبا, لكن من المهم أن نعرف أننا لا نستطيع أن نرضي الجميع والأهم أن ندرك أن ذلك طبيعي. طوال الطريق حتما سنقابل من لا يحبوننا هكذا وحتى بلا أي سبب على الإطلاق. إنك لو بحثت عن الحب والتقدير عند كل من تقابله فهذا يعني أن تبحث جادا عن الإحباط. يجب أن تعرف قيمتك الحقيقية وأن تقدر نفسك بنفسك، لماذا تطلب من شخص غريب أن يحدد لك قيمتك إن كنت تستطيع أنت أن تفعل ذلك؟
لو كان عقلك مشغولا دائما بأفكار مثل:
“لا بد أن أكون الأفضل”.
.”لا بد أن أخسر بعض الوزن”
“ليس هذا جيدا بما يكفي”.
يبدو أنك شخص يسعى للمثالية، وهذه أكثر الأفكار المسممة من بين كل الأفكار السابقة. إنها تحبسك في سجن عقلي حيث لا يُسمح لك أنت تخطئ.. إن مجرد خطأ واحد ترتكبه يجعلك تعرض نفسك لجلد الذات، وهذا يجعل إكمالك لأي شيء بدأته شاق للغاية، لأن أي خلل في خطتك سيجعلك تشعر بأنك لست جيدا بما فيه الكفاية، أو أن الموضوع كله لا يستحق إتمامه.. كل هذه الأفكار التي تدور في عقلك تجعلك قاس جدا مع نفسك، تجعلك تحدق فيها في المرآة وأنت تكرهها كعدو، تمزقها كأنها عمل فني رديء. لا تستطيع أن تتخيل كونك سعيدًا بدون أن تخسر وزنك الزائد ولو كان بضعة كيلوجرامات. والحقيقة ببساطة أن الكمال فكرة زائفة، إنه غير موجود لذلك لا يمكن أن تصل إليه، وفكرة أن كل ما هو دون الكمال ليس جيدًا بشكل كاف فكرة حزينة تعني أنك لن تؤمن أبدًا بأنك جيدا بما يكفي.
لو كان عقلك مشغولا دائما بأفكار مثل:
“إنني لا أعرف ما الذي أفعله بالضبط”
“أشعر أنني طفل في جسد بالغ”
“”أنا لست مناسبا لهذا كله
يبدو أن تمر بكارثة معايير التواجد المثالي وتشعر أنك فاقد لهذه المعايير إذا ما كنت تتولى مسؤولية ما والمراهنة تقع عليك، ربما لم تقرر أبدًا أن تؤمن بنفسك بدلًا من أن تبحث عن مصدر خارجي ليعطيك هذا الإيمان. إن الإيمان ليس شيئا ستتعثر فيه في طريقك بل هو قرار تتخذه مع كل يوم جديد وأنت تواجه موقف صعب. من أكثر المفاهيم المغلوطة في النضج، أننا نتخيل أنه بمجرد أن نكبر سنعرف فجأة ما الذي علينا أن نفعل، وبطريقة سحرية سيشع ضوء ما في أعياد ميلادنا ليرينا كيف ستكون حياتنا القادمة بسهولة وفجأة نصير ذلك الشخص الواثق العاقل الذي نريد أن نكونه عندما نبلغ. لكن لسوء الحظ الأمور لا تسير بهذه البساطة، لبقية حياتك ستظل تشعر بأنك تائه قليلا وغير واثق من خطواتك، في عملك أولا ثم في الحب ثم في النجاح ثم الأطفال ثم الشيخوخة وحتى الموت، ربما يكون هذا خبر سيء لكن عليك أن تعرف بأن هذا الشعور ببساطة لا ينتهي، إنها الحياة. واعلم أن لا أحد يتوقع منك أصلا أن تعرف ماذا عليك أن تفعل. واعلم أيضا أنك شخص جميل بما يكفي لتقرر حياتك، فقط عليك أن تؤمن بنفسك وستقوم بذلك بشكل رائع.