أعظم عشر قصص حب في التاريخ
تبقى حكايا العشاق الذين آمنوا ببعضهم البعض وتشبثوا بحبهم رغم معارضة الجميع مصدر إلهام، غير أنها غالبًا ما تصيبنا بالحزن. وقد كشف تحقيق دقيق في أعظم قصص الحب في التاريخ أن عددًا من أشهر العشاق قد عرفوا نهاية مأساوية. لكنهم أثبتوا لنا أنّ الحب الحقيقي يصمد أكثر من أي شيء آخر في العالم. ونتمنى جميعًا أن نعثرَ يومًا على قصة حب تماثل قصصهم التي عاشوها ولكن بنهاية سعيدة طبعًا.
باريس وهيلين أشهر قصص الحب
وفقًا للأساطير اليونانية، تسبب الحبّ الذي جمع بين باريس وهيلين في سقوط طروادة. إذ بدأت القصة مع اختيار أمير طروادة باريس ليقرّر أيًّا من الآلهة الثلاثة – هيرا وأثينا وأفروديت – تعتبر الأعدل. اختار باريس أفروديت لأنها وعدته في المقابل بأن يحصل على أجمل امرأة في العالم. وقد كانت أجمل امرأة حينئذ هي هيلين من سبارتا والتي كانت زوجة للملك مينيلوس. غير أنّ باريس ذهب بعد بضع سنوات إلى سبارتا وأخذ هيلين إلى طروادة وبذلك اندلعت الحرب التي عُرفت بحرب طروادة، وكان باريس قد أصيب فيها بجروح قاتلة في حين عادت هيلين إلى زوجها في سبارتا.
أورفيوس ويوريديس
كان البطل الأسطوري اليوناني أورفيوس قد اشتهر بموسيقاه العذبة والتي كانت تسحر الجميع حتى الحجارة والوحوش البرية. لكنه عرف أيضًا بحبه الشديد لزوجته يوريديس. عندما توفيت زوجته جراء لدغة ثعبان، قرر أورفيوس الذهاب إلى العالم السفلي لإعادتها. هناك سَحَر أورفيدوس الإله هادس بموسيقاه فسمح له أن يأخذ يوريديس معه شريطة عدم النظر إلى الوراء حتى يفرّا من العالم السفلي. لكن عند وصولهما إلى البوابة، التفت أورفيوس خلفه ليرى ما إذا كانت يوريديس تتبعه لتختفي فورًا في عالم الموتى.
كليوبترا ومارك انطوني أشهر قصص الحب الفرعونية
دخل الحب الذي جمع بين الأميرة الفرعونية المصرية كليوباترا ومارك أنطوني التاريخ جراء نهايتهما المأساوية. إذ انتحر كلاهما بعد هزيمتهما من قبل الرومان بقيادة أوكتافيان (في وقت لاحق أغسطس) على الرغم من تردد كليوباترا. بعد انتحار مارك أنطوني (الذي طعن نفسه بعد تلقيه خبرًا كاذبًا بأن حبيبته قد ماتت)، حاولت كليوباترا التفاوض مع أوكتافيان. ووفقًا لمعظم المصادر، فقد قتلت نفسها عن طريق حثها لأفعى صغيرة سامة على لدغها عندما أدركت أنها لا تستطيع إغواء أوكتافيان. ويشاع أن كليوباترا ومارك أنتوني دفنا معًا لكن قبرهما لا يزال لغزًا غامضًا.
تريستان وإيزولدة
عرفت قصة حب تريستان وإيزولدة في فرنسا في القرن الثاني عشر. ويعتقد أنها مستوحاة من أساطير السلت القديمة. هناك العديد من الروايات لقصة العاشقين الخائنين ولكنها تتقاسم كلها نفس الخطوط العريضة بدرجات متفاوتة. وقع تريستان وايزولدة في الحب بعد أن تجرّعا إكسير الحب في طريقهما إلى كورنوال لتتزوج عمه الملك مارك. وبالرغم من زواج إيزولدة مارك إلا أن إكسير الحب جعل الحبيبين غير قادرين على مقاومة بعضهما البعض. فاستمرّا في علاقتهما حتى تفطّن إليهما زوج إيزولدة في النهاية. فخططا للفرار معًا هربًا من الموت ولكن أُجبرت إيزولدة على العودة إلى مارك. فاضطر تريستان لترك كورنوال والزواج من امرأة أخرى تدعى إيزولدة أيضًا. ولكنه عندما أصيب برمح مسموم، قام بدعوة حبه الحقيقي والوحيد للمجيء إليه. غير أن القصة انتهت باحتضار تريستان يأسًا، ظنًا منه بأن ايزولدة رفضت القدوم، لتموت إيزولدة حزنًا بعد عثورها على عشيقها ميتًا.
جوينفير ولانسوليت
تعتبر قصة جينفير ولانسولو جزءًا من أسطورة آرثر. ويُعتقد أنها استلهمت أو تأثرت بقصة تريستان وإيزولدة. فتمامًا مثلهما، يعتبر جينفير ولانسولو عاشقين خائنين. كانت جينفير متزوجة من الملك آرثر، وتمامًا مثل الملك مارك كان لا يشكّ في شيء في بادئ الأمر. لكنه اكتشف في النهاية أن زوجته خانته مع أحد أكثر فرسانه ولاءً. انقسم فرسان المائدة المستديرة إلى فرقتين، واحدة تدعم آرثر والأخرى لانسولو. وبعد عدة معارك ضارية بين الرجلين، عادت جينفير إلى الملك آرثر ولكن تدمير المائدة المستديرة مكّن موردرد من تحدي آرثر. قتل الملك الأسطوري غريمه لكنه أصيب بجروح قاتلة. في حين انهارت جينفير نتيجة شعورها بالمسؤولية عن تدمير الطاولة المستديرة فدخلت الدير إثر سقوط ملك آرثر. أما لانسولو فدخل الدير أيضًا ليصبح كاهنًا ويقضي كلاهما بقية حياتهم في التوبة.
روميو وجولييت أحد أشهر قصص الحب
لعلّ قصة الحب الأشهر على الإطلاق كانت من تأليف الشاعر الإنجليزي الشهير والكاتب المسرحي ويليام شكسبير سنة 1590. ربما تستند قصة شكسبير التي تتحدث عن الحب المأساوي الذي جمع بين روميو وجولييت على قصيدة لآرثر بروك نُشرت سنة 1560 وتروي “التاريخ المأساوي لروميو وجولييت”. ويُعتقد أن هذه القصيدة هي ترجمة إنجليزية لرواية الكاتب الإيطالي ماتيو بانديلو. لكن حتى قصة روميو وجولييت ليست أصلية.
تظهر القصة تأثرًا كبيرًا بـ قصص الحب المأساوية القديمة، وعلى الأخص القصة الرومانية التي تتحدث عن بيراموس وثيسبي والبغض الذي يجمع بين أسرتيهما مما منعهما من أن يكونا معًا. تمامًا مثل بيراموس الذي قتل نفسه ظنًا منه أن ثيسبي ماتت، فإن روميو انتحر أيضًا معتقدًا خطأ بأن جولييت قد ماتت. وكما لحقت ثيسبي بحبيبها عند اكتشاف جثته فعلت جولييت الشيء نفسه عندما وجدت روميو ميتًا. كلتاهما انتحرتا طعنًا.. لكن روميو، على عكس بيروس الذي طعن نفسه بسيفه، شرب السم.
شاه جهان وممتاز محل
قد تكون أسماؤهم غير معروفة لمعظم الناس في الغرب ولكن حبهم خلّف أكثر المعالم شهرة في جميع أنحاء العالم ألا وهو تاج محل. كان الملك المغولي شاه جهان وزوجته ممتاز محلّ يعيشان زواجًا سعيدًا حتى ماتت ممتاز محل إثر ولادة طفلهما الرابع عشر. فحزن شاه جهان حزنًا شديدًا لوفاة زوجته أثر عليه عاطفيًا وجسديًا. إلا أن حزنه العميق ألهمه بناء أحد أعظم الروائع المعمارية في العالم لتكون بمثابة مكان الاستراحة الأخير لزوجته العزيزة. بعد فترة وجيزة من بناء تاج محل، سقط شاه جيهان مريضًا وأطاح به ابنه البكر. فأمضى بقية حياته في الإقامة الجبرية ليدفن بجانب زوجته بعد موته. تقول الأسطورة أن الملك خطط لبناء نسخة مطابقة من تاج محل من الرخام الأسود على الضفة المقابلة لنهر يامونا ولكن الأعمال لم تبدأ قط.
نابليون وجوزفين
كانت العلاقة بين نابليون وجوزفين، وهي أرملة من ست سنوات مع طفلين، مضطربة منذ البداية. بعد يومين فقط من زفافهما، غادر نابليون في حملة عسكرية في إيطاليا. وسرعان ما بدأت جوزفين، التي بقيت في باريس، علاقةً مع الملازم هيبوليت تشارلز. استشاط نابليون غضبًا عندما اكتشف خيانة زوجته وسرعان ما بدأ علاقة غرامية أخرى. لم يسجل نابليون أي علاقة أخرى لجوزيفين، لكن حبه لها لم يعد كما كان. وعندما تيقن من أن جوزفين غير قادرة على إنجاب الأطفال، قرر نابليون أن يطلقها ليتزوج بعد ذلك من ماري لويز النمساوية التي أنجبت الوريث الذي طال انتظاره. ولكن على الرغم من خيانة جوزفين له وطلاقه منها والزواج من أخرى، كانت كلمات نابليون الأخيرة هي “فرنسا، الجيش، قائد الجيش، جوزفين”.
ألكسندر الأول لصربيا ودراجا ماسين
يبدو أن الحب بين ألكسندر الأول لصربيا ودراجا ماسين ولد ليكون أقوى منهما. تسببت العلاقة التي جمعت بين الملك الشاب والأرملة التي تكبره ب 12 عامًا ووصيفة والدته في غضب عارم في أرجاء البلاد. لكن لا شيء كان يستطيع إيقاف ألكساندر من الزواج من دراجا وجعلها الملكة، ولا حتى والدته التي تم نفيها من البلاد لمعارضتها الزواج. في نهاية المطاف، هدأت المعارضة قليلًا، لكن الوضع ساء بسرعة بعد فضيحة الحمل الكاذبة للثنائي الملكي. وقد قوضت الملكة سمعة البلد الدولية على نحو خطير وأغضبت مجموعة من الضباط العسكريين الذين بدأوا يتآمرون ضد الملكيين. وعندما انتشرت شائعات بأن أحد أشقاء الملكة الذي لا يحظى بشعبية كبيرة سيكون وريث العرش، قرر المتآمرون التحرك لتقوم مجموعة من الضباط العسكريين سنة 1903 بغزو القصر الملكي واغتيال الزوجين.
بوني وكلايد
كان بوني وكلايد حبيبسن مجرمين، سافرا وسط الولايات المتحدة خلال فترة الكساد الكبير ولكن لم تعتبر قصتهما رومانسية في ذلك الوقت كما هي اليوم. كانت عصابتهما مسؤولة عن موت تسعة ضباط شرطة على الأقل وعدة مدنيين. لم يكن معلومًا كيف التقى الزوجان، ولكن يعتقد أنه كان حبًّا من النظرة الأولى. عندما التقى الثنائي (ربما سنة 1930)، سبق وكان لدى كلايد سجلًا جنائيًا، لكنه من الواضح أن الأمر لم يزعج بوني. فقررت الانضمام إليه في أعماله الجنائية وبقيت معه حتى النهاية. لكنهما وقعا في كمين للشرطة في بينفيل باريش من ولاية لويزيانا سنة 1934 وقتلا. أراد الزوجان أن يدفنا معًا لكن عائلة بوني لم تسمح بذلك.