هل فيلم Raya and the Last Dragon مسروق من أعمال أخرى؟
صدر فيلم Raya and the Last Dragon مع بداية مارس 2021م وهومن إنتاج ديزني، ومع أول نظرة على إعلان الفيلم، بدأت تظهر التشابهات أو التقليدات كما سيعتبرها البعض، لكن بعد مشاهدة الفيلم، لا يمكن عدم ملاحظة ان معظم تفاصيله منقولة من أعمال أخرى، أو بالأحرى مسروقة منها، على الرغم من نجاح الفيلم، وعدم الاختلاف حول جودة الفيلم ذاته، لكن لماذا لا يتكلم أحد عن ذلك؟
ديزني دائما ما تقوم باستخدام نفس الأفكار والشخصيات في أفلامها، حتى أنّ معظم شخصيات ديزني يتامى أو يفقدون أحد الأبوين، أو أميرة متمردة تواجه العالم وحدها، أما عن الاقتباس من أعمال أخرى، أو الافكار المستوحاة منها، فلا ضرر بذلك، بل حتى بعض كبار المخرجين مثل كوينتن تارانتينو يتفقون مع مقولة بيكاسو في أن “الفنان الجيد يقلد، بينما العظماء يسرقون”، ويتحدثون دائما عن الاقتباس من اعمال أخرى، فانجمار بيرجمان قال: “أعتقد أننا جميعًا جزء من خليط رائع، لذلك نأخذ من بعضنا البعض، وكنت دائمًا غير مقيّد تمامًا في هذا الصدد، إذا رأيت شيئًا جيدًا، فأنا أسرقه وأصنعه لي”، لكن ما يقصدونه أو بالأحرى ما قاموا به بالفعل، أن الفنان لا يبدأ من العدم لكنه يستكمل مسيرة من قبله، ويبني عمله فوق عملهم، ويستعمل أفكاراً تعجبه أو مشاهد بعينها.
تاريخ ديزني في السرقة
تعتبر السرقة جزءًا أساسيًا من تاريخ شركة ديزني، قامت عليها منذ القدم، ما بين سرقة الأعمال أو الأفكار أو الملكية الفكرية والفنية، حتى أن مؤسس الشركة الأسطورة والت ديزني، كان قد سرق فكرة “ميكي ماوس” من أحد أصدقائه، ولم يبخل مجهودًا في إخفاء الحقيقة، ونسب الفضل لنفسه في اختراع الشخصية أثناء رحلة بالقطار.
ومؤخرا اتهامات وقضايا تتهم شركة ديزني بسرقة أفلام شهيرة، مثل Pirates of the Caribbean، Zootopia، Inside Out، إلى فيلم Coco الشبيه بشكل واضح بفيلم The Book of Life(2014)، وأفلام أخرى مثل Treasure Planet و The Little Mermaid أو الفيلم الأعظم The Lion King، يعد للأسف سرقة من Kimba The White Lion!
أما في حالة ديزني ورايا، فالأمر قد تعدى ذلك، بعيدا عن التداخل الكبير من حيث بناء العالم الخيالي، أو المواد الجمالية والموضوعية وتصميم المشاهد، أو أن الفيلم مستمد من ثقافة جنوب شرق آسيا التقليدية، والممارسات الدينية المصاحبة في قصته، أو الكثير من الأساطير الخاصة بالثقافة الهندوسية والبوذية، والتأمل والسعي وراء التنوير، والبعث من جديد، لكن ديزني قلدت ونسخت بشكل واضح وبلا شك، بالأخص من مسلسليِّ Avatar: The Last Airbender، و The Legend of Korra، بالإضافة إلى أعمال أخرى.
فيما كان السباق حول العالم على متن سفينة وجمع الكنوز لصدّ الوحوش الغامضة، يُذكِّر على الفور بسلسلة الرسوم المتحركة لعام 1991م The Pirates of Dark Water“”، والتي تتضمن بعض نقاط الحبكة المُشابهة جدًا، أما مع كائنات أو وباء Druun، يبدو أن الفيلم يقتبس بشكل مستفز من أشباح سرقة الروح في His Dark Materials.
بين رايا وكورا
أما عن شخصية رايا، فحدِّث ولا حرج، الشخصية مبينة بالكامل على أفاتار كورا من مسلسل The Legend of Korra، بنفس الشكل والشعر والملابس وحتى الشخصية والظروف، على الاقل في الربع ساعة الأولى من الفيلم، وكان من الأفضل أن يكون فيلم Raya and the Last Dragon خاصًا بكورا من الأساس.
تظهر في البداية مرتدية ثوبا أزرق فاتحَ، وشعرها على هيئة ضفيرتين تتدليان من الجانبين، مع ذيل حصان من الخلف، وتقف بثقة كبيرة، كمحاربة مميزة مدربة بشكل جريء، مستخدمة قدرات قتالية مبهرة، من فنون الدفاع عن النفس وفنون القتال، خاصة الفنون الآسيوية، حسنا تلك أفاتار كورا، وأيضا رايا.
كلاهما مدفوعتان بحس الواجب والالتزام بالدور المفروض عليهما، كورا هي الأفاتار الجديد، ودورها في إحلال النظام في العالم، وإنقاذه من نفسه أولا، ثم إنقاذه من التهديدات الخارجية، وعبرت الجسر بين عالم البشر وعالم الأرواح، تستكشف حيوات سلسلة الأفاتار والتجارب الماضية لسابقيها، وتتعرف على أصل الافاتار هناك.
بينما رايا كونها الأخيرة من قبيلتها المسؤولة عن حفظ حجر التنين، ولوصية والدها في إنقاذ العالم، تذهب في رحلة في البحث عن روح التنين الأخير، وتتعرف منها على تاريخ التنانين وما حدث هناك، ولعب دورها بأناقة والتزام واضح بهدفها حتى النهاية.
الأب المثالي:
يبدأ فيلم Raya and the Last Dragon برغبة والد رايا، حاكم قبيلة ‘القلب’ الأغنياء الذين ينعمون بسلام، ويتميز بالحكمة وبعد النظر، وهو الحامي لحجر التنين، الذي يحمل نجاة العالم وآخر سحرٍ للتنين، وهو شخص مثالي، هدفه الأول تنحية الخلافات والقضاء على الصراعات، وتحقيق التوازن بين القبائل الأربعة المتحاربة، ومستعد للتضحية بكل شيء من تحقيق ذلك.
على الجانب الآخر في The Legend of Korra أيضا، أفاتار أنج منقذ العالم الرجل المثالي، فتلك بالضبط وظيفة الأفاتار، يقوم على حفظ التوازن بين الأربع بلدان وعناصرهم المميزة، الهواء والنار والماء والنار، ويحمل ما تبقى من السحر في العالم، أنه حلقة من سلسلة الأفاتار المستمرة، ويحاول طوال المسلسل توحيد البلدان ووقف الحرب والنزاعات، ويعتبر أبًا روحيًا ل ‘كورا’ في المسلسل الآخر، تقريبا نفس ظروف رايا في الفيلم.
الأفاتار الأخير- التنين الأخير
في مسلسل Avatar: The Last Airbender، أفاتار أنج يعتبر الأخير من نوعه من قبيلة الهواء، فقد ظل مختفيا عن العالم في الثلج لمدة 100 عام، دخل فيها العالم في صراعات لا حصر لها وحروب متواصلة، وبعد عودته بالصدفة إلى العالم في هيئة طفل صغير، لا يذكر أي شيء وتوقف الزمن بالنسبة إليه منذ آخر مرة كان حيا بها، يصبح هو الوحيد القادر على إنهاء الحرب، لأنه يملك القوة السحرية لإتقان السيطرة على العناصر الأربعة، ويبدأ رحلته في إنقاذ العالم مع أصدقائه، ويزور البلدان الأربعة لتعلم فنون التحكم بالعناصر.
نفس الشيء في رايا والتنين، اختفت التنانين ل 500 عام، عمت فيها الفوضى ووقعت الحروب الأهلية، وظلت روح التنين الأخيرة هي الأمل الوحيد في إنقاذ البشرية، وبعد عثور رايا على التنين، تجد تنين طفل ساذج لا يعلم شيء عن أي شيء، وبحاجة لتدريب ومساعدة، وتعتقد أن العالم توقف معها منذ اختفائها، وتقود رحلة مع رايا لتوحيد العالم وجمع أجزاء حجر التنين، ويحتم عليها خوض مغامرات في القبائل الأربعة من أجل ذلك.
أفاتار أنج يسافر حول العالم، ومن كل مدينة يتعلم السيطرة على العنصر الخاص بها، كما تقوم ‘سيسو’ التنين الأخير باكتساب قوة معينة، بعد كل قطعة يتم جمعها من واحدة من القبائل.
مع تشابه ‘فانج’ مثلا مع مملكة النار، كونهم أمة متقدمة وقوية، بدأت الحرب وخانت الجميع، للسيطرة على العالم، حتى ‘ناماري’ نسخة من الأمير ‘زوكو’، كلاهما الابن البار المخلص لوطنه، والمخدوع من عائلته التي قامت بإجبارهم بشكل أو بآخر، للقيام بأفعال شريرة تخدم مصالحهم، فدور ناماري الإمساك بالتنين الأخير، وزوكو القبض على الأفاتار الأخير، لكن كلاهما يشارك المجموعة في النهاية، وينتصر للخير.
الحيوان الصديق
آبا، هو الحيوان الصديق لأفاتار أنج، وصاحبه في كل مغامراته، وهو وسيلة تنقله الوحيدة والأهم، تكونت بينهم علاقة قوية منذ الصغر، وارتبطا ببعضهما البعض، عند هروب أنج من معبد الهواء قبل الإبادة الجماعية بالصدفة، صاحبه آبا في الهروب، وعندما علق في الثلج كان معه، وبعد الاستفاقة استمر معه، وهو عبارة عن حيوان هجين يدخل في تصميمه أكثر من حيوان حقيقي، جاموس أمريكي وخروف البحر أو manatee وحيوان يسمى دب البحر، ولديه 6 أرجل، ويتحرك مع نداء Yipp Yipp.
صديق رايا، Tuk Tuk ويتحرك بذلك النداء الشبيه بأفاتار، وعبارة عن حشرة ضخمة هجينة، بين خنفساء وحيوان المدرع، يبدأ الفيلم بعلاقة رايا به منذ الصغر، وكبرا معا وأصبح حصانها ووسيلة تنقلها خلال مغامراتها في رحلة البحث عن التنين، وإنقاذ العالم، لكنّ أهم ما يميزه الإخلاص الأبدي والوفاء، مثل أبا.
ثم مومو، قرد ليمور طائر قابله أنج ومجموعته في أحد معابد الهواء، وبدأت مطاردة بين سوكا صديق الأفاتار ومومو، حيث أراد سوكا أكله بسبب جوعه الشديد، ثم أضبح بعدها مومو جزءا من المجموعة، ومشاركا في المغامرات.
أما في رايا، فقد استعملوا القرود مباشرة، وبدأ ظهورهم بمطاردة أيضا بعد أن سرقوا رايا، بمساعدة الطفلة التي كانت معهم، ومن بعدها شاركوها في الرحلة والمغامرة.
نقطة أخرى تخص المجموعة المصاحبة للبطلة، مثل أفاتار، كل شخص منهم قادم من واحدة من القبائل أو المدن.