دراسة جديدة تشير إلى أن خدمات uber pool وشبيهاتها تجعل حركة المرور أسوأ
أدى النمو الهائل في “Uber” و “Lyft” إلى خلق مشكلة مرور جديدة في المدن الأمريكية الكبرى، إذ أن خيارات تقاسم الركوب مثل شركة Uber pool وشركة Lyft line تجعل القضية أسوأ من خلال التوجه بشكل مباشر إلى الزبائن الذين كان بإمكانهم في حالة أخرى استخدام المواصلات أو المشي أو ركوب الدراجات أو عدم استخدام خدمة النقل حسب الطلب على الإطلاق، وفقًا لدراسة جديدة.
إن التقرير الذي قدمه مؤلف الدراسة المؤثرة “Unsustainable” بروس شالر والذي وجد أن خدمات النقل حسب الطلب جعلت ازدحام المرور في مدينة نيويورك أسوأ مما كان عليه ينشئ ملفًا تفصيليًا لمستخدمي خدمة النقل حسب الطلب المميزة، ويصدر تحذيرًا صارخًا للمدن: ابذلوا جهودًا لمواجهة نمو خدمات النقل حسب الطلب أو تستسلم شوارع المدن لأساطيل السيارات الخاصة، مما يخلق بيئة أكثر عدائية للمشاة وراكبي الدراجات فيجعل المدن الحضرية في نهاية المطاف أماكن أقل جاذبية للعيش فيها.
وتوصل “شالر” إلى أن الحالات التي فشلت فيها خيارات النقل الخاصة مثل Uber X و Lyft في وعودها بتقليص القيادة الشخصية وحيازة السيارات -وكلتاهما تتجهان إلى الأعلى- لجأت خدمات النقل إلى أسواقٍ مختلفةٍ تتنافس فيها بشكل مباشر مع أنظمة مترو الأنفاق والحافلات، في حين فشل تحقيق كفاءة أفضل بكثير من بدائل منفردة فكانت النتيجة: مزيدًا من القيادة بشكل عام.
ووفقًا للتقرير، فقد أضافت خدمة تقاسم الركوب 5.7 مليار ميل إلى مسافة وسائل النقل إلى تسع مناطق حضرية رئيسة على مدى ست سنوات. ومن المرجّح تفاقم هذا الاتجاه بتزايد شعبية الخدمات (كما تظهر الدراسة أنّ إجمالي رحلات النقل حسب الطلب في نيويورك ازدادت بنسبة 72% من عام 2016 وحتى عام 2017، و47% في مدينة سياتل خلال ذلك الوقت. وأظهرت بيانات الإيرادات الصادرة عن دائرة D.C لمركبات السيارات المستأجرة أن نمو صناعة السيارات قد ازداد أربع مرات في المنطقة منذ أواخر 2015 وحتى2017.
هذا وكانت المدن التسع التي شملتها الدراسة هي: نيويورك، لوس انجلوس، شيكاغو، بوسطن، واشنطن، ميامي، فيلادلفيا، سان فرانسيسكو، وسياتل.
ووجد “شالر”أنه في حين أن خيارات مثل UberX تضيف 2.8 من أميال السيارات لكل ميل من القيادة الشخصية التي تقضي عليها. فإن إضافة خيارات مثل Uberpool يضيف إلى حركة المرور درجة أقل هامشية: 2.6 ميل مسافة جديدة لكل ميل من القيادة الشخصية تم تقليله.
وتستند النتائج التي نشرتها إلى بيانات المسافات المقطوعة في الرحلات ومطالبات الشركات الخاصة حول الحصة الفردية أو المشتركة.
ووفقًا لما يشير إليه التقرير، فقد أضافت المركبات المشتركة حركة مرور نظرًا لمحاولة معظم المستخدمين تبديل السيارات غير الأوتوماتيكية. “بالإضافة إلى ذلك، هناك مسافات أميال مضافة بين الرحلات في حين ينتظر السائقون الإرسال التالي ثم يذهبون إلى وجهاتهم. وأخيرًا، حتى في الرحلة المشتركة، تتضمن بعض الرحلات مسافرًا واحدًا فقط (على سبيل المثال بين أول وثاني نقطة).
يقوم شالر “بتجميع البيانات من الدراسات الاستقصائية في ثماني مدن وحالة في ولاية كاليفورنيا لشمول60% من مستخدمي خدمة النقل حسب الطلب الذين استخدموها، خلافًا لاستخدام المواصلات بالمشي أو ركوب الدراجات أو البقاء في المنزل لو لم يكن متاحًا لهم خدمات مثل Uber و Lyft.
يقول نائب المفوض السابق لحركة المرور والتخطيط في دائرة النقل في مدينة نيويورك “شالر”: “إن الناس يخرجون من الحافلات ويرتادون مركبات الميترو وسيارات سيدان”.
وناقشت شركة Lyft النتائج التي توصل إليها شالر مشيرًة إلى جهودها الخاصة بالاستدامة، وتركيزها على التنقل في المناطق الحضرية والمسافرين الذين أعلنوا تخليهم عن سياراتهم، على الرغم من أن المواقع التى شملتها التخفيضات لم تتضح على الفور.
وفي هذا الصدد، قالت المتحدثة باسم Lyft Campbell Matthews: “نحن نختلف بشدة مع ادعاءات”شالر”فيما يتعلق بالركوب المشترك. فمنذ تأسيس Lyft، كنا نركز على زيادة أشغال السيارات والقضاء على الحاجة إلى ملكية السيارة، وقد أثمر هذا التركيز في العام الماضي، حيث تخلى أكثر من 250 ألف مسافر عن سياراتهم الشخصية بسبب توافر فرصة تقاسم الركوب حسب قول “ماثيوز” ونحن مستمرون في التركيز على أهدافنا عن طريق إعادة تصميم تطبيق Lyft لتكامل مع النقل العام وتقديم مشاركة للدراجات والسكوتر في منصة Lyft. كما أننا ملتزمون بضمان وصول المسافرين إلى مجموعة من خيارات النقل التي تخدم مدننا بشكل أفضل.”
وقالت Uber في بيان لها أنها تدعم العديد من السياسات التي يقترحها “شالر”، بما في ذلك توسيع ممرات الحافلات والدراجات وتسعيرة الازدحام. وقد جادلت الشركة خلافًا لاستنتاجات “شالر”، بأنها أنقذت أكثر من 315 مليون ميل من المركبات العالمية في عام2017 عن طريق نقل الركاب إلى خدمة تجمعها.
غير أن “شالر” لم يجادل في أن الخدمات الجماعية كانت أقل كفاءة من الرحلات الفردية، وخَلُص إلى أن معدل الخدمات يتسع بوجه عام، ومع نداءات المستخدمين العابرين، فإن آثار أيّ تخفيضات من هذا القبيل لا تذكر وأنه تعذر الدفاع عن النمو.
وقد ألقت استنتاجات”شالر” بظلال من الشك على مفاهيم مفادها أن خدمات النقل حسب الطلب سوف تقلل في النهاية من ملكية السيارات الخاصة وتتحدى الحجج التي لا تنافسها مع النقل الجماعي. استنادًا إلى ملف معدل مستخدمي خدمات النقل حسب الطلب يخلص إلى أن أكثر الخدمات مثل Uber express pool تشبه النقل، وكلما زاد عدد الركاب عن أنظمة السكك الحديدية والحافلات في المدن، يؤدي ذلك إلى زيادة عدد مستخدمي النقل الذين يتجهون نحو السيارات الخاصة للالتفاف. لكن ليس لدى سيارات السيدان القدرة على مضاهاة الأوضاع التي تنطلق منها حسب قول”شالر”.
واضاف “شالر”: “عندما تنظر إلى الأرقام، فإن ما تراه هو أن المشاركة بشكل أكبر بالنسبة لهم هي مشاركة أقل بشكل عام.”
وقد لاحظ المراقبون كيف تم تصميم express pool، على غرار الحافلات مثلًا.
ففي التنقل المعتاد، قد يسير راكبوا express pool إلى تقاطع مزدحم حيث تقابلهم سيارات تنقلهم على طول طريق مستقيم إلى وجهة معروفة، تقوم السيارة بأدوار قليلة بقدر الإمكان، وأحيانًا تلتقط الركاب الآخرين على طول الطريق، يمكن أن تصل تكلفة الركوب إلى 3 أو 4 دولارات.
ويبين البحث أن هناك مشكلات مثل “الأعطال” حيث يتجول السائقون في شوارع المدينة بسيارات فارغة في انتظار الركاب، مما يقلل بشكل ملحوظ من كفاءة هذه الخدمة، وحتى إذا كانت خدمات النقل حسب الطلب قادرة على توسيع نطاق خدمات التنقل المشتركة وملء أكبر عدد من المقاعد، فلن تكون أبدًا فعالة مثل السكك الحديدية والحافلات، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى المزيد من الازدحام والاعتماد المتزايد على السيارات. وطالما لاحظ العديد من الباحثين أنه من الممكن أن تصبح المشكلة حادة خاصة إذا كان التخلص النهائي من المركبات ذاتية القيادة يلغي الحاجة إلى خدمات النقل حسب الطلب لاستئجار السائقين.
واختتم “شالر” حديثه قائلًا: “حتى مع وجود مستويات عالية من الرحلات المشتركة، فإن توجيه المسافرين من وسائط ذات كفاءة في المساحة مثل النقل العام وركوب الدراجات والمشي إلى سيارات السيدان والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات والسيارات الصغيرة ليست استراتيجية منتجة لتسريع حركة المرور. ويتوقع أن تصبح الرحلات المشتركة (مثل الرحلات الجوية) أشبه برحلات التنقل التقليدية، وستجذب هذه الخدمة عددًا أكبر من الأشخاص من سياراتهم الشخصية مما كان عليه الحال حتى الآن. ويبدو الأمر أكثر مصداقية أن شركات النقل حسب الطلب التي تقود الرحلات ستستمر في جذب المستخدمين الذين لا يستخدمون السيارات بشكل أساسي.”
في واشنطن يجادل مؤيدوا فرض الضريبة الجديدة على رحلات النقل حسب الطلب للمساعدة في تمويل شركة مترو بحجة أن الجولات المشتركة يجب إعفاؤها من الرسوم الإضافية، أو دفع ضريبة أقل لأنهم يستخدمون السيارات. وقد ألقت استنتاجات “شالر” في نظر البعض بهذه الحجة في ضوء جديد.
وقال ” المدير التنفيذي للائتلاف المؤيد للعبور عن النمو الذكي ستيوارت شوارتز”: “أعتقد أنه اقتراح مثير للاهتمام، ولكن عليك أن تنظر مرة أخرى في هذه الدراسة وتتساءل عما إذا كانت لدى تقاسم الركوب ما يكفي من الفوائد الصافية، لمثل هذا المستوى من التسعير”.
وأشار “شوارتز” إلى استنتاج آخر من استنتاجات التقرير، إذ تقول Lyft أن ثلث رحلاتها يتم تقاسمها اليوم في الأسواق الرئيسية. وقد حددت الشركة هدفًا لجعل نصف رحلاتها مشتركة بحلول عام2022. وأضاف شوارتز: “حتى وإن نجحت Lyft في تحقيق هدفها المشترك بنسبة 50 %، فإنها لا تزال تزيد في عدد السيارات التي تسافر بنسبة 120% “، مشيرًا إلى النتيجة التي توصل إليها التقرير والتي تفيد بأن تبني 50% من الرحلات سيظل يضيف 2.2 ميلًا بالمركبة إلى الطرقات، أو زيادة بنسبة 120% في القيادة بشكل عام. وقد وصف” شورت” الاستنتاجات بأنها “واقعية للغاية”.
ويقول “الباحث في مركز الأبحاث المستدامة، آدم ستوكر”، والذي هو جزء من فريق يتابع دراسة حول تأثيرات Uber و Lyft عبر ثلاث مدن في أمريكا الشمالية:
إن تحليل”شالر” هو “واحد من أولى الدراسات التي تنظر حقًا في تأثيرات Lyft و Uber من منظور وطني ولكن المدن الفردية تواجه تحديات في التعرف على الكيفية التي تنطبق عليها النتائج، بسبب ندرة البيانات المتاحة من الشركات نفسها، وفقًا لما يقول ستوكر..
ويضيف ستوكر قائلًا: “إن المحدد الرئيسي لذلك يرجع أساسًا إلى حجم العينة، والاختلافات بالمدينة، فبعض تلك التفاصيل لا يبرز لأنه تم وضع تسع مدن معًا.
وينصب جزء من تركيز فريقه على تمييز كيف أن “ملف تعريف الاستبدال” يختلف بين أولئك الذين يستخدمون الخيارات الجماعية مقابل الفردية. لم يعط أي نتائج، إلا أنه قترح أن صورة مستخدم الخدمات الجماعية تتوافق بشكل وثيق مع أولئك الذين يستخدمون خدمات النقل.
يقول” تومر”: إن شعوري الكلي من قراءة التقرير بأكمله هو السبب الحقيقي وراء حاجتنا إلى المزيد من شفافية البيانات حول هذا الموضوع.
ردود الفعل الفورية من كل من Uber و Lyft سيشيرون إلى ذلك قائلين: “هذا ليس ماتقوله بياناتنا “والواقع أننا لا نعلم”.
في نسخ استنتاجات”شالر”، أشارت Lyft إلى دراسات من مصادر خارجية مثل شركة بيانات المرور INRIX وجامعة كاليفورنيا، لوس انجلوس، والتي أظهرت أن الازدحام الشامل قد انخفض في منطقة خليج سان فرانسيسكو في عام 2017، ويستطيع معظم مستخدمي النقل حسب الطلب الإبلاغ عن أي تغيير في سفرهم من خلال وسائط أخرى على التوالي.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان لدى الشركة بيانات داخلية تتعارض مع نتائج “شولر” فقد رفضت تقديم تفاصيل محددة. وقالت Uber أن التقرير كان محدودًا لأنه اعتمد على بيانات من عام2017، على الرغم من أنه لم يقدم بيانات ذات صلة لدعم تصريحه.
وقال الناطق باسم منظمة مركز النقل ومقرها نيويورك جون اوركوت: “إن اللوم لا يقع على المستخدمين الفرديين في العثور على خدمات النقل حسب الطلب الجذابة، ولكن العبء يقع على عاتق الحكومات المحلية ووكالات النقل للاستجابة لسياسات مثل تسعيرة الازدحام، وتحديد أولويات الحافلات من خلال ميزات مثل الممرات المخصصة، ودفع عام نحو وسائل النقل المتكررة والموثوقة والأسعار المعقولة. ليس من قبيل المصادفة، كما يقول، أن النمو الهائل الذي يحدثه وسط انهيار نظام النقل في العديد من المدن الكبرى.”
وقال”اوركوت”: “لا يعني هذا أن تقول لا تستخدم هذه الأشياء أو لا يمكنك استخدام هذه الأشياء أو هذه الأشياء لا يجب أن تختفي. لقد أبحرت هذه السفينة، أليس كذالك؟ وبالتالي يصبح السؤال: كيف نديرها؟