ما هي استعدادات شركة هواوي لمواجهة الأزمة التي فرضتها عليها جوجل مؤخرًا؟

قامت شركة جوجل بتعليق الأعمال مع شركة هواوي التي تتضمن نقل المعدات والبرمجيات والخدمات التقنية الرئيسية.
هذا يعني أن هواوي لن تتمكن من ترخيص نظام الأندرويد المزوّد بخدمات جوجل بل ستضطر عوضًا عن ذلك لاستخدام نسخة مفتوحة المصدر.
وأشار محللون أن هذا قد تكون عقائبه وخيمة على الشركة على مستوى العالم، حيث تصدر نصف شحنات هواتفها الذكية.
وأعلنت شركتا Intel و Qualcomm -مزودتا شركة هواوي- للعاملين فيهما بأنهما لن تبيعا من معداتهما شيئًا لشركة هواوي الصينية حتى إشعار آخر.

إن قرار شركة جوجل بوقف ترخيص أنظمة تشغيل أندرويد لشركة هواوي قد يتمخض عنه ضربة قاسية لطموحات شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة ببلوغها المركز الأول للهواتف الذكية عالميًا.

قامت تكتلات شركات التكنولوجيا الأمريكية بتعليق الأعمال مع شركة هواوي بما فيها نقل المعدات والبرمجيات والخدمات التقنية الرئيسية. وقد اتخذت جوجل هذه الخطوة للالتزام بقرار واشنطون بوضع الصين فيما يسمى “قائمة الكيان” وهذا يعني أن الشركات الأمريكية سيتحتم عليها الحصول على ترخيص لتتمكن من بيع منتجاتها للشركة الصينية.

وهذا يعني أنه لم يعد بإمكان هواوي ترخيص نظام أندرويد للتشغيل الذي تحتكره جوجل والمزيد من الخدمات التي توفرها. ونتيجةً لذلك؛ لا تستطيع هواوي في الوقت الحالي إلا استخدام النسخة العامة من نظام تشغيل جوجل من خلال مشروع أندرويد مفتوح المصدر، وهذا يعني أن هواتف هواوي لن توفر في المستقبل خدمات جوجل التي يتوقع المستخدمون إيجادها في الأجهزة التي تعمل على نظام الأندرويد.

وقال متحدث باسم شركة جوجل يوم الإثنين: “نحن نلتزم بالنظام ونقوم بمراجعة النتائج. ونقوم بطمأنة المنتفعين من خدماتنا بأن Google Play وأنظمة حماية الأمان التي نقدمها Google Play Protect ستبقى تعمل كما هي في أجهزة هواوي المستعملة حاليًا.”

إعلان

وأخبر متحدث باسم شركة هواوي قناة CNBC بأن الشركة تعمل على تقييم التأثير المحتمل للسياسة الأمريكية هذه على الزبائن.

وأضاف: “لقد ساهمت شركة هواوي بشكل أساسي بتحسين انتشار نظام أندرويد حول العالم. وكواحدة من أكبر شركاء أندرويد العالميين، نعمل الآن في هواوي بدقة على منصة أندرويد مفتوحة المصدر لتطوير نظام مشابه يفيد المستخدمين وصناعة الهواتف على حد سواء. كما ستستمر هواوي بتزويد تحديثات الحماية وخدمات ما بعد الببيع لأجهزة Huawei و Honor الذكية كافة ومنتجات الأقراص (تابليت) سواء التي بيعت أو التي ما زالت في المخازن حول العالم، كما سنتابع بناء نظام برمجي مستدام وآمن وذلك لتقديم أفضل التجارب للمستخدمين حول العالم.”

هذه ضربة قاسية لشركة هواوي التي تعتمد بشكل كبير على نظام أندرويد في هواتفها التي تصدرها للعالم. ففي داخل الصين تقوم الشركة باستخدام نسخة معدلة من نظام الأندرويد لا تحتوي على تطبيقات جوجل مثبتة مسبقًا؛ وذلك لأن خدمات بحث الشركة العملاقة تم حظرها هناك. أما في الأسواق خارج الصين فإن أجهزة هواوي تعمل بنظام الأندرويد مع تطبيقات جوجل بشكل طبيعي.

ووفقًا لشركة Canalys، فإن أكثر من 49% من شحنات الهواتف الذكية التابعة لهواوي في الربع الأول من عام 2019 تم تصديرها للأسواق العاملية خارج البر الرئيسي للصين. لقد كانت هواوي ثاني أكبر مصنّعة للهواتف الذكية في سهم السوق العالمي في الربع الأول من العام وكانت قد عزمت طموحاتها على أن تصبح في المركز الأول في مطلع عام 2020. إنما ما فعلته جوجل مؤخرًا فيها قد يعيق هذا الطموح ويحبطه.

وصرح نائب رئيس الحركة لشركة Canalys – Nicole Peng- عبر الهاتف لقناة CNBC يوم الإثنين: “سيكون هذا بمثابة زر فوري لقتل طموحات هواوي بالتفوق على سامسونج بالسوق العالمي.”

ووفقًا لتقرير صادر عن Bloomberg، فإن هواوي تعتمد على عناصر هامة جدًا من بضع مزودين آخرين غير أمريكيين في كل شيء بدءًا من الهواتف الذكية وحتى معدات شبكات الاتصال. لكن هناك أكثر من 30 شركة أمريكية مصنفة ضمن “المزودين الأكثر أهمية”. وبعض هؤلاء المزودين، بما فيهم شركة تصنيع الرقائق Qualcomm وشركة Intel يسيرون على خطى جوجل، حيث أعربوا للعاملين معهم أنهم سيتوقفون عن البيع لهواوي حتى إشعار آخر.

هل هواوي مستعدة؟

وبدورها تصرح هواوي أنها كانت تستعد لحدوث حالة كهذه التي تواجهها الآن. ففي مارس صرحت الشركة بأنها قامت بتطوير نظام تشغيل خاص بها لبثه لمستهلكيها في حال أتى وقت لا تتمكن فيه من استخدام أنظمة تشغيل جوجل أو مايكروسوفت.

وتمام الأسبوع الماضي قامت صحيفة Nikkei Asian Review بالإقرار أن هواوي قد أخبرت بعض مزوديها منذ ستة شهور بأنها أرادت بناء عناصر ضرورية تكفي لعام؛ وذلك لتستعد لأي قضايا متعلقة بالحرب الصينية-الأمريكية التجارية. كما أن هواوي ما زالت تعمل على تطوير تقنية الرقائق الخاصة بها.

وبينما كانت هواوي قادرةً على تقليل اعتمادها على المزودين الأمريكيين لبعض العناصر، فإن الخبراء يشيرون إلى أن هذا لا يعد كافيًا؛ نظرًا لحاجة الشركة لأجزاء أخرى من الشركات الأمريكية. وأثار بعض المحللين الشك حول نجاح نظام تشغيل هواوي الذي تعمل على تطويره.

وصرح Neil Shah -أحد مديري البحث من شركة Counterpoint Research- بأن هواوي ستضطر للاعتماد على أسواق تطبيقات أندرويد من نوع “الطرف الثالث” من خارج الصين؛ وذلك لأن Google Play لن يتثبت تلقائيًا. وهذه قد تكون مشكلة أخرى.

وأضاف Shah: “قد يلحق هذا الأمر ضررًا واضحًا بنظام تشغيل هواوي الخاص فيها مقارنة بنظام تشغيل أندرويد الذي تعمل عليه أجهزة سامسونج أو أجهزة أخرى؛ وذلك من ناحية افتقاره للتطبيقات الموجودة على سوق Google Play، جودة التطبيقات، ومن المحتمل أن تكون أقل أمانًا حيث إنها لن تخضع لرقابة جوجل أو تتبع تعديلات الأمان الشهرية لجوجل ومنفعة المستخدم الشاملة من السوق.”

كما أضاف: “إذن ستلغى جميع التطبيقات التي يوفرها المتنافسون الأمريكيون من الصندوق، وسيضطر المستخدمون لتحميلها من أجهزة أخرى أو ستعمل هواوي على توفيرها عن طريق الطرف الثالث أو سوق تطبيقات مميز خاص بشركة معينة متوافق مع نظام أندرويد، وستكون هذه مهمة عملاقة على عاتق هواوي.”

إعلان

مصدر
فريق الإعداد

إعداد: رؤى ريان

اترك تعليقا