بيروت مدينة العالم: حياة المدينة وموتها
الموت مقترنا بالحياة
بيروت مدينة العالم حقًا رواية تاريخية؟
تقول الناقدة اللبنانية يمنى العيد في كتابها “الرواية العربية.. المتخيل وبنيته الفنية” أنّ “بيروت مدينة العالم” ليست تاريخية بما يمكن أن توحي به كلمة تاريخية، فالرواية لا تعالج أيّ أشخاص تاريخيين حقيقيين، ويؤكد ربيع جابر ذلك كثيرًا، فيذكر أنّ ما يكتبه هو رواية خيالية وإن كان التاريخ وأحداثه وشواهده حاضرين في هذه الملحمة الضخمة فحضورهم لا يكون إلا لغرض التوثيق لما كان في بيروت النصف الأول من القرن التاسع عشر، من البداية، توثيقًا يستهدف استعادة حياة الأسلاف وحواريهم وبيوتهم ومواسم تجارتهم في الحرير ومدى استجابتهم لِما كان يتمّ من تغييرات في مدينتهم ضمن عملية “الهدم والبناء”.
فبيروت تشهد أوّل ما تشهد نزول الجيش المصري فيها بقيادة إبراهيم باشا في سياق حربه الطويلة مع السلطنة العثمانية. تنزل العساكر المصرية فتتغير بيروت، وميناء بيروت يزدحم بالسفن القادمة من الإسكندرية، يقام المحجر الصحي وفي السوق العمومي تنتشر بيوت البغاء. يحدث ذلك فتتغير بيروت للأبد.
سرد ضدّ توراتي
” وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ ً” سفر التكوين، الإصحاح الثامن