القيام بالأعمال المنزلية أكثر مرتبط بتحسّن الوظائف التنفيذية لدى الأطفال – مترجم
عندما يقوم الأطفال بالأعمال المنزلية، فمن الواضح أن هذا يساعد الأسرة، لكنها تفيدهم أيضًا؛ حيث تظهر الأبحاث أنه يعزز مشاعر الاستقلالية، ويرتبط بمزيد من الرضا عن الحياة والتواصل الاجتماعي، وتشير ورقة بحثية جديدة في مجلة «العلاج الوظيفي الاسترالي» إلى أن القيام بالأعمال المنزلية قد يحسن الذاكرة العاملة، والقدرة على تجاهل المشتتات أو الإغراءات؛ للتركيز على مهمة (تُعرف باسم التثبيط «Inhibition»
هاتان المهارتان المدعوتان بـ”الوظائف التنفيذية” مهمتان للغاية للنجاح في الحياة، ولذلك إذا كان القيام بالأعمال المنزلية يطورها بالفعل، فقد يمثل ذلك طريقة بسيطة بشكل لافت إلى النظر لمساعدة الأطفال على مساعدة أنفسهم، مع مساعدة بقية الأسرة أيضًا.
قامت “ديانا إل تيبر “من جامعة “لاتروب ” بأستراليا وزملاؤها بتسجيل ما يزيد قليلًا عن 200 من الآباء والأوصياء على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 13 عامًا لدراستهم عبر الإنترنت، وعاش ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في أستراليا، والباقي من بلدان أخرى في أوقيانوسيا، أوروبا، آسيا، وأمريكا الشمالية.
بالإضافة إلى توفير المعلومات الديموغرافية، أكمل المشاركون استبيانين رئيسيين:
في البداية، قاموا بتصنيف الوظائف التنفيذية للأطفال (قدرتهم على التخطيط وتنظيم أنفسهم، على سبيل المثال)، ما أنتج عن درجات إجمالية للذاكرة العاملة والتثبيط.
ثانيًا، أشاروا إلى ما إذا كان الطفل يقوم بأعمال منزلية مختلفة مثل: المساعدة في إعداد الوجبات، وفرز الغسيل، وتفريغ غسالة الأطباق، وتنظيم متعلقاته الخاصة للمدرسة. إذا كان لدى الأسرة حيوان أليف، فقد أكملوا استبيانًا آخر ، أبلغوا فيها عن مشاركة الطفل في العديد من الأعمال المنزلية المتعلقة بالحيوانات الأليفة، مثل : تغذيتها ورعايته
أظهرت النتائج وجود صلة إحصائية بين القيام بالمزيد من الأعمال المنزلية (غير تلك المتعلقة برعاية الحيوانات الأليفة)، ونتائج أفضل في الذاكرة العاملة والتثبيط. يكتب الفريق: «من المحتمل أن تعكس النتائج التي توصلنا إليها أن معظم الأعمال المنزلية تتطلب من الأفراد التنظيم الذاتي، والحفاظ على الانتباه، والتخطيط والتبديل بين المهام، وبالتالي دعم تطوير الوظائف التنفيذية».
ما الذي قد يفسر عدم وجود صلة بين رعاية الحيوانات الأليفة على وجه التحديد والقدرات التنفيذية؟ يقترح الباحثون أن السبب في ذلك هو أن رعاية الحيوانات الأليفة بسيطة نسبيًا – فإذا كان تقديم الطعام إلى كلب أو العناية به -على سبيل المثال- لا يتعدى بالفعل القدرات التنفيذية للطفل، فإنه لا يقوم بتدريبه.
ومع ذلك، هناك عدد من نقاط الضعف في هذه الدراسة، وبالتالي هناك أسباب تدعو إلى توخي الحذر الشديد بشأن استنتاج أن المشاركة الأكبر في الأعمال المنزلية تعزز بالفعل القدرات التنفيذية.
“من المحتمل أن تعكس النتائج التي توصلنا إليها أن معظم الأعمال المنزلية تتطلب من الأفراد التنظيم الذاتي، والحفاظ على الاهتمام ، والتخطيط والتبديل بين المهام، وبالتالي دعم تطوير الوظيفة التنفيذية.”
بداية، على الرغم من أن الفريق في الواقع جمع بيانات ذاتية عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية، إلا أنهم لم يتحكموا في ذلك في تحليلهم (على الرغم من أنهم قاموا بالتحكم في العمر والجنس والإعاقة)، وتم ربط الحالة السوسو – أقتصاديه
سبب آخر للحذر هو أن الدراسات السابقة لم تجد سوى علاقات منخفضة إلى متوسطة بين نتائج استبيان القدرات التنفيذية المستخدم في هذه الدراسة والمقاييس المعملية الموضوعية للقدرات التنفيذية. بعبارة أخرى، لا يمكن توقع أن تكون تقييمات الوالدين إلى الذاكرة العاملة للأطفال، وضبط النفس وما إلى ذلك دقيقة بشكل خاص.
الأهم من ذلك كله، على الرغم من ذلك، أن العلاقة بين القيام بالأعمال المنزلية، وتحسين القدرات التنفيذية، إذا كان موجودًا، يمكن أن يسير في الاتجاه المعاكس بسهوله : قد يكون الآباء أكثر عرضة لجعل الأطفال الذين يجيدون بالفعل تنظيم أنفسهم، وهكذا، للقيام بالأعمال المنزلية؛ لأنه -دعنا نواجه الأمر- إذا احتاج الطفل إلى الإشراف والكثير من التذكيرات والتشجيع لإكمال العمل الروتيني، فقد يكون من الأسرع كثيرًا القيام بذلك بنفسك، خاصة إذا كنت في عجلة من أمرك -وكل عائلة تعرف بالضبط شعور ذلك .
يمكنني التفكير في الكثير من الأسباب التي تجعل جعل الأطفال يتعلمون الاعتناء بأنفسهم والآخرين أمرًا جيدًا جدًا بالنسبة لهم، وكذلك لبقية أفراد الأسرة، لكن الدليل ليس موجودًا -على الأقل ليس بعد- ليقول إن تعزيز القدرات التنفيذية هو أحد فوائد الأعمال المنزلية في الطفولة.