التيار ينقلب ضد نظام الفصل العنصري “الإسرائيلي”

احتجاج الفلسطينيين في أراضي حيفا المحتلة في 18 مايو بدعوة من القيادة الموحدة، إعلانًا عن إضراب عام على المستوى الوطني تعبيرًا عن التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
مع المظاهرات الحاشدة الضخمة المؤيدة لفلسطين -بما في ذلك إضراب عام تاريخي اليوم في فلسطين نفسها- وبعد شعور الفصل العنصري لدولة الاحتلال الغاصب بحرارة هذه الهبّة. فإن الخطوة التالية هي إخمادها.

“هل تؤيد الاحتجاجات؟ الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت تضامنًا معك ومع عائلات أخرى في مكانك الآن؟”

“هل تدعم تجريدنا الوحشي أنا وعائلتي من ممتلكاتنا بطريقة وحشية؟”

استضافت قناة (السي أن أن) الشاب المقدسي محمد الكرد أحد أهالي حي الشيخ جرّاح، والتي كانت تقريبًا أول مرة يُعطى فيها فلسطيني مقاوم لتجريد الملكية المُمارس ضد الفلسطينيين من قبل الاحتلال الصهيوني الفرصة للحديث على أثير الشبكة. خلال هذه الفرصة الموجزة تحدّى عقودًا من التصوير الخبيث للنضال الفلسطيني على وسائل الإعلام الرئيسية.

كانت المقابلة رمزية عن تحول أوسع في التصورات بشأن واقع الفصل العنصري الصهيوني. إن محمد الكرد جزء من جيل جديد من الفلسطينيين الذين يعبرون عن استيائهم وغضبهم للناس في جميع أنحاء العالم، ذاك الجيل الذي يشعل المقاومة أيضًا في أنحاء فلسطين.

إعلان

 شعب واحد معاناة واحدة

أعلن الفلسطينيون الثلاثاء عن إضراب وطني تاريخي باسم انتفاضة الوحدة، حيث شارك فيها الملايين بإغلاق محالهم التجارية والاحتشاد في مظاهرات ضخمة في عدة مدن فلسطينية. وشارك في الإضراب 1.6 مليون آخرون من العمال الفلسطينيين في الداخل المحتل، بما فيهم العاملين في قطاع النقل، والمعلّمين والممرضين متجاوزين عقودًا من التجزئة السياسية والجغرافية، بالرغم من تهديدهم بإنهاء عملهم.

“إن المشاهد في أنحاء فلسطين مؤلمة للغاية”، يقول الكاتب الفلسطيني سالم براهمة، “رام الله تهتف لغزة، وحيفا تغني لرام الله، والراية الفلسطينية مرفوعة في القدس. إنه يوم لا يُصدّق بقيادة الشعب للتحرير من الإخضاع الممارس من قبل نظام استبدادي. فلتحيَ فلسطين.”ينظّم الشباب الفلسطيني الاحتجاجات التاريخية الذي بدوره يرفض أي روابط تجمعه بالقيادة الفلسطينية. فحينما حاول عضو من السلطة الفلسطينية زيارة حي الشيخ جراح، أصدرت لجنة الحي بيانًا ترفض فيه هؤلاء الذين يتواطؤون مع قوات الأمن الصهيوني. فكما أبدى الصحفي الفلسطيني أمجد عراقي ملاحظته: “هناك ميّزة استثنائية للمظاهرات حيث إن الجموع لا تنظّمها أحزاب أو أعلام سياسية بل نشطاء من الشباب   الفلسطيني ولجان التنسيق المحلية والجموع الشعبية.

وهذه المقاومة لم تكن في فلسطين المحتلة فقط، حيث احتج الأردنيون أمام سفارة الكيان الصهيوني في الأردن لأيام رغم أعمال العنف التي قامت بها الشرطة. وتجمع المئات يوم الجمعة الموافق 14 مايو عند جسر الملك الذي يربط بين الأردن والضفة الغربية هاتفين بـ”افتحوا الحدود”. واستطاع العديد من المحتجّين اختراق الحدود.

وفي لبنان أيضًا اجتمع الناس على الحدود هاتفين ورافعين الرايات تحضيرًا للعبور والسير إلى القدس. وأعطى الفلسطينيون في حيفا التعليمات من خلال التغريد على تويتر حول أي طريق يسلكون عند دخول البلاد. (قُتِل متظاهِر برصاص جنود الاحتلال).

خلف مظاهر التضامن، فإن تلك الاحتجاجات الحدودية تدل على أمنية الفلسطينية للعودة إلى بلادهم. ملايين من المواطنين الأردنيين واللبنانيين في الواقع فلسطينيين هُجِّروا قسرًا بين عاميْ 1948 و 1967.

وإن احتجاجات الحدود تاريخية. علق العديد أن آخر مرة كان فيها الفلسطينيون متوحدين جدًا عام 1947 قبل الاحتلال الصهيوني العنيف.

 إن الأمور خارج فلسطين في تغيير أيضًا.

اندلعت الاحتجاجات التضامنية في معظم أنحاء الشرق الأوسط، من الشام إلى الخليج العربي إلى شمال أفريقيا، ما يدل على إمكانية حدوث انتفاضة أوسع في المنطقة.

خرج مئة ألف في مسيرة في لندن نهاية الأسبوع، ورفض المحتجّون في باريس منع الحكومة لمظاهرات التضامن مع فلسطين  ليصل عددهم بالآلاف. وفي الولايات المتحدة احتج الآلاف في عشرات المدن حاملين اليافطات المصنوعة منزليًا بشعارات من مثل “لا نستطيع التنفس”، “أنقذوا حي الشيخ جراح”،و”غزة حرّة”. وفي واشنطن، خرج عشرة آلاف شخص في بحر من رايات العلم الفلسطيني في مسيرة مُطالبين وَقف التمويل الأمريكي لجرائم الاحتلال. وفي وسط مدينة شيكاغو خرج عشرون ألفًا.

وتقوم الأصوات الفلسطينية على (سي أن أن) و(واشنطون بوست) وعدد غير مسبوق من تصريحات المشاهير بتوضيح طبيعة النضال  الفلسطيني من أجل العدالة والتي هي ليست مسألة هامشية. انضم الممثل مارك بافالو إلى المحامية العتيدة سوزان ساراندون للمناداة بفرض العقوبات الجزائية على “دولة” الاحتلال. وقدمت الممثلة الأمريكية فيولا دافيس تفسيرًا للتطهير العرقي في حي الشيخ جرّاح. وقدّم الممثل ومقدم التلفزيون البريطاني جون أوليفر الجزء الدامغ من جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال الغاصب. 

وكانت مداخلة أعضاء الكونغرس الأمريكي التي لا تقل أهمية، بما فيهم عضوات مجموعة “الفريق”  الذين ذهبن أبعد بكثير من التصريحات الجوفاء حول “دائرة العنف” والألم الذي يشعر به “كلا الطرفين”، وتحدثن بصراحةعن الحصانة التي تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الغاصب.

ودعت الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب فيما كان حدثًا تاريخيًا أعضاء الكونغرس للاعتراف بالنكبة والإقرار بحملات التطهير العرقي خلال عامَيْ 1947 و 1948. وربطت النائبة آيانا بريسلي إلى جانب كوري بوش النضال الفلسطيني بحركة “حياة السود مهمّة” موضحات بعبارات مؤكدة وقوفهن ضد نظام الفصل العنصري.

وربطت النائبة أليكساندريا أوكاسيو كورتيز بين الهجوم الصهيوني على غزة والامبريالية الأميريكية في بويرتو ريكو.

يعود أصل عائلتي إلى جزية بويرتو ريكو، ونشأت وأنا أزور جزيرة فيكويس برفقة عائلتي، حيث فجرت الولايات المتحدة أراضيها (المحتلة) هناك. حيث كنت أخلد إلى النوم كفتاة صغيرة على صوت القنابل الأمريكية. والذي ما كان يطلق عليه اسم “تدريب”والذي سمي بالتدريب. “تدريب”. وعندما رأيت تلك الغارات الجوية الممولة من أمريكا، لم أستطع فعل أي شيء غير أني تعجبت إن كانت مجتمعاتنا أداة لهذا. هذا يخصّنا لأن لنا دور فيه.

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: رنا داود

اترك تعليقا