التعليم والأيديولوجيا .. كيف يضمن النظام استمراره من خلال التعليم؟

استخدم نظام ما بعد 3 يوليو في مصر الذراع الأيديولوجي التعليمي بأفضل الأشكال الممكنة، فلا يمر يوم إلا ونرى أو نسمع خبرًا ما عن عزم الدولة عن استخدام ذلك الذراع الأيديولوجي في الترويج لمشروع خاص بها، أو السماح لبعض القائمين على تلك المؤسسات التعليمية من الموظفين بالترويج لمواقف دبلوماسية تتبناها الدولة (كمهاجمة دول يعاديها النظام، كقطر وتركيا).

وأيديولوجيا نظام ما بعد 3 يوليو هي أيديولوجيا انتهازية، فالنظام لا يهمه إلا وجوده واستمراره فقط. وهو، لأجل ذلك، يستخدم مختلف الخطابات في الحديث إلى مختلف الفئات التي يستهدفها. ولكن الغالب على خطاب السلطة هو النزعة الوطنية، والتي يقابلها نزعة التخوين؛ تلك الثنائية يستخدمها النظام لإقصاء معارضيه.

– الذراع الأيديولوجي التعليمي:

“إن الأيديولوجيا عملية ذهنية يقوم بها المفكر وهو واع، إلا أن وعيه زائف لأنه يجهل القوى الحقيقية التي تحركه، ولو عرفها لما كان فكرة أيديولوجيًّا.”
“إن الأيديولوجيا هي انعكاس مقلوب للعلاقات المتحققة. إنها العالم مقلوبًا رأسًا على عقب.” -فريدريك إنجلز

أول من تحدث عن التعليم كذراع أيديولوجي هو المنظر الماركسي لويس ألتوسير، وذلك في مقالة (الأيديولوجيا والأجهزة الأيديولوجية للدولة). يهاجم ألتوسير في ذلك المقال فكرة حياد التعليم؛ فالتعليم، ممثلًا في (المدرسة)، هو جهاز أيديولوجي تستخدمه الدولة للترويج لسياساتها، وإعادة إنتاج العلاقات السائدة للإنتاج. يضع ألتوسير قائمة طويلة للأجهزة الأيديولوجية للدولة: الجهاز الأيديولوجي المدرسي، السياسي، النقابي، الثقافي، الديني، الإعلامي .. إلخ، إذ تعمل كل تلك الأجهزة الأيديولوجية على إعادة إنتاج علاقات الإنتاج.

يقول ألتوسير إن الجهاز المدرسي ازدادت أهميته مع صعود البرجوازية، ليحل محل الجهاز الديني. فالمدرسة، بمكانتها الروحية والأخلاقية، تستقبل التلاميذ لعدة ساعات يوميًّا؛ وهي المعمل الرئيسي لتكوين إنسان المستقبل، وبالتالي: تكوين القيم السلوكية، والأخلاقية، والروحية، والمهارات التقنية المطلوبة. ويشير ألتوسير إلى أن الذراع التعليمي لا يقوم بتلك المهمة وحده، ولكنه يقوم بها بمساعدة عدة أجهزة أيديولوجية وقمعية أخرى لضمان سيطرة الدولة، وإعادة إنتاج العلاقات من جديد.

يتحدث ألتوسير عن أن المؤسسات التعليمية تقوم بتلقين التلاميذ المهارات التقنية اللازمة للمساعدة في إعادة إنتاج الكفاءات اللازمة من قوى العمل، التي ستجعل النظام الرأسمالي يستمر في وجوده. فالمدرسة هي ذلك المصدر الرئيسي، بعد الأسرة، لتعليم القيم، والتي هي -في النهاية- قيم المجتمع الرأسمالي القائم على الطبقية؛ فإعادة الإنتاج هنا تشمل جانبين: جانبًا خاصًا بإعادة إنتاج الكفاءات المهنية اللازمة، والجانب الآخر خاص بإعادة إنتاج الأخلاقيات والقيم، والتي تؤمِّن الخضوع للأيديولوجيا السائدة؛ تلك الأيديولوجيا كهنتها هم الموظفون.

إعلان

الجهاز المدرسي، عن طريق النظام السائد فيه، هو من يحدد وظيفة الشخص الأيديولوجية في المجتمع؛ يتحدث ألتوسير عن أن الشريحة الأولى، والتي ستفشل في بداية التعليم، ستصبح -بشكل كبير- نواة العمال، والفلاحين الصغار؛ تليها الشريحة التي ستصبح نواة صغار الموظفين؛ ثم الشريحة التي قوامها الرأسماليون، ورجال الإدارة، ورجال القمع من الشرطة والجيش، والاستغلاليون. فالمدرسة، بنظامها وقيمها، بمثابة خط إنتاج يضع كل شخص في مكانه الأيديولوجي المخصص له في المجتمع، كما تُلقن كل فئة الأخلاقيات الخاصة بها.

بالطبع، كل ذلك يتم بالمشاركة مع أجهزة أخرى من الدولة، وبوسائل أخرى؛ يقول ألتوسير إن التعليم المجاني، والوقت الذي يقضيه الطفل في المدرسة، يجعل الجهاز المدرسي هو الأكثر كفاءةً في تلقين الأيديولوجيا.

حاولنا -فقط- تقديم لمحة بسيطة عن رؤية ألتوسير للعلاقة بين الجهاز المدرسي والأيديولوجيا. يستخدم النظام المصري الأيديولوجيا في المدرسة أكثر من الجامعات، فهو يمد ذراعه الأيديولوجي في الجامعات عن طريق التربية العسكرية، والتي يحاول من خلالها النظام زرع قيم الطاعة في الطلاب، وفتنتهم بالقوة، عن طريق تحفيزهم بنموذج ذكوري (ممثلًا في ضابط أمامهم) يمثل صورة الأب. ذلك الجو المشبع يجعل تلقين الأيديولوجيا سهلًا، فيتم الحديث في وسط ذلك عن فائدة مشروعات وطنية تتبناها الدولة، وعن الجدوى الاقتصادية العائدة من ذلك؛ يتم الحديث عن احترام السلطة، وعن احترام الأعلى رتبةً في المؤسسة العسكرية؛ يتم الحديث عن اتفاقيات تقوم بها الدولة، وتبريرها؛ يتم الحديث عن الإرهاب وإنجازات الدولة.

كل ذلك في جو من الإرهاق البدني، ونوع من التوحد؛ الكل يشعر أنه واحد: نفس الملابس الزرقاء، الجميع حليق الشعر، تلك الكتلة المتجانسة تحاول الدولة التحكم فيها، وبث قيم الطاعة فيها كما تشاء. ولكن ربما توجه الدولة جهودها ناحية الجهاز المدرسي أكثر من الجامعة، وربما يرجع ذلك إلى أن طلاب الجامعات يملكون وعيًا بمفهوم الثورة، كما رأى وشارك كثير منهم في الأحداث المعاصرة من مظاهرات واحتجاجات. والكثير منهم يعرف معنى كلمة اعتقال، أو قتل. بل ربما منهم من شاهد أحد أصحابه المقريبن يُقتل أمام عينيه.

سأذكر بعض الحوادث والأخبار التي نشرتها بعض المواقع، لتوضح اتجاه الدولة المتزايد في ذلك المنحنى.

نشرت الجزيرة- مصر، بتاريخ 3/3/2018، فيديو عن أطفال في مدرسة يغنون أغنية لدعم الجيش المصري -وهي أغنية الفرقة 103 صاعقة- حيث تقوم الطفلة بالغناء، وتساعدها في ذلك مدرسة لتكمل لها كلمات الأغنية؛ وهي أغنية ظهرت في إطار دعم الجيش المصري في عملياته المسماة بسيناء 2018. وكما هو مذكور في الفيديو، قرر محافظ بورسعيد إذاعة ذلك النشيد في طوابير الصباح في المدارس . ويظهر هنا استغلال الدولة لمؤسسات تعليمية كالمدرسة والجامعة، لتلقين الأطفال تلك الأغنية، والتي تمثل اتجاهًا أيديولوجيًّا لدعم الدولة. في الفيديو -أيضًا- تُغنّى الأغنية داخل جامعة القاهرة، من قِبل دفعة من الطلاب الملتحقين بدورة التربية العسكرية، حيث يقوم الطلاب بالغناء بصوت عالٍ ويقف أمامهم ضابط بالجيش.

في إطار ذلك -أيضًا- جاء خبر منشور في موقع مصراوي، عن عزم رئيس جامعة القاهرة، في اجتماعه الخاص برؤساء المجلس، على دعم الجيش والشرطة؛ عن القيام بندوات ومحاضرات للتوعية ضد الإرهاب، والتوعية بدور الجيش والشرطة في سيناء. ونشرت شبكة الجزيرة -أيضًا- فيديو بتاريخ 16/2/2018، لمدير مدرسة بمحافظة الشرقية، يعلن في الطابور الصباحي أن المدرسة تؤيد الجيش في الحرب ضد الإرهاب، ويقوم بتحية القوات المسلحة في الفيديو، أمام طلاب من الأطفال الصغار الذين مازالوا في مرحلة التكوين.
هناك الكثير من الأخبار والفيديوهات بخصوص هذا الموضوع، إذ نُشر فيديو آخر يقوم فيه طلاب برفع علمي تركيا وقطر والتنديد بهما في الطابور الصباحي! وقامت نائبة بتقديم مشروع قرار للبرلمان بضرورة عرض بطولات الجيش والشرطة في المدرس والجامعات.

تجربتي مع التربية العسكرية:

أصبحت دورة التربية العسكرية، أو مادة التربية العسكرية، بمثابة مادة من المواد الأساسية اللازم اجتيازها لحصول الطالب على شهادة مؤهله الدراسي. فبدون إتمام الدورة لا يوجد مؤهل. لكن لماذا استدعى النظام تلك الأداة الآن؟
1- البعد عن التطفل والفضول
2- الصبر وكبح شهوة الكلام

هذا ما أخبرنا به الصول في إحدى المحاضرات، عن الصفات الواجب توافرها في المواطن المصري (السليم).
كما يحاول النظام الترويج للأيديولوجيا الخاصة به عن طريق المدارس، يحاول -أيضًا- استهداف الشريحة الأكثر عنادًا ووعيًا من شباب الجامعات. فجميعنا يذكر المواجهات الدموية التي حدثت بعد 3 يوليو بين طلاب الجامعات وقوات الأمن في مختلف المحافظات، والتي أدت إلى مقتل بعض الطلاب، وكثير من مشاهد الاعتقال والضرب.

قررت التقديم لدورة التربية العسكرية في جامعتي والانتهاء منها. سمعت الكثير عن تلك الدورات وما يحدث فيها، وقمت بالتقديم من خلال مكتب الدورة الذي يقع داخل مدينة الطلبة. قال لنا الجندي إنه يجب علينا حلاقة الشعر والذقن قبل الذهاب في أول يوم. دورات التربية العسكرية لازمة للكل الطلبة، ولا علاقة لها بالخدمة الإلزامية العسكرية بعد الجامعة؛ فحتى إذا كان الشخص مُعفىً من الخدمة العسكرية، يجب عليه إتمام الدورة.

كانت الساعة السابعة والنصف في أول يوم، وكان المكان هو ملعب الجامعة، حيث تجمع الكثير من الطلاب حليقي الرؤوس من كل الأشكال، ومختلف الجامعات والطبقات. انتظرنا قليلًا، لنجد جنديين بملابس عسكرية، أحدهما عريف (مُعلم) كان يقف على مصاطب عالية، وجميعنا أسفله. وعندما وجد حالةً من الهرج والمرج، نادى طالبًا كان يتحدث، ومزق له الكارت الخاص بالدورة، وقال له إن دورته أُلغيت؛ وإن من الغد من سيأتي بعد السابعة والنصف ستُلغَى له الدورة أيضًا. حينها التزم الجميع الصمت، وعلموا أن الأيام القادمة لن تمر على خير. قام العريف بتقسيمنا إلى فصائل، وسرايا، وكتائب. وطلب من الجميع حفظ ترتيبه في تلك المجموعات، وحفظ رقمه المسلسل، لنتحول إلى أرقام مسلسلة بلا هوية محددة، منظمة بشكل هرمي سلطوي.

وتم تعيين قائد لكل فصيلة، وقائد لكل سرية، وقائد لكل كتيبة، وقائد للتربية العسكرية مساعدٍ للصول الذي وقف أمامنا شامخًا بزيه العسكري. وبعد كثير من الحديث عن النظام والالتزام، والوقوف في الشمس لأكثر من 3 ساعات، ذهبنا للحصول على زينا الموحد، الذي نرتديه جميعًا، ثم قام العريف بتعليمنا تعليمًا أوليًّا؛ كثير من الحركات، والأوامر، والالتفافات، والصيحات، والتي هدفها الوحيد في النهاية هو (النظام، والانضباط).

ذهبنا إلى العقيد القائد في مجموعة واحدة لكي يحيينا، ويخبرنا بأهمية الدورة التي سنتعلم منها الكثير. قال إن الدورة موجبة قانونًا -لا أتذكر رقم القانون- ولكنه قال إنه صادر في عام 1973، وطلب منا الالتزام والانضباط، وأن نهتم بطول الشعر والذقن، وكذلك بالزي الموحد، وتم استخدام رمز (الرجولة) للحث على كل هذا؛ كما أخبرنا أن الدورة ستهتم أكثر بالمحاضرات النظرية، عن مواضيع مهمة سيتم الحديث عنها، كسد النهضة، ومشكلة الإرهاب، وحروب الجيل الرابع، وسيناء، وغيرها من المواضيع.

هذا التلخيص لليوم الأول هو، في نهاية الأمر، لتوضيح الهدف النهائي من هذه الدورات؛ لهذه الدورات هدف عملي، وهو يستهدف بالأساس من لديه خدمة عسكرية إلزامية بعد الجامعة، وذلك لإمداده ببعض المعلومات التي سوف تفيده قبل الانخراط في الخدمة، ومحاولة الإجابة على أسئلة من سيتقدمون للخدمة واستفسارتهم.

لكن الهدف الرئيسي هو أيديولوجي بالأساس، هو تعليم الانضباط؛ لم يخبرنا أحد عن هدف الدورة، تحدث البعض عن أننا طلاب جامعيون متعلمون، ويجب أنت نعرف كل شئ! لكن كان الهدف الأساسي هو الانضباط والطاعة. بالطبع، نحن لسنا جنودًا، ويعلم كل من في التربية العسكرية من طلبة ومعلمين من الجيش ذلك، فهم كانوا حريصين، في النهاية، على عدم تخطي الحدود؛ يجب استعمال الترغيب والترهيب، اللين والقسوة. كما كان الهدف الآخر -غير الطاعة- هو الترويج لعظمة، وقوة، ومقدرة القوات المسلحة، في الترويج لأيدولوجيا النظام.

سأتحدث قليلا عن العقاب؛ العقاب قسمان -كما رأيت-: جسدي متمثل في التمرينات الجسدية الشاقة (التكدير)؛ سواء الجري، أو الضغط، أو مزيج من الوضعيات المختلفة لإرهاق الجسم. العقاب الآخر هو إداري، ويتمثل ببساطة في إنهاء دورة الطالب، والأكثر تطرفًا هو حرمانه من أداء الدورة نهائيًا.

لا تعلمنا السلطة -فقط- أن عدم الطاعة هو شيء متعب، ويستوجب العقاب، بل -أيضًا- أن من يطيع سوف يكافأ. وهذا ما يحدث مع الطلاب الذين يتلتزمون أكثر من زملائهم، إذ ستقوم الدورة بتكريمهم بشهادات التقدير، كما سيمنحهم (المُعلم) امتيازات أخرى، كالراحة من التدريبات البدنية، أو إعفاءات استثنائية، وغيرها من المكافآت؛ من يطيع أكثر سيتم تمييزه من السلطة.

كما تم ذكر ثورة 25 يناير في كثير من السياقات، سواء في الحديث في المحاضرات، أو في الامتحان النهائي الواجب أداؤه، والذي يحتوي على سؤال عن دور القوات المسلحة في 25 يناير، وتكون الاختيارات كلها إيجابية! وتُستدعى دائمًا -بشكل غير مباشر- الاتهامات الخاصة بالعمالة الأجنبية، والأموال المدفوعة لتخريب الوطن.

الطاعة والانضباط هما الهدف النهائي، لكن هل تحقق ذلك بالفعل؟

معظم الطلاب ممن هم في الدورة، كل ما يريدونه هو الانتهاء منها فقط؛ لا يهمهم كل تلك الكلمات والحركات، وغالبًا لن يتذكروا منها أي شيء. لكن مازال للأمر تأثيره، ولا أستطيع الجزم كيف يمكن قياس مدى نجاح تلك الأداة ومدى فاعليتها، بل كل ما أريد التحدث عنه هو تلك المحاولة من النظام فقط، ومناقشة بعض آلياتها كما رأيتها بعيني.

يبقى ملخص تلك الدورة عندما كنا ذاهبين إلى التزام ما بداخل حافلة، وكانت هناك حافلة أخرى محملة بالطلاب العاديين من الجامعة. قال الجندي للنقيب هل ستبقي هنا أم ستذهب للحافلة الآخرى؟ فكان رد النقيب أن (دول اتسستموا خلاص) لكن الضجة سوف تحدث من الطلاب الآخرين، فيجب السيطرة عليهم.

كما يجب القول أنني، في بعض المواقف، كنت أرى أمامي جنود محمد علي الفلاحين، في محاولة الباشا السيطرة عليهم وتنظيمهم في جيش؛ كنت أتذكر، في الفوضى التي نخلقها، وفي عدم انتظامنا بشكل صحيح في الصفوف أثناء السير، وفي عدم تأديتنا الحركات بدقة، تلك المشاهد التي رسمها خالد فهمي في كتابه، فأصاب بالضحك.

أردت من ذلك المقال -فقط- توضيح كيف تقوم المدرسة والجامعة بدور أيديولوجي؛ كيف يمكن للدولة أن تتحكم في المادة الخام البشرية لتكونها كما تشاء، وتزرع فيها من تشاء من القيم التي ستعمل في النهاية على استمرار تلك السلطة، وعلى رضا هؤلاء البشر بواقعهم، وقتل الحس النقدي بداخلهم؛ فهو واقع أحادي الجانب، لا نقد فيه، ولا خطأ. يجب القول -أيضًا- إن التربية العسكرية هي مجرد أداة للسلطة في الجامعة، لكن السلطة تمتلك الكثير من الأدوات الأخرى للترويح أيديولوجيًّا لها، وللرقابة والسيطرة. يمكن أن نذكر منها اتحادات الطلاب، والتي -بشكل كبير- سيطرت الدولة عليها بالكامل، وهيئات رعاية الشباب، وغيرها من المؤسسات، والجمعيات، والتي تخضع للسلطة في نهاية الأمر.

 

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: أحمد رمضان

تدقيق لغوي: محمد ثروت

اترك تعليقا