التجارة الإلكترونية وأثرها على الاقتصاد
تعد التجارة واحدة من أبرز الأنشطة الإنسانيّة الاقتصاديّة قديمًا وحديثًا، فهي العمليّة التي يتم من خلالها تلبية احتياجات الأفراد الماديّة من بضائع وممارسة للعمل التجاري. ولكن ظهر اليوم مفهوم جديد للتجارة يعرف بـ “التجارة الإلكترونية”؛ (مصطلح حديث العهد) وهي التجارة التي تتمّ باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي تعتمد على شبكة الإنترنت.
التجارة الإلكترونية تعبير يمكن أن نقسِّمه إلى مقطعين، حيث أن الأول، وهو “التجارة”، والذي يشير إلى نشاط اقتصادي يتم من خلاله تداول السلع والخدمات بين الحكومات والمؤسسات والأفراد وتحكمه عدة قواعد وأنظمة يمكن القول بأنه معترف بها دولياً. أما المقطع الثاني “الإلكترونية” فـ يشير إلى وصف لمجال أداء التجارة، ويقصد به أداء النشاط التجاري باستخدام الوسائط والأساليب الإلكترونية مثل الإنترنت. لكن بالرغم من حداثة ظهوره إلّا أنه أحدث نقلة نوعية هائلة في مجال التجارة، وجعلها تتمّ بسلاسة وسهولة كبيرة، إذ قدّم الكثير من الفوائد للبشرية، سواءً على مستوى الأفراد، أو على مستوى المؤسسات والشركات التجارية المختلفة، أو على مستوى المجتمع بأكمله.
تعمل التجارة الإلكترونية على تنشيط حركة التجارة للدول وتزيد دخلها الوطني وينعكس ذلك على جميع الخدمات، كما تعمل التجارة الإلكترونية على دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وينعكس ذلك على الأنشطة الاقتصادية. فمثلاً في “الاقتصاد الأردنيّ أنواع عديدة من المشروعات الاقتصاديّة المُهمّة، وتُعدّ المشاريع الصّغيرة من الأمثلة على هذه المشروعات التي ساهمت في نموّ الاقتصاد في الأردن وتطوّره؛ البيع باستخدام الإنترنت: “وهو الاستفادة من شبكة الإنترنت لتوفير خدمات بيع التجزئة للأفراد من المُستهلِكين، سواءً بشكلٍ مباشر أو باستخدام إحدى خدمات الشّحن الإلكترونية، ويحتاج هذا المشروع الصغير إلى تأسيس موقع إلكترونيّ على الإنترنت، وتطبيق البرمجيّات المُناسبة للبدء بالتجارة الإلكترونية، ومن المُمكن بيع المنتجات الشخصيّة أو الاستعانة بمُورِّدين من التجار؛ لبيع البضائع الخاصّة بهم.”
بالإضافة إلى كونها “واحدة من أهم المتغيرات التى دخلت الحياة العصرية بقوة، وأصبحت تتداول فى الاستخدام العاديّ لتعبر عن العديد من الأنشطة، فالتجارة الإلكترونية كمفهوم نجده بدأ وتبلور منذ بضعة عقود، حيث أول من استخدم هذا النظام شركات الطيران، والبنوك على شكل تحويل الأموال إلكترونيًا.”
للتجارة الإلكترونية أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع وللشركات والمؤسسات أيضاً.
أهمية التجارة الإلكترونية للفرد تتمثل في:
تقليل نسب ومعدلات البطالة، وإتاحة الفرصة أمام الكثير من الأفراد للعمل من منازلهم وتمكينهم من عمل المشاريع التجارية وتطويرها دون وجود رأس مال لتدرُّ عليهم أرباحًا هائلة وبالعملة الصعبة.كما فتحت الأبواب أمام عمل ربّات البيوت وذوي الإحتياجات الخاصة والمتقاعدين للعمل في هذا المجال من منازلهم، الأمر الذي جعل لهم دورًا هامًا في عملية التنمية.” كما مكّنت جميع الأفراد من إتمام جميع معاملاتهم التجارية خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، خلال أي وقت في اليوم ومن أي مكان على سطح الأرض. إرسال البضائع بسهولة وسرعة فائقة، خاصةً في حال المنتجات الإلكترونية. السماح للأفراد بتبادل الآراء والخبرات بشأن الخدمات والمنتجات عن طريق مجتمعات إلكترونية على الإنترنت.”
تنعكس أهمية التجارة الإلكترونية على حياة الأفراد فمثلًا: يعد “جيف بيزوس“الذي ينتمى لقارة أمريكا الشمالية أغنى شخص فى العالم؛ إذ تقدر ثروتة بنحو 92.6 مليار دولار، وتعد التجارة الإلكترونية مصدر هذه الثروة.”
أهميتها بالنسبة للمؤسسات والشركات:
عملت التجارة الإلكترونية على توسيع السوق حتى يصل إلى نطاق دولي وعالمي. وعملت على تخفيض تكاليف انشاء ومعالجة وتوزيع وحفظ واسترجاع المعلومات الإلكترونية. مكنت التجارة الإلكترونية الشركات من تصنيع منتجاتها وفقًا لما يرغبه المشتري، الأمر الذي يجعل لتلك الشركة الأفضلية بين الشركات الأخرى. قللت التجارة الإلكترونية من الوقت الفاصل بين دفع المال والحصول على المنتجات والخدمات.
أهمية التجارة الإلكترونية بالنسبة للمجتمع:
تسمح التجارة الإلكترونية من إتمام العمل من المنزل، وهذا ما يقلل الازدحام وخاصةً الازدحام المروري والتلوث الناجم عنه. من الممكن إيجاد بضائع من خلال التجارة الإلكترونية ذات أسعار زهيدة، الأمر الذي مكن ذوي الدخل المحدود من شرائها. كما مكنت هذه التجارة الناس القاطنين في دول العالم الثالث (البلدان النامية) من الحصول على منتجات وبضائع لا تتوفر في بلدانهم.
ختاماً تعمل التجارة الإلكترونية على الحد من مشكلة البطالة، وتشجّع الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر وتوسيع نطاق السوق وتقليل الازدحام المروري. ولكن يجب الاهتمام من قبل الحكومة وهيئات فرض الضرائب حتى لا يحدث ما يسمى “بالتآكل الضريبي المحتمل” في القاعدة الضريبية الناتج من انتهاج التجارة الالكترونية. إن عملية ادخال التجارة الالكترونية في مجال الضريبة لا تحدث بشكل مفاجئ و لكن بشكل تدريجي وحسب إمكانية الهيئة العامة للضرائب من الناحية المادية والبشرية.