الانتحار والخلاص

يسعى الناسُ للمعالجينَ النفسيين؛ لأنهم يُعانونَ غالبًا من المشاعرٍ السيئةِ، والأفكارِ المشوَّشة، والعلاقاتِ والتَجاربِ القاسيّة التي مّرُّوا أو يمُرُّونَ بها، والمشاعر السَّلبية؛ كالقلقِ، والإجهادِ، والاكتئابِ، الغضبِ والشعورِ بالذَّنبِ والخَجَلِ والإحباطِ والمللِ ومن مُختَلفِ أشكال المعاناة، فنتسائل عمّا يبحثُ عَنه المَرضى النفسيون مِنَ المُعالِجِينَ لهم؟ فليسَ لديهِم علاجٌ تقنيّ، أو علاجٌ نهائيٌّ للمرض! كالبوذيينَ مَثَلًا؛ كانوا بصددِ الإغاثةِ والتَّفْرِيجِ عَنْ مُعاناتهم، وإتاحةِ الفُرصة لبعضِ السَّلام والسَّعادةِ في الحياة. فقد كانت تِلكَ مِنَ المَبَادىءِ الأساسيَّة للتَّحليلِ النَفسيّ الفْرُويديّ فيْ كَيْفيَّةِ الاستِجابَةِ للصَّدَماتِ الخَارِجِيَّة. (1)

بَدَأَ غُوتاما بُوذا سَعْيَهُ الرُّوحيّ عِنْدَما أَْصْبحَ مُدْرِكًا للمُعاناة، وَكَرَّسَ حياتَهُ لإِيْجَادِ السَّبَبِ وَرَاءَه والشِّفَاءِ مِنْهُ، وَمن مَنْظُورِ البُوذيَّةِ تَبْدًأُ الرِّحْلَةُ الرُّوحِيَّة بالوَعْيِ بالمُعَاناةِ فتَُغَذِّيْهَا، وَتُحَفِّزُهَا الرَّغْبَةُ فِي الهُرُوبِ مِنَ المُعَاناةِ وإيْجَادِ السَّعادَة، فمُشْكِلَةُ المُعاناة أَنَّها أيضًا الشُّغْلُ الشَّاغِلُ للعِلاجِ النَّفْسيّ.

فَيعتَقِدُ البُوذيَّة مَع فِكرةِ أنْ نُعانِيْ مِن الجَهْلِ الذيْ يُشَكِّلُ مَفْهُمومَ القَمْع، الذي يَعْني الفَشَل وَعَدَمَ الرَّغْبَةِ فِي مَعْرِفَةِ الحَقائِقِ المُهِمَّة، كَما لاحَظَ نُورمان برَوان، فيقول: “جَوْهَرُ القَمْعِ يَكْمُنُ فِي رَفْضِ الإِنْسَانِ عَلى الإِعْتِرَافِ بالحَقائِقِ مِن طَبيْعَتِهِ البَشَرِيَّة”. (2)، والقَمْعُ هُوَ الوَسِيْلةُ الدِّفاعِيةُ ضِدَّ القلق، والقلق يُمَثِّلُ وَاحِدًا مِنَ الأَشْكالِ الأَكْثرِ شُيوعًا للمُعاناةْ، وَالنَّاس سَوْفَ تَفعَل أَيَّ شَيٍء تَقْرِيبًا لِتَخفيْفِ القَلَقِ خَاصةً مَع الكُحُولِ وَالمُخَدَّرات، فالأَعْمالُ التِّجاريَّةُ للأَدْويةِ المُضادَةِ للقَلقِ عَلى حَدٍّ سَواءْ -المشروعة وغير المشروعة -مَا هِي إلَّا صِناعَةٌ بِملياراتِ الدُّولارَاتِ بِوَسْم “نَحْنُ خَائِفُونَ مِن قَلَقِنا”، فإذا بالقَلقِ مِن قَمعِ هَؤُلاءِ، تُعاوِد فِي صُورة  المَكْبوتِ فِي العودةِ لمُطارَدَتِنا، فهِي مُؤلِمَةٌ، وَالتي تُعتَبَرُ مِن مَظَاهِرِ المُعاناةِ فِي نَظَرِ التَّحليلِ النَّفسي. (3)

فَمُنَظَّمَةُ الصِّحَةِ العالَمِيَّة ال”WHO”، قَدْ بَيَّنَت حَقائِقَ رَئيْسَة للانتحارِ، منها أَنَّ مَا يُقَارِب 800000 شَخْص يَلْقَى حَتْفَهُ كُلَّ عَامٍ تَقرِيْبًا بِسَبَبِ الانتحار، وَمُقَابِلَ كُلَّ حَالِةِ انتِحارٍ هُناكَ الكَثِير مِنَ النَّاسِ الذينَ يُحاوِلُونَ الانتحارَ كُلَّ عَام، وَتُمَثِّلُ مُحَاوَلَةُ الانتحارِ السَّابِقَةِ أَهَمَّ عَامِلٍ خَطِرٍ لِعمُومِ السُّكَّانْ . هُناكَ عَلَاقَةٌ وَطِيْدةٌ بيْن الانتحارِ والإِضْطِرَابَاتِ النَّفْسيِّة الخَاصَّةِ بالاكْتِئابِ والإِضْطِرَاباتِ النَّاجِمَةِ عَنْ تَعاطِي الكُحُولِ، وحالاتِ الانتحارِ التيْ تَحْدُثُ فَجأةً؛ نَتيجَةَ انهيارِ القُدْرَةِ عَلى التَّعامُلِ مَعَ ضُغُوطِ الحياةِ؛ مِثلَ المَشَاكِلِ الماليَّةِ، فإنَّهَا تُعزِّزُ بِقُوة السُّلُوكَ الانْتِحاريّ (4) .

فَالأَطِبَّاءُ النَفْسُّيونَ لَدَيْهِمْ العَدِيْد مِن وُجهاتِ النَظَر المُمَاثِلَة، كما فَعَلَ البُوذِيُّون فِي العِلَاقَةِ بَيْنَ الأَحْدَاثِ وَالصَّدَمَاتِ الخَارِجِيَّة، فَهِيَ  لَيْسَت السَّبَبَ فِي المُعَاناةِ، وَلكِنْ فِي التَّحَوُّلِ مِن العَقْلِ الذيْ يُوَلِّد ُالحِكْمَةَ وَالهُدُوءَ والرَّحْمَة، التي تَكُون بِقَدرِ الإِسْتِجَابَاتِ وَرُدُودِ فِعْل الفَرد، وَالتيْ هِيَ مِن المَبَادِىءِ الأَسَاسِيةِ للتَّحْليلِ النَّفسيّ الفُرُويْديّ. (5)

إعلان

يَلْزَم السُّلوكَ الانْتِحَاريّ مُتَلازِمَةَ مَا قَبْل الانتحارِيِّة، التي مِنها الشُّعوُرُ بِاليَأْسِ بِلَوُمِ الذَّاتِ، والوَحْدَةُ كما يُسَاءُ فَهْمُهَا بأنَّها الشَّفَقَةُ عَلى الذَّاتْ، تُحَوِّل العُدْوُانَ المُثَبِّطَ اتِّجَاهَ الذَّات، إلى تَخَيُّلاتٍ انتحاريِّة وَتَخطيطٌ لَه،بالإضَافَةِ للأَعْرَاضِ الجِسْمِّيةِ؛ كَمَشاكِلِ النَّومِ والَّتعَبِ وَفُقْدانِ الشَّهِيَّة .

وَتَأتِي المَبَادِىء العامَّة لإِدَارَةِ الانتحاريِّة بإِستراتيِجيَّاتٍ لِتحسيْنِ الإِلْتزَامِ بِالعِلاجِ الَنفْسيّ، وَاستخدامِ العِلاجِ المَعْرِفِيِّ السُّلُوكِيّ وَالمَنهَجِيّ المُتَعَدِّدِ، وَالعِلاجُ السُّلُوكِيِّ الجَدَلِيّ الذي يِتِمُّ تَطْويْرُه لِعِلاجِ اضْطِرَابِ تَنبِيهِ الذِّهْنِ وَمَهَاراتِ بَينْ شَخْصِيِّة وَتَنظِيْم المَشَاعِرِ وَتَحَمُّلِ الإِجْهَادِ (6) .

تُمَثِّلُ البُوذِيَّة فِي ذَلِكَ صُورَةَ الحلِّ الجَذْرٍيِّ، وَالخَلاصِ فِي خَوْضِ التَجرُبة لِرُؤْيَةِ نَتَائِجِهَا، إنَّها فُرْصَةٌ أُخْرَى لِنَجَاةِ الذَّاتِ، يُضيْفُ فِيهِ المُعَلِّمُ فِي نُواحٍ عديدةٍ الحَيَوِيَةَ للنُّهْجِ البُوذِيّ فِي تَوْجِيْهِ المُتَأَلِّمِ فِي رِحلَةٍِ لاكْتِشَافِ الذَّاتِ وَالإِكتِفاءِ الذَّاتِيّ، وَالذي يَأتِي فِي الوَقتِ نَفْسِه فِي اكْتِشاف الحَقَائِقِ مِن وُجُودِهَا . أَصْبَحَ مِنَ السَّهْلِ التَّواصُلُ الإِلكْترُونِيّ إِذا لَم يتوافَر مُعَلِمٌ فِي المُحِيْط .

وَالتي تُلزِمُ شَجَاعَةَ الذَّاتِ فِي تَحَمُلِ الحَقِيْقَةِ عَن أَنفُسِنَا وَحَيَاتِنا، ” لا نَوَدُ أَنْ نَرَى “، هُو مَعْكُوسٌ مِنَ الأَعْراضِ العَصَبيَةِ لَدَينا، وَالتَّفَاعُلاتِ الشَّخصِيَّةِ بِشَكْلٍ يَتَضَمَّنُ اللَّاوَعِي، وَقَدْ اكْتَشَفَ “كارل يونغ” المُرَاسَلاتِ بَيْنَ الأَحْلامِ والأَسَاطِيْر، وَالأَحْلامُ تَكشِفُ عَن اللَّاوَعِي الشَّخْصِيّ، والأَسَاطِْيْرُ تَكْشِفُ عَن اللَّاوعي الجّمْعِيّ، فَيَرَى فرُويْد فِي التَخْفِيفِ مِنَ المُعَانَاةِ، أنَّها تتأّتَّى مِن جَلْبِ الخِبْرَاتِ المَكْبُوتَةِ إلى الوَعِي، وَالعَمَلِ مِن خِلَالِ العَوَاطِفِ المُؤْلِمَةِ وَهْكَذا في كُلٍّ مِن فرُويِد وَالعِلاجِ اليُونْغِي، وَكَذَلك فِي المُمَارَسَةِ البُوذيَّة، يَتَوَسَّعُ الوَعِي فِي مَا يَتَطَلَّبُ التَحَوُّلَ الدَّاخِلِيّ، لإِعَادَةِ تَوْزِيعِ الشَخْصِيَّة مَع حَقائِقِ الحَياة، الأَمْر الذي يُؤدِّي إلى تَحْقِيْقِ المُقَابَلَةِ مِن النَزْعَاتِ العَصيَّة.

فإِنْكَارُ الحَقَائِقِ حَولَ الذَّاتِ وَالعَالَمِ، مَا هِي إلَّا الوَهْمُ أَو الجَهْلُ مِن وُجْهَةِ نَظَر البُوذيِّة، فَالحِكْمَةُ هِي التي تُدرِكُ الفَرَاغَ،  فيُدرِكُ أنَّ كَلَّ الظَواهِرِ بِمَا فِي ذَلكَ المَصِيرُ، غَيرُ دَائِمةٍ وَتفتَقِرُ للمَوُضُوعيَّة .

حَتَّى أَنَّ عُقْدَة أُوُدِيْب عِنْدَ فرُويِد التي هِيَ صُورَة الشَّهوَة وَالعُدْوُان، فِي إِعَادةِ تَفْسِيرِ ذَلِكَ بإِعتِبَارِهِ فَتْرَةً إِنتِقَالِيِّةً، تُمَثِّلُ فَتْرَةً لِتَطَوُّرٍ الشَّخْصِيَّةِ الإِنسانيَّة بَينَ إِشْباعِ الرَّغَبَاتِ الفَوْرِيِّ في “المَشْروعِ الأُوْدِيْبِي”، وَهُو مَشْرُوعٌ لخَلقِ الذَّاتِ فِي عَالمٍ مِنَ المَعَانِيْ وِالإٍجْتِمَاعِيَّة، فإِنَّه لا يَشْمَل فَقَطً عَلَى تَنْمِيةِ القُدْرَةِ عَلى التَفْكِيرِ وِالتَصَّرُفِ فِي عَالمٍ مِن الرُمُوزِ التَّقْلِيديِّة، وَلكنْ أَيْضًا مِن إِخْتِرَاعِ نِظامِ الأَهدافِ وَالرَّغَبَاتِ وَالطُّمُوحَاتِ التي تُجَسِّدُ الأَمَلَ فِي السَّعادَةِ فِي المُسْتَقْبَلِ، فَيَتِمُّ تَحوِيْلُ الطِّفْلِ الحَالِيِّ الذي يُرَكِّزُ عَلى البَحْثِ عَنْ المُتْعَةِ فِي البَحْثِ عَن السَّعادَةِ فِي المُسْتقبَل، الذي يَتَضمَّنُ مَشْرُوعَ السَّعَادة،كما يَتضْمَنُ فَشَلِ الفَرْد ِحِيْنَمَا يُوَاجِهُ إِنْكَارَ الذَّاتِ الذي غَالِبَا يُؤَدِّيْ إلى العُدْوُانِ وَالإِحْبَاطِ وَالاكتئَابِ وَحَتَّى إلى الانتحار، هَذَا المَشْرُوْع يَعْكِسُ حَقِيقْةَ أَنَّ السَّعْيَ وَرَاءَ السَّعادَة هِيَ فِي نَفْسٍ الوَقْتٍ مَشْرُوعٌ لِبِنَاءِ وَصِيَانَةِ النَّفْسٍ، فَهَذَا أيْضًا مَصْدَرٌ للتَّعاسَةِ وَالمُعَانَاةِ فِي إِلحَاقِ الضَّرَرِ بأَنْفُسِنا وَالآَخَرٍيْن. (7)
السَّبَبُ الرَّئِيْسُ للمُعَانَاةِ مُرْفَقٌ فِي تَقْريرِ المَصِيرِ وَالجَهْلُ وَالإِسْقَاطاتْ (8)، فالجَهْلُ يَخْلُطُ الأَنَا نَفْسَها بِمَا يُنْسَبُ لَهَا زُوْرًا، وَهَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ الذَّاتَ لَا وُجُودَ لَهُا فِي المُمَارَسَةِ البُوذِيَّةِ المَعْرُوفَةِ ” بالتَّأمُلِ التَحليليّ ” لا تَكْشِفُ النَفْسُ عَنْ نَفْسها، فأين توجد؟ فِي القَلْبِ أمِ العَقلِ أمْ لونُ النَّفْسِ ؟ لا يُمْكن العُثُورُ على الذَّات .

إنَّ هَذهِ الذَّات التِي لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجِدَ نَفْسَها، تَخْشَى بِقَلَقِ شَديدِ وَبِفُقْدَانِها لِنَفْسِها، مِنْ خِلَالِ الآَليةِ النَّفْسيَّة لِتَشْكيلِ التَفَاعُلِ، تُنْكِرُ النَّفْسُ بِشَكلٍ جَوْهَرِيّ مِن خِلالِ تَأْكِيْدِ نَفْسِه! (9)

هُنَاكَ مَا يُعْرفُ بالعلْمِ البُوذِيِّ وِعِلمِ النَّفْسِ البُوذِيّ وَالدِّيانَةِ البُوذِيَّة كُلٌّ عَلى حِدة، يمثلُ موضوعًا خاصًا، فَلَا يتَطَلَّبُ عِند مُمَارَسَةِ عِلمِ النَّفْسٍ البُوذِيّ أو العِلْم البُوذيِّ اعتناقَ الدِّيانةِ البُوذِيَّة، فأصْبحَ ثِمَاُر عِلمِهَا وَالتَّوافُقَ النَّفسيّ يُمثِّل الإِنسانيَّة جَمْعَاء .
يَأتِي عِلمُ النَّفْس البُوذِيِّ فِي التَعَامُل مَعْ كَيفَ نَعرِفُ الأَشْياءَ،  فهوَ عِلمُ الإِدْرَاكِ فِي دِرَاسَةِ طُرُقِ المَعْرِفَةِ بَينَ الطُرُقِ الصَّالِحَةِ للفِهْمِ، عَبرالإِدْراكِ المُبَاشِرِ مِن خِلالْ الحَوَاسِ وَعبْرَ الإِدرَاكِ مِن “الفِهمِ الاسْتِدْلَالِيّ” في صَلاحيَّة الفِكْرةِ وَأنَّها لَيْسَت خَاطِئَة، َوما يتعَلَّق بالمَشاعِرِ وَالمَشَاعِرِ المُزْعِجَةِ؛ مِثل الغَضَبَ وَالقَلَق الذي يُسَبِّبُ فُقدانِ رَاحَةِ البَال، كيف يمكن التحرر من المعاناة؟ ” فَليْسَ عَلى الجَمِيعَ أَنْ يُحِبُّونا، فَبُوذَا لَمْ يُحِبَّهُ الجَمِيع”، وَمِنَ القَلقِ بِكَيفَ يُفَكِّرُ الآَخَرونَ بي؟ (10 )

سِرُّ السَّعَادةِ فِي البُوذَِيَّة تأتِي مِن كَوننا نَخْتبىُء مِن أنفُسنَا وَهُوَ أَنَّ الأنِانيَّة لَدَيْنا، في السَّعِيِ إلى السَّعادةِ وِمِن المُفَارَقَاتِ؛ أنَّها سببٌ لِمعاناةِ  وَِآلامِ تَلْحقُ عَلى أَنفُسِنا وَعَلَى الآَخَرِين، والذي تَنْطَويْ أَسرارُ السَّعادةِ الحَقِيقيَّة “الخلاصُ” على التَحَوُّلِ الذَّاتِي فِي إِعَادة تَشْكِيلِِ فِكْرِنَا عَن السَّعادةِ نفسها، استنادًا إلى وَعي أَعْمَقَ لِطَبيعَةِ الوَاقِعِ وَالشُّعورِ القَيّم المُستَمَدِ مِن هَذا الإِدْرَاك. (11)

عَلى مَدَى السَّنواتِ العِشريْنَ المَاضِيةِ أو نَحْوَ ذَلكَ، أصبَحَ الغَربِيُّونَ مُهْتَمِّينَ بشَكلِِ مُتَزَايِدٍ بالبُوذيِّة، بيْنَ المتوافقِ وَنموذَجِ البُوذيَّة وتعاليمِهَا ” تقاليد الحكمة “، وبينَ العِلم (12)، ومِنْ المُؤثِرَاتِ الأَسَاسِيَّة عَلى تَطَور البُوذيَّة فِي الغَرب؛ أََفكارُ الفَردِيَّة والاستقلاليَّة والاعتمادِ عَلى الذَّاتِ، هذهِ الأفكارُ مَا زَالَتْ تُؤثِّر تَأثيرًا قويًّا على طَريقَةِ تَناوُلِ الغَربييِّن للبُوذِيَّة . (13)

وَاستخدامُ الغَرْبِ لِما يُعرف بتأمُّل “اليَقَظة”، مِن أَجْلِ التَّحَكُّم فِي الأَلَم وَمِن أَجْلِ المُسَاعَدَةِ فِي التَّعامًلِ مع التوتُّر وَالأَلَم، والمَواقِفِ الصَّعْبة، هَذا فِي الأَسَاسِ يُثَبِّتُ تَركيِزنا عَلى التَّنفُسِ وَالذِي يَجْعَلُنَا هَادِئين. (14)
إنَّ مُعلِمِي التَثبيتِ ذوي الشَّخصياتِ القَويَّةَ مثل؛ تَشُوغِيام تَرونفْبا (1939-1987) بَدَأوا حِوارًا مع عِلمِ النَّفْسِ الغَربِيّ بِخُصُوصِ البُعْدِ الرُّوحِيّ للنفسِ البَشَريَّة، إنَّ إِمْكَانِيَّةِ التَعَاوُنِ بِيْن البُوذِيَّةِ، وعِلمَ الَّنفْسِ الإنسَانِيّ كَبيرٌ، وقد يكون هَذَا أحَدَ القَنواتِ الرَّئيسةَ التي تَدخل مِنه البُوذيَّة إلى التيَّار الرَئيسِ للثَّقافة الغَربيَّة. (15 )
فَيَقُولُ بُوذا وَهُو عَلى فِرَاشِ مَوْتِه لتَلامِيْذِه:

“اطْلُبوا الخَلاصَ وَحْدَكُمْ فِي الحَقِّ، لا تَعْتَمِدُوا عَلى أَحَدٍ سِواكُمْ مِنْ أجْلِ المُسَاعَدَة “.

المراجع والمصادر:
1- رونleifer البحث عن السعادة - من خلال البوذية والعلاج النفسي.
 https://ar.innerself.com/content/personal/spirituality-mindfulness/religions-a-beliefs/5083-search-for-how-to-be-happy-through-buddhism-a-psychotherapy.html
2- نفس المرجع.
3- نفس المرجع.
world Health Organization 4- منظمة الصحة العالمية – الانتحار.
5- البحث عن السعادة- من خلال البوذية والعلاج النفسي.
6- الانتحار وسلوك إيذاءالذات، توماس جانس – يسيم تانيلي – اندرياس وارنك، ترجمة مى محمد إبراهيم حلمي، مراجعة سعاد موسى.
7- البحث عن السعادة – من خلال البوذية والعلاج النفسي.
8- تفريغ صوتى لمحاضرة دكتور ألكسندر بيرزين، ترجمةأرجن برنذى.
https://studybuddhism.com/ar/drasat-mtqdmt/elm-aldhhn/alsht-alshewryt/albwdhyt-alelm-elm-alnfs-waldyant
9- البحث عن السعادة – من خلال البوذية والعلاج النفسي.
10 – تفريغ صوتي لمحاضرة دكتور ألكسندر بيرزين.
11- البحث عن السعادة – من خلال البوذية والعلاج النفسي.
12- نفس المرجع.
13- البوذية: مقدمة قصيرة جدًا، داميان كيون، ترجمة صفية مختار، مؤسسة هنداوى، الفصل التاسع البوذية في الغرب.
14- تفريغ صوتى دكتور ألكسندر بيرزين.
15- مدخل إلى البوذية تأليف دامني كيون، ترجمة د. سعد الدين خرفان، دار رسلان , ص 114.

إعلان

اترك تعليقا