الأحلام الغريبة قد تساعدنا على فهم الواقع بشكل أفضل حسب نظريات الذكاء الاصطناعي

ها أنت تجلس في الصف الأمامي في حصة اللغة الإنجليزية مع الأستاذة ريان مرتديًا ملابسك الداخلية، ثم يأتي الممثل كريس هيمسوورث حاملًا آلة ساكسوفون في يد وسلحفاة في الأخرى يطلب منك العزف مع فرقته، فترد: “لِمَ لا؟”، وتأخذ السلحفاة قبل أن تستيقظ هلِعًا تتصبب عرقًا بينما يطبق الظلام حيث تهمس: “تبًا!”

اضطلع التحليل النفسي خلال عقود -هذا وإن لم تكن قرونًا- في شرح السبب الذي يكمن وراء جنوح مخيلاتنا في الشروع في رحلات غرائبية. لا بأس في هذا كله، لكن أحقًا عليها أن تكون غريبة؟

استلهم عالم الأعصاب إيريك هويل في جامعة تافتس الأمريكية من الطريقة التي نعلّم فيها الشبكات العصبية على التعرف على الأنماط مناقشًا بأن تجربة الحلم بحد ذاتها هي الغرض الأساسي منها وأن غرابتها قد تكون خاصية لها وليست عيبًا فيها.

“من الواضح أن هناك عددًا من النظريات حول سبب رؤيتنا للأحلام، لكني أردت أن أسلط الضوء على نظرية للأحلام تدرسها بجدية والتي تقول بأن تجربة الأحلام هي سبب الأخيرة”، يقول هول.

مثلما قد نعلّم طفلًا القراءة، فإن التعود على نظام ما للتعرف على الأنماط من خلال طريقة مشابهة لتلك التي عند البشر يتطلب العبور بشكل متكرر عبر سيناريوهات تشترك في أمور معينة مثل ترتيب الأحرف.

إعلان

وجد مهندسو الحاسوب أن هذا التكرار من الممكن أن يساعد برنامجًا ما ليتمكن من التعرف على أنماط العناصر المُدخَلة في جهاز التدريب بشكل استثنائي، مع وجود الخطر الذي سيواجهه في تطبيق نفس العملية حينما تصبح الحالة حقيقة خارج الغرفة الصفية.

يشار إلى هذه المشكلة بـ”فرط الجاهزية”، وبشكل مبسط فهي تعادل عدم القدرة على التعميم تحت الحالات التي تحتوي على عناصر لا يمكن التنبؤ بها، مثل ما هو الحال في العالم الواقع.

ولحسن الحظ فإن علماء الحاسوب لديهم بعض التعديلات. أولها المرور في سيناريوهات أكثر، مثل تكليف أحد الطلاب ليقرأ الكثير والكثير من الكتب. عاجلًا أم آجلًا سيقوم التنوع في الأمثلة بعكس تعقيد الحياة اليومية.

هناك أسلوب آخر يمهّد الالتواءات كخاصية للنمط بتعلمه. بزيادة البيانات بإحدى الطرق مثل قلب إحدى الرموز، وبذلك سيكون البرنامج مجبرًا على التعامل مع حقيقة أن الأنماط لن تبدو جميعها متطابقة.

تساعد هذه التعديلات على تعزيز الفرص ليتأقلم البرنامج مع تنوع أوسع للحالات، لكن من المستحيل الإتيان بمثال لكل حدث محتمل قد يبرز في الحياة. ربما يشار للانقطاع كأذكى تعديل في الذكاء الاصطناعي. يزود إجبار الذكاء الاصطناعي على تجاهل أو قطع خصائص عشوائية لمثال ما بالأدوات ليتأقلم بشكل أفضل مع السيناريوهات التي تشمل بعض العناصر التي قد تربكه.

وبملاحظة أن هناك تشابه بين تعديلات الجاهزية المفرطة وأمور من مثل تقديم الممثل كريس هيمسوورث السلحفاة لك في الحلم،  وسّع هويل نطاق قواعد الانقطاع لأدمغتنا لتطوير فرضية الجاهزية المفرطة.

“إذا نظرت للتقنيات التي يستخدمها الناس لتنظيم التعلم العميق، فإن القضية غالبًا أن تلك التقنيات تحمل في طياتها أوجه شديدة الشبه مع تلك التي في الأحلام” هويل.

مع الأخذ بعين الاعتبار أنها فرضية تعوز الاختبار.  ففي الحقيقة قد يحدث وأن نحلم بالمهام التي نؤديها بالفعل بشكل متكرر خلال اليوم قد تُشرح بشكل أفضل إذا انخرطت أدمغتنا في شكل الانقطاع الخاص بها لتجنب الجاهزية المفرطة.

ويستشهد هويل أيضًا بحقيقة أن قلة النوم -ومعها حالات الحلم المشتركة- لا تزال تسمح لنا بمعالجة المعرفة ، بينما تجعل تعميم ما تعلمناه أصعب.

ورغم أن طبيعة الحلم بحد ذاتها تجعل الغرض لأي فرضية صعبة الاختبار، فإن التجارب التي تتحدى فرضية الجاهزية المفرطة للدماغ ستركز على التنويعات في التعميم بدلًا من الحفظ والاستذكار.

“وجدت الأحلام لتقينا من أن نتأقلم زيادة مع نموذج العالم”، يقول.

لذلك خذ السلحفاة، وأخبر الآنسة ريان أنك تخطيت الكاتب جيروم سالينجر وشُق طريقك نحو النجومية مع فرقة كريس. سيمتن لك دماغك على ذلك عندما تستيقظ.

نُشر هذا البحث في مجلة Patterns.

المصدر: 

إعلان

فريق الإعداد

ترجمة: أبرار وهدان

اترك تعليقا