اكتساب المهارات الشخصيّة بتعلّمها ذاتياً: خرافة أم حقيقة..؟

تعلّم الموظفين المبتدئين لمهارات الحفز الوظيفي حاجَة  قد تبدأ بالحلقات الجماعيّة!

الكسندرا لوكس

لم يعد الشباب -في هذه الأيّام- يكتفي بامتلاك الخبرات العلميّة في مختلف المجالات الوظيفيّة، بل غدَوا مدركِين بشكل كليّ لأهمية اكتساب المهارات الشخصية جنباً إلى جانب ثروتهم ومخزونهم العلميّ والمعرفيّ، وللفائدة المترتبة وراء تطوير هذه الجوانب في شخصيَة كل منهم؛ كفنون التواصل مع الآخرين والفنون الإداريّة والتعاونيّة. ومع محدوديّة توفير الشركات لمساقات تدريب رسميّة، أخذت المساقات المنفردة بالظهور كدورة “الريادة في علوم الحياة” التي تقام في مختبرات “كولد سبرنغ هاربور” والتي تتطلب من المنتسب وقتا كافياً وتكلفةً باهظة.

لِذا قمتُ وعدد من المحققين الشبّان في معهد فينستين للأبحاث الطبية في في مانهاست بولاية نيويورك، باتباع طريقة مختلفة لـ اكتساب المهارات بأقل تكلفة وجهد ممكنين. بحيث شكّلنا مجموعة صغيرة أسهمت في تعزيز مهارات الآخرين -بدايةً بأنفسنا- عن طريق تبادل هذه المهارات الشخصيّة بيننا، فضلاً عن المصادر المتاحة لنا عبر مواقع الإنترنت. وكنا قد قررنا ألّا يزيد عدد الأشخاص من المختبر نفسه عن شخص واحد، تجّنُّباَ لتداخل السياسات المخبريّة في الجلسات، ولحرصنا على إعطاء الأعضاء الفرصة للتكلم بخصوصيّة وصراحة تامَة، عن أي مسائل تتعلّق بالموظفين قد تطرأ لاحقًا. ويتَسِم هذا الأمر بأهمية خاصة عند مناقشة أمور كالمزايا التي تجعل من الفرد مديرًا جيدًا أو الكيفيّة التي يؤثر بها الباحثين بمن حولهم, أو المهارات المطلوبة لإدارة النقاشات الصعبة.

في بداية الأمر، أخذت الشكوك تساور البعض من أفراد المجموعة؛ كونهم لم يدركوا أهمية توافر المهارات الشخصيّة في كل منهم أثناء عملهم في مختبر. لكنّها سرعان ما تبددت هذه الشكوك بعد مناقشة حاجتهم لمثل هذه المهارات في التفاوض بشكل أفضل حول وظائفهم المستقبليّة وحول كيفيّة توظيف المواهب بشكل متين إضافةً إلى إدارة وتوجيه الموظفين واحتياجاتهم الراهنة.

إعلان

ويجتمع أعضاء فريقنا العشرة شهرياً منذ ابريل 2013, في جلسة تدوم لساعة ونصف الساعة. بحيث نَشرعُ في حديثنا بتقديم معلمومات موجزة عمّا يستجد مع كل عضو من تقدّمٍ ملموس في الوظيفة وأبرز تحدياتهم فيها؛ كطلبات الحصول على مِنح وانتقالاً للحديث حول مشاكل تعيين موظفين أكفاء.

إضافةً إلى أنَ برمجيّة “لين إن – Lean-In” الإلكترونيّة -والتي عادة ما تطرح أمور تتعلق بالمرأة, في ذات الوقت التي تزخر فيه بالمواضيع والمقاطع التي تخدم كلا الجنسين- أزالت عنّا ثِقلَاً  بشكلٍ كبير, حيث كان كل منّا يشاهد بعض المقاطع التي تهتم بمعالجة المسائل المتعلقة بمدى تأثير انسجام الفريق على المساهمات العلمّية أو كيفيّة إحداث تغيير من خلال العلاقات التعاونيّة ومن المسؤول في المؤسسات على الأخذ بأيدينا لنصبح قادة لمجموعات؟ انتهاءًا بالتفاوض الأمثل للحصول على مناصب جديدة, ثم نجتمع لمناقشة ما سبق من مواضيع معاً.

مشاركات من منتسِبي الفريق:

واحد من المواضيع التي تحدثنا فيه هو الوقت المناسب لترك وظيفتك؛ أي كيف تدرك أنّك في مكان لا يحقق لك ما تصبو إليه من أهداف وطموحات. وكانت إحدى أعضاء الفريق قد حدّثتنا أنها كانت على بعد خطوات من أن تصبح أستاذة, لكنّها قامت بتحديد بعض الأهداف الأخرى والمتمثلة بالاستقلالية والارتقاء الاجتماعي إلى جانب متابعتها للبحوث العلمّية.

وقد تلقّت عرض عمل يبدو أنه يلبّي المتطلبات التي وضعتها, لكنّها لم تطّلع عليه بعد. ثم في لقاءِها التالي للعمل المعروض أصرّت على أن يكون تعيينها الأكاديمي ضمن فترة زمنيّة محددة ولم تتلقّى أي اعتراضات,  لتنال في النهاية مبتغاها بتصميمها الهادئ.

وفي مشاركة لعضو آخر حيث قالت: إنّ شعورها بعدم التقدير اللازم لتفانيها في الوظيفة – نتيجة سهولة انصياعها للأوامر- دفعها لاستخدام أساليب أفضل في وظيفتها وسرعان ما حصلت على عرضّي عمل! تقول كنتُ لِأوافق على أولّهِما حالما تلقيتُه قبل انضمامي للمجموعة! لكن الآن الأمر مختلف, حيث أخذتُ بعين الإعتبار بعض المتطلبات كالراتب والوقت وفاوضت أرباب العمل على ذلك وكليهما وافقا بلا تردد!

ختاميّة الكاتب:

مما لاحظته من لقاءاتِنا، أننا تبادلنا علومنا ومعارفنا أيضًا، خلال سعينا في تعلّم و اكتساب المهارات الشخصية فيما بيننا. ومن الجماليَات غير المتوقعة لهذه المجموعة أننا كونّا شبكة متينة من العلاقات, وعززنا التعاون بين تخصصات مختلفة لم تكُ لِتُشَكَّلَ خارج نطاق المجموعة.

وفي الأشهر القليلة المنصرمة، انضمّ لمجموعتنا أفراد جدد، تحيطُ بعضهم الشكوك بشأن ما إذا كانت هذه المجموعة مجدية حقًا، ليحلّوا محلّ من ساورتهم الشكوك ذاتها في البدايات، ثم غادروا مجموعتنا مدركِين لأهمية هذه المهارات، ولمقدار ما نستطيع تعليمهُ لأنفسنا.

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
اترك تعليقا