أين يقع مركز الكون؟ الإجابة حتمًا ستدهشك

جرّب أن ترفع رأسك إلى السماء في ليلة صافية، وحين ترى النجوم من حولك في كل اتجاه. ربما تشعر حينها كما لو كنت في مركز الكون. لكن هل نحن حقًا في المركز كما نتخيل؟ هل نحن بالفعل كما قال بطليموس الفلكي اليوناني في نظريته التي سادت طوال القرون الوسطي أننا في مركز الكون ؟ ، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فأين هو مركز الكون؟

ربما لو رجع بك الزمان إلى عام 1543 ميلادية، لشهدت أول محاولة لتفنيد آراء بطليموس ، على يد الفلكي البولندي نيكولا كوبرنيكوس .عندما أقنع الجميع أن الشمس وليست الأرض هي الأجدر بأن تكون مركزًا للكون ونرى ذلك في كتابه الشهير “عن دوران الأجرام السماوية”.

والذي تسلم النسخة الأولى منه وهو على فراش الموت، نعم مات الرجل لكن آراءَه كُتِب لها الحياة لمئات السنين، فقد نجح في تغيير فكرتنا عن مركز الكون حتى وإن ثبت عدم صحة كلامه  .

أين مركز الكون اليوم؟

يقول علم الفلك الحديث أن الكون، في الواقع، ليس لديه مركز، فقد نشأ كما تقول نظرية الإنفجار العظيم، من نقطة غاية في الضآلة والكثافة. ثم بدأ في التوسُّع  في كل اتجاه بالتساوي، ومازال توسُّع الكون سائرًا إلى اليوم. وهكذا، من دون أي نقطة للأصل، فالكون ليس لديه مركز. كل مكان على السطح يبدو كغيره، وكما هي الكرة لا يوجد مركز على سطحها، ولا يوجد حافة.

تخيل نملة تسير على بالون، سوف ترى النملة كونها ثنائي الأبعاد. ارسم نقاطًا على سطح البالون وواصل النفخ فيه، حينها سوف تبتعد النقاط عن بعضها البعض، تماما مثل المجرات في الكون الحقيقي. بالنسبة للنملة في هذا الكون ثنائي الأبعاد أي بُعد ثالث يمتد عموديًا على سطح البالون -مثل الانتقال نحو مركز البالون- ليس له أي معنىً فيزيائي.

إعلان

تقول باربارا رايدن عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة أوهايو

“يمكن للنملة أن تتحرك إلى الأمام والخلف، يمكن أن تذهب إلى اليسار أو اليمين، لكن ليس لديها مفهوم للأعلى والأسفل”
الكون الذي نعيش فيه هو نسخة ثلاثية الأبعاد من الكون الذي تعيش عليه نملة تجري على سطح بالون. ولكن القياس على البالون، بمساحته المحدودة، يمثل كونًا محدودًا بينما علماء الكون غير متأكدين من تطابق ذلك مع كوننا.

ستظل عمليات الرصد التي يقوم بها علماء الفلك دومًا محدودة، والسبب معروف فنحن لا نرصد سوى الأجسام التي تبعث موجات كهرومغناطيسية سواء موجات الضوء العادي أو حتى باقي مكونات الطيف الكهرومغناطيسي، من أشعة تحت حمراء أو فوق بنفسجية أو حتى أشعة إكس وأشعة جاما، وجميعها تنتشر عبر الكون بسرعة محدودة لا يمكن تجاوزها وهي سرعة الضوء البالغة حوالي 300 ألف كم في الثانية كما ثبت اينشتاين في نظرية النسبية. ولذلك لا تعطينا الأرصاد الفلكية سوى لمحة محدودة، بينما الكون كله يمكن أن يكون لانهائي. إذا كان هذا هو الحال، حينها يمكننا استبدال البالون في التجربة السابقة بلوح مطاطي مسطح، حينها يمتد إلى الأبد.

أما إذا كنت تفكر في كون ثلاثي الأبعاد، يمكنك حينها أن تتخيل قطعة من العجين مغطاة بالزبيب وهي تواصل عملية التخمر والانتفاخ دون توقف. الزبيب، في هذه الحالة، يمثل المجرات التي تحلق بعيدًا عن بعضها البعض. “إذا كان الكون لانهائي إذن لا يوجد مركز”
أما شكل الكون، فسوف يكون مسطحًا أو منحنيًا، وذلك يعتمد على إجمالي الكتلة والطاقة الموجودة به. إذا كانت الكتلة وكثافة الطاقة  متساوية  بالضبط -ما يسمى بالكثافة الحرجة- فان الكون سيكون مسطحًا مثل لوح من الورق، ويتوسع بمعدل ثابت. ولكن إذا كانت الكثافة أعلى، فإن الكون سوف ينحني مثل البالون. والجاذبية الكبيرة الناتجة عن هذه الكثافة المتزايدة من شأنها أن تبطئ التوسع الكوني، مما يؤدي إلى توقف النمو في نهاية المطاف وفي الوقت نفسه، عندما يكون الكون عند أقل من الكثافة الحرجة ، فإن التوسع الكوني سيسرع أكثر من ذلك. في هذا السيناريو، فإن الكون سيكون له انحناء سلبي، مع شكل نوعًا ما مثل السرج.

إذن هو في النهاية كون لانهائي، ليس له مركز.

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: زكريا أحمد عبد المطلب

تدقيق لغوي: آلاء الطيراوي

اترك تعليقا