طفح طُفيلي في عين فنان أصبح إحدى لوحاته!
أظهرت مجلة طبية نُشِرت من قبل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها صورة غلاف ملفتة لهذا الشهر، كانت لوحة لعيون بشرية مغطاة بالديدان الطويلة والمتموجة.
يصور العمل الديدان الخيطية الطفيلية، التي تُعرف أيضًا باسم ديدان Loa Loa أو ديدان العين الأفريقية. تنتشر الطفيليات بشكل أولي عن طريق لدغات الذباب في وسط وغرب أفريقيا، وفي كثير من الأحيان لا يدرك الناس أنهم مصابون حتى يكتشفوا دودة تتلوى في أعينهم!
ولكن القصة وراء اللوحة أكثر غرابة مما تفصح عنه الصورة!
بدأ الفنان بن تايلور، الذي استخدم اسم Mometo في أعماله الفنية، العمل على اللوحة في عام 2014. في ذلك الوقت، كانت مجرد صورة مليئة بأنماط التقويس والأشكال المتعرجة والبقع الملونة، كما عُرِضت على الإنترنت.
“لم أتمكن من الارتباط التام بالقطعة الفنية في ذلك الوقت، كان كفاحًا لاستكمالها، ولم أكن راضيًا عن النتيجة النهائية.”
حسبما كتب تايلور
“لم يكن لدي أي فكرة عما أرغمني على رسمها، أو ما تحاول قوله، وانقطعت في هذه الحالة غير المرضية لعدة أشهر. ولم أدرك كفاية بأنه سيتم الكشف عن الكل قريبًا، وأن هذه اللوحة كانت تتأثر من قبل كائنات أخرى“
قبل البدء بالرسم، انتقل “تايلور” إلى قرية في الغابة في غابون خلال صيف 2013. وكان يعاني من مشاكل صحية لم يتمكن الأطباء من تفسيرها، بما في ذلك آلام المفاصل، نتوءات في الجمجمة وحكة في الجلد وألم في الإخراجات التي تطلّبت دخول المستشفى. حيث أنه في غابون، خضع لما وصفه بحفل شفائي صحي.
بعد عودته إلى إنجلترا، وبالرغم من تدهور صحته على مدار العام ونصف العام، تفاقمت المشاكل الصحية التي كان يعاني منها.
وظهرت أعراض جديدة تسببت بالعمى المتكرر في عينَي تايلور مما جعله يحدق بالمرآة حتى ظهر له الجاني؛ إنها دودة Loa Loa المتلألئة التي كانت أطول من بوصة واحدة.
خضع تايلور للعلاج في كلية لندن للأمراض المدارية، حيث وجد الأطباء طُفيليين آخرين كانا -كما وصفهما تايلور-: “يحتفلان داخل جسدي لفترة غير معروفة”. وكما اتضح، كان لدى تايلور أيضًا دودة الانكلستوما و”Strongyloides” والمعروفة باسم الديدان الخطية. كمسافر هو لا يعرف من أين أصيب بهذه الإصابات، إلا أنه تم اكتشافها في الاختبارات السابقة.
كتب تايلور: “على الرغم من هذه الأخبار السيئة على ما يبدو، إلا أنني أفهم الآن نعمة الإصابة بمرض Loa Loa؛ فبدون هذه العدوى لبقيت الطفيليات الأخرى مخفية، عندها ستكون عواقبها قاتمة طويلة الأمد.
أثناء إقامة تايلور في المستشفى، تلقى أدوية مضادة للطفيليات. وعندما تعافى بعد العلاج، عاد تايلور إلى اللوحة مدركًا أن الصورة لم تنتهِ بعد!
رأى تايلور أن القطعة التي بدأها تتمحور حول “الخطوط الطويلة المموجة التي كانت لها نظرة وشعور واضح” حسب قوله.
“رأيت على الفور أن ما كنت قد رسمته ما هو إلا عين مصنوعة من الديدان بألوان زيتية، وبعد عدة أيام، تم الانتهاء من اللوحة”.
كان عمله بعنوان “the Host”
بشكل عام، تعتبر عدوى هذه الديدان مؤلمة ومزعجة، لكنها أقل ضررًا من الإصابة بطفيليات أخرى مشابهة.
على سبيل المثال، يسبب Onchocerca العمى النهري، وهو مرض استوائي شائع ينتشر عن طريق لدغات الذباب الأسود، يمكن أن يشوه البشرة و أن يترك الأشخاص مصابين بالعمى الدائم.
لا تزال العدوى التي تصيبها الLoa loa مهمة طبيًا حيث يُعتقد أنها تؤثر على 12 مليون شخص، مع أكثر من 29 مليون شخص في خطر العدوى.
عندما يتكون لدى المرضى مزيج من عدوى Loa Loa وأشكال أخرى من عدوى ديدان العين، بما في ذلك ال Onchocerca، يمكن أن تصبح علاجات الطفيليات الشائعة خطيرة ومميتة، مما يسبب تورمًا في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى غيبوبة أو الموت. فالعلماء ليسوا سببًا في ذلك، ولكنهم يعتقدون أن قتل أعداد كبيرة من الطفيليات في نفس الوقت يمكن أن يزيد من دفاعات الجسم المستضيف لها بطريقة ما. لذا من الضروري الحصول على فهم أفضل لهذه المخلوقات.
في حالة تايلور، قاد اكتشاف دودة العين الأطباء للعثور على إصابات أخرى قد تكون ضارة في جسمه مما جعل العلاج ممكنًا.
وكما كتب: “الهِبات والشفاء يمكن أن يأتِيا بطرق مختلفة وغريبة. ذهبت إلى الغابة طلبًا للمساعدة ولكن لم أدرك أنها ستأتي على شكل دودة”!