نصائح لمراقبة النجوم ستغيّر من رؤيتك للسماء

لا تحتاج إلى معدّات خاصة لمشاهدة النجوم

الخبر السارّ هنا هو أن الأمر لا يتطلّب معدّات خاصة لمشاهدة النجوم، حيث يمكنك اتّباع بعض الطرق السهلة لتحظى بتجربةٍ لا تُنسى.

بدأت هواية مراقبة النجوم من منذ فجر التاريخ، على أن رؤية النجوم كانت أسهل بعض الشيء في ذلك الوقت. واليوم، رغم ما يسببه التلوّث الضوئي من صعوبةٍ في رؤية السماء ليلًا، فمن الجيّد التعرّف على أكبر قدر ممكن من النصائح التي من شأنها تسهيل رؤية أكبر التكوينات النجمية، وأكثرها سطوعًا وتميّزًا في الفضاء. باختيارك لليلة صافية بما فيه الكفاية، يمكنك وبكل وضوح رؤية الكثير، ابتداءً من الكواكب وحتى مجرّة درب التبانة. لا تدع الاسم يخدعك؛ فهي ليست نوعًا من أنواع الحلوى، على الرغم من أن الاستمتاع بواحدة منها أثناء تأمّلك النجوم لا يضرّ أيضًا.

يعدّ استكشاف السماء ليلًا وسيلةً تجلب لك الهدوء والسكينة أثناء ممارستها في المنزل، وخاصةً مع تبدّل المواسم. وفي حين أن ليالي الصيف غالبًا ما تصحبها درجات حرارة عالية ورطبة، إلى جانب تلك الحشرات الصيفية بأنواعها، فإن الخريف يعتبر الوقت المثالي لرؤية كل ما في جعبة السماء، إذ لن تكون مضطرًا لاستنشاق رذاذ الحشرات المزعج أو روائح التعرّق العالقة في جو الصيف الرطب. في المقابل، شيءٌ ما يميّز الخريف، ففيه تخاطب الطبيعة أعماقنا من خلال هذا المشهد الذي يتجلّى فيه النسيم العليل وسكون الليل مع ظلمته التي ينيرها ضوء البدر في تمامه. للتمتّع بكل ما سبق، اتبعْ ما يلي من نصائح وأدوات تضمن لك تجربة لن تتكرر.

تمتّع برؤية الفضاء الخارجيّ من داخل منزلك

قد يبدو الأمر غريبًا، إلا أن مراقبة النجوم تصبح أكثر متعة عندما تُنفّذ بطريقة مريحة. تخيّل مدى الراحة التي ستشعر بها عند الجلوس على بطانية أو منشفة على أرض حديقتك، إلى جانب بعض الكاكاو الساخن أو مشروبك الصيفيّ المفضّل، وعند مشاهدة النجوم في الصباح الباكر، فإن احتساء فنجان من القهوة الساخنة أو المثلّجة يكفي لتدفئة الشخص وجعله متيقظًا، حتى لا يعود قادرًا على تفويت رؤية شهابٍ واحد قطّ.

ولإضافة مزيدٍ من التسلية، لا بدّ أن تحظى ببعض الوجبات الخفيفة أثناء المشاهدة، خاصة مع تواجد أطفالك من حولك، كما يمكنك تشغيل الراديو أو بعض الموسيقى المنخفضة، لتكسر شيئًا من صمت المكان. قد لا يرى البعض ذلك فكرة جيّدة؛ فالبعض يميل للأجواء الصامتة أكثر. ولكن على أيّ  حال، قد تساعد بعض الألحان الهادئة في تعزيز الحالة المزاجية ولو قليلًا. وعليك أن تحرص على إطفاء أضواء المنزل أيضًا، واستبدلها بإحضار بعض الفوانيس والمصابيح الكهربائية للخارج، إذ قد تسلب أضواء المنزل بعض التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما تضيع دون توفّر عتمة كاملة.

إعلان

هل تحتاج إلى تلسكوب؟

الإجابة باختصار هي “لا”، لكن امتلاك واحد منها لا يضرّ أيضًا. فقد بات أمر الحصول على تلسكوب في أيامنا هذه أكثر سهولة مما سبق. أما عن أولئك المهتمين في الاستثمار في مراقبة النجوم والسماء ليلًا، فإنه لا شكّ من ضرورة ومنفعة امتلاك واحد منها. يمنحك اقتناء التلسكوب ميزات عدّة، منها وجود عدسات أقوى وأُخرى متغيرة، تسمح لك بتكبير الصورة وتصغيرها بسهولة وتحديد مناطق معينة من السماء. كما يمكن توصيل الكاميرا بالعديد من التلسكوبات، مما يعطيك فرصةً أكبر لالتقاط صور لكل ما تراه أمامك. زد على ذلك ما ستتجنبه من إجهادٍ لعينيك عندما تقوم بتحديد نطاق نجم، إذ يوفر عليك التلسكوب عناء هذه العملية.

بالنسبة لمن لا يرغب باستخدام التلسكوب، فيمكنه استخدام المنظار عوضًا عن ذلك. قد تحتاج لبعض المهارات العالية والجيّدة لرؤية بعض خصائص السماء الدقيقة، ولكن على أيّ  حال، يمكن أن يفي مقدار التكبير الذي يتيحُه المنظار بالغرض. يمكنك الحصول على مناظير فلكية معينة بسهولة هذه الأيام، وبعضها يُباع بأسعارٍ مُيسّرة أكثر من التلسكوبات، وهي أيضًا رائعة للمشاهدة أثناء التنقّل، كما أن حجمها مثاليّ، إذ يمكنك حملها عند الذهاب لرحلات التخييم والمشي لمسافات طويلة.

بعض أنواع مخططات السماء

لم يولد أي منّا بمعرفة مسبقة وتامّة عن الفضاء الخارجي أو مكان تواجد الأشياء فيه؛ لذا كان لوضع مخطط للسماء فائدة كبيرة جدًا لتحديد مواقع النجوم. جلّ ما يتطلّبه الأمر هو العمل على ضبط الإحداثيات والتوقيت، حتى تغدو توقّعات مراقبي النجوم لما يرونه في السماء أسهل وأوضح في أي يوم من أيام السنة. وفي وقتنا الحاضر، أصبحت تطبيقات الهواتف الذكية تشمل هذه العملية أيضًا، فكل ما على المستخدم فعله هو توجيه هاتفه إلى السماء فقط، ليتكفّل التطبيق بكل العمل نيابة عنه، إذ يحدّد أي الأبراج والنجوم والكواكب يقع ضمن نطاق المشاهدة بدقّة عالية. بعد الاطلاع على ما تقدّمه لك هذه المخططات من معلومات، يمكنك عندها استخدام التلسكوب أو المناظير لرؤية ما لم تكن لتعرف بوجوده أبدًا.

إذا كنت ممن يمتلك تلسكوبًا أو يفكّر في شراء واحد، تأكّد من أنه مزود بمنظار Finderscope، فهذا سيساعدك في تحديد مواقع معينة بدقّة في السماء، بالإضافة إلى حريّة التحكم بوضعية التوجيه التي تريدها، ومن الجيّد أن ترى إذا كان مزوّد بجهاز استكشاف البقع الحمراء، فهي تفيد على وجه الخصوص أولئك الشغوفين بمراقبة السماء، الذين يهتمون بالارتقاء بمستوى هوايتهم في مراقبة النجوم.

مصدر الترجمة

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: سلمى عصام الدين

ترجمة: دعاء الكيلاني

اترك تعليقا