الجمعة السوداء وتأثيرها في الجانب الاقتصادي

الجمعة السوداء أو “black Friday” كما أُحِب تسميتها في “مهرجان التسوق”، والذي يأتي عادةً بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكيَّة وعادةً ما يكون في نهاية شهر نوفمبر من كل عام، ويُعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد.

كيف نشأت الجمعة السوداء ولماذا تغير الاسم فتحولت إلى الجمعة البيضاء؟

في هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروضٍ وخصوماتٍ كبيرة، ولذلك تجد أعدادًا هائلة من المستهلكين يتجمهرون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها، وعند الافتتاح تبدأ الجموع بالتقافز والركض؛ كلٌ يرغب بأن يحصل على النصيب الأكبر من البضائع المخفضة الثمن. ويشارك عدد من المواقع الكبيرة المتخصصة فى التسوق الإلكترونيِّ على الإنترنت مثل أمازون وإيباي في فعاليات ذلك اليوم بعرض خصوماتٍ هائلة على منتجاتها، أو تقديم عرض خاص جدًا على منتج معين يتغير كل ساعة.

قابلتها ردة فعل الدول العربيَّة والإسلاميَّة بإطلاق يوم الجمعة البيضاء “white Friday” نظرًا لخصوصيَّة يوم الجمعة لدى العرب عمومًا والمسلمين خصوصًا، فلم يتحمل الأمراء إلا بتسميتها بالجمعة البيضاء. وقد تباينت الآراء حول جدوى اختيار مناسبة أمريكيَّة لإعادة استهلاكها عربيًّا، وكان من ضمن الآراء أن يتم اختيار يوم جمعة سابق لشهر رمضان أو عيد الفطر أو عيد الأضحى بحيث يكون مناسبًا للثقافة العربيَّة والإسلاميَّة بعيدًا عن التقليد الأعمى للغرب.

الجمعة السوداء والجانب الاقتصاديِّ: 

أما التفسير الاقتصاديِّ لترويج البضائع والسلع المختلفة وإقامة مختلف المواقع الجديدة فيكون لتدعيم خدمة تقديم الغذاء إلى مختلف الزائرين وترويج مختلف البضائع والأطعمة، كما لو أن سلعة خُفضت من 500$ إلى 350$ فهذه 150$ قد وُفرت من قبل المستهلك إذا كانت السلعة ضروريَّة، أما إذا كانت سلعة كماليَّة (ليس في حاجة للحصول عليها) فتكون قد اُستهلكت من قبل المستهلك.

وإذا كانت الجمعة السوداء الأمريكيَّة هي مناسبة لإعادة تشغيل الاقتصاد وبعثه من جديد في ظل مستويات جيدة من الدخل الفرديِّ ومستوى لابأس به من العيش العام، فإن الجمعة البيضاء العربيَّة والإسلاميَّة في ظل اقتصاديات الركود والبطالة وتدني مستوى العيش فهي مناسبة لاستنزاف ما تبقى من الدخول الفرديَّة ووضع الكثير على حافة الفقر، ويقابلها التوازن الاقتصاديِّ في منظومة النظام الاقتصاديِّ الإسلاميِّ بين مجتمعين متصارعين: مجتمع رعوي ومجتمع زراعي، فبعد عيد الفطر الذي تزدهر فيه تجارة مجتمع الزراعة لا بد من طقس يأتي لترويج تجارة مجتمع الرعي.

إعلان

وحرصت بعض الدول على تكرار التجربة الأمريكيَّة فى تطبيق يوم الجمعة السوداء لديها؛ للخروج من حالة الكساد فى الأسواق ومن أهم تلك الدول: بريطانيا، وكندا، والمكسيك، ورومانيا، والهند، وفرنسا، والنرويج، وأستراليا. كما تجاوزت فواتير الشراء مليون و400 ألف يورو في إسبانيا في يوم الجمعة السوداء وغيرها في البلدان.

قد يعجبك أيضًا: سيكولوجية التسعير:  أثر العوامل النفسية على إدراك الناس للأسعار

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: أريج خضر

تدقيق لغوي: دعاء شلبي

الصورة: pixabay

اترك تعليقا