تقنيات جديدة في الذكاء الاصطناعي قد تهدد الوجود البشري
الذكاء الاصطناعي يخلق وجوهًا بشرية لم تكن قط موجودة على ظهر كوكبنا
انظر إلى هذه العائلة بتمعّن، هل تلاحظ شيئًا سوى أنّهم متشابهون ليس بلون البشرة فحسب بل بشكل العيون والأنف .. الخ يؤسفني أن أخبرك أنّ هذه العائلة الجميلة غير موجودة ولم تعِش على هذا الكوكب قطّ، كما أنّ هذه الصور ليس صورًا لأشخاصٍ آخرين قد عُدِّلت ببرامج تحرير الصور، هذه الصور موّلدة بواسطة برامج توليد وجوه بشرية تعتمد الذكاء الاصطناعي والتغذية بكميات هائلة من البيانات.
طوّرت شركة Nvidia هذه التقنية بالاعتماد على خبرتها العريضة في مجال معالجة الصور، وكان عِماد هذه التقنية البيانات الضخمة التي أصبحت الآن متوفّرة لدى كثير من الشركات بفضل الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي.
الآن لننظر إلى هذه الوجوه، هل تستطيع تخمين أي منها حقيقي وأي منها مولّد باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
الوجوه ضمن المستطيل الأخضر الأفقي وكذلك المستطيل الأخضر العمودي هي الوجوه الحقيقية فقط أما البقية فهي مولّدة بالاعتماد على وجهين أحدهما في السطر الأعلى والآخر بالعمود الأيسر، بالطبع هناك بعض الشبه بين الوجه الأصلي والوجه الجديد لكنه شبه فقط وليس تعديل بالفوتوشوب وبإمكانك ملاحظة وجود عدّة مستويات من التشابه حيث يمكن التحكم بمدى التشويش الذي يُطبَّق على الوجه الأصلي للوصول للوجه الهدف.
الجدير بالذكر أنّه قد جرى في الصين منذ فترة قريبة تجربة تقديم نشرة أخبار بواسطة مذيعة افتراضية، كما أنّ تقنيات توليد الأصوات البشرية تتقدّم بسرعة كبيرة، حيث يمكن توليد صوت بشري يشبه صوت أي شخص بعد توفير عدّة عيّنات من صوته، الآن تخيّل الدمج بين هاتين التقنيتين، سنحصل على طاقم كامل من الموظفين يقدّمون الأخبار ويجرون الحوارات وفوق كلّ ذلك جميعهم يملكون أعلى المؤهّلات، فهم سيتقنون جميع اللغات ويحفظون كميّات كبيرة جدًّا من المعلومات (بما أنّهم جزء من منظومة حاسوبيّة).
إذًا ليست الوظائف الروتينيّة كترتيب المنتجات وتعليبها وتخزينها ونقلها هي الوظائف الوحيدة المهدّدة بواسطة الروبوتات التي تزداد ذكاء يومًا بعد يوم، بل شريحة جديدة من الوظائف التي تتّسم بأنّها بشريّة إلى حدٍّ كبير ولم يكن يتخيّل أحد أنّ الروبوتات ستقتنصها من بين أيدينا نحن البشر.
هل أزيدكم من الشعر بيتًا؟! انظر إلى هذه اللوحة الفنيّة ..
اللوحة السابقة رُسِمت بتقنيّة (جيه ايه ان) بواسطة فريق “أوبفيوس” Obvious وعُرِضت للبيع في دار كريستي للمزادات وبيعت 432500 دولار أمريكي.
لن يتّسع المقال لذكر كلّ إنجازات الذكاء الاصطناعي بالتفصيل، لكن سأكتفي بالتذكير بأنّ الذكاء الصناعي قد أنتج شعرًا وموسيقا وأعمال رسم وديكور ومناظر طبيعيّة، وإنشاء الوجوه البشرية كان آخر ما وصل له.
كانت شركة ايكيا الشهيرة قد عرضت في وقتٍ سابق نماذج لمفروشات غير موجودة قد تمّ توليدها بنفس التقنية المذكورة أعلاه، والتي تستطيع أيضًا توليد موديلات سيّارات فريدة وجديدة، والأكثر طرافة أنّها استطاعت أيضًا توليد صور قطط أيضًا.
يبدو أنّ تسونامي الذكاء الاصطناعي الذي سيعصف بمعظم الوظائف حتى تلك التي ظنّنا على الدوام أنّها بشريّة ولا يمكن للروبوتات أو الذكاء الاصطناعي أن ينال منها، ومن يدري متى يصل الذكاء الاصطناعي لصناعة أدواتٍ أذكى منه، بحيث يستطيع التخلي حتّى عن المبرمجين الذين أنشؤوه.
أخيرًا أترككم مع هذا الفيديو الذي يعرض تقنية انفيديا في توليد الصور البشرية من الشركة نفسها.