لماذا يفتقر بعض الأشخاص للتعاطف؟ والكيفيّة الأمثل للتعامل معهم..
لا شكَّ أنَّنَا قد تواصلنا في حياتنا مع بعض أُناسٍ يبدو أنَّهم يفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين في أُسلوبِهم. وقد تتركُ هذهِ التجارب شيئًا في نفوسِ الأشخاص من شعورٍ بالإحباطِ، والغضبِ، والخيبةِ، والخذلان، في وقتٍ كانوا فيهِ بحاجةٍ للدعم. ويصبح الأمرُ أكثر إيلامًا في حال كنتَ في علاقةٍ مع شخصٍ يرفضُ وضع نفسه بدلًا منك في بعض المواقف، وبالأخص حينما يكونُ هذا الشخص من أصدقائك، أو أحد أفراد عائِلتك، حيث يتطلّبُ الأمرُ محادَثَتُهم بشكلٍ دائمٍ.
فما هو مفهوم التعاطف بالضبط؟ ولِمَ يفتقرُهُ بعض الأشخاص؟ وكيف نتعامل مع مَن يمرّون في هذه الحالة؟
أولاً: مفهومُ التعاطف
يُعرَف التعاطف بِأنّه َتجرِبَةُ فَهم أفكارِ، ومشاعرِ، وظروفِ الشخص الأخر من وُجْهَةِ نظرهِ هو لا من وجهة نظرك أنت. بحيث تحاول أن تتخيل نفسَك بموضعهِ حتّى تفهم ماذا يواجه ويشعرُ.
يقول دانيل جولمان:
إنّ التعاطفَ والرحمةَ الحقيقية ليست مجرّد أن تشعُرَ بألمِ الآخر، بل أيضًا أنْ تكُون مستعدًا لمساعدتهِ وإعانتهِ حتّى يشعرَ بالارتياح.
ثانيًا: السبب وراء افتقار بعض الأشخاص للتعاطف
بالرغمِ من أنّ التعاطفَ والشعور بالآخرين شيءٌ فطريُ لكنّه قد يكون مهارةً مكتَسَبةً أيضًا، تتشكل من خلالِ تواصلنا مع الآخرين منذ ولادتنا، ومِن المحيط الذي نعيش فيه، فيجبرنا التعاطف على لمس أحاسيسنا ومشاعرنا.
إضافةً إلى ذلك، فالأشخاص الذين لا يشعرون بالآخرين يكونون قد نشأوا في بيئةٍ تفتَقِر للتعاطف والرحمة فيما بينهم. والنتيجة هي أنّ هؤلاء الأشخاص يفتقرونَ للعطفِ على أنفسِهم أولاً وحبِّها والتواصل معها.
ثالثًا: الكيفية الأمثل للتعامل معهم
-
عدم أخذِ عصبيتهم وانتقاداتهم على الصعيد الشخصي
ما أعنيهِ هنا، أنّه بإمكانِك الإنخراط في الدائرة العاطفية معهم، وهذا ليس بخللٍ منك ولكن تذكّر أنّ الطرف الأخر هو الذي يعاني من مشكلة التواصل العاطفي.
-
عدم محاولة الإفصاح عن مشاعرك أمامهم
إنَّ محاولةَ ترسيخ وزرع التعاطف فيهم، هي مجرد ضياع لوقتكَ وطاقتكَ من أجلهم، الأمر الذي سيقود إلى زيادة غضبهم وحكمهم عليك بشكلٍ دائمٍ.
-
التحدّث معهم عن الحقائق
فبدلًا من حديثك معهم عمّا تشعُر به أو عن تأثرك من تصرفٍ قاموا بهِ، حاول محادثَتُهم عن أمورٍ أكثرَ واقعيّة، الأمر الذي لا يُشعرُهم بكثرةِ لومِ أنفسِهم.
-
حاول جعل مسافة بينكما إن كان لا يعيش معك
وهذا لا يعني أن تقطع علاقتك مع أمثالهم، بل ما قصدتهُ هو وضعُ حواجزَ وحدودَ بينكما إضافةً إلى حذرِكَ وحيطتكَ عند التواصلِ معهم، محاوِلًا تجنُّبَ المجادلاتِ والمشاحناتِ وغير ذلك.
-
توطيد العلاقة مع الأشخاص الذين تثق بهم
امضِ وقتك مع الأشخاص الذين تثق بهم وتشعر بالأمان معهم، فهذا سَيُشعرُكَ بالراحة عندما تشاركهم عالمكَ الداخليّ ومشاعرك.
-
اتخذ المواقف المحببة لنفسك
امنح نفسك الكثير من الحب، والأكل الصحيّ، والراحة الكافية، وطارد أحلامكَ وأهدافكَ واشتغل على نفسك وأَحِطها بالأشخاصِ المتفائِلين.
-
كن على ثقة أنّ قيمتك لنفسك لا تعتمد على أرائِهم
إنّ تقييمنا لأنفسِنَا لا يعتمد أبدًا على الآخرين. فهذا القرار يعودُ إلينا ونحن من نتحكم به.
وفي النهاية، إذا كان الشخص الذي تتعامل معه لديه استعدادٌ للتغيير ويعتني بالمشاعر والعواطف فأنت أمامَ فرصةٍ حقيقيةٍ لا يجب أن تفوتَكَ. فما عليكَ إلّا تقويةُ علاقتكَ به.
تدقيق: فاطمة الملّاح