نيتشه الإنسان الأعلى
يقدم نيتشه بديلاً للإله وهو الإنسان الأعلى ، مفهوم “الإنسان الأعلى” يظهر بشكل متناثر في الكثير من كتبه، لكنه أخذ شٌهرة واسعة عندما ذكر في كتابه الشهير “هكذا تكلم زرادشت” والذي نُشر في 1883م، وهو عبارة عن رواية فلسفية بطلها “زرادشت” مؤسس الديانة الزرادشتية المنتشرة في إيران. واعتبر نيتشه هذا الكتاب بمثابة “إنجيل” خاص به، فعلى البشرية جمعاء أن تنتظر الإنسان الأعلى، فالإنسان الحالي ليس إلا مرحلة وسيطة، لا هدف لها سوى الوصول إلى الإنسان الأعلى.
نیتشه یتغنى دائمًا بالإنسان الأعلى، الذي یحطم كل القیم وكل المقاییس البشریة، لا بد ألا يكون للإنسان الأعلى أي عقبات بما فيها “الإله”، فالإنسان الأعلى ليس لطموحه حدٌ فهو دائم التطور، فهو “حيوان ناقص” أي يجب دائمًا أن يعمل على تحسين ذاته، وبالتالي هو “خالق ذاته” فلا يوجد -حسبما اعتقد نيتشه- ما هو أعلى أو أقوى منه كي يخلقه أو يطوره، والقوة لدى الإنسان إنما “تظهر في الإبداع والاستقلال والتحكم في النفس ومغالبة الظروف وقهر الصعاب حتى یبقى الإنسان سید نفسه وسید الأرض”.